أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - المرأةُ في المجتمعِ ... وفي الدستورِ














المزيد.....


المرأةُ في المجتمعِ ... وفي الدستورِ


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 4273 - 2013 / 11 / 12 - 20:03
المحور: المجتمع المدني
    


حوارًًٌ ساخنٌ بين رجلٍ وامرأةٍ، لا يهمُ من المخطئ، ينتهي بقلمٍ صوتُه عالٍ، علي وجهِها، تَرِفُ المسكينة وتبكي، من هي؟ زوجته، إبنته، أخته، الجو. ما هو مستوي تعليمِها؟ مش مهم! ما هي وظيفتها إذن؟ أيضاً مش مهم!! سيناريو يتكرر في الأفلام والمسلسلات العربية، القديمة والجديدة، ثقافة، تراث، يندر في الأفلام والمسلسلات الأجنبية التي نقلدها، رمزٌ فشنك للرجولة والفتونة وقوة الشخصية، حتي لو كانت الخيبة بالويبة.

لما تنبه المجتمع لخطر التدخين انطلقت المطالبات لمنعُ مشاهدِ البطلِ المدخنِ في الأفلام والمسلسلات وتم بالفعل الاستغناء عنها ومعها قعدات الغُرَز، ولم يختل العمل أو يتأثر. لماذا لا تكون الدعوة بالمثل؟ لماذا لا تُمنع مشاهد ضرب المرأة علي وجهها والتعدي عليها؟ لماذا لا تُبتكر مشاهدٌ أُخري لإثبات الرجولة الشرقية، ذات الدم الحامي كما يتخيلون؟

في أفغانستان تُعاقب طالبان المرأة بقدرِ ما يتصورونه خطأً، ومن العقوبات قطع الأنف!! منتهي العظمة!! المرأة أصبحت مشكلة كثير من المجتمعات الشرقية وحائطها المائل. يلبس الرجل القصير والطويل، الشفاف والسميك، يفرفش وينعنش ويدلع نفسه، المهم أن يكون علي مزاجه، أما المرأة فلا يحقُ لها الخروج عن قوالبٍ قاتمةٍ، الحر والبرد سواء، فهي كائن منقوص الإحساس، والعقل، معاناتها وتألمها في غير بالٍٍ.

تقبلت المرأة نظرة المجتمع لها، دخلَت سجناً فُرِضَ عليها، تنازلت عن إرادتها، يَسَرت تَجَبُر َسي السيد عليها، حتي بدون وجه حق، بدون أمارة. لنجد نموذجاً في مسلسل "عايزة أتجوز"، خفيف وطريف لكنه ينتسب إلي طائفة وضع المرأة تحت بند الهطل من أجل عيون الحاج سي السيد، ولو كان معطوباً، علماً أو مكانةً أو شكلاً.

سي السيد يري أنه محور عالم المرأة، طبعاً القِوامةُ له حتي لو كانت الدواب أكثرَ منه فهماً ومقدرةً، أقعدي في البيت، أمرك يا سيدي، إلبسي كذا، أمرك يا سيدي، كفاية دراسة، أمرك يا سيدي، عالمك البيت والعيال، أمرك يا سيدي. ماذا لو عَطَبَ الحاج سي السيد في صحته أو ماله أو عمله؟ أين تذهب تلك المرأة بعيالها؟ لماذا التناكة الفارغة؟ أسئلة غير واردة، غير مطروحة طالما أمر سي السيد ورأي وشاء!!

منذ بضعة أشهر، في ترام الأسكندرية، فوجئ الجميع برجل في خمسينات العمر يضرب طفلة لا يتجاوز عمرُها الإثني عشرة عاماً، أشعبها تلطيشاً، لم يرِقْ أو يلين لبكائها وصراخِها، ولاستهجان الركاب، حكايتك إيه يا عم؟ محدش له دخل، إبنتي وأنا حر فيها!! منطقٌ مريضٌ، وكأن القانون يعاقبُ علي ضرب الغريب ويتسامحُ في ضرب القريب!!شيوع منطقِ سي السيد هذا يعكسُ مرضاً اجتماعياً نامَت عنه الآلة الإعلاميةُ، علي مستوي الدولة، وتغافلَت عنه عمداً فضائياتُ التكفيرِ التي تحصرُ نفسَها في أجندة محددةٍ، لا تحضُ علي علمٍ واحترامِ مجتمعٍ، إنما تَلِحُ علي قضايا معينةٍ يقعُ في أولِها تحجيمِ المرأةِ، مش عيلة انضربت!!

كثيرٌ من العرب يسافرون للغرب بحثاً عن العلم والعمل، يحملون في داخلهم ميراثٍاً اجتماعياً ثقيلاً يعزلهم عن المجتمعات التي سعوا إليها، يجدون الشرطة علي بابهم مع أول قلم علي وش حريمهم، أقصد ستاتهم، الحكاية مش سايبة، وسي السيد الحامي مكانه الوحيد السجن ثم أول طائرة لبلاده المحروسة.

سي السيد الشرقي الحامي الساخن قليل الانجازات، ساعات عمله قليلة، أعذاره كثيرة، لا يفكر جدياً في كيفية تقدم بلده ومجتمعه، في كيفية احتلال مكانة محترمة في عالم لا يرحم، سَلَمَ مُجَهلاً قيادَه لمفتيي القضائيات، همُه الرئيسي، أرقه الموجع، انحَصَرَ في تكتيف المرأة وتحجيمها، حفاظاً علي جنسه من الفساد والخطيئة. سي السيد ضعيف الإرادة، لا مؤاخذة، وعقله علي قده، والمرأة ستغويه وستعطله عن الإبداع، لذا لا بد من وضعها في كل القوالب، هو كده وإلا لا وألف لا!!

الدولة "المُباركية"، لأغراضِها وضعت المرأة في مناصب، رئيسة جامعة، عميدة، قاضية، ماشاء الله، لكنها لو خرجت للسوق وتحدثت مع البائع فهي الحاجة، لو دخلت في حوار كده أو كده سيكون الرد اتلمي يا ولية، أما في الأحياء الشعبية والأرياف والصعيد فالحكاية لا تحتاج سوق أو خناقة، هي حاجة وولية، وبس!! أما الدولة "المُرسية"، فترى أن التحرش مسؤولية المرآة بمجرد تخطيها عتبة منزلها!! أما الدولة "الحالية" فلا لون ولا طعم ولا رائحة، حاجة من كله ومن غير كله ...

المرأة تريدُ من الدستور أن ينصفَها، أن يُساويها بالحاج سيد، هل يُمكنُها؟ وإذا أمكنَها هل يُساويها المجتمعُ؟ لقد أصبحنا في مجتمعٍ يجنحُ إلي القتامةِ والغلظةِ الصحراويةِ، فقدَ أهم ما كان يميزُه، التسامحَ، التعدديةَ، قبولَ الأخرِ، تَفَهُمَ الاختلافِِ. كأبٍ، أجدني في قلق ٍ علي بناتي، وهن علي أول عتبات الحياة العملية، لست وحدي، إنما كل الأباء الذين يرجون لبناتهم الأمن والاستقرار والكرامة،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهزيمةُ في غانا ... لا شماتةَ ولا شَّماعةَ
- ديفيد شارل سمحون
- عنترة لا يصلُح وزيرًا ...
- أنا قلقان ...
- بقاءُ الدول ليس بالتاريخِ ولا بالجغرافيا ...
- مصرُ عَصيةٌ على الفَرمَتة...
- التعليمُ الخاصُ في جامعاتِ الحكومةِ ...
- بعد قتلِ الشيعةِ .. هل يقيمُ الحكمُ الديني دولةً؟
- إلى اللجانِ العلميِة للترقياتِ بالجامعاتِ .. لا عِصمةَ في ال ...
- التَهييضُ .. في الجامعاتِ أيضًا
- غَسيلُ شهاداتٍ ...
- قبل أحمد ومحمد ما ييجوا ...
- الجامعاتُ في محنةٍ .. الكلُ على خطأ
- في المستشارين ...
- هل تحتاج مصر وسيط دولي؟
- المرأة كائن أدنى .. فِعلًا
- تعريبُ العلوم ِبين العاطفةِ والسياسةِ والواقعِ ...
- الجَودةُ الفسدانةُ ...
- عالمُ فيسبوك ... الوهمُ
- حَجبُ جوجل ويوتيوب ... مصر للوراء


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - المرأةُ في المجتمعِ ... وفي الدستورِ