أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - محمد الخباشي - ثورة اجماعية ام تورة اشتراكية؟ : سؤال مغلوط لقضية مغلوطة















المزيد.....

ثورة اجماعية ام تورة اشتراكية؟ : سؤال مغلوط لقضية مغلوطة


محمد الخباشي

الحوار المتمدن-العدد: 1218 - 2005 / 6 / 4 - 12:13
المحور: ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي
    


كان هذا السؤال عنوانا لمقال نشر العدد الخاص بملف 1/6/205 لكاتبه الأستاذ المحجوب حبيبي. ومن موقع المدافع عن الاشتراكية اكد الكاتب عن الخيار الديمقراطي لثورة اجتماعية تنبني على التعبئة الجماهرية والنضال اليمقراطي...
ولكي لا أصنف ضمن من لمح اليهم الأستاذ حبيبي في مقاله، اولئك الذين انهالوا على المناضلين بسيل من التهم والسب و التشكيك؛ولانني لست من مستوى اولئك لأنه يقصد بالطبع القادة والمفكرين الكبار الذين استقوى معظمهم بالسلطة فانقلبوا على المناضلين و.......الخ فانني ساحاول ان أتغلب على كل العواطف والأحاسيس وسأتفادى أي تقييم ينبني على رد فعل، بل سأتفادى أية نظرة تقييمية لتجربة يتجلى في احيان كثيرة من خلالها البون الشاسع بين النظرية الاشتراكية التي تكتسي علميتها حين تتجسد على أرض الواقع كممارسة سياسية دمقراطية سواء كتصور او كممارس يومي.
عكس هذا سأكون ملتزما بالنقد ولو كان قاسيا فانه سيكون اولا من باب الحرص على الفكر الاشتراكي الذي لا اعتبره عقيدة تستدعي الدفاع عنها بشكل شوفيني ومتطرف؛ وأيضا من باب الحوار الديمقراطي، وهذا هو الاهم.
ثورة اجتماعية ام ثورة اشتراكية؟ اعتبره سؤالا مغلوطا لقضية مغلوطة لسببين:
- أن اي ثورة مهما كانت فهي ثورة اجتماعية ولا يوجد هذا التمييز ال في النقاشات الدائرة في الفضاءات المغلقة أو في السماء السابعة البعيدة كل البعد عن الواقع اليومي. لماذا ؟ بالرجوع الأدبيات الماركسية الأولى لم يرد فيها مصطلح الثورة الاشتراكية. كل ما استعمله ماركس مثلا هو التورة الاجتماعة révolution sociale لأن مضمونها لن يكون الا اشتراكيا. والا ماذا ستكون الثورة ان لم تكن اشتراكية؟ وليمهلني القارئ لأنني ساعود الهذا الامر بتفصيل لانني لست من هواة القفز على الحواجز
- لا أحد يعتقد أن الحل لكل مآسي الامم و الشعوب يولد فجأة من رحم الاشتراكية وبدون مقدمات. لان الاشتراكية ليست دواء لكل داء مثل الحبة السوداء. وفعلا فأي مجتمع لا يمكن أن يتعيد عافيته الا من خلال البناء الاشتراكي السليم دون أن يعني ذلك ان كل اقضايا مؤجلة حتى تحقيق الاشتراكية، كما روجت تنظيرات يسراوة لذلك

لننطلق من القضية أولا، إذا كنا نؤمن بالاشتراكية كحل للانسانية، فلا بأس، فليكن النقاش والجدل ادن حول الطرق المؤدية اليها وفي مقال مستقل سأركز اكثر على هذه النقط. ما يهمني الآن هو تبيان الخطأ، لكي لا أقول التضليل الذي ينطوي عليه السؤال المطروح بوعي او بغير وعي، خاصة واقعنا العربي أو المغربي حتى، لنكون اكثر تخصيصا. ولاعادة صياغة السؤال بشكل صحيح أقول: ما هو الحل للمعضلات التي يعشها مجتمعنا؟
الحل هو الثورة الاشتراكية ومن يخجل ولا يستطيع ان يقول هده الجملة مخافة ان يتهم بان لغته خشبية وأنه لازال يحن الى العصور الغابرة، من لا يستطع أن يجهر بهذا فإنه لا يستحق ان ينعث نفسه بالاشتراكي. بدون ثورة اشتراكية لن تجد كل القضايا حلها، بل ستظل بعض القضايا في حاجة الى المضي قدما لحلها. وعنما اقول الثورة الاشتراكية، فانني لا اقصد الاسبوع المقبل، لكي لا اتهم باليسراوية والطفولية و..... فانني اؤكد أنها صيرورة تاريخية تمتد الى أبعد مدى لانها تستلزم تغييرا ديمقراطيا تتحول فيه ومن خلاله الممارسة الديمقراطية الى سلوك يومي لذى الفرد باعتباره لبنة البناء الاشتراكي المنشود.
الثورة اشتراكة اولا تكون. ولانها صيرورة ومسار تاريخي لا يمكن ان تنبت في تربة لا تصلح لنموها،ولا يمكن ان يقودها حصان اعرج. لابد لها من تنظيم اجتماعي وسياسي،- بل تننظمات- قادر على تجيش الجماهير الشعبية وتحويلها الى قوة بناء لا الى جيش للقمع او آلات للتنفيذ والغاء شخصية الفرد كمكون ضمن الجماعة، لا كما فعلت بعض التنظيمات التي تزعم أنها ترفع راية الاشتراكية فدأبت الى تركيز القرار في دائرة ضيقة التفت على المشاركة الفعلية للعضو الذي تحول الى مجرد بطاقة. للتذكير فبعض تلك الاحزاب لاي تجاوز عدد اعضائها والمتعاطفين معها 1000 عضو على ابعد تقدير أي اقل من هيئة تقريرية لدى بعض التنظمات الحقيقية . فما المانع ان يكون الكل هيئة تجتمع حتى في 10 سنوات مادامت لا تعقد مؤتمرا الا خلال 15 عاما وبصفة صورية وكاريكاتورية؟؟؟؟؟
التخلص من الظلم والاستبداد ثورة واحدة، هي بالضرورة اشتراكية، تستلزم بناء ديمقراطيا كفيلا بتحققها، وتتمفصل حسب المراحل التاريخية لتطور المجتمع. هي سلسلة من الحلقات المترابطة،غير قابلة للتجزيء، والقوى العاملة من اجلها يجب ان تتسلح ببرنامج يستجيب لمتطلبات كل مرحلة: فهو برنامج ديمقراطي تحرري في مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي، الذي بدونه لا مجال للحديث عن الاشتراكية. وهو برنامج دو بعد استراتيجي يهدف الى بناء الاشتراكية.
ادن فالتورة الاجتماعية تورة واحدة، ان تكون اشتراكية او لا تكون، تستلزم بناء ديمقراطيا كمرحلة تعبوية للف الجماهير كي تكون الثورة ثورة اغلبية لانها القوة الوحيدة الكفيلة بالدفاع عنها، مع مراعاة التحالفات التي تتغير حسب مراحل التطور التاريخي لكل مجتمع. لأن الوقوف عند تحقيق نصر التحرر الوطني الديمقراطي لا يكتمل الا في صيرورته بناء اشتراكيا. وقد اثبت التاريخ ان كل الثورات التي توقفت بسسب من الاسباب قيل الهدف الاشتراكي، او عند البناء الاشتراكي المشوه، ارتد معضمها الى ما قبل بداية الثورة. هي مسار لا يجب ان يتوقف الا بتحقيق الهدف النهائي.
ادن هل يوجد هناك فرق بين الثورة الاجتماعية والثورة الاشتراكية؟ حاولت ان ابين ان الانتقال الى الاشتراكية، في بلداننا، ليس مؤجلا الى حين تحقيق الديمقراطية بمضمون برجوازي، لانه جزء من الانتقال الى الاشتراكية. ويجب على الحركة الاشتراكية ان تعمل على توضيح وتحديد برنامجها. هل تريد العمل من اجل الاشتراكية ام تريد ان تتخندق ضمن ابواق الرجعية؟ وليس كما طرحه الاستاذ حبيبي بقوله : >
نعم عليها ان تختار، فاما ان تكون اشتراكية او لا تكون. هل انا ممن يحنون الى العهد البائد وافكر بعقلية اجدادنا الاشتراكيين.......الخ؟ فليكن ودون خجل انا كذلك. فماذا ستقول حركة تدعي انها اشتراكية، عن نفسها، وهي لا تجرؤ ان تجهر بذلك؟ ما بوسع الناس ان يقولوا عن مثل هذه الحركات ولم ترد كلمة الاشتراكية اطلاقا في البيان العام لمؤتمراتها؟
والسؤال الذي يجب ان يطرح ايضا وبصراحة هو : من سيقود النضال من اجل الاشتراكية في بلداننا التي تتميز ب >؟؟؟
هل هي طليعة اشتراكية ام نمودج من المتحدلقين ومنهم من يعتبر نابليون بونبارت وشارل ديغول، وفي احيان نادرة جمال عبد النار وتيتو، نمادج يرى من خلالها شخصيته الميكيافيلية الصغيرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خلاصة القول ان أي حركة لتكون اشتراكية يجب ان تكون النمودج في الديمقراطية
انعدام الدمقراطية والتنظيم المهلهل واغراق التنظيم باعداد من الانصار المزعومين كاصوات انتخابية من اجل تقوية مركزه داخل التنظيم، هو الاسلوب الذي قضى على العملاق العظيم الذي اعتبر نمودجا لعبدة الاصنام. هل يمكن ان يتحول اكبر حزب شيوعي بين عشية وضحاها الى نقيضه؟-كيف تخلى ذلك الجيش من الأطر القيادية والمناضلين في القاعدة والخلايا والمركز والجمهوريات من المدنيين والجيش الأحمر والمليشيات والتنظيمات العمالية والشبيبة والنسائية والتنظيمات الموازية... كيف تخلت كلها عن الوطن الاشتراكي الأول ليغتصب ويسقط ويتهاوى؟...كيف سمحت تلك الأعداد الغفيرة التي تحبل بها الإحصائيات لحفنة من (الليبراليين) أن يستولوا هكذا على إرث يصبح بقدرة قادر يُحاكم؟؟ نسيطيع ان نجيب عن هذا السؤال حين نملك القدرة على الجواب على سؤال مماثل : كيف تحولت حركات سياسية عشنا في احضانها والتهبنا بحماسها - ولا يستطع احد ان ينكر اننا ساهمنا في بنائها ولا يستطيع ان ينكر ذلك الا خصيان جديرون بالاحتقار- الى ما يشبه المومياء؟؟؟؟ حين نستطيع الاجابة عن هذا السؤال، نكتشف بسهولة كيف تفترس العقرب من طرف صغارها. لقد تحول الى مجرد قزم لانه كان يعج بالانتهازين والمندسين و..... وهذه السمة لازالت تطغى على معضم التنظيمات التي تتزعمها العقليات الميكيافيلية الصغيرة التي تتوهم انها الوحيدة القادرة على كل شيء. هذه العقلية التصفوية والتآمرية هي التي قضت على منجزات تاريخية عظيمة وحولتها الى حلم عوض ان يكون مستقبليا اصبح انكفاء الى الماضي المجيد. وهي التي حولت قضايا اساسية الى تشويهات للتجربة الاشتراكية كدكتاتورية البرولطاريا والمركزية الديمقراطية.... وتم افراغ المركزية الديمقراطية من محتواها باستحداث اجهزة وطبخها في المؤتمرات وتفصيلها على المقاسن في الوقت الذي نعيب فيه ذلك على الانظمة العربية. وفي احيان كثيرة، تجتمع هذه الاجهزة شكليا في الوقت الذي تعد القرارات وتتخد في الحانات وعبر الهواتف النقالة!!!!!
اما ديكتاتورية البرولطاريا فقد اصبحت تلك الشماعة التي تعلق عليها كل مصائب الاشتراكية. <<وحتى ما كتبه لنين عن ديكتاتورية البروليتاريا كان تحريضيا ضد إرهاب الحرس البيض ومن أجل الاحتفاظ بالسلطة وتحفيزا للمنتجين كي يدافعوا بصلابة وقوة عن وطن البروليتاريا، وطن الكادحين...ولقد تحول هذا الشعار التعبوي التحريضي الذي اقتضاه الصراع التناحري إلى ثابت من الثوابت>>
وماذا عن ماركس وانجلس؟ ماذا قالا عن ديكتورية البروليطاريا؟؟؟ ما الاظافات التي قدمها انطونيو غرامشي وماذا كان يقصد بالهيمنة ؟ ونيكوس بولنتزاس؟ لماذا ندعي اننا اشتراكيون ونسجن انفسا في قفص ضيق؟ انا لا اعتبر كل ما قاله دعاة ومنظرو الاشتراكية شيئا مقدسا لانني لا اعبد الاصنام. لنستند الى واقعنا اليومي. ويجب اولا ان اقول ان السؤال المطروح وتجب الاجابة بدون رومانسية ولا تعصب : ماهو شكل الدولة الذي نطمح اليه؟ طبعا اقصد التنظيم الاجتماعي والسياسي للمرحلة الانتقالية الى الاشتراكية. ليجب هؤلاء الرومانسيون عن هذا السؤال.هل يمكن ان تتخلى الاحتكارات الكبرى عن ملكيتها عن طواعية؟ هل ستقبل القوى الامبريالية التخلي عن امتيازاتها في الدول التابعة بمجرد ان يتم الاستيلاء على السلطة السياسية؟ ام ن السلطة سيتم تقاسمها مع الكتلة السائدة؟ ام ان السلطة السياسية ليست اصلا موضوع نقاش؟ صحيح انه يجب اخد التغيرات الراهنة بعين الاعتبار، ولذلك لا يجب اغفال النمو المتصاعد لجشع القوى الاستعمارية. وانقلبت الديمقراطية البرجوازية الى مراحلها الاولى وتنكرت للقيم الديمقراطية البرجوازية في حدودها الدنيا، فتحولت الى قوى استعمارية مباشرة، ومستعدة لدبح شعوبها قبل الشعوب المعتدى عليها، لتحقيق مصالحها. ما الذي يمكن ان تفعله الامبريالية اذا رأت مصالحها مهددة؟ واتمنى الا يقول احد ان البناء الاشتراكي لن يمس مصالح الامبريالية. وتجاوزا هنا لم اتطرق الى سوء الفهم السائد حول ديكتاتورية البروليطارياولماذا يتم اختزاله في مصطلح ديكتاتورية وما يتضمنه من قمع وتسلط. رأيي سأبديه في موضوعين منفصلين لاحقا: الاول سأبين فيه اهم القضايا المرتبطة بالبناء الاشتراكي في بلداننا التابعة، والثاني ساعالج فيه نظرة امهات الفكر الاشتراكي لاشكالية الدولة في مزحلة الانتقال الى الاشتراكية،
ولكنني انتظر الجواب عن هذه الاسئلة التي طرحتها في هذا المقال لكي يتمر الحوار ويثمر.



#محمد_الخباشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجه من مأساة الاشتراكية العربية


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- الدين/الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا إرها ... / محمد الحنفي
- اليسار بين الأنقاض والإنقاذ - قراءة نقدية من أجل تجديد اليسا ... / محمد علي مقلد
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - محمد الخباشي - ثورة اجماعية ام تورة اشتراكية؟ : سؤال مغلوط لقضية مغلوطة