طارق عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 4275 - 2013 / 11 / 14 - 11:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين
لقد كانت تجربة الشعب العراقي بما يسمى بالعملية الديمقراطية جديدة وتصور البعض بان الخلاص أتي لاريب فيه بالقضاء على الديكتاتورية الصدامية التي استباحت كل القيم الانسانية والاعراف والتقاليد وكان الشعب العراقي صبورا جدا اكثر من المطلوب وخرج للانتخابات في ظروف عصيبة وكان مهددا بالقتل ولكنه خرج متاثرا بعض الاحيان بالدعايات الوطنية والتي كانت مبطنة بالطائفية وانتخب وليته لم ينتخب ووقع في الفخ بحجج مختلفة متأثرا بدعايات الاسلام السياسي ولم يكن اي من الاحزاب يمثل طائفة ولم تكن الاحزاب سوى تشويها للحقيقة والدين وكانت تمثل قادتها والسياسيين الجدد فلا يوجد حزب يمثل مصالح السنة ولا حزب يمثل مصالح الشيعة وكان انتخبا طائفيا حيث ان الملحدين انتخبوا الطائفة ايضا , لقد كان حصاد عشرة سنوات من الحكم عبارة عن نهب ثروات الشعب واهدار ميزانيته التي تبلغ مائة وعشرين مليار دولار امريكي اي انها تعادل ميزانية اربعة دول وهي مصر وسوريا ولبنان والاردن ,ان الاعتراف بالخطأ فضيلة ولكن تكرار الخطأ لا يغتفر .لقد بدا صبر الشعب العراقي ينفذ رويدا رويدا وخرج بتظاهرات مختلفة تم قمعها بقسوة بحيث سقط بعض الشهداء ومع الوقت تنامت روح المقاومة وخرجت تظاهرات في ذي قار مثلا حاولت السلطات منعها بدون فائدة وخرجت تظاهرات اخرى في البصرة وميسان والانبار وكركوك بشعارات موحدة وهي اسقاط حق البرلمانيين في التقاعد , البرلماني الذي يداوم اربعة سنوات ويتمتع بحقوق ورواتب شهرية ومخصصات حماية وسكن وسفر وايفاد وبالاضافة الى هذه المميزات والمخصصات يستلم رواتب تقاعد مدى الحياة , وكان قرار المحكمة الاتحادية استجابة للتظاهرات والمطالبات المتكررة في 31-8-2013 و 6-10-2013 باصدار الحكم التاريخي الذي يحرم النائب من التقاعد وله اثر رجعي اي انه يشمل الجمعية الوطنية والدورتين النيابيتين واصدر وزير المالية أمر بايقاف الرواتب التقاعدية للنواب , اما النصر الشعبي الثاني فهو قرار محكمة التمييز ببطلان امر ايقاف قناة البغدادية وتعويضها عما نتج لها من خسائر مادية نتيجة هذا الاغلاق .سوف يستمر الشعب العراقي بالمطالبة بحقوقه بلا تراجع وبكل اصرار وفي مقدمتها ارجاع الاموال المنهوبة ومحاسبة المختلسين والمخالفين للقوانين من اجل توفير السكن للفقراء وخاصة الايتام والارامل وكل من يستحق الرعاية الاجتماعية والغاء ما يسمى بالتقاعد الجهادي الذي ان دل على شيئ فيدل على زيادة النهب والسلب ان وتطبيق قوانين المحسوبية والمنسوبية مبدأ شيلني وأشيلك . ان تطبيق هذا المبدأ سيكون وصمة عار لحقبة طويلة تذكرنا بالايام السود والظلم وحكم الجهلة مزوري الشهادات .
طارق عيسى طه
#طارق_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟