|
في خيارات الكرد السوريين
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 4275 - 2013 / 11 / 14 - 12:48
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
في خيارات الكرد السوريين
على مايبدو لم يعد للأطراف المعنية بالقضية السورية معارضات وموالاة وأطرافا إقليمية هما آخر سوى الموضوع الكردي وكأن هؤلاء أنجزوا ماوعدوا به الشعب السوري من اسقاط لنظام الاستبداد وتحويل الجناة الى المحاكم الجنائية الدولية واجراء التغيير الديموقراطي وطرد المسلحين الأجانب وإعادة ملايين النازحين الى ديارهم وتقديم كل أوجه الدعم الاغاثي والصحي وتحقيق الأمن والاستقرار وإعادة اعمار ماهدمته قوى النظام خلال مايقارب الثلاثة أعوام فبعد اقدام طرف حزبي كردي على اعلان – ادارته الذاتية - في بعض المناطق أصبح الشعب الكردي السوري برمته متهما وهدفا في متناول أكثر من جهة سياسية وإعلامية بين من اعتبر خطأ فعل حزب الاتحاد الديموقراطي وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني التركي تعبيرا عن إرادة وقرار جميع الكرد السوريين ونعتهم بالانفصاليين مستغلي ظروف الأزمة السورية خارجين عن الخط الوطني وأعداء للثورة وبين من اعتقد خطأ أيضا أن الخطوة جاءت بإرادة حرة من جانب الكرد كحق طبيعي لشعب يستحق أن يقرر مصيره مثل أي شعب آخر في العالم وبين من شخص المسألة برمتها كجزء من مخطط النظام لتفتيت المجتمع وتأليب الكرد على الثورة والخروج عليها كجزء من المخطط العام في استثمار مايسميه النظام " أقليات " وتنصيب نفسه زورا حاميا لها . لقد كشفت ردود الفعل على اعلان – ب ي د - عن مدى جهل المعنيين وبشكل خاص جماعات – المعارضات – والعديد من المنابر والفضائيات العربية المتابعة للأزمة السورية لحقيقة الوضع الكردي السوري وتاريخ الحركة الوطنية الكردية المشرف منذ أكثر من نصف قرن ودورها في معارضة النظام ومواجهته منذ عقود وحتى الآن وماقدمه مناضلوها بالألوف من تضحيات شهداء وسجناء ومعتقلين ومجردين من الجنسية والحقوق المدنية والموقف الحقيقي من الثورة والوطن والدولة ومدى مواكبة الحراك الشبابي الكردي الثوري لتحولات الانتفاضة السلمية وصولا الى الثورة والمقاومة وعدم التميز بين الحركة الكردية الأصلية والتاريخية وبين دخلاء غرباء تسللوا تحت جنح الظلام ليفرضوا قرارهم بدعم النظام وتحت التهديد بقوة السلاح . فالوطنييون الكرد السورييون والأكثرية الصامتة ومنظمات المجتمع المدني وبخلاف مواقف الأحزاب متمسكون بعدد من الثوابت ومنها : أن قضية الشعب الكردي السوري القومية لن تحل بالعدل وحقوقه لن تنتزع حسب ارادته الحرة الا في ظل النظام الديموقراطي التعددي حيث عانى كل صنوف الاضطهاد والحرمان وتغيير التركيب الديموغرافي لمناطقه وتطبيق ( الحزام والاحصاء ) جراء الأنظمة الاستبدادية وبشكل خاص وأساسي في ظل نظام الأسد الأب والابن الذي بلغت الشوفينية والقمع أوجه من خلال التعامل الأمني مع الملف الكردي وحبك المخططات لاختراق الحركة الكردية السورية وتفجيرها من الداخل واستخدام – ب ك ك – في صراعاته الإقليمية وكذلك في مواجهة فدرالية إقليم كردستان العراق . وأن اندلاع ثورة الحرية والكرامة بشعارات قواهاالمعلنة وأهدافها الواضحة في تفكيك سلطة الاستبداد واجراء التغيير والإصلاح وصياغة دستور جديد يضمن حقوق جميع المكونات بمافيهم الكرد شكل فرصة تاريخية لن تعوض للسوريين عموما وللكرد على وجه الخصوص باعتبارهم يعانون اضطهادا مزدوجا ( سياسي اجتماعي اقتصادي مثل الآخرين وقومي عنصري خاص بهم ) لذلك فقد كان الموقع الكردي الطبيعي ضمن صفوف الثورة والى جانبها وهذا ما مارسه الحراك الشبابي الثوري الكردي باحتضان جماهيري واسع وتجاوب قطاعات وطنية سياسية الا أن جاءت الأحزاب الكردية ومجلسيهما وبارتباط واضح مع أجندة خارج الحدود لانتهاج سياسة ( موالاة النظام ومهادنته ) واعتراض ومواجهة الحراك الشبابي في معركة تميل فيها موازين الإمكانيات المادية والتسليحية – بسبب الدعم الخارجي – لمصلحة الأحزاب والمجلسين . وأن هناك افتراق بين غالبية الشعب الكردي من جهة وبين الأحزاب – بمجلسيه – من الجهة الأخرى التي وبكل أسف تقف الآن في صف التيار المهادن في المعارضات الباحثة عن صفقة عبر جنيف2 تبقي على النظام ومؤسساته وترضى بحلول غير واضحة وغير مضمونة على حساب دماء الشهداء فجماعة – مجلس غرب كردستان – تتخندق في وفد – هيئة التنسيق – وهي الذراع – المعارض – للنظام المدعوم أيضا من ايران وروسيا وجماعة – المجلس الكردي – ( لحقت حالها ) من أجل عيون جنيف ووقف وفدها في اجتماع الائتلاف الأخير في صفوف التيار المتوجه الى المؤتمر بعكس مصالح الكرد الحقيقية الداعية الى الوقوف مع قوى الثورة وبرنامجها في اسقاط النظام وعدم المساومة على دماء الشهداء . لقد أراد أراد النظام منذ بداية الانتفاضة خلق معادلة ثنائية أمام أنظار المجتمع الدولي تخيره اما بالوقوف الى جانبه على كل علاته وبكل جرائمه وخطورته على أمن واستقرار سوريا والمنطقة واما المساهمة في تعزيز مواقع ( القوى الإسلامية الإرهابية وتنظيم القاعدة ) اذا ماتم دعم واسناد الانتفاضة الثورية الهادفة الى اسقاطه واجراء التغيير الديموقراطي وبانتظار المواقف الخارجية لم يتورع النظام وحلفائه الإيرانيين والعراقيين والروس في استخدام أية وسيلة وبكل الطرق لاستقدام مسلحي وأنصار القاعدة بكل أجنحتها من ايران والسجون السورية والعراقية الى جانب جلب مقاتلي – ب ك ك – وحزب الله – وكتائب الفضل عباس – لأغراض مكملة واستخدامها وقت الحاجة في خدمة الهدف المرسوم . وبخصوص الحالة الكردية الخاصة تم استخدام المعادلة الثنائية ذاتها اعتمادا على الأحزاب الكردية لمواجهة الحراك الشبابي الثوري المحتضن جماهيريا وفي خطين متوازيين استعدادا لاعتماد احدهما في الأول إقامة – المجلس الكردي – بتشجيع النظام ورعايته غير المباشرة وعبر دعم واسناد أوساط قريبة منه وفي الثاني عودة العلاقة الى سابق عهدها بين أجهزة النظام وقيادة – حزب العمال الكردستاني – وابرام صفقة يتضمن أحد بنودها عودة الآلاف من مسلحي الحزب من جبال – قنديل – وتركيا بدعم وتسهيل من ايران وأطراف أخرى ليس من أجل المشاركة بالثورة بكل تأكيد . في المرحلة الأخيرة من المخطط وقع الاختيار على – مجلس غرب كردستان – وليس على – المجلس الكردي – للقيام بالمهمة الموكولة في احياء المعادلة الثنائية المنشودة باختلاق مواجهات عسكرية في بعض المناطق والمدن ذات الغالبية الكردية مثل حلب وعفرين وسري كاني – رأس العين – وتل أبيض وبعض مناطق الجزيرة بين قوات – ب ي د – وفصائل – جبهة النصرة – و – داعش - أي وضع الشعب الكردي السوري أمام خيارين لاثالث بينهما اما الوقوف الى جانب جماعات – ب ك ك – أو الجماعات ( الإسلامية الأخرى ) وهذا ماكنا نتمنى أن يعيه المعنييون بالملف السوري . الآن وقد توزعت الأحزاب الكردية بين أجنحة – المعارضات - من دون أي اعتبار للحراك الشبابي والإرادة الشعبية الكردية المغلوبة على أمرها كما شكل – الائتلاف – حكومته تمهيدا للذهاب الى جنيف2 من دون الرجوع الى إرادة السوريين وثورتهم وأعلن – ب ي د – ادارته ليفرضها على الكرد والمكونات الأخرى بقوة السلاح وكل طرف يطالب الشعب بتأييده وحسب ظني فان الوطنيين الكرد المؤمنين بالثورة والمشاركون فيها لتجاوبوا مع بيان – الائتلاف – الأخير حول إدارة – ب ي د – المعلنة لو صدر من طرف وطني صادق يمثل الثورة حقا وحقيقة ويتخذ مواقف صحيحة تجاه النظام وجنيف2 ويؤمن بسوريا تعددية جديدة وبالشراكة بين مكوناتها ويحترم إرادة الكرد ولوقفوا الى جانب الإدارة المعلنه لو لم يكن أصحابها في خدمة أجندة النظام وبالضد من الثورة الوطنية السورية وينتهجون وسائل القمع والاستبداد لذلك أرى أن المصالح القومية والوطنية تقضي بعدم االمراهنة على الطرفين والبحث عن الخيار الثالث وهو البديل الوطني الذي تشكل الثورة نواته والشعب مرجعيته.
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
روسيا - السوداء ! -
-
تحية الى المنظمة الوطنية للشباب الكرد - سوز -
-
في ثوابت الثورة ومتحولاتها
-
- الاتحاد الوطني الكردستاني - وأسباب الهزيمة
-
لاترموا بفشلكم على عاتق - الأقليات - !
-
المخادعون
-
نحو حوار صريح بين عرب وكرد سوريا
-
صلاح بدرالدين يحاضر في معهد التنمية
-
ملاحظات على موقف الرئيس الفلسطيني
-
مخطط اقليمي لتوريط الكرد السوريين
-
مبادرة الاتحاد ضد الاستبداد
-
ومازال كونفرانس الخامس من آب منعقدا
-
هل جماعات – ب ك ك – السورية ظاهرة أمنية ؟
-
في القضية الكردية السورية
-
ولكن من أين يبدأ ال - تمرد - السوري
-
قليلا من - تمرد - على المعارضات
-
في مصر ثورة على - الثورة -
-
الطريق الى - جنيف 2 - يمر من عامودا
-
في عامودا مشروع ثورة لتصحيح المسار
-
ياثوار مصر : حذارى من الوقوع في الفخ
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|