أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين جلبي - التدمير الممنهج لروح الكُردي














المزيد.....

التدمير الممنهج لروح الكُردي


حسين جلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4273 - 2013 / 11 / 12 - 01:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يجري اليوم من تدمير ممنهج للكُردي السوري و تشويهٍ لهُ و مُحاولة تطويعهُ نفسياً و جسدياً، مسألةٌ لا يُمكن تجاهلها و اعتبارها أمراً عرضياً و بسيطاً يُمكن تجاوزه بسهولة و معالجة آثارهُ ما دامت ثمة جدران قائمة لم تُصب بضرر يعلوها سقفٌ و لا زال الكُردي يحتمي بها من حر الصيف و قر الشتاء، على العكس من ذلك، فإعادة بناء الأنسان و تخليصهُ من العاهات الناجمة عن الخوف و الأرهاب، كالكذب و النفاق و الأزدواجية و بقية العلل النفسية و الجسدية الأُخرى التي تنجم عن ممارسة العنف، أكثر صعوبةً من إعادة بناء بعض الجدران المتهدمة التي لا تحتاج حقيقةً سوى لبعض المال لذلك، إن اعادة بناء المجتمع الذي تشوه نتيجة القمع الذي يُمارس ضد أفراده عملية صعبة ومعقدة قد تمتد، مثل التشوهات الناجمة عن أستعمال اسلحة الدمار، لأجيال، ذلك أن ما ينجم عن العنف قد يُصبح طريقة حياة و عاداتٍ سيئة قد تترسخ و سيصعب بالتالي مقاومتها و تغييرها، ثم أن تجربة اليوم تقول بان تلك الجدران القائمة لم تحمي الكُرد لحظةً واحدة، إذ ان عمليات القتل و الخطف و فرض الأتاوات و جر المنطقة نحو الدكتارتورية، و كذلك عمليات الحرق و الهجرة الواسعة النطاق منها و التي أدت الى حدوث تعييرات ديمغرافية خطيرة لم تتوقف، هذا ناهيك عن أن تلك الجدران المهترئة قد أصبح لها آذانٌ فعلاً بحيثُ أنها ترصد كل ما يجري داخلها و هي مفتوحة على الخارج مهما كانت أبوابها محكمة الأغلاق.
إذاً، و بجردة بسيطة، يُمكن للمرء أن يتساءل عما أستفادهُ الكُرد، إذا كان من تبقى منهم على أرضه، يجلس بين أربعة جدران و هو يشعر بالخوف و البرد و الجوع؟ ماذا ينفع الكُردي إذا لم تكن تلك الجدران قادرة على منحهُ الشعور بالأمان و الدفأ و الشبع؟ كيف ستنفعهُ تلك الحدران إذا بقي خائفاً ممن قد يقتحم بيتهُ في الليل أو النهار و يأخذه بسبب وشاية أو كلمة تفوه بها؟ ماذا ينفعهُ إذا كان تأمين رغيف خُبزه قد غدا مُعضلة كبرى، و أيةُ حُريةٍ يشعر بها إذا كانت تلك الجدران قد أصبحت سجناً و أصبح حلمهُ الوحيد هو الفرار منه، ليس إلى خارجهُ حيثُ السجن الكبير، بل أبعد من ذلك بكثير.
هذه ليست دعوة للنظام لتدمير المنطقة الكُردية بعد أن جرى تفريغها من الكُرد و تجري محاولاتٌ لتفريغ الأنسان الكُردي من الداخل، فالحقيقة هي أنهُ لم يكن هناك سوريٌ واحد رضي بتدمير بيته أو دعا النظام إلى ذلك أو تصور بأنهُ سيقوم بذلك عندما بدأ ثورته، لكنها ليست كذلك دعوة للكُرد للأستسلام و الرضا بالأختيار بين السئ و الأسوأ، إذ لا بُد أن يكون هناك حلٌ هو أبنُ الحاجة يقوم على المُزاوجة بين الحفاظ على النفس و المكان معاً دون الدخول في دوامة الدكتاتورية بآثارها المدمرة حاضراً و مستقبلاً، لا بُد أن تكون هناك مُقاومة سلمية قاعدتها التعامل السلبي مع كل أجراءات الدكتاتورية الهادفة الى ترسيخ نفسها في الذهنية الكُردية كسلطة شرعية.
الحفاظ على المنطقة الكُردية أذاً، أو الاصح المحافظة على البناء فيها بعد أن تم تدمير الأنسان الكُردي يبدو أمراً غير مُجدٍ خاصةً إذا كان يتم بممالأة النظام و السير في ركابه و الضرب بسيفه، أي بسلوك طريق العمالة لهُ كما يُفضل البعض تسمية الأمر، الشعب الكُردي أطهر من الصورة التي يُحاول البعض تسويقها لهُ من خلال جعلهُ يظهر و كأنهُ انتهازي مُتهافت أختار جانب النظام الوحشي الذي يفترس السوريين و يدمر سوريا بشكلٍ ممنهج، كل ما في الأمر أن هناك شبيحة، مثلهم مثل الشبيحة الموجودين بين المكونات السورية الأُخرى، يتعاونون مع النظام من أجل مصالحهم أو لأن النظام يحتفظ بمفاتيح صناديق فضائحهم و سرقاتهم و جرائمهم في جيبه، و قد نجحوا مؤقتاً في إزاحة صورة الكُردي الشجاع الذي لم يكن سوى مُقاوماً للنظام، و الذي لا زالت صورة ثورته في 2004 مَعلماً و درساَ، و ستبقى.



#حسين_جلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة أقليم كُردستان المُتأخرة
- حركة (عائشة كولكان) و ليلة من المُعاناة الشخصية
- إعلان الصفير العام..
- التغريبة الكُردية..
- عن جرح عامودا الذي لن يبرأ و لن يبرُد
- الأبطال الكُرد المُنسحبون إلى القلوب و شرف المُحاولة...
- جمهورية البحوث العلمية
- صنم الأسد في القامشلي: لعنةٌ أم تعويذة؟
- نهاية مُغامرة الأسد أوجلان
- بشار الأسد عندما يتذكر أكراده
- في العالم السفلي للكتابة الكُردية
- ما بين جبهة النصرة و حزب العمال الكُردستاني
- يوم المسرح العبثي
- تطورات كُردية سورية تستحق التنويه
- نداء سلام من أجل السلام في جزيرة السلام
- ثمار إتفاق هولير
- سيخربونها، ثم سيجلسون على تلتها
- رصاصات في رأس كانْيه
- سريه كانْيه: الأسئلة القديمة مرةً أُخرى
- في الوقائع الكُردية الغائبة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين جلبي - التدمير الممنهج لروح الكُردي