|
حيث لا وقت نبدده فى المماحكات.. لنضع النقاط على الحروف .. عن أوضاع اليسار المصرى الراهنة .. ( 2 )
بشير صقر
الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 21:35
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
ملاحظة لا بد منها: منذ أيام قليلة عثرت على مقال كان مفقودا منى منذ سنوات ، كنت قد كتبته عام 2006 فى السنة الثانية لتأسيس لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى بمصرالتى أنشط بها. يتكون المقال من جزئين أولهما يناقش موضوع أولوية العمل مع فلاحى الإصلاح الزراعى داخل اللجنة ؛ والثانى يناقش قضية اتحاد اليسار الذى نادى البعض – فى يونيو 2006 – بإعادة بنائه وأطلق دعوة عامة لليساريين للحوار بشأنه. وبإعادة قراءة المقال وجدت الجزء الثانى الخاص باتحاد اليسار مناسبا للحالة الراهنة فى مصر من زاويتين: الأولى : تتعلق بدور اليسار المتعثر والعاجز عن لعب دور مؤثر فى الحياة السياسية والأحداث الثورية المتفجرة منذ 25 يناير 2011 . والثانية : تتصل بتوقعات المقال بشأن الفاشية الدينية . ولأن المقال لم ينشر إلا فى دائرة ليست واسعة من اليساريين آنذاك علاوة على أنه لم يجد استجابة مناسبة ؛ وجدت أن نشره الآن ربما يكون نافعا بعد أن اختلف المناخ السياسى فى مصر عن مثيله وقت كتابة المقال فى ديسمبر 2006 . أتمنى أن يكون تقديرى بشأن إعادة نشره وبمضمونه قد صادفه الصواب. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تنويه : تناولنا فى الحلقة الأولى أوضاع فلاحى الإصلاح الزراعى ، وناقشنا أحد الآراء الداعية لـ " ضرورة النضال فى مختلف جوانب المسألة الفلاحية لأن الزراعة المصرية سائرة فى طريق مظلم ومن الخطأ الاقتصار على أراضى الإصلاح الزراعى " ذلك الرأى الذى يتجاهل ضرورة الاستجابة لأهم التفجرات الموجودة بالريف كمدخل للمسألة الزراعية برمتها.. وفى هذه الحلقة ( الثانية ) نتناول : *بعض أوضاع اليسار المصرى الراهنة. *وعدد من الأفكار الرائجة فى صفوفه وكيف أفضت إلى حصر خطاب اليسار بين حدين ( خطاب اليسار لنفسه ، وخطاب اليسار للنظام الحاكم ) بينما غاب خطابه للجمهور وكذا اقتصار " النضال اليسارى " على هذين الحدين. *فضلا عن التطرق لضرورة الإمساك بخيوط الاحتجاجات الشعبية التى تساهم فى خلق أنوية نضالية تكون بداية لعمل كفاحى يسارى حقيقى. ويهمنا أن نؤكد أننا نتحمل تبعة ما نطرحه ولا نتنصل من المسئولية عنه أو عن مشاركتنا فى إرسائه أو معارضته. ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، تمهيد: عندما تنهار بناية أو مجموعة من البنايات بعد تشييدها بفترة قصيرة .. لا يمكن إعادة إقامتها دون بحث أسباب انهيارها ؛ خصوصا إذا ما كانت النية متجهة لاستخدام أنقاضها فى إعادة البناء ، ولأن تلك الأسباب يمكن أن تنحصر فى واحد أو أكثر من العوامل مثل : • عدم صلاحية الأرض التى بنيت عليها. • أو وجود أخطاء فى التصميم . • أو عيوب فى مواد البناء. • أو استخدام البناية فى غرض يخالف الغرض الذى بنيت من أجله. فلا بد من تحديد ..أىّ هذه العوامل تسبب فى الانهيار؟ لكى يكون استئناف البناء – إنْ تَقَرّر – متجنبا لكافة أسباب الانهيار. وتطبيق هذا المثال على ما أقامه اليساريون فى الخمسة والثلاثين عاما الماضية من فصائل؛ ومع الوضع فى الحسبان الفارق بين المثالين.. نرى أن محاولات اليساريين الأخيرة لاستئناف البناء .. أو الترميم والتجميع لا تجرى على عجل فحسب ؛ بل تتم عن ظهر قلب ومع إغماض العينين .. علاوة على أنها تعكس فى جانب منها حالة الهلع من الآخرين إزاء تدبيج بناية أخرى تعطى لأصحابها السبق فى الإعلان عن أن بنايتهم هى الأولى بالرعاية والاعتراف و" التسجيل "، وللأسف يحدث هذا بطريقة أشبه بحصول مجتمعات العالم الثالث المستعمرة قديما على استقلالها ( بعلم وحكومة ودولة ) بينما مفاصل تلك المجتمعات وأحشاؤها لا زالت تعمل ضد الشعب و لصالح الدولة الاستعمارية وربما بطريقة أفضل مما كانت عليه قبل " الاستقلال ". وإذا جاز لى التشبيه فإنى أرى أن الغرض الذى أنشئت من أجله البناية .. أشبه بالوجهة السياسية لليساريين بكل تفاصيلها ( الوجهة - الاستراتيجية – التاكتيك – الخط السياسى إلخ ..) ؛ والأرض التى أقيمت عليها البناية بالطبقات والفئات الاجتماعية، وتصميم البناية بالأفكار والمعايير التنظيمية والفكرية والجماهيرية ؛أما مواد البناء فهى أشبه بالعناصر البشرية التى تتشكل منها التنظيمات السياسية. إن جاز لى هذا فمن الطبيعى أن نبحث ونمحص فى هذه العوامل أو القضايا الأربعة برويّة وهدوء ودون عصبية أو مواقف مسبقة. عرض موجز لتاريخ لا ينسى: لقد تشكلت فى نهاية الستينات أنوية صغيرة لما سمى فيما بعد بفصائل الحركة اليسارية الثالثة.. كنفى ورد فعل احتجاجى على قرار الانتحار الجماعى الذى اتخذه قادة الحركة اليسارية الثانية قبل سنوات، وتمت هذه العملية بمبادرات من كوادر نشأت فى صفوف الحركة المنتحرة كانت رافضة لعملية الانتحار. -وبرغم ما كانت تبشر به بعض هذه الفصائل من أمل فى تعويض ما قام به القادة المنتحرون فإنها لم تستمر طويلا مع أن بدايات بعضها الفكرية والسياسية كانت صائبة سواء من حيث تحديدها ( لطبيعة السلطة فى مصر ، أو لطبيعة الثورة المقبلة ، أو لقوام الحلف الطبقى المقترح تأسيسه للاضطلاع بمهام الثورة ، أو لما استخلصته من المطالب الشعبية وأهمها مطالب الحريات الديموقراطية ). كذلك فقد حددت التخوم بينها وبين النظام الحاكم ؛ وفندت عددا من المقولات السياسية التى رفعتها قطاعات من الحركة اليسارية الثانية وفلولها ( مثل وجود مجموعة اشتراكية فى السلطة ؛ والانتقال السلمى إلى الاشتراكية ؛ والتطور اللارأسمالى فى بلدان العالم الثالث، وأن البرجوازية الصغيرة هى القائمة بحكم مصر ) من جانب آخر كان نشاطها مركزا فى أوساط الطلاب والمثقفين لكن تواجدها فى أوساط الطبقة العاملة والفلاحين كان محدودا جدا ؛ لذلك لم تكن التحليلات السياسية العامة التى ميزتها عن كل من سبقها كفيلة بضمان استمرارها ونموها لأن الاستغراق فى النشاط فى أوساط المثقفين والطلاب طال أمده نسبيا ولم يستطع أن ينقل مركز الحركة إلى أوساط الطبقة العاملة والفلاحين الذى كان ارتباطها بهما رمزيا علاوة على تمكن مرض الاستبداد الداخلى والحلقية منها مما ساهم فى تعميق الروح العدائية بين فصائلها المتعددة وبينها ككل وبين فلول الحركة الثانية ؛ لذلك لم تستطع إجراء حوار جاد فيما بينها يصنع أرضا مشتركة تضم جوانب القوة فيها وتعلق مؤقتا جوانب الاختلاف ، كما لم تسع لأية أعمال جماهيرية مشتركة تفرز الخلافات الحقيقية من المصطنعة.. وتؤكد على جوانب الاتفاق وتنميها. -من ناحية أخرى وبعد ذلك بسنوات أسس عدد من قادة الحركة الثانية فصيلا جديدا ممن تبقى من رفاقهم القدامى – دون أدنى فرز حقيقى لمن اعترضوا على قرار الانتحار أو ارتدوا عنه أو انتقدوا مواقفهم أو ظلوا على رأيهم- عانى هو الآخر من الأمراض و العيوب التاريخية لفصائل الحركة الثانية وأبرزها الميول اليمينية والحلقية والترهل التنظيمى علاوة على معاناته من فصائل الحركة الثالثة التى نظرت إليه باستعلاء بالغ أساسه وصمة الانتحار التى ظلت عالقة باليسار المهادن بشكل دائم، وقد دعم ذلك عدد من المواقف والتقديرات اليمينية التى طبعت مواقف أفراده قبل ذلك مثل تأييدها للسادات إبان حرب أكتوبر 1973 حيث أصدرت مجموعات منهم بيانات تنص بالحرف على [ إن حكومتنا بقيادة الرئيس محمد أنور السادات قد حسمت أمرها وأنهت صمت قواتنا المسلحة وبدأت بالفعل المعركة التى طالما ارتفعت أصواتنا منادية بها ] فى الوقت الذى شخصتها ( أى الحرب ) بعض فصائل الحركة الثالثة كحرب لتحريك الحل السلمى وليست لتحرير الأرض .. وهو ما أكدته الأيام والوقائع فيما بعد ؛ علاوة على مواقف وتقديرات أخرى - سبقت الإشارة إليها- طبعت موقفهم فى الحزب الجديد مثل (المجموعة الاشتراكية الموجودة فى السلطة ، والتطور اللارأسمالى ، وإمكانية الانتقال السلمى للاشتراكية ) تلك المقولات التى كانوا يرددونها قبل انبعاث حزبهم. -ولأن الحزب الجديد القديم تم تصنيعه ( أو تجميعه ) على عجل ودون مقومات حقيقية وبلا تشخيص سياسى تثبت الأيام صوابه فقد تعرض لعدد من الانشقاقات أسهمت فى تدهوره وانعدام فعاليته السياسية لكنه ظل رافعا للّافتة مصرا عليها ، وتمثل ذلك فى مقال هنا وخطبة هناك وبيان يندد بحدث وآخر يؤيد ؛ بينما النظام الحاكم يرتحل كل يوم جهة اليمين ويرتد بالتدريج عن كل ما سبق إعلانه أو إنجازه فى المرحلة الناصرية.. حتى أتم الصلح مع العدو الصهيونى وأبرم اتفاقية السلام وتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية وصار مشهورا عنه منافسته لإسرائيل فى ولائه لها ؛ فضلا عن توغله فى الفساد وبالتالى فى الاستبداد وقمع الاحتجاجات الجماهيرية المطالبة بالخبز والحرية ؛ حدث كل هذا بينما اليساريون الفرادى عاجزين وحاملو اللافتة أكثر عجزا. محاولات جديدة للتحلق بنفس المنطق: فى ظل هذا الوضع المتردى لليساريين المصريين جميعا عاودت أعداد منهم التحلق ( أى تأسيس حلقات سياسية ) فى مجموعات صغيرة استنادا إلى روابطها الشخصية والتاريخية؛ معلنة عن نفسها ممثلة للشعب تحت لافتات شتى ؛ شارعة فى عدد من الأنشطة أغلبها فكرى وثقافى فى إطارات احتفالية والنادر منها عملى وكفاحى .. مدبجة عددا من النقاط البرنامجية فى الغرف المغلقة لتشهرها كبرنامج وتستقى من الكتب لائحة غالبا لا تكون لها علاقة حقيقية بتشخيصها السياسى للمجتمع ولا بتحليلها للقوى الاجتماعية والسياسية القائمة لكنها منقولة من أفكار ولوائح واحد أو أكثر من الأحزاب السياسية التى نشأت فى الغرب ، ولأن الطابع النظرى كان هو الغالب على أنشطتها فإن فرصة الحوار بينها لم تكن موجودة ولا علاقة حقيقية لها بالنشاط العملى الذى هو بالأساس المختبر الوحيد لجديتها ونضاليتها ولاستبانة أفكارها السياسية واستيضاح صواب تشخيصها للمجتمع وتحليلها لقواه الطبقية والسياسية ولمساراتها العملية ولملاءمة لوائحها وأشكالها التنظيمية للطريقة التى تم بها نظم أعضائها وهيئاتها السياسية ولحشد الجمهور فى أشكال تستوعب طاقته وتوظفها فى المدار الصحيح. اليساريون بين خطاب الجمل الثورية الجوفاء وخطاب مغازلة النظام الحاكم: لقد اعتاد جانب من اليساريين خصوصا بعد انفراطهم على استخدام لغة حماسية فى خطابهم السياسى أقرب إلى الجمل الثورية الجوفاء وتسجيل المواقف فى المؤتمرات والاحتفالات السياسية دون أية تجليات عملية لها على الأرض، بينما اعتاد جانب آخر منهم استخدام خطاب آخر أقرب للمهادنة ومغازلة النظام الحاكم بسبب أفكاره ورؤاه السياسية وكنتيجة لأسلوب القمع الذى مارسه النظام الحاكم ضده وذلك بمبررات واهية ومتهافتة تتعلق" بالحكمة والنضج اللذين حلا به وتجاوز لمرحلة المراهقة وانخراط فى طور التعقل. " -وحقيقة الأمر أن لغة الخطاب الأقرب لمنطق الجمل الثورية الجوفاء وتسجيل المواقف لم تكن مدعاته فى البداية مجرد مزاج ثورى ملتهب أو قراءة عميقة وبعيدة النظر لما يدور فى جنبات المجتمع من أحداث وتطورات بقدر ما كانت ضعفا فى الإدراك والإمساك بها فضلا عن هزال شديد فى التواجد المؤثر فى صفوف طبقات المجتمع وفئاته المختلفة وعجز حقيقى عن النضال. -بينما لغة التهادن التى تكلست فى قطاعات أخرى من اليسار تدعى الحكمة والنضج لم تكن سوى وجه العملة الآخر للغة الخطاب الحماسى الأجوف..والتى مثلت إفصاحا عن كنه التوجهات السياسية اليمينية ونتيجة مباشرة للضربات التى كالها النظام لأصحاب ذلك الخطاب علاوة على أنها صارت مخزونا استراتيجيا لتكسير المجاديف وبث اليأس والإحباط لأى محاولات مخالفة لذلك الخطاب. -لقد كان بالإمكان تدارك وتعديل تلك الانحرافات والأخطاء الفادحة لو سعت فصائل وأفراد اليسار ذو الخطاب الأجوف إلى العمل الجاد للارتباط بـ والانتشار فى صفوف الطبقات الفقيرة والسعى الأمين لفهم جوهر النظريات السياسية الثورية وإدراك أن التجارب الثورية الغربية لا يثمر نقلها أو تَمثُّلها حرفيا سواء فى مجالات العمل التنظيمى أو النضال الجماهيرى لأن لكل مجتمع نظريته الثورية الخاصة التى تُستَنبط من نضالاته السياسية والجماهيرية الطويلة ومن الحرص على التحلى بروح عملية فى الحوار مع مختلف فصائل اليسار الأخرى وإدراك للحكمة الأبدية القائلة بـ " ألا حوار أجدى من الحوار العملى " أى من خلال العمل الجماهيرى السياسى والنقابى ؛ فضلا عن ضرورة إدارة الظهر لكل الدعاوى والممارسات المهادنة والداعمة موضوعيا لسياسات النظام الحاكم. آثار الخطابين .. الثورى الأجوف والمغازل للنظام الحاكم .. على أوضاع اليساريين: هذا وقد أفضى هذا المسار وتجلياته خلال الـ35 سنة المنصرمة إلى مزيد من انفراط الفصائل والمجموعات ذات الخطاب الثورى الأجوف وتحللها وانسحاب أعداد كبيرة منها خارج الحلبة والتحاق أعداد أخرى بما أسمى بمؤسسات المجتمع المدنى التى لم يمارس أغلبها نشاطا ذا قيمة حقيقية حيث ذكرتنا- مع الفارق- بالمصير السابق – من حيث النتائج - لليسار المهادن مدعى الحكمة الذى أفضى انتحاره إلى اندماج أجزاء ومجموعات منه بالدوائر المرتبطة بالنظام الحاكم بالتدريج وبأعداد متصاعدة، وإلى عزوف واعتكاف أعداد أكبر وملازمة منازلها؛ بل وقبول قيادات شهيرة منه آنذاك دخول التنظيم السياسى الحكومى .. والانخراط فى الجهاز الطليعى الذى كان يمثل الأداة المحركة لذلك التنظيم السياسى ولكثير من الأحداث الهامة فى العهد الناصرى وكذا لجمع المعلومات عن تحركات المجموعات السياسية المناوئة وكان ذلك إعلانا بالتسليم الكامل ورفع الراية البيضاء فاستوزر البعض وتحول آخرون إلى دعاة لسياسة عدوهم الطبقى السابق ؛ بينما اضطلع بعض آخر – في وقت تال – بتشكيل تنظيمات " يسارية " شرعية لا وظيفة لها سوى كونها مصيدة تعمل على تدجين الكثير من اليساريين الشباب بمختلف ميولهم اليسارية ومسهمة فى تجميل وجه النظام الحاكم بتعدديته الوهمية. -ومع ذلك وبرغم الغشاوة التى غطت بصائر أعداد من اليساريين ودفعتها للانخراط فى تلك التنظيمات اليسارية الشرعية متوهمة إمكانية استئناف نشاطها اليسارى الذى بدأته فى تنظيماتها السابقة التى انفرطت أو تحللت أو اندمجت فى دوائر النظام الحاكم – إلا أنها وبحكم الممارسة – اكتشفت ذلك الوهم فازداد إحباطها وتضاعف انعدام ثقتها فى تلك التنظيمات بل وفى المستقبل.. وهكذا تشابهت نتائج الخطابين الثورى الأجوف والمغازل للنظام الحاكم وأفضت إلى الانفراط والتشرذم والإحباط والذوبان فى المجتمع رغم اختلاف الطريق. اليساريون وتنظيم اليسار الشرعي : قام بعض قادة اليسار المهادن الذين صاروا فيما بعد قادة تنظيم اليسار الشرعى – الذى سمح به النظام الحاكم فى أعقاب حرب أكتوبر والصلح مع إسرائيل- بدفع كثير من أعضاء تنظيماتهم إلى مصايد التدجين فى هذا التنظيم الشرعي الجديد وللأسف طابقت السياسة المتبعة آنذاك بين تنظيماتهم السرية وبين التنظيم الشرعى بحيث باتت الحدود بينهما واهية وضعيفة ثم انْمَحت بعد ذلك.. مما حدا بأعداد من الرافضين لتلك السياسة – ضمن أسباب أخرى- للإنشقاق .. هذا من ناحية. -ومن ناحية أخرى تفاقمت الأمور داخلها وغادر بعض قادتها مواقعهم فيها – تنصلا وهروبا – مكتفين بمناصبهم فى التنظيم الشرعى وهو ما خلق مناخا مواتيا وأرضا ممهدة للانشقاقات والانفراطات ولمزيد من المهادنة بالدرجة التى دفعت ببعضهم لاتخاذ مواقف معادية للجماهير كما حدث منذ عشر سنوات تقريبا فى قضية قانون الإيجارات الزراعية مما تسبب فى وأد أهم الأشكال الجماهيرية التى رفعت لا فتة الدفاع عن الفلاحين ، والتى تَقلّصَ هم قادتها فيما بعد إلى الحرص على لافتة ذلك الشكل الفلاحى- الذى فاضت روحه بفعل فاعل – أكثر من حرصهم على مضمونه ونشاطه . لقد كانت تلك الوفاة هى الأسرع لشكل تنظيمى فى تاريخ الحركة اليسارية الحديثة ليس هذا فحسب بل تطور الأمر إلى حد السعى الحثيث نحو هدم المحاولات الساعية لتجاوز تلك المحنة عندما أصبحت تلك المحاولات مرآة موضوعية تكشف عمق الجرم الذى ارتُكِب فى حق جماهير الفلاحين. -لقد كان قادة تلك الأشكال الموْؤودة هم أنفسهم قادة فى تنظيم اليسار الشرعي وهم أيضا قادة فى فصائل اليسار المهادن بما يؤكد تماثل المسار والمصير فى كل العصور بل وفى كل الأشكال التنظيمية حزبية كانت أو جماهيرية. اليسار والموقف من الفاشية: ورغم أن الميل العام فى أوساط اليساريين المصريين هو العداء للفاشية بمختلف تلاوينها إلا أن أحد التنظيمات اليسارية (من ذوى الخطاب الثوري الأجوف) حرص على التنسيق مع التنظيمات الفاشية الدينية فى بعض مجالات النشاط الجماهيرى ( الانتخابات) بدلا من تعميق ارتباطه وانتشاره فى صفوف الفقراء ، وبدلا من العمل على تعديل معاييره وتعميق ممارساته التنظيمية أعلن عن تحوله لتنظيم علنى؛ وخلافا للمتوقع دفع أعضاءه فى عدد من التظاهرات لضرب رءوسهم فى دروع قوات الأمن المركزى فى مخالفة صريحة وغريبة لبديهية تقول " إن الصدام مع النظام الحاكم يكون بالجماهير لا بالنخبة " ؛ وأيا كانت محدودية الأعداد المشاركة فى تلك الممارسات شبه الانتحارية إلا أنها فى ظل الخواء السياسى المخيم على المجتمع مثلت مخاطر شديدة على موقفهم السياسى وتماسكهم التنظيمى وعلى أوضاع اليسار ككل بل وعلى ثقة الجمهور فى اليساريين عموما. لقد كانت مقولة " قرقعة دون طحين" هى المثال الأقرب لترجمة أوضاع الحركة والممارسات اليسارية آنذاك . - باختصار رسخ اليسار خلال الـ 35 عاما الماضية فى أوساطه أن النضال السياسى هو الخطابة الحماسية والجمل الثورية؛ وعقد المؤتمرات وإصدار البيانات بالتنديد والشجب والإدانة أو بالتأييد والهتاف؛ وتشكيل العديد من اللجان التى تعلن الالتزام بعشرات المهام بينما هى تنوء بمهمة واحدة، ولا تضم من الأعضاء ما يكفى لمجرد إعلام الجمهور المستهدف فى مدينة واحدة أو حتى مركز إدارى واحد فى الريف بأبعاد تلك المهمة ناهيك عن إمكانية النضال بشأنها. وهكذا تعاود اللجنة أو اللجان اجتماعاتها وانفضاضاتها دون إنتاج حقيقى ، وسرعان ما تذوب أو تتوارى خجلا بسبب هشاشتها وورقيتها لا لسبب إلا لأنها بلا أدنى علاقة حقيقية بالجمهور المستهدف الذى تضع نفسها بديلا عنه وأحيانا وصية عليه .. علاوة على أوهام ذاتية عن قَدْرها وقُدرتها. اليساريون و" تجربتهم الخاطئة " اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية : وعندما " يخطئ " اليساريون ويبادرون مشكلين لجنة ذات مهمة محددة كاللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية يكتشفون أنها أدت جانبا كبيرا من مهمتها خير قيام وتغلبت على كل الأعاصير التى واجهتها ونجحت إلى حد بعيد؛ لكن هل أدرك الكثيرون منهم أنهم شاركوا فى خلق مؤسسة جماهيرية حقيقية وأن تلك المؤسسة قامت بمهمة واحدة بكل جوانبها وأنها كانت تحتاج لأضعاف من شارك فيها لتتحول إلى نواة حركة شعبية حقيقية ..؟ إن الإجابة بالنفى.. فمصير اللجنة كان أبلغ برهان على ذلك. لقد ألهمت هذه المؤسسة قطاعات واسعة من الجماهير ووصلت أصداؤها إلى كثير من شعوب المنطقة العربية.. فهل أدركوا أنه كان من الممكن تكرارها فى مجالات كفاحية أخرى كالعمال والفلاحين وبقية فقراء الشعب..؟ المنطق الذى يحكم أفكار اليساريين عن أنفسهم وعن قضيتى التنظيم والكفاح الجماهيرى.. إن المنطق الذى كان وما زال يحكم أفكار الأغلبية الساحقة من اليساريين هو شعورهم بأنهم قادة هذا الشعب وليس مشروع قادته .. دون ثقافة ومعارف عامة حقيقية ؛ ودون إلمام وإدراك ملموس بكيف تعمل وتعيش كل طبقة وفئة من فقرائه علاوة على تصلبهم على مفاهيم ثابتة يتعلق أبرزها بنظرية التنظيم والكفاح الجماهيرى. ففقرهم فى نظرية التنظيم يدفعهم دفعا إما لاستدعاء الأفكار الجاهزة الصنع والاستعانة بما ألموا به منها قديما- مثل نظرية النمو الذاتى – دون محاولة الابتكار والإبداع ودون إدراك لأن بناء التنظيم مرتبط بالأهداف والسياسات الاستراتيجية والمرحلية من ناحية وبالبرامج العملية فى العمل الجماهيرى وخططه من ناحية أخرى.. لأن التنظيم – أى تنظيم - ليس معلقا فى الفراغ. -وحيث أن الجماهير هى العنصر الحاسم والمرجح فى إشعال الانتفاضات وتفجير الثورات وهى وقودها الدائم؛ ولأن ارتباطها لا يقتصر على حلقة أو على تنظيم واحد ؛ لذا فإن التحام قطاعاتها معا – من خلال المعارك المتنوعة- يفترض بالضرورة اقتراب ومن ثم اتحاد أو توحّد عديد من التنظيمات التى تلتف الجماهير حولها وهو ما يسقط نظرية النمو الذاتى التى تتلخص فى تحول الحلقة ( عدة عشرات أو مئات من اليساريين ) إلى تنظيم ثم إلى حزب كبير دون حاجة إلى الاقتراب والاتحاد أو التوحد فى معمعان الكفاح مع تنظيمات مناضلة أخرى. أما فهمهم لنظرية الكفاح الجماهيرى وعدم إلمامهم بها فقد غشى أبصارهم عن بديهيات معروفة أبرزها : 1-أنهم ليسوا بديلا عن الجماهير وليسوا أوصياء عليها، وأن الصدام مع أجهزة النظام الأمنية حتى فى أبسط تجلياته لا يتم بمعزل عنها. 2- وأن الجماهير لا تتحرك إلا وفق مصلحتها ومستوى وعيها . 3- وأن الوعى الذى يتوجب بلوغه - أوبثه فى صفوف الفقراء – هو خلطة مركبة من الأفكار المتنوعة فى السياسة والتنظيم والممارسة العملية وضرب المثل والتصرف كقدوة وليس شرْبَة يتم حقنهم بها فيظهر مفعولها على الفور. 4- وأن الصلة بين بين اليساريين والجماهير تبدأ من النقطة التى يبلغها وعى الجماهير. 5- وأن تخلف القادة اليساريين عن الجماهير مساو فى النتائج العملية للقفز على وعيها أو التقدم أمامها بأوسع مما يجب وكلاهما يُسقِط القيادة اليسارية أو يُعجّل بذبحها. 6- وأن تحرك الجماهير العريضة لا تحدده فقط مجرد عمليات حسابية لما يضمه معسكرها ومعسكر أعدائها بل إن مزاجها الثورى فى تلك اللحظة عنصر حاسم فى توقيت وقوة هذا التحرك ونتائجه ..إلخ. ولا نبالغ إن قلنا أن النظام الحاكم أصبح مستريحا بل ومتوقعا لهذا المستوى الراهن من المعارضة الهشة.
نضال يسارى أم خطاب يسارى ..؟ إن التشخيص الدقيق لجملة الأنشطة اليسارية فى المراحل المتعددة السابقة ( 35 سنة ) يقطع بأنها خطاب يرفع لافتة اليسارية وليست نضالا يساريا ؛ وذلك الخطاب يتراوح بين حدين : الأول هو حديث اليساريين لأقرانهم داخل صفوف النخب؛ وحدُّه الثانى هو حديث اليساريين للنظام الحاكم بلكنة يسارية . بمعنى أن النضال اليسارى كان خطابا بلا عمل أى لا جدوى منه ؛ فلا طائل من حديث مع الزملاء غير مفهوم أو مكرور أو مستبعد للجماهير.. ناهيك عن حديث آخر عينه على النظام الحاكم وليس على الجمهور النائم. وعلى هذا القياس فإن عددا من المحاولات التى تمت أو تتم فى الوقت الراهن لتأسيس أحزاب أو هيئات سياسية تستهدف: 1- إما تسجيلا لموقف لا أكثر وإطلاقا لصيحة " نحن هنا " فما تستهدفه تلك الصيحات لا يخفى على المبتدئين فى مجال السياسة ؛ وللأسف فهى ليست أكثر من صيحات حيث لا مقدمات لها ولا تحضير ولا مقومات تبقيها ولا تصورات تحكمها أو تبررها بل ولا كفاح يحفظ ماء وجهها كما هو الحال فى حزب أسسه بعض المثقفين القاهريين يحمل- لافتة الاشتراكية- فى مدينة المحلة الكبرى ولم نسمع عنه منذ الإعلان عنه حتى ذاب وطواه النسيان. 2- وإما قفزا على واقع مؤلم وشروط غائبة وسعيا لتجميع عدد من المناضلين السابقين بصرف النظر عن رؤاهم الحقيقية ولياقتهم السياسية والكفاحية.. مثل تحالف القوى الاشتراكية الذى تم الإعلان عنه مؤخرا. 3- وإما قطعا للطريق على أى جهد يسعى لبناء أية هيئة سياسية مناضلة. -ولأن كثيرا من المحاولات هى أقرب إلى التوافيق والتباديل فى علوم الرياضيات ولأنها تخض الماء فإنها لا تُظهر إلا زَبَدا؛ فبعضها تجميع لهيئات سياسية موجودة بالفعل لا تمارس كفاحا حقيقيا .. وحيث أن تلك الهيئات فى الأساس عاطلة عن العمل وهى فرادى فما الذى سيبعث فيها الروح وهى مجمعة..؟ وهل لهيئة بنيت من أعلا وتأسست بلملمة بعض النخب أن تكافح بينما كان اهتمامها فور إصدار بيان تأسيسها هو الظهور على شاشات الفضائيات بعد أقل من 24 ساعة؟ لذلك نتمنى أن نجد جمعا من اليساريين يبدأ نشاطا فى هدوء فى أوساط طبقة أو فئة اجتماعية أو نقابة أو حتى صالون ثقافى ولا تكون وظيفته الأولى الإعلان عن نفسه ببيان بقدر ما يباغتنا نشاطه بالتعرف على نشطائه. الفاشيون قادمون فهل يمكن استئناف الكفاح..؟ إن أركان المجتمع المصرى زاخرة بكل أنواع العسف والقهر والفساد؛ وكثير من التجمعات الطبقية مشبعة بكل صنوف التذمر والضجر؛ ولا مبرر يمكن أن يسوقه اليساريون تنصلا من واجبهم أو تجاهلا له ، ولابد أن يسعى العشرات من نشطاء اليسار للإمساك بكل خيط تصل إليه أيديهم لدعم وترسيخ تلك الاحتجاجات سواء فى أوساط العمال أو الفلاحين أو بقية الفقراء فى الريف والحضر ؛ فكما يقال " المهام ثقال والعتاد قليل "؛ فالنجاح المتحقق فى موقع واحد يصيب بالعدوى المواقع المجاورة ؛ وارتفاع الروح المعنوية فى فئة يطلق الآمال المكبوتة فى فئات أخرى؛ وإحراز انتصار بين مجموعة من النشطاء والمكافحين يسيل لعاب آخرين أقل نشاطا وينشر الدفء فى أوصال كثير من المعتكفين، وارتفاع اللياقة السياسية والكفاحية للجنة أو حلقة يتيمة ينتشل من الركود لجانا وهيئات متعددة قابعة فى موقع المشاهدين. خلاصة القول يجب أن يملك اليساريون قدرا من الشجاعة للاعتراف بجرائمهم وأخطائهم فى هذا المضمار والمبادرة بنقد ذاتى حقيقى فهذا أول طريق إعادة البناء ؛ وأن يستبعدوا من قاموسهم ولغتهم أفعال ( قال وصرح وناشد وأدان وتحدث وشجب ) وأن يصروا ويعتادوا على ممارسة ألفاظ مثل (عمل وكافح وناضل وانخرط ) لأن الفقراء ينتظرونها بشوق بالغ ، كما يجب أن ينفضوا تراب الإحباط عن كواهلهم ؛ ويدركوا أن خمسة وثلاثين عاما من الركود كافية لمغادرة الكهوف والزنازين التى اختاروا البيات فيها طواعية ، وأن يعترفوا أن الكثير منهم قد أصابه العطب ولا نتيجة تُرجى من الحوار معهم أو العتاب ؛ بل ولا فائدة حتى من إدانتهم ؛ وأن يقروا بأن من تبقى منهم على مبادئه واستعداده للتضحية لن يمكث طويلا فى الشتات وسينخرط فى النشاط .. المهم أن يبدأوا ويشكلوا القاطرة وستتوالى تباعا مجموعة تلو أخرى منهم للدعم والمساندة ثم المشاركة . أما إذا أصر أصدقاؤنا اليساريون على المنطق الذى ساد طويلا أوساطنا .. منطق الخطاب دون العمل ، والحرص على الشكل دون المضمون ، والسعى لبناء الهيئات السياسية من أعلى والولع بالجلوس على المنصات وبالأضواء أكثر من الاهتمام بالفقراء .. فليتوجهوا فورا لتهنئة الفاشيين مقدما بالسلطة ، وليجهزوا أكفانهم على أيديهم لتقديمها لهم طلبا للتوبة وإيثارا للسير بجوار الحائط . وإلى حلقة قادمة،،،، الأربعاء 27 / 12 / 2006 بشير صقر عضو لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى - مصر
#بشير_صقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مأساة بعض شباب منظمات المجتمع المدنى فى مصر: قراءة فى مسودة
...
-
استيعاب - المضللين - من أعضاء جماعة الإخوان .. الوهم الأشد خ
...
-
لو افترضنا جدلا ..
-
عن الجيش المصرى .. والثنائية المفتعلة ( ثورة أم انقلاب..؟ )
-
طريقان لا ثالث لهما .. التطهير وإعادة البناء.. أو المصالحة و
...
-
حائط الصد الأخير.. وحديث عن النخب
-
لكى تعود مصر .. ونعود فراعنة مرة أخرى : جففوا منابع التمويل
...
-
مدخل لحل مشكلةالإسكان فى الريف المصرى والمناطق الزراعية المس
...
-
شواهد مزعجة تعترض مستقبل الثورة المصرية : هل يتكرر سيناريو ث
...
-
( ثورة جديدة ونداءات مريبة بالمصالحة)
-
مصالحة .. أم محاصصة جديدة برعاية الجيش المصرى
-
ثورة جديدة - ونداءات مريبة بالمصالحة
-
الجوع .. وأوهام الأمن الغذائى فى مصر
-
تمهيدا لثورة معادية فى ريف مصر فى 30 يونيو القادم: بقايا الإ
...
-
مرة ثالثة عن عزلة اليسار وانقسامه .. بعيدا عن المواعظ ولحاقا
...
-
مساهمة أخرى فى الحوار حول أسباب عزلة اليسار المصرى وانقسامه
-
رسالة للحوار المتمدن والأستاذ إبراهيم فتحى .. حول أسباب انعز
...
-
منتدى الأرض بتونس - كلمة لجنة التضامن الفلاحى - مصر
-
استئنافا لسياسات أمين أباظة :تصريحات لوزير الزراعة المصرى..
...
-
الفلاحون والزراعة المصرية :كيف يمكن وضعهما على خريطة المستقب
...
المزيد.....
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
-
زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
-
خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا
...
-
الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد
...
-
ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا
...
-
وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا
...
-
-فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|