أيهما أكثر أهمية ضريح الحكيم أم منارة الملوية ؟!

احمد الطحان

الحوار المتمدن-العدد: 4275 - 2013 / 11 / 14 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في زمن البعث الكافر وأيام المقبور هدام كانت السلطات تفرض على المواطنين رسوم مالية بحجة إعادة بناء الملوية في سامراء واستمرت هذه الرسوم مفروضة إلى سنوات عديدة , وكان استيفاء هذه الرسوم يكون من خلال دفع المواطن مبلغ من المال أثناء ترويجه لأي " معاملة " رسمية ولا تكتمل إجراءات تلك " المعاملة " إلا بعد دفعه لتلك الرسوم وكانت هذا نوع من السرقات التي ارتكبها النظام البائد بحق الشعب العراقي .
وبعد سقوط الطاغي جاءت الطواغيت الكثر الجاثمة الآن على صدر العراق لكي تسرق خيراته وتستنزفها على ملذاتها ومصالحها الشخصية وكأنهم " القراد " الملتصق بإحدى البهائم يعيش عليها ويمتص دمها !! , فالميزانية العامة مسخرة لهم وبما ينفعهم , رواتب وامتيازات ومخصصات جعلتهم من أثرى أثرياء العراق , بالإضافة إلى الصفقات التجارية " على حساب الشعب " والسرقات في ظل هذه الصفقات , والاختلاسات وغيرها من الأمور حتى وصل بهم الأمر أن يأخذوا الرشا " وبالورق أقصد الدولار الأمريكي " كي يعينوا شخص ما في وظيفة معينة , فكونوا حسابات في المصارف الخارجية وبأسماء وهمية .
ولعل من أبرز هؤلاء السراق هو سماحة السيد المبجل حجة الإسلام والمسلمين وولي عهد العراق وحافظ خزائنه الأمين والمؤتمن جناب السيد عمار الحكيم !!!؟؟؟ , الذي أصبح من أثرى أثرياء الشرق الأوسط , حسب تقرير نشرته قناة العربية الفضائية بتاريخ الاثنين /2/ سبتمبر / 2013 م , والذي استعرضت من خلاله قائمة بأغنى شخصيات في الشرق الأوسط وكان " حجة الإسلام والمسلمين السيد عمار الحكيم !! " يتصدر هذه القائمة ؟! .
فيا ترى من أين له هذا ؟ الجواب يأتي على شكل مجموعة من نقاط : -
1- سرقة المصارف الحكومية على يد المليشيات والعصابات التابعة للمجلس الأعلى " الإسلامي " بقيادة عمار الحكيم وحادثة سرقة مصرف الزوية خير شاهد والتي كانت بإدارة وتنفيذ "عادل عبد المهدي" القيادي البارز في المجلس الأعلى والذراع الأيمن لسيد عمار الحكيم .
2- التهريب وتجارة المخدرات والأسلحة والمواد الممنوعة من إيران إلى دول أخرى كالسعودية وسوريا وجعل العراق منطقة مرور " ترانزيت " لهذه العمليات .
3- جعل العراق سوق حرة لبيع المخدرات والأسلحة ولصفقات " النصب والاحتيال " وتجارة المواد الفاسدة والمنتهية المفعول والتي لا تصلح حتى للاستهلاك الحيواني القادمة من إيران وبيعها على الشعب العراقي .
4- استغلال المناصب الإدارية والحكومية في الدولة وتسخير الميزانية العامة في تكوين الحسابات في البنوك والمصارف الدولية . والقائمة طويلة جدا .
كل هذه السرقات والاختلاسات وعمليات النصب والاحتيال وتجارة الممنوعات لم تجعل " حجة الإسلام والمسلمين " السيد عمار الحكيم يكون مقتنعا بما كونه من أموال وحسابات عالمية , بل استمر بعمليات النصب والاحتيال على الشعب بحجة جديدة وهي ( تبرعات لبناء ضريح السيد محمد باقر الحكيم ؟؟!!) حيث أصدر محافظ الديوانية التابع للمجلس الأعلى الإسلامي كتابا رسميا معنون إلى مديرية ماء ومجاري محافظة الديوانية / قسم الواردات , يأمر فيه المديرية باستيفاء مبلغ قدره ( 10000) عشرة ألاف دينار عراقي من كل دار مسجلة دائرة التسجيل العراقي , ( كتبرع من شعب لبناء ضريح السيد محمد باقر الحكيم ) , دون أن يراعوا العوائل الفقيرة والمتعففة والتي لا تستطيع أن تجد قوتها اليومي " وما أكثرها في العراق " فأهم شيء هو " محفظتي أولا " .
فما أشبه الأمس باليوم ؟! لكن هناك فرق واضح وهو أن منارة الملوية في سامراء كانت تعتبر رمزا وطنيا ويهم كل الشعب العراقي وهي جزءا من تراثه العريق , أما ضريح محمد باقر الحكيم فهو لا يهم كل الشعب العراقي بالإضافة إلى انه لا يعتبر رمزا وطنيا ولم يشاهد منه العراقيين أي شيء سوى خيانته للانتفاضة الشعبانية المباركة سنة 1991 م وبقاءه على الحدود العراقية الإيرانية ولم يدخل ويساند الثوار من العراقيين وكان هو السبب الرئيسي في إجهاض هذه الثورة المباركة .
فأيهما أكثر أهمية للشعب العراقي ضريح محمد باقر الحكيم أو منارة الملوية ؟! للعلم والإطلاع إن ضريح محمد باقر الحكيم تم بناءه على حساب الوقف الشيعي لأنه مسجل في الوقف الشيعي , لكن هذه السرقة التي قام بها عمار الحكيم هي جاءت لتعزيز رصيده في المصارف الدولية , والآن يريد البعض من المنتفعين وممن سد أفواههم واشترى ضمائرهم عمار الحكيم بان يصروه للشعب بأنه النزيه والوطني والشريف , لكن حقيقته نتنه وطينته نجسة فهو خائن وسارق لخيرات العراق وشعبه .

بقلم احمد الطحان

#احمد_الطحان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات