عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 20:34
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اليسار وافاق العمل المستقبلي
إكمالا للمقالة السابقة وتأطيرا لموضوع إشكاليات اليسار والواقع لا بد من رسم تصور عملي وواقعي في كيفية تجاوز المأزق والعودة إلى الساحة النضالية متسلحين بمردود النقد الواقعي للمرحلة الماضية ومستفيدين من أخطاءها واخطاء التجارب المماثلة بروح المسؤولية التأريخية وكيفية توقي الحذر من ارتكاب أخطاء الماضي.
من أول المهمات المستوجبة هي إعادة دراسة كل الإفرازات والنتائج التي جاءت بها الفترة الراهنة وحمت تلوثا فكريا وعقائديا أتخذ أشكالا ومسميات متنوعة من الإسلام السياسي إلى الطائفية إلى التخندق الأعمى الفئوي والعنصري بحيث أصبح مفهوم الوطنية والعمل الوطني تهمة وعيب فكري فيما أضحى الصراع المجتمعي قائم على عوامل خارج عنه ولا تستهدف إلا كيانه ووجوده تحت مسميات لم يتعامل معها مسبقا ولكن استغلت القوى اليمينية والرجعية السوداء بعض الأخطاء لتضخم منها وتلقي بالتهمة على التجربة اليسارية ووجودها.
فلا عجب اليوم أن نرى هذه الحرب الشرسة التي تقودها قوى الظلام بوجه الفكر الرسالي هدفها خلط الأوراق وتشتيت التوجهات لتلهي به التيار عن إعادة تقويم الوضع ودراسة السبل الممكنة والقادرة على تشخيص العلل والمعوقات لتستنزفه في حرب ثانوية لا تخدم القضية الوطنية ولا تؤدي إلا لمزيد من التشرذم وضياع الوقت والجهد بعيدا عن الهدف الأساس.
على اليسار اليوم ان يخوض معركة الوجود ليس لمصيره فحسب ولكن لكل الإنسان لأن ما في مصيره الوجودي مرتبط بضرورة الحضور والتوازن والعم الجاد نهضة المجتمع وأن يتجنب الدخول في مهاترات السياسة والأيديولوجية المنغلقة وأن يبتعد قدر الإمكان عن الإستجابة اللا واعية للعبة قوى الظلام واليمين والرجعية وأن يحدد أهدافه بوضوح وأن ينزل للشارع معتمدا على عوامل كثيرة أبرزها خيبة الأمل من التجربة المرة والمعاصرة للفكر السياديني وفشله في تجسيد أمال وطموحات القاعدة الجماهيرية الواسعة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير.
اليوم قوى اليسار مطالبة أكثر من أي وقت مضى لأن تستجيب صرخات الجماهير وأن تعيد تموضعها وتخندقها مجتمعة على هدف واحد هو أستعادة مفهوم المدنية الأجتماعية والسياسية وأن تفرض من خلال قوة التلاحم مع الجماهير مفهوم المعارضة المدنية الشعبية القوية والقادرة والمؤثرة كطريق للعودة للمشاركة في قيادة المجتمع وتصحيح المسار التأريخي دون أن تضطر لتقديم التنازلات وإن كانت مرحلية لأنها بذلك تفقد مصداقيتها لدى الشارع الجماهيري لذي يبحث عن قيادة مؤهلة تبعده عن التخندق الديني والمذهبي والقومي.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟