|
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثاني عشر
عصام عبد الامير
الحوار المتمدن-العدد: 4270 - 2013 / 11 / 9 - 10:47
المحور:
سيرة ذاتية
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثاني عشر كيف أصبح هذا ألاسير مع البعثيين في معسكر واحد خاص بعقوبات شديدة بل معسكر للتعذيب الجسدي والنفسي وهو معروف عنه بأنه على الضد من هؤلاء ومعارض لسياسة حزب البعث وكان يمقت دكتاتورية صدام حسين ويعلن معارضته الشديدة لسياسته الهوجاء وأسلوبه الدموي وألأجرامي في الحكم وكان ضد الحرب التي بدئها صدام ضد الثورة الشعبية للشعب ألأيراني ما هي ألأقدار التي جمعت هذا ألأسير بألبعثيين هل هو نفس القدر الذي جاء به الى حرب لا يؤمن بها هذه هي حكاية أخرى مع الحرية في معسكر يقع شمال شرق أيران وبألقرب من الحدود الأيرانية ألسوفيتية وبالتحديد جمهورية تركمنستان في معسكر أسمه (قوجان ) في عام 1982 وبعد أقل من عام على وقوعه في ألأسر كان النظام الدكتاتوري الديني في أيران لا يزال غير محكم قبضته على كل مفاصل الحياة وفي جميع مناطق أيران خصوصا البعيدة وذات ألأقليات القومية من السكان بل نستطيع أن نقول أن في ذلك الوقت لم يتبلور نظام سياسي بالمعنى الشامل والحقيقي بل كانت هنالك أشبه بمرحلة سياسية أنتقالية من حالة الثورة الجماهيرية الى حالة النظام السياسي المستقر والحالة الثورية كانت تتمثل بوجود الحركات السياسية المتعددة وذات التوجهات ألأيدولوجية المختلفة مثل حزب ( تودة ) الحزب الشيوعي الأيراني وحركة ألأصلاح الليبرالية بزعامة مهدي بازركان وغيرها ومن مظاهر الثورة كانت أستمرار الصدامات الدموية مابين التيار ألأسلامي السياسي لرجال الدين بزعامة الخميني وحركة مجاهدي خلق واستمرار نزول الجماهير الى الشارع بأستمرار وحدوث صدامات ما بين التيارات السياسية المتصارعة نعود الى المعسكر الذي كان فيه هذا ألأسير حيث أن أغلب الضباط وضباط الصف في هذا المعسكر هم من ضباط الشاه وترى في عيونهم وسلوكهم أن التغير الذي حصل في أيران لا يروق لهم وهم لا يشعرون بألود أتجاه رجال الدين الذين ركبوا موجة الثورة وبدأوا تدريجيا بألأستحواذ على السلطة لذلك هم كانوا لا يتعاملون مع ألأسرى تعامل سياسي بل كانوا يتعاطون مع شؤون ألأسرى على أساس عسكري ونظامي بحت له علاقة بألأنضباط والنظافة وتوزيع ألأرزاق والتعداد وغيرها بل كانوا يظهرون التعاطف مع ألأسرى على أنهم يمثلون نظام كان حليف للشاه وألأن هو في حرب قد تؤدي الى ألأطاحة بحكومة رجال الدين ولم يكن في حساباتهم أن الحرب التي شنها صدام ستكون أحدى ألأسباب الرئيسية في تثبيت وأستحكام النظام الديني الدكتاتوري في أيران لذلك وفي مثل هذه الظروف كان ألأسرى يحيون في حرية نسبية من الجانب السياسي والفكري فليست هنالك ضغوط عقائدية أوسياسية تمارس على ألأسير العبادات الصلاة الصوم كلها أختيارية كما لا أحد يسئل ألأسير عن أنتمائه العقائدي أو السياسي وكانت هذه المرحلة من تأريخ ألأسر هي أفضل وأرحب وقت عاشها هذا ألأسير الذي يبحث عن الحرية حيث كان زمن يمكن أن نطلق عليه زمن الديمقراطية كل أسير يعبر عن رأيه بصراحة وبدون خوف الذي ينتقد صدام والحرب والذي يدافع عن صدام وحزب البعث يأتي بعض الضباط وضباط الصف يمجدون بالشاه وينتقدون الوضع الجديد في أيران ثم يأتي رجل دين بين الحين وألأخر يهاجم صدام ويدافع عن التيار السياسي للأسلام الذي يقوده الخميني وهكذا بدون فرض واكراه لأحد وفي مثل هذه الظروف وجد ألاسير صاحبنا الجو المثالي ليعبر عن أفكاره وعن ما يؤمن به حتى أصبح ألأسر يمثل بألنسبة اليه شكل من أشكال الخلاص من حكم الدكتاتور ودخول حياة توفر له الحرية الفكرية التي كان يفتقدها وما زاد ألأمر بهجة وسرور أنه قد وجد من ألاصدقاء ما يشاركوه في معتقداته يجلسون يتحدثون عن النظام الدكتاتوري في العراق وعن ما فعل وكان غالبا ما يدخلون بنقاشات وحوارات طويلة مع البعثيين دون جدوى ( يمكن أن أجري شيء من المقارنة والتشبيه في الموقف هذا للقارىء العزيز مع ما حصل في العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق والحرية التي تلمسها الشعب في الفترة ألأولى التي أعقبت السقوط ) وفي تلك المرحلة لم يكن من ألأسرى يعلن معارضته وبشكل علني وصريح للنظام الدكتاتوري في العراق وبنفس الوقت يتعاطفون ويدافعون عن الثورة الفتية في أيران مثل هذا ألاسيرالذي نتحدث عنه ومجموعة أصدقائه الذين لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد ولكن عموم ألأسرى كانت تؤيدهم وتتعاطف معهم وتطلق عليهم شيوعيين وفي الحقيقة هم ليسوا كذلك ولكن كانوا من اليساريين والمعجبين بألفكر الماركسي وبذلك وبشكل طبيعي هم من أصدقاء الحزب الشيوعي بعد فترة جرت أحداث ومستجدات قد غيرت المشهد الهادىء والمستقر الذي كان يعيشوه ألأسرى الى حال أخر مليء بالعنف والصدامات وأول هذه ألأحداث هو زيارة السيد محمد باقر الحكيم الى المعسكرحينها كان أسرى معركة المحمرة قد وصلوا توا الى هذا المعسكر وأثار المعركة ومرارة الحرب لا تزال تبدوا على وجوههم وتسمعها من كلامهم حيث أن أغلب ألأسرى يعلمون جيدا أن صدام قد زج بهم بحرب لا معنى لها ولا أحد يعلم متى وكيف سوف تتوقف لذالك حين جاء الحكيم الى المعسكر أستقبلوه بألأهازيج والهتافات وكأنه المنقذ لهم من هذه المأساة بعد هذه الزيارة بدأ البعثيين بالتحرك بشكل ملحوظ وبأساليب جديدة سماتها التهديد والوعيد لكل من تسوول له نفسه أن يهاجم النظام في العراق أو يتجاوز على شخص السيد الرئيس ! وأول من تحركوا عليهم هم أولائك الذين أستقبلوا الحكيم وقالوا لهم أنكم سوف تعدمون عند العودة على فعلتكم هذه فهذه خيانة فعليكم أعلان التوبة وفعلا أصبح هنالك ردة فعل لدى ألاسرى وخوف وهلع جعلهم يتصرفون وكأنهم في العراق وتحت رحمة وسلطة النظام نأتي هنا الى نقطة جانبية ليتم تسليط الظوء عليها من جانب تحليلي وهي ما قصة هؤلاء لنسميهم البعثيين ألأسرى ونقصد بأصحاب الدرجات الحزبية والضباط من ألاسرى كان هذا ألأسير صاحبنا حينما يناقشهم على قضية الحرب وشرعيتها وخصوصا في وقت أن ليس في أيران دولة بل هنالك ثورة جماهيرية كانوا يجدون المبرارات المختلفة عندها يسألهم أذا لماذا سلمتم انفسكم ووقعتم في ألأسر كانوا يجيبون أجابات مضحكة وغير منطقية أطلاقا فمنهم من يقول أني كنت نائم وأخر يدعي بانه قد نفذ منه العتاد واخر يقول أني سقطت في حفرة وغيرها من التبريرات ولكن أن حقيقة أمر هؤلاء أنهم كانوا يشعرون بعقدة ذنب ألأسر خصوصا عندما سمعوا بكلام لصدام أنه لايحب أن يذكر قضية ألأسرى للأنها تزعجه لذلك كانوا يحاولون هؤلاء أن يعوضوا ويعادلون هذه العقدة ببطولات ونظالات أسموها بألنضال السلبي أي ممارسة العمل الحزبي خارج حكم وسلطة حزب البعث المستجد ألأخر الذي حصل هو توافد على المعسكر رجال دين وأشخاص من المعارضة ألاسلامية العراقية الاجئين في أيران يلقون المحاضرات ويعرفون بسياسة صدام القمعية والحرب الظالمة كما يسموها على الجمهورية الفتية في أيران ويلتقون بألأسرى ويتحدثون معهم وقد تم تخصيص رجل دين من عرب أيران من ألأهواز مشرف على التوجيه الديني والسياسي للأسرى الحدث ألأخر الذي حصل هو بروز مجموعة من ألاسرى الملتزمين بالدين ويكثرون من الصلاة وقرأة القرآن وألادعية وغيرها ويلتقون برجال الدين بأستمرار هذه المجموعة أعلنت معارضتها للنظام في العراق وتأيدها للجمهورية ألأسلامية في أيران هذه المجموعة كانت قليلة العدد أطلق عليهم فيما بعد بألتوابين أو المؤمنين والحدث ألأول من نوعه والذي غير من مجرى ألأمور في هذا المعسكر هو قيام مجموعة من البعثيين بمهاجمة أحد التوابين والقيام بضربه والأعتداء عليه بالأيدي وبالكلام ( السب والشتم وأتهامه بألعمالة والخيانة ) وبذلك بدأت مرحلة جديدة طابعها المواجهة والعنف وأرقة الدماء
#عصام_عبد_الامير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الحادي عشر
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء العاشر
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء التاسع
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثامن
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السابع
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء السادس
-
أسيرعراقي والبحث عن الحرية الجزءالخامس
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الرابع
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية الجزء الثالث
-
اسير عراقي والبحث عن الحرية (الجزء الثاني )
-
أسير عراقي والبحث عن الحرية
المزيد.....
-
-أرض العجائب الشتوية-.. قرية ساحرة مصنوعة من كعكة الزنجبيل س
...
-
فيديو يظهر ضباط شرطة يجثون فوق فتاة ويضربونها في الشارع بأمر
...
-
الخارجية اليمنية: نعتزم إعادة فتح سفارتنا في دمشق
-
تصفية سائق هارب اقتحم مركزا تجاريا في تكساس (فيديو)
-
مقتل 4 أشخاص بحادث تحطم مروحية تابعة لوزارة الصحة التركية جن
...
-
-فيلت أم زونتاغ-: الاتحاد الأوروبي يخطط لتبنّي حزمة العقوبات
...
-
مقتل عنصر أمن فلسطيني وإصابة اثنين آخرين بإطلاق للنار في جني
...
-
بعد وصفه ضرباتها بـ-الوحشية-... إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب
...
-
أكاديمي إسرائيلي: بلدنا متغطرس لا تضاهيه إلا أثينا القديمة
-
كيف احتمى نازحون بجبل مرة في دارفور؟
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|