أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - غسان شجاع - الانبهار المضلل :














المزيد.....

الانبهار المضلل :


غسان شجاع

الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 23:23
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الانبهار المضلل :
وهو نوع من التعميم المتسرع ,يشكل مغالطة من اخطر انواع المغالطات المنطقية الشائعة في المجتمعات العربية والاسلامية بل يمكن اعتبارها ( افة العقل الاولى )لان المصاب بها يرى ارتباط الحدث بالاعتقاد أكثر من ارتباطه بالواقع او الحقيقة , ويسميها الدكتور عادل مصطفى ب( النصوع المضلل ) واثرت تسمية هذه المغالطة بالانبهار لعلاقته بالمجال النفسي وهو المستوى الذي تظهر فيه تلك المغالطة , فالتفسير وفقا للمعتقد ( وليس الحدث ) هو مايعمينا عن رؤية الواقع كما هو ويبهرنا وبالتالي فان هذه المغالطة تنمو وتترعرع في بيئة مجالها الاثر النفسي الذي يتركه حدث ما , او خبر , او موقف معين على الحالة النفسية للشخص , على نحو يتم فيه تضخيم الحدث او الخبر بصورة مبالغ فيها , بسبب ميل لاشعوري باتجاه اعتقاد سابق للحدث بحيث يندرج الحدث ويفسر في اطار ذلك الاعتقاد . واذا كان فقهاء القانون يجمعون على ان الحدث الاجتماعي يسبق القاعدة القانونية , ففي الانبهار المضلل الاعتقاد يسبق الحدث, ويحدد معالمه ,ويفسر غموضه, ويفصل عمومه , ولا بأس ان يخرجه عن سياقه المنطقي ليتلائم مع سياقات المعتقد ووفقا لنظرة كل شخص لهذا المعتقد .
ومن الامثلة على هذه المغالطة من واقع الاعتقاد الشخصي القول مثلا :
!- لقد كنت من بين القلائل الذين نجوا من مرض السرطان لذلك فان معطم الناس يموتون بهذا المرض .
2- لايوجد صداقة حقيقية في هذا العالم وذلك لان احد اعز الاصدقاء عندي خان الثقة والامانة وغدر بي.
3- كل الرجال لايؤتمن لهم وانا لا اثق بهم فزوجي بالرغم من حبي الكبيرله فان عيونه تلاحق كل النساء
وهناك امثلة اخرى تتعلق بالمعتقد الجمعي ,يمكن القول مثلا:
1-هناك سر في العائلة ( الفلانية ) لقد كان احد العباد الصالحين قبل 500 سنة ينتمي لهذه العائلة ...........
2- ان هذا الدين متطرف وظلامي ويدعو الى القتل , بدليل ان الارهابيين والتكفيرين ينتمون الى هذا الدين
3- هناك طائفة تمثل الاقلية افسدت الحكم واجهزة الدولة, والدليل ان معظم رجال الامن هم من هذه الطائفة
4- جندت اسرائيل بعض ابناءد الطوائف العربية الاسلامية في جيشها لذلك فان تلك الطائفة عميلةلاسرائيل
هذا ويمكن القياس على ماتقدم باستعراض مئات الامثلة التي تؤكد بمجملها مشكلة العقل عندما يقوم ببناء تعميماته على اسس غير صالحة للتعميم , عندما يميل الى مايعتقد مادام يعنيه الاعتقاد اكثر مما تعنيه الحقيقة التي ربما لاتعني له شيئا .
وخطورة الانبهار او ( النصوع ) المضلل , في التعميم المتسرع انه يستبطن الكثير من الاستلاب , والانقياد الاعمى , لكل انواع التعصب الديني , والعرقي , والايديولوجي , وحتى الجغرافي (كالانتماء لمكان ما , او بلد ما , او مدينة ما ) حتى على مستوى القرية او العائلة ضمن القرية الواحدة او مايسمى ( الجباب) جمع جب وهو فرع صغير من العائلة , بل حتى الخلافات عندما تشب بين ابناء العمومة , ونستذكر هنا مثلا شعبيا يكرره العامة في الريف العربي ( انا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب ) بغض النظر من هو منهم على حق ومن هوعلى باطل . اكان اخي ؟ ام ابن عمي ؟ ام الغريب ؟
لايوجد وصفة سحرية للتخلص من هذه الافة ,وخاصة اننا امة تعوم على بحر خليط من المعتقدات على اختلاف انواعها ولكن يمكن التخفيف من اثار هذه المغالطة من خلال :
-دراسة الواقعة او الحدث او الموقف او الخبر بمعزل عما نحمله من معتقدات او افكار سابقة , واذا كان للمسلمين في رسول الله (ص) اسوة حسنة فليتذكروا قوله ( اللهم ارني الاشياء كما هي ) لانه كان يحب ان يرى الحقيقة كما هي بمعزل عن اي تاثير, لان رؤية الحقيقة فقط وكما هي يسمح باتخاذ الموقف المناسب حيالها – و تحليل الموقف او الحدث وفقا للاصول العلمية ولطرق التحليل العلمي (لان بالعلم وحده تعرف الاشياء كما هي وليس بالمعتقد ) – وان تكون لدينا الجرأة الكافية والشجاعة لاعلان الحقيقة المتبتة علميا وواقعيا حتى لو اختلفت او تعارضت مع مانحمله من معتقدات - وان يحل العقل الحرمحل المغتقد الشخصي باكتشافه الحقائق ودراستها وتحليلها واستباط القواعد المناسبة منها. -



#غسان_شجاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين القادم
- اللاعنف في السياسة
- غرور الفضيلة
- قوة الحب
- ,وعي قبول الاخر
- جلسة تأمل
- تحرر العقل من منظور جديد
- سيادة النفس بالتجربة الروحية
- التعلق
- السيطرة الخفية
- رؤية لاعنفية
- الروح العارفة
- البروكريستية
- ذنب بالتداعي
- جسدك اداة فاحترمها
- مغالطة المنشأ
- ابناء الغضب
- المحب والرفيق


المزيد.....




- مصر.. رئيس غرفة الدواء لـ CNN: الشركات حصلت على جزء من مستحق ...
- ناشطة أوكرانية: الوضع في الجبهة أسوأ من أي وقت مضى
- حادثة هزت الشارع الموريتاني في سابقة غير مألوفة أغتصاب جماعي ...
- سكان الضاحية الجنوبية في بيروت يعيدون بناء منازلهم بعد الهجم ...
- سكان كيبوتس -عين هاشولشا- يعيدون بناء المنازل التي تم تدمير ...
- شولتس يرفض التكهنات بشأن وجود قوات ألمانية في أوكرانيا
- من حرّض ترمب للتهديد بـ-جحيم- في الشرق الأوسط؟.. إعلام عبري ...
- بيتر نافارو يعود للبيت الأبيض
- المرشح الرئاسي الأوفر حظا في رومانيا يتعهد بوقف المساعدات ال ...
- فوائد مدهشة لشرب القهوة يوميا!


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - غسان شجاع - الانبهار المضلل :