أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بهاء فرج شافعي - علمانيوفوبيا!














المزيد.....


علمانيوفوبيا!


بهاء فرج شافعي

الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 06:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دائماً ما كنت أتسائل بيني وبين نفسي لماذا يكره المسلمون العلمانية، وهل كرههم لها كمفهوم ام ماذا؟ ولماذا يسيئون لها ويسيئون الى ما ترمز له، ولماذا فقط قلة قليلة من المسلمون يؤمنون بأفكارها أو فقط يدافعون عنها ؟! هل يعرفون ما هي العلمانية، وهل هي سيئة الى هذا الحد ؟!

في احدى جلسات النقاش الجامعي كنت قد تعمدت ان أرى ماذا تعني العلمانية لمن هم حولي وماذا يعرفون عنها خصوصاً وانهم يرفضون فكره الحديث بها حتى، وتعمدت ان ارى وجهات نظرهم من خلال مفهوم العلمانية المبسط والمتعارف عليه بين الجميع، فقلت موجهاً لهم: "الحل لجميع المجتمعات العربية والاسلامية هو فصل الدين عن مسائل الدولة المختلفة، وحينها سيحصل كل مواطن عربي على حريته الخاصة والتي تولد حرية كاملة متكاملة لجميع الشعب، حيث انت ستمارس معتقداتك الخاصة بك ويشترك معك بها من يريد ذلك وغيرك يمارس عقيدته وهكذا، عدا كونها ستضمن لكل شخص حرية اختياره وأين سيمارس هذا الاختيار وفي أي مجال يريده حتى"، ومن خلال ردود البعض على كلامي وجدت الخلل!

من خلال جميع آراء المشتركين في النقاش لاحظت انه يرفضون العلمانية "كمفهوم" أكثر من رفضهم لها كفكرة، وإن كان هنالك رفض من قبلهم للفكرة يكون رفض غير مبرر ولا يستند لأية أحجية كونهم لا يمتلكون معلومات كافية عن ماهية العلمانية او حتى لا يمتلكون تفسير لمفهومها المبسط آنف الذكر، ورأيت كيف رُبط مفهوم العلمانية بالإلحاد وإنكار وجود الله ومحاربة الدين والارتداد عنه، حتى أن أحد المشاركين قال أن بتطبيقها سيفقد المجتمع ركائزه الاسلامية المبنية على التسامح والشمولية والتوحيد والعمل وسيفقد ابناء المجتمع اخلاقهم، حتى ان أحدهم أذهلني بسؤاله مستنكراً "هل ترضى ان تمنع أختك من لبس الحجاب" وتبين لي أن هذه الفكرة تبلورت لديه من مجموعة اقتباسات من احد كتابات القرضاوي ربط فيها مفهوم العلمانية بالالحاد والشرك بالله وتنتشر عبر الشابكة ويروج لها التيار الاسلاموي والسلفي بشكل كبير.

لا شك أن الإسلامويين عملوا جاهدين على تشويه مفهوم العلمانية كمفهوم حتى دون التفكر والتأمل بها، حتى تشاهد في جميع كتاباتهم ودروسهم المتلفزة رفضهم للفكرة وتحريم تناولها وغالباً ما يربطونها بالدول الاوروبية فقط، ويقولون بأنها غير ناجعة في بلادنا، كون فكرتها تبلورت في اوروبا كتيار رافض لتدخل الكنيسة في شؤون البلاد بعد تعاظم دور الأخيرة، ويعللون رفضهم لفكرة العلمانية في مجتمعاتهم بإستشهادهم بآيات قرآنية تطالب بتطبيق الشريعة وبقولهم بأن الشريعة الاسلامية صالحة في كل مكان وأي زمان، وهذا يدل على جهلهم التام بما يتحدثون به كون العلمانية لن تقوم برفض الشريعة او منعها وإنما ستكون حامية لها، وعدا عن كونها ستضمن لهم ممارسة معتقداتهم الدينية المختلفة دون إكراه أو حتى تهديد.

ليس الاسلامويين وحدهم من يرفض فكرة العلمانية في البلدان العربية، وليس هم وحدهم من يقف بوجه انتشار هذا الفكر في هذه البلدان، على العكس تماماً فالأنظمة العربية لا تتوانى في رفضها بلورة العلمانية في مجتمعاتها، والرموز السياسية الحاكمة في الوطن العربي شريكة الرموز الدينية في تشويه صورة العلمانية ونشر افكار سلبية عنها كون هذه الرموز لديها من البراعة ما يكفي في الاستبداد والإختلاس وسوء استعمال السلطة واهدار المال العام وهي على يقين تماماً بأن تعاظم الفكر العلماني سيفتح عليهم "أبواب جهنم" كونها ستضمن حقوق الإنسان والحريات والشفافية والمحاسبة.

لن أدخل في جدال بأن الإسلام لم يعاصر دولة اسلامية على مر التاريخ وان الله ترك الحرية لعباده في اقامة هيكل دولتهم ولم يفرض علينا شكل محدد للحكم في الارض، ولكن أقول في النهاية بأن العلمانية ليست بالصورة التي ينقلها البعض، فهي ليست الدنيوية والمادية كما يشاع، ولن تزيل عنك العمامة كما يروج، ولن تمنعك من الإهتمام بدنياك على حساب آخرتك ولن تقف عائقاً امام تربيتك لأطفالك على الأخلاق ونصائح لقمان، بل هي أكثر إحتراماً لدينك ومعتقداتك وممارساتك وستصون لك جميع حقوقك، فلذلك لا تسمع بقدر ما تبحث وتفهم، فالعلمانية ليست بحاجة لرأي رجال الدين فيها لتسمع منهم كون رجال الدين لديهم ثوابت فكرية بأننا لم نخلق أحراراً، فهي بحاجة لعقلك لتفكر بما تحويه، ولن تكفر اذا فكرت!



#بهاء_فرج_شافعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
- رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات ...
- مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب ...
- بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز ...
- وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها ...
- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بهاء فرج شافعي - علمانيوفوبيا!