حالة الفزع العربية التي دعت وزراء الخارجية العرب للإنعقاد على عجل في جامعة عمرو باشا موسى العربية ، ثم حالات ( الإسهال السياسي ) في المواقف العربية بعد صدور القرار الأممي الخطير الأخير بشأن النظام العراقي لايؤشر فقط على حجم الضعف الدبلوماسي والسياسي العربي ! بل يؤكد على حجم الرعب القاتل الذي تعيشه الأنظمة العربية المفلسة وهي ترى تطبيقات الخطط الإستراتيجية الأميركية المعلنة والسرية وهي في طريقها للتنفيذ وسيكون العميل الأميركي القديم صدام أول الضحايا وأبرزهم ؟ فسياسة إستبدال العملاء ليس لها قلب رحيم ؟ والأميركان بعد تجربتهم المرة مع الجماعات الأصولية لايمزحون بالمرة وسيكونون قساة الأكباد وغلاظ القلوب وهم يهشمون الأنظمة التي صنعهوها ونفخوا فيها من روحهم وساندوها طيلة مرحلة الحرب الباردة وكان لهم سبق الريادة في تلميعهم وإخراجهم للعالم الحديث كدول عصرية بعد أن كانوا قبائلا متخلفة يأكل بعضهم بعضا ويعيشون على إستجداء الإمبراطورية البريطانية العجوز والتي تعبت وسلمت الجمل بما حمل للأميركان ؟
وكان ظهور وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل وكأنه يحمل منصب ( الناطق الرسمي ) بإسم النظام العراقي ليعلن عن قبول النظام بقرار مجلس الأمن قبل أن يعلنه النظام ذاته دلالة أكيدة على حجم ودرجة ( الرعب السعودي ) من إحتماليات التغيير السياسي في العراق ؟ وهو تغيير لو حدث وسيحدث بكل تأكيد فإنه سيكون حدث الألفية الثالثة والصورة النموذجية القادمة للمتغيرات في المنطقة العربية والشرق الأوسط بشكل عام ! وسيحرك التغيير ملفات عديدة وستمتد مؤثراته أفقيا وعموديا لتزيل ترسبات متراكمة ومتعفنة ، ولتزيح جبالا من الوهم وأطنان من الأكاذيب عن صدور الناس عربا كانوا أم أعاجم ! فالرعب والرهاب السعودي من الموقف وتطوراته المستقبلية في العراق ، والخشية القاتلة من سقوط صدام هو ظاهرة صحية تؤشر على صحة إتجاهات التغيير العراقية ؟ فحينما يقف سعود الفيصل ليدافع عن النظام الصدامي رغم مابين النظامين من مشاكل تكتيكية وليست إستراتيجية فإن في الأمر حدثا جللا ؟
وحينما يقف السوري فاروق الشرع مدافعا عن التصويت السوري ومبررا القرار الأممي فإنه لايتسول فقط بل يثير الرثاء لأن النظام السوري هو في طليعة من سيشملهم قرار التسريح عن الخدمة وهو لايملك أن يتضامن مع صدام أكثر مما فعل ؟ فاللتوازن الإستراتيجي مع العدو الصهيوني ضروراته ومتطلباته ؟؟؟ ولكن الشفط من النفط العراقي لايمتلك المبررات ؟ فنفط العرب للعرب ؟؟
جلود عربية كثيرة ستسلخ بعد رحيل صدام القريب بعون الله وممالك مهيبة ستكون في مهب الريح ، وستشمل العاصفة الجميع إلا من رحم ربي فوقوف الراديكالية الثورية السورية مع الوهابية السياسية في موقف واحد هو علامة من علامات القيامة السياسية العربية ؟ ولكن بين حالات الإسهال العربية يطل علينا من فضائية ( رفعت الأسد ) حديث الخرافة السياسية المؤدلج وفق مفاهيم إستخبارية واضحة ليخرج علينا المنجم الخطير والعبقري الفلكي وفلتة زمانه العلامة المناضل ثابت الآلوسي عبر بلورته السحرية المتخصصة في أخبار ( الرفيقة المناضلة ) فيفي عبدو ليؤكد في نكتة نلفزية كبرى من أن النظام العراقي صامد ولن يتغير بل سينتصر ؟؟
وبين مخاوف سعود الفيصل وعنتريات فاروق الشرع وخرافات الآلوسي سيظل العالم العربي يلهث خلف السراب ولكن بشائر الحرية قد أطلت ؟