أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - انقسامنا بشهادة سودانية














المزيد.....

انقسامنا بشهادة سودانية


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 4270 - 2013 / 11 / 9 - 03:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انقسامنا بشهادة سودانية
مصادفة هي محادثتي مع صديقة صحفية سودانية مقيمة بالسعودية، وتعمل هناك، جاء حديثي معها وأنا بالأسبوع الأول بالسودان استطلع وأشاهد الشعب السوداني الشقيق بكل تجلياته الاجتماعية. ونظرًا لقصر المدة الزمنية وعدم القدرة على استنباط أي شيء اجتماعي بعد لهذا المجتمع الذي لم أفاجئ حتى اللحظة بشيء سوى انعكاس الصورة التي كانت متبلورة بذهني ممَا سمعت ورأيت عن السودان، وهو حجم التطور في البنى التحتية المجتمعية رغم حداثته وبساطته إلَّا أنه يتطلب التطرق إليه، فهناك نقلة بالسودان. هذا هو الإحساس أو الانطباع الذي أحس به وأستشعره من الأيام القليلة بالسودان، إضافة لشيء هام لم أحسه بالشقيقة مصر التي أمضيت بها نفس الفترة وهو الطمأنينة والثقة بالنفس وعدم تسلل إحساس الارتباك والغربة بعد لأعماقي في السودان. لا أعلم السبب الحقيقي بعد لهذه الطمأنينة أو الحالة، ربما لظروف مصر السياسية والأمنية، وربما لأسباب أخرى.
الآن أكتب أول مقالاتي في السودان الشقيق من مقهى " عفراء" وهو سوق تجاري راقي وكبير بالخرطوم، بجواري يجلس عوائل من معظم الجنسيات العربية وخاصة السورية، هذه العوائل التي ارتحلت عنوة وإجباريًا عن سوريا، كما نحن مرتحلون إجباريًا حسب رغبة وقرار وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية.
وعودة على بدء، لصلب وجوهر هذا المقال الذي بدأ بمحادثة سريعة مع الصديقة السودانية التي باغتتني بالقول:" لقد عملت في صفوف الحجاج الفلسطينيين، وصدمني حجم الانقسام والصراع والعنصرية بينكم، وفي صفوف الحجاج، حيث رفض حجاج الضفة الإقامة مع حجاج غزة، كما رفض مرشدين الضفة مساعدة مرشدين غزة، والعكس صحيح" وتضيف قائلة:" كنت أظن أن قبليتنا السودانية هي أسوأ أشكال التمييز والعنصرية، ومرض خبيث بجسدنا، لكن اتضح أن صراعكم وانقسامكم أخطر من قبليتنا السودانية"، هذا الحديث العابر ليس بجديد، وليس محور صدفة أو أحد مكتشفات هذه الصديقة، بل هو تعبير عن حالة عاشتها ورأتها، وكذلك شيء أصبح متداول بين أبناء شعبنا الفلسطيني وأصبح هناك نغمة سائدة هي" ضفاوي، غزاوي" هذه النغمة سمعتها بين صفوف الطلبة في اليمن عام 2011، والآن اسمعها بين جاليتنا وطلابنا في السودان. أقر أنني أسمعها وسمعتها ولكن لم أوليها اهتمام كافِ، لأنني اعتقدت سابقًا أن هناك مبالغات في الحديث عنها وتناولها، وأنها ظاهرة غير محسوسة أو مرئية، رغم أنها أصبحت متداولة بشكل كبير ومتفاعل، ويرددها المعظم من أبناء شعبنا، وخاصة بالخارج، وحسب المثل العامي" العيار الذي لا يصيب يدوش"، أي لكل حدثٍ حديث.
ولكن ما أسباب هذه الظاهرة إن وجدت فعلًا في الجسد المجتمعي الفلسطيني الذي تميز بانسجام كامل بفيسفائه المجتمعية على مدار مقاومته للمحتل، ومعركة التحرير التي يخوضها- ولا زال- ولم يعانِ من هذه الظاهرة قبل ذلك أو أي مظاهر تفرقة مهما صغرت أو كبرت؟ فمجتمعنا الفلسطيني واجه عدوة متحدًا منسجمًا مؤمنًا أن الكل الفلسطيني في خندق واحد، ولم تنجح الحركة الصهيونية وعملائها في خلق أي شرخ بهذه الفسيفساء المجتمعية رغم كل مؤامراته ومحاولاته. فهل يعتبر الانقسام أحد مداخل هذا التمييز- إن وجد- أو كما أطلقت عليه الصديقة السودانية (العنصرية)؟ وأشعل النيران من تحت الرماد؟ أم أن التربية الحزبية والمصلحية لبعض الفئات ساهم في إشعال شذوة هذه الظاهرة؟
بكل الأحوال إن الظاهرة الصوتية تحتاج لدراسة عميقة ومعمقة لكي يتم الإقرار بوجودها، ومن ثم علاجها واستئصالها قبل أن تستفحل وتتحول لأشبه بالقبلية أو الطائفية التي تحرق صلب وجوهر صراعنا الأساسي مع الكيان الصهيوني، والتحول من حركة تحرر وطني لحركة تمييز جغرافي، والانتقال من الجزأين (غزة- ضفة) إلى مدن ومحافظات وتعيش كل محافظة أشبة بكيان مستقل بشريًا.
فهذا ناقوس خطر وإنذار شديد اللهجة ينخر الجسد الفلسطيني المجتمعي الشمولي الكلي، ويهدد قضيتنا الوطنية، يتوجب التصدي له من أعلى رأس الهرم وصولًا إلى الأسرة الفلسطينية.
د. سامي الأخرس
[email protected]



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الفلسطينية ودورها في مجابهة الانقسام الفلسطيني - الفل ...
- أوسلو بين الانقسام والانكسار
- أوباما توضأ من دمنا
- المفاوضات استراتيجية ام هواية
- حدوتة فتنة
- الأقصى ليس فلسطينيًا
- بكفي انقسام وابتذال
- تركيا والدولة الكردية
- حكاية معبر رفح
- سوريا أخر معارك الكرامة
- المشروع الوطني في الهوية الثقافية
- موظفو غزة: رواتب مقطوعة ومحسوبية في الكشوفات
- سلطة النقد الفلسطينية عينان مفتوحتان وقلب أعمى
- العراق من دولة مظمة لفوض طائفي
- قمة الدوحة الواقع والمأمول
- أوباما يعتذر لتركيا بلسان نتنياهو
- أوباما عصا بلا جزرة
- الربيع العربي بين الحجاج وهولاكو
- انتهى موسم الانطلاقات
- فلسطين مائة وأربعة وتسعون


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - انقسامنا بشهادة سودانية