أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موريس رمسيس - المسلم الملحد و الإلحاد من وجهة نظر فلسفية














المزيد.....

المسلم الملحد و الإلحاد من وجهة نظر فلسفية


موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 4271 - 2013 / 11 / 10 - 21:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعتبر الإلحاد بمثابة عملية عكسية لـتوحيد (مقالة الوحدانية و التوحيد) ، قام التوحيديون بدمج آلهة مختلفة القدرات في "آله أكبر" ليصير متعدد القدرات و المواهب حامل لجميع الميزات و الأسماء و الصفات السلبية و الايجابية و رد فعل نفسي دفاعي خوفا من عشوائية قدرات الآلهة فتم دمجهم في أكبرهم قدرة

أعتبر الحالة الإلحادية حالة هجومية مستمرة يتم فيها مطاردة آلهة مختلفة (آله لكذب / لنفاق / لقتل/ لسرقة / لقضاء / لقدر / ) في سماء الفكر و الخيال و إفنائها قبل اندماجها معا آخذة حالة "آله أكبر" يصعب الفكاك منه

الثقافة الإسلامية لا تتمثل فقط في / القرآن / السنة / الحديث / الحج / الصلاة / محمد / الله / فلو سقطت تلك الأعمدة جميعا لاستمرت الحالة الإسلامية لكونها تحوى تقريبا (60%) من مكوناتها على أفكار و تقاليد بدوية متأصلة في نفوس إتباعها تُمارس منذ عدة قرون قبل الإسلام ، لذا أختصوا عن الآخرين بفكرة "الآلة الأكبر" الأقوى الجبار القادر على كل شيء و متماشيا مع مفهوم رئيس القبيلة و العشيرة و تسلطه المطلق علي جميع إفرادها

عندما يترك المسلم الإسلام ناكرا وجود الآلة و رافضا أعمال رسوله فلا يُعد تلقائيا متشارك ثقافيا مع باقية الملحدين من باقية الثقافات الأخري كـ.. / الروسية / الانجليزية / الأمريكية / الصينية / الهندوسية / .. الفروق الثقافية عميقة لا يستطيع "المسلم الملحد" إن يتخطاها بمجرد نكرانه لله و رسوله ورفض فروضه

قيمة أخلاقية عليا مثل "عدم الكذب" لا نجدها في الإسلام في الإسلام بل نجد قيمة عكسية ، بتحريض المسلم على الكذب في أحوال معينة من خلال التراث الإسلامي كما يحيى المسلم دائما في حالة من الكذب خوفا و اتقاء من شر العين و عمل الحسد لذا أصبح المسلم يكذب تلقائيا طوال الوقت "إلا قليلا" .. في حالة إلحاد المسلم تتلاشى معه تلك القيمة نهائيا و يضطر ان يكذب طوال الوقت "بلا توقف" لكي يثبت لغير عدم إلحاده و كفره تحرجا و تخوفا و يصل بيه الأمر إلى ممارسة الفروض الإسلامية و الحج و العمرة اتقاءً و نفاقا .. تنطبق تلك الحالة على باقية القيم الإنسانية الأخرى الغير متواجدة و متلاشية أو متآكله في التراث و الثقافة الإسلامية

مقولة "دستويفسكى" .. أن الله إذا لم يكن موجودا فكل شيء مباح .. أي عندما تسقط فكرة الآله يسقط معها تلقائيا فكرة القيم النبيلة الجميلة .. هذا المفهوم قابل لحدوث بشكل بسيط جزئي في الثقافة الغربية لكون القيم الإنسانية تغرس في النفوس منذ الصغر فلا فرار عنها بغض النظر عن المعتقد و اللا معتقد .. أما في الشرق فلا يوجد تلك القيم النبيلة العليا أساسا و لا تغرس من الصغر لذا يعيش الملحد مثل المسلم تماما في فوضى من القيم الغير نبيلة الغير جميلة

هناك مسلمون يحملون قيم عليا نبيلة إنسانية و نجدهم من كبار السن من مواليد الخمسينات أو قبل ذلك .. قد أكون احدى هؤلاء قبل إلحادي و اختياري لفكر و ثقافة أخرى .. اجدنى شخصيا منذ الصغر .. لا اكذب لا اسرق لا احلف و لا أغش لا ارتشى .. اكتشفت فيما بعد إن الفضل ليس راجعا إلى الثقافة و التعاليم الإسلامية التى تشربتها لكنه راجع الى الاختلاط الأسرى الاجتماعي الثقافي الواسع الغير متعصب مع المسيحيين في فترة الطفولة و الشباب فترة تكوين الشخصية

لا يستطيع المسلم الملحد تبنى قيم عليا نبيلة من تلقاء نفسه ملازما نفسه بيه و بممارستها مع أخرين لكونها ليست جزء من شخصيته و لم يتربى عليها منذ الطفولة و بالتالي يفتقد وجود الرقيب النفسي القابع في الوجدان منذ الصغر (لا أقصد الخوف من الله و الضمير) ، لكنه يستطيع في حالة الاندماج لفترة طويلة فى ثقافات آخري بديلة تبنى قيم نبيلة عليا ، لذا أجد المسلم الملحد في حقيقة الأمر يحيى ملحدا مسلما "إلا قليلا" و الفرق يكتشفه عندما يشاهد "المسلم الملحد" مسلما يذبح إنسان فلا يردد الله اكبر

إمام المسلمين الملحدين فرصة سانحة لتحرك في مساحة الـ (60%) السابقة الذكر بفتح النوافذ و الأبواب لثقافات الإنسانية الأخرى ، فقد أثبتت التجربة و الأحداث التاريخية أن ما عندهم أرقى و أنبل و أجمل

مع شكري و محبتي



#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحدانية و التوحيد من وجه نظر فلسفية
- التشابه بين فلسفات الخلاص و القصاص و الثأر
- الطقوس الوثنية في الإسلام
- 6 أكتوبر 73 حرب تحرير سيناء
- ثورة 30 يونيه الشعبية تجب جميع الثورات السابقة
- الأزهر و مسؤولية الانحطاط الحضاري في مصر
- جولة في تاريخ و جذور العرب
- مؤسسة الأزهر حاضنة الإرهاب في الشرق
- تفاصيل المخطط الأمريكي لشرق
- بداية ثورة الفراعنة على الهكسوس الجدد
- إلهنا – (ترنيمة)
- الثالوث المقدس و المسيحية من وجهه نظر فلسفية
- الخلود و العدم (الجزء الثالث)‏
- الخلود و العدم (الجزء الثاني)‏
- الخلود و العدم (الجزء الأول)
- تصرخ إليك
- الإمبراطورية الأمريكية في الطريق إلى التفكك
- صراع ثقافي حضاري و تطهير عرقي ديني في مصر
- شعارات ثورية مصرية
- مُرسِيات (1)


المزيد.....




- استقبل NOW تردد قناة طيور الجنة أطفال 2024 بجودة فائقة على ا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف هدف حيوي جنوب فلسط ...
- المقاومة الإسلامية في العراق: هاجمنا بالطيران المسير هدفا عس ...
- “ماما جابت بيبي” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة 2024 على ا ...
- الحلو صار يحبي .. استقبل تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد عل ...
- خلى طفلك يستمتع باجمل الاغانى والاناشيد.. التردد الجديد لقنا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن استهداف مستوطنة مرغليوت بصل ...
- غضب فرنسي من إسرائيل واستدعاء لسفيرها بعد اعتقال دركيين في إ ...
- فتوى دينية من غزة تدين هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أك ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام في باريس تقرع مجددا لأول مرة منذ حري ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موريس رمسيس - المسلم الملحد و الإلحاد من وجهة نظر فلسفية