أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - المعلن والمستور في الخطاب الدبلوماسي الأمريكي















المزيد.....

المعلن والمستور في الخطاب الدبلوماسي الأمريكي


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 4273 - 2013 / 11 / 12 - 10:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعلن والمستور في الخطاب الدبلوماسي الأمريكي

المواقف الحقيقة للدول الفاعلة في الأزمة السورية، من مختلف الأحداث التي تجري على أرض سورية، أو بالعلاقة معها، ليست هي دائما ما يتم الإعلان عنها، سواء على ألسنة الناطقين الرسميين، أو من قبل الدبلوماسيين المعروفين، أو غير المعروفين ( أولئك الذين يفضلون " عدم ذكر أسمائهم " ) في لقاءاتهم المختلفة، أو فيما يعرضه الصحفيون المخولون أو "المطلعون" في وسائل الإعلام المختلفة. حقيقة مواقف هذه الدول قد تكون غير ذلك تماماً، أو قد لا تكون هي تلك المعلنة بالضبط ، وذلك بالعلاقة مع طبيعة المصالح الآنية أو الإستراتيجية التي يجري تأمينها في سورية. إن الخداع الدبلوماسي هو من صميم الدبلوماسية الناجحة، إذ لا وجود لمعايير أخلاقية تحكم ذلك، بل مصالح وفقط مصالح.
في تاريخ الدبلوماسية أمثلة لا حصر لها على اختلاف المخرجات المتوقعة من الدبلوماسية العلنية عن مخرجات الدبلوماسية السرية، وقد يبلغ الاختلاف حد التباين فتصير الدبلوماسية العلنية مجرد علاقات عامة، في حين تكون الدبلوماسية السرية قوة فعل حقيقية. يشهد على ذلك، كمثال نموذجي، تاريخ القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، إذ عملت الدبلوماسية السرية الأمريكية ونظيرتها الغربية عموماً، على ترسيخ الوجود الصهيوني في فلسطين، وإضعاف العرب، وليس على حل "عادل" لها. وفي هذا السياق يستحق الاستشهاد باتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية، وإسرائيل كمثال نموذجي.
ولا تزال حاضرة في الذاكرة أيضاً قصة السفيرة الأمريكية في بغداد، وما قالته لصدام حسين تشجيعا له على غزو الكويت، وما نجم عنه لاحقاً من تدمير العراق. وفي هذا السياق يمكن اعتبار علاقة الدبلوماسية العلنية والسرية الأمريكية بالأزمة السورية، وبأطرافها المختلفة مثالاً نموذجياً آخر كما سوف نحاول تبيانه وإظهاره.
لقد عبرت الدبلوماسية الأمريكية، في وجهها المعلن والسافر، عن تأييدها لمطالب الشعب السوري في الحرية والديمقراطية، وظلت تطالب، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بتنحي الرئيس السوري، أما في وجهها المخفي والمستور فكانت تعمل في إطار خطة إستراتيجية على خلق فرص لتقدم الإسلام السياسي " المعتدل " في المنطقة، بحسب تصنيفها وفهما للاعتدال، إلى الواجهة، والعمل على خلق الظروف والشروط الملائمة لاحتواء سورية وإيران، دون أن يصل الأمر إلى حد إسقاط نظاميهما الاستبداديين، على الأقل في هذه المرحلة . من هذا المنظور تعاملت أمريكا مع الشأن السوري في دبلوماسيتها السرية. ففي لقاء أحد المسؤولين الأمريكيين المعنيين مباشرة بالملف السوري مع معارضين سوريين في الدوحة أثناء التحضير لتأسيس الائتلاف الوطني السوري طالب المسؤول الأمريكي الحاضرين بأن عليهم أن يقنعوا شعبهم بالعدول عن المطالب التي ينادي بها، خصوصا تلك المتعلقة بإسقاط النظام، وأن يخفف من غلواء الشعارات التي يرفعها، لأنها تضر بالمصالح الأمريكية، ولا يمكن بالتالي الموافقة عليها. وبدا التناقض بين الدبلوماسية المعلنة والدبلوماسية السرية لدى أمريكا ومعها فرنسا وبريطانيا حد التباين، في الموقف من تشجيع المعارضة المسلحة على الاستمرار في الخيار العسكري لإسقاط النظام، والوعود المتكررة لها بتقديم الدعم بالمال والسلاح ، لكنها في الوقت ذاته كانت تحاور النظام السوري سراً من أجل تخليصه من أسلحته الإستراتيجية، ومن أجل تبادل المعطيات الأمنية المتعلقة بالحركات الإرهابية. ففي جوابه عن سؤال مباشر وجهته في حينه للسفير البريطاني في سورية عن صحة هذه المعلومات الدبلوماسية المتعلقة بمحاورة النظام حول هذه القضايا لم ينفي، بل أجاب بنعم تحت الإصرار على إعادة طرح السؤال ذاته. وفي لقاء شبه رسمي جرى منذ نحو شهرين بين مسؤول أمريكي رفيع المستوى، معني بالملف السوري، مع معارضين سوريين في باريس قال الدبلوماسي الأمريكي: إن أولويات أمريكا في سورية ليست الديمقراطية، لأن الشعب السوري غير جاهز لها بحسب زعمه، وأن أمريكا تخطط لحرب استنزاف طويلة الأمد من اجل إسقاط الأسد(كذا)، وحلفائه(إيران) وتدمير حزب الله، خصوصا بعد تورطه في الصراع الداخلي في سورية. وفي الأسبوع الفائت قالت خبيرة أمريكية معروفه تعمل لدى مراكز بحثية أمريكية وغربية عديدة، لأحد المعارضين السوريين المعروفين الذي كان يشارك في لقاء الخبراء السوريين لإعادة اعمار سورية، الذي عقد في مقر الاسكوا في بيروت، بأن أمريكا غير متحمسة لجنيف 2، وان تهديدها بضرب نظام الأسد لم يكن جدياً، فهي كانت تسعى من جهة لتوريط الروس أكثر فأكثر في الشؤون الداخلية السورية وإحراجهم وتسويد سمعتهم في أذهان السوريين، ومن جهة ثانية دفعهم للمساهمة في نزع أسلحة النظام الإستراتيجية. في ذات الاتجاه والمعنى تحدث أيضا مسؤول بريطاني رفيع المستوى معني بالملف السوري، كان مشاركا في لقاء الاسكوا، لذات الشخصية المعارضة، طالبا كزميلته الباحثة الأمريكية عدم ذكر أسمائهما. فبحسب المسؤول البريطاني المذكور، فإن أمريكا في الوقت الذي تعمل رسميا وعلنيا على عقد مؤتمر جنيف2، وتشارك في التحضير له، فإن دبلوماسيتها السرية تعمل على إفشاله، متلطية وراء ستارات من صنعها مثل عدم وحدة المعارضة، أو عدم جهوزية بعض الدول الإقليمية للمشاركة فيه.
إن التطورات الأخيرة التي حصلت سواء لجهة نزع وتدمير الترسانة الكيماوية السورية، أو لجهة الانفراج الحاصل مع إيران، فيما يخص ملفها النووي، وربما غير النووي، هي ثمرة من ثمار الدبلوماسية الأمريكية غير المعلنة، والتي كانت مختلفة عما كانت تقوله دبلوماسيتها العلنية. وأن جدية أمريكا في دعم الحل السياسي للأزمة السورية سوف يتوقف إلى حد كبير على ما تنجزه هذه الدبلوماسية، لجهة نزع بقية أسلحة النظام الإستراتيجية، وضمان حل مع إسرائيل يكون في صالح هذه الأخيرة، وتغيير السلوك السياسي الإيراني بما ينسجم مع المصالح الأمريكية. على هامش هذا المسار الاستراتيجي، يمكن أن توافق أمريكا على دعم بعض المخرجات الثانوية بالنسبة لها مثل إيقاف العنف في سورية، والتحول نحو نظام ديمقراطي. وإذ توافق على هذه المخرجات الثانوية تكون قد ضمنت لسنوات عديدة عدم التعرض لمصالحها، ومصالح إسرائيل في المنطقة من الجهة السورية، على الأقل، نتيجة الضرر الكبير الذي ساهمت، وحلفاؤها وتوابعها من السوريين وغير السوريين، بإلحاقه بالكيان السياسي السوري، وبالنسيج الاجتماعي فيه، والذي سوف يجعل من اتفاق الفواعل السياسية السورية على مشروع وطني جامع لإزالته، وإعادة بناء سورية دولة قوية مستقرة وفاعلة في المنطقة أمرا صعباً، ربما لعقود من السنين.
30/10/2013



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهل مركب أم حملة إعلامية ظالمة
- الواقعية السياسية تنتصر أخيراً
- أوهام تعاند السقوط
- مؤتمر جنيف2 وسقوط الأوهام
- حظوظ مؤتمر جنيف2 بين النجاح والفشل
- ويبقى للتاريخ قول....
- أسئلة مشروعة
- بانوراما الثورة
- مذكرة تنفيذية لرؤية هيئة التنسيق الوطنية للحل السياسي التفاو ...
- مثقفون وسياسيون رعاع
- عفوا مانديلا نحن غير
- للامنطق في - منطق الثورة والمعارضة-
- السوريون وخطة كوفي عنان
- روسيا والدم السوري المسفوح
- مبادرة كوفي عنان إنقاذ للنظام السوري
- عام على الثورة- الشعب يزداد تصميماً
- النظام السوري والمآل المحتوم
- حول دور القوى اليسارية في الربيع العربي
- رؤية هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في ...
- عندما تأسرنا الكلمات


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - المعلن والمستور في الخطاب الدبلوماسي الأمريكي