طالب بن عبد المطلب
الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 09:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كلّنا سندخل الجنّة إلاّ من أبى... أعني الأغبياء منّا فقط من سيدخلون الجنة... فطريق الإيمان محفوف بالغباء...
إن لم يدرك الله بالحواس الخمس يوما فكيف يدّعي الناس حبّه؟...
الحب تجده مرميّا في الشارع ، يلعب به الأطفال والمراهقين... ولكنك لو خرجت للعثور عليه فلن تجده أبدا ، لأنك كمن يبحث عن نظارته وهي على عينيه أو الذي يبحث عن ساعته وهي موجودة على معصمه... وما عليك فعله لتجده هو أن تكون سعيدا بدونه ، وأن لا تفكر فيه إطلاقا... فالحب هو أخر شيء نسعى إليه... فلا تستطيع أن تحب الله وأنت لم تراه أو تكلمه حتى... فبالعين أو الأذن... إلخ تعشق الأشياء... أي بالحواس الخمسة وليس عن طريق الفضل والعرفان بالجميل...
ممّا لاشك فيه أن طريق الحقّ محفوف بالمحن ، وطريق الإيمان محفوف بالمخاطر والأخطاء... ولكن أليس هذا من الأمراض النفسية أن تدفع البشر إلى الخطيئة ، ثم تقول لهم: وقعت عليكم الحجّة.
وإن كانت هذه الدنيا جسر عبور إلى الدار الآخرة.. فلما كلّ هذا الغباء في التصميم... هناك عيب ما ، خلل ما... شيء غير محكم الدّقة في طريقة تفكيرك.
أليس من الغباء أن نحيا لنموت ، ثم نموت لنحيا.
أليس من الغباء أن أحكي لك سرّي وأنت تعلم مافي نفسي.
أليس من الغباء أن أدعوك وأنت من تسبب في إيذائي.
أليس من الغباء أن ألوم الناس على ما تشاء وأنت من يفعل ما يشاء.
أليس من الغباء أن ندّعي أن للكون خالق ثم نستهزئ بمن قال: ومن خالق الخالق.
وهل من الذكاء أن أصدق أقوال السفهاء ، وأؤمن بإمكانية صدقها ، فأظلم العقل وأعتدي عليه.
أليس من الحمق ومنتهى الغباء أن أضيّع وقتي في البحث عنك وأنت من يفضل الإختباء عن الأنظار.
أليس من الغباء أن أسرد لعلماء الأحياء قصص الأطفال.
أليس من الغباء أن ترسل رسلك في زمن الجهل والغباء.
أليس من الغباء أن أعبد الغباء.
إن كان هناك من يستحقّ النار والحساب هو أنت... من أجلك قتل الإنسان أخوه الإنسان ، من أجلك ظلمت المرأة ، ومن أجلك مازلنا نبغض بعضنا بعضا إلى يومنا هذا.
أليس من الغباء أن تقولوا لي: نحن جميعا حينما يحب بعضنا بعضا نرتقي في عين الله ، و نحن حينما نبغض بعضنا بعضاً نسقط من عين الله جميعا... وهو من يعلّمنا الكره ورفض الأخر.
فإن كان المسلمون على حق ، فالهندوس على حق ، والبوذيون على حق ، واليهود والمسحيون والملحدون... هؤلاء كلهم على حق ، فالحق هو أن يحاول الإنسان أن يدركك بنيّة صادقة ، فيكون من أهل جنّتك رغم أنف الحاقدين... ولا نحتاج أن نحبك إطلاقا لأنّ ذلك مستحيل ولو متنا نحاول... بل يكفي لو إعترفنا بك أو بفضلك علينا... وهذا كثير.
#طالب_بن_عبد_المطلب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟