|
كلمة رثاء / أبا عمار رحلت جسداً وما زلت تعيش فينا
سلامه ابو زعيتر
الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 07:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بسم الله الرحمن الرحيم 11/11/2013 كلمة رثاء / أبا عمار رحلت جسداً وما زلت تعيش فينا ذلك الرجل الاسمر الموشح بالكوفية التي أصبحت رمزاً للعمل التحرري والوطني والنضالي في كل أنحاء العالم ، سجل هذا القائد العظيم في حياته أروع التجارب التحررية في إدارة الصراع مع العدو الصهيوني برغم ما واجهه من تزعزع للموقف العربي الذي يتعرض للضغوط حسب المصالح ، وكانت الضحية القضية الفلسطينية ، وإن كانت هي محور الصراع العربي الصهيوني وهي قضية العصر ، فقد أفني أبو عمار حياته الخاصة وزهرات شبابه في النضال الوطني الفلسطيني ، بما كان يملك من حنك سياسية وقدرة على التعامل مع الموقف والمتغيرات ، فقد عاش حياته وهو يواجه صلف العدو والمتآمرين في كل مكان ، فكانوا معول هدم في الحياة الوطنية الفلسطينية والعربية ، وبرغم ذلك فقد استمر فارسنا بنظرياته السياسة وعيونه تنظر باتجاه القدس والثوابت الفلسطينية ، فقد اختلف معه زملاء النضال وشركاء العمل الوطني ، ولكن لم يختلفوا عليه ، فكان صمام الامان للقضية وللثورة الفلسطينية - والكل يشهد بذلك - فقد احبط ممارسات العدو وسياساته وفلسفته العنصرية " فرق تسد " وزرع بذور الفتنه بين أبناء المجتمع الفلسطيني والعربي .... استبسل القائد في مواجهة الاحتلال الصهيوني ، والذي كان يتمتع ومازال برعاية دولية واسعة فما كان منه إلا أن يقوم ببرنامج مضاد ، فتنقل من دولة لدولة وجال العالم بهدف تعزيز القضية الفلسطينية وحشد الحلفاء والأصدقاء وكان ناجحاً في ذلك ، ودعم الثورات في العالم وكان نصير المظلومين ، مما اكسبه مكانة عالية في كل إنحاء العالم وأصبح رمزاً للثورات فكم تشبه به الاخرين .... كان هناك في كل جولة ومعركة يخوضها من يعمل ضده ، لكن لم يستطيعوا النيل منه أو تحطيم إردته التي كانت من شعبه ، كما واستمد الشعب الفلسطيني إرادته من ذلك الزعيم الخالد أبو عمار ، وأزال شعبنا في نكباته يذكر ذلك الفارس الشامخ والاب الحنون كلما تعثرت فيه السبل وزادت معاناته ... الياسر أبو عمار ذلك القائد الذي ترك بصمه في التاريخ ، ومحبه تولد مع كل طفل فلسطيني اتجاهه فقد كان الاب الحنون الذي كان يشغل باله هموم شعبه بكل فئاته ومكوناته ، ذلك الرجل الذي أثار على نفسه الشهادة بدون أن يخنع للإرادة الامريكية المنحازة للعدو ، وكم كان له من المواقف الجريئة التي كان يرفض بكل كبرياء أي مس بالثوابت الفلسطينية والخطوط الحمراء ؛ مما أذهل الاخرين على قدرته العجيبة في المواجهة ذلك برغم ضعف الامكانيات وقلة الحيلة أمام حجم المؤامرة والضغوط التي كان يتعرض لها ، فتكالبت علية الايدي الاثمة وحاصرته في عرينه وبرغم ذلك لم تنال منه ، أو تحطم إرادته وصلابة موقفه ، فكثرت الاصوات من حوله تقدم نفسها بديلاً متناسيه أن القدر والتاريخ لن يرحم من أساء وتطاول على الرجل الذي كان رمزاً وأباً للشعب الفلسطيني ، وكبرت المؤامرة لينتهزها العدو الصهيوني ويرتكب جريمته بإغتيال البطل وتسميمه بالبولونيوم المشع 210 ، وبأيدي آثمة لن يرحمها التاريخ ، وهنا السؤال المهم ما هو ردنا على العدو الصهيوني الذي تتجه إليه أصابع الاتهام بما توفر من قرائن للمادة المستخدمة فهي منتجتها بالمنطقة ، فهو الذي قتل القائد وتطاول على شعبنا ؟؟؟!! . أبا عمار كان الملاذ لشعبنا في حياته ومماته ، وما يلفت الانتباه اليوم في إحياء الذكرى التاسعة لاغتيال القائد هو رد فعل المجتمع الفلسطيني اتجاه إحياء فعاليات ونشاطات الذكرى لذلك الرجل الذي خرج العالم في الثلاث قارات ليودعه ، ويشارك في جنازته وهو ما يفتقره الكثيرين في حياتهم ومماتهم ، يكفي فخراً أن القائد أبو عمار ما زال يعيش في قلوب أبناء شعبنا وتبكيه العيون وتألم له القلوب ، وما زال ويحضا بالإجماع الكبير وبالدعاء من أبنائه وشعبه والأحرار في كل أنحاء العالم ، ذلك الرجل العظيم والذي كان صمام الامان للقضية الفلسطينية وللوحدة الوطنية ، مهما نكتب لنتذكر فيها الفارس لن نوفيه حقه ، فقد ترجل والقدس ما زالت حبيسة الاحتلال وتعاني قهر السجان ... أبا عمار إن غبت ، فشمسك ما زالت تسطع في أنحاء الوطن ، ومدرستك السياسية والنضالية تدرس بالجامعات والميادين ، فأنت من تركت الاثر الكبير الذي لو اجتمعت أيدي الشر في العالم لن تستطيع تجاهله ، فنم قرير العين فشعبك كل يوم يزداد في تذكرك والدعاء لك والثبات على الحق ، وحتماً النصر قادم .. ترتجف الايدي وهي تكتب وتذكر الرمز والقائد أبو عمار رجل بألف رجل عندما نذكر الوفاء نذكره ، وعندما نذكر البطولة والرجولة نتذكر القائد بقناعته وببساطة عيشه وبصلابة مواقفه ، نذكر تجاربه وكلها دروس لمن رغب بالتعلم ... نم قرير العين يا شهيد العروبة فكل من خانوك نهاياتهم مزابل التاريخ ومصيرهم كهؤلاء الذين تأمروا عليك بالقمة العربية وحرموك الحق وكانوا أداة لم تلبث أن سقطت أمام أول مواجهة فهناك رب لا ينسى عبادة الطيبين ... أنت مع الحور العين في جنات النعيم والآثمين إلي جهنم وبأس المصير ، وشعبك على العهد ولن ينسى من أفني حياته لأجله ولأجل القضية والتاريخ يشهد وكل يوم يثبت ذلك .... اللهم ارحم شهيدنا وقائد ثورتنا الزعيم ابو عمار ، وتقبله مع الشهداء أنت مجيب الدعاء يا رب العالمين . بقلم / د . سلامه ابو زعيتر
#سلامه_ابو_زعيتر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العمل النقابي الناجح
-
متطلبات الحماية الاجتماعية للعمال في ظل الظروف الاقتصادية وا
...
-
حقوق عمالية في مهب الريح
-
لاجئون فلسطين خارج عمليات وكالة الغوث ورعاية اللاجئين ( الان
...
-
قبل فوات الاوان ارحموا العمال
-
تطبيق الحد أدنى للأجور وأثاره الاجتماعية
-
رسالة حول الحد الادنى للاجور
-
المرأة عضو أصيل بالمجتمع
-
حول مصير الذين عملوا في المنطقة الصناعية ايرز والمستوطنات لد
...
-
الربيع العربي هو امتداد للفكر الديمقراطي وهذا سيساهم في تعزي
...
-
كلمة رثاء في الذكرى السابعة لااستشهاد القائد الفلسطيني ابو ع
...
-
كلمة رثاء في ذكرى استشهاد القائد ابو عمار السابعة
-
رؤية نقابي لإنشاء هيئة تشغيل فلسطينية فعالة
-
دعوة لمشاركة الشباب في العمل النقابي
-
الحد الادنى للاجور مطلب عمالي واجتماعي
-
ارحموا عمال غزة في الاول من ايار 2011
-
هل هناك أمل بالحياة ؟؟!!
-
العمال حرموا من مخصصاتهم عن عجز الإصابة والتقاعد .... والمسئ
...
-
تذكروا العمال ومن المسئول عنهم ؟؟؟
-
الاول من ايار يبكي حال عمال غزة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|