شمخي جبر
الحوار المتمدن-العدد: 4271 - 2013 / 11 / 10 - 21:01
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لسنا ايديولوجيين
شمخي جبر
علينا ان نعترف اننا وقعنا تحت تأثير ثقافة العنف والاستبداد شئنا ام أبينا فأثرت في سلوكنا من حيث نعلم او لا نعلم وشكلت ترسيمة أذهاننا وطريقة تفكيرنا ؛ فأصبحنا في الكثير من مواقفنا لا نحترم الاخر ؛ فنعتقد جازمين ان رأينا فقط هو الصحيح، ولاحق للآخر في إبداء رأيه ؛ مما يشكل خطرا كبيرا على حياتنا بأكملها والسياسية منها بوجه خاص.
ولكن استطعنا اعادة تأهيل عقولنا وطريقة تفكيرنا، لمواجهة استحقاقات الواقع ومواجهة تناقضاته ومشاكله بعقول منفتحة متحررة من الاحكام المسبقة.
ولاننا ابناء اللحظة العراقية بكل تناقضاتها واشتباكاتها ، وتنوعها، علينا ان نتفق ان اي منا حين يطرح رأي معين فهذا الرأي ليس فتوى او نص ديني او ايديولوجي { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه }، بل هو مجرد رأي قابل للرد والمناقشة والتعديل .
وكثيرا مانتراجع عن ارائنا التي نطرحها بعد ان نكتشف خطأها وخطلها لأننا لسنا حزبيين تحاصرنا الايديولوجيا فتخنقنا فلا نتنفس الا برئتها .
بل نحن ديمقرطيون مدنيون نحترم جميع الاراء ، حتى تلك التي تتقاطع مع آرائنا ، نسعى لتحقيق اهدافنا وتحديد اولوياتنا بالحوار وتبادل الاراء ، هدفنا انضاج افكار مشتركة نتفق عليها .
نرفض الواحدية في الفكر والتفكيررلان (الإنسان الذي يعتقد انه يمتلك الحقيقة المطلقة هو إنسان شديد الخطر لأنه يرفض الحوار مع الآخرين ولايا خذ بعين الاعتبار حقائقهم وعقائدهم وبالتالي حرياتهم على ضوء الشك بحقيقته هو ).
الايديولوجيون تحاصرهم فكرتهم فتخنقهم ، لأنهم لا يرون قبالتها اية حقيقة لأنها حقيقتهم الوحيدة ، اما نحن فحقيقتنا الوحيدة هي الواقع ووقائعه وحقائقه الثقافية والاجتماعية التي لا نستطيع القفز عليها او تجاهلها،حتى وان كنا رافضين لهذه الحقائق مع كل مرارتها.
حقائق الواقع ووقائعه،نتعامل معها برفق مع كل رفضنا لها.
لسنا حملة معاول لأننا نستخدم آلياتنا البيضاء التي تشبه وجه حريتنا التي نسعى نحوها.
نرفض معاول الايديولوجيين كما نرفض بنادق وكواتم الارهابيين والعنفيين .
لهذا نقول لسنا ايديولوجيين ، ونقصد اننا لسنا عنفيين ، لان الصنفيين (الايديولوجيون والعنفيون ) من مرجعية واحدة ، هي الشمولية .
جميع هؤلاء موتى (الايديولوجيون والعنفيون ) وهم سيتساقطون، لا يحتاجون حتى ان ندفعهم جانبا ، لانهم لا يستطيعون صناعة الحياة ،الاحياء وحدهم يصنعون الحياة.
من يتنفس برئة الحرية ليس كمن يتنفس برئة الايديولوجيا ، فالأول حي والثاني ميت .
#شمخي_جبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟