أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الربضي - قراءة في سفر الإنسان – الله














المزيد.....

قراءة في سفر الإنسان – الله


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4270 - 2013 / 11 / 9 - 03:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة في سفر الإنسان – الله

لا أستطيع أن أفسر كيف تنبض عضله فتنقبض ثم تتمدد لتضخ الدم في مساراته الشريانية طيلة الحياة، لا أستطيع أن أعرف كيف تعرف العضلة عملها و تبقى تنبض، و ما الذي يجعلها تنبض، و لم لا تقرر أن تتوقف برهة ً أو هُنيهة ً و كيف تضخ و تضخ و تضخ أعواما ً و سنين، كأنها بدون هدف، آلة لا غير.

لا أعلم ما هي الكهرباء سوى ما قالوه لنا عنها في المدرسة من كونها شحنات إلكترونية تتحرك، و قالوا لنا أن أجسامنا مكونة من ذرات و أن هذه الذرات في كل منها نواة، فيها جسيمات و حولها جسيمات و معظمها فراغ. لكن جسمي صلب، فأين الفراغات؟ قالوا لنا أن حركة الإلكترونات السريعة حول النواة يجعلها كأنها متواجدة في كل مواقع المدار مرة واحدة و كأنه لا يوجد فراغ، مع أنه يوجد فراغ.

ثم كبرنا و تعلمنا عن الكواركس، و قالوا لنا أيضا ً أن الكواركس هي الجزيئات المكونة لجسيمات النواة و أنها تنتج عن شريط أو وتر ٍمن الطاقة يتذبذب فينشأ الجسيم عن تذبذب هذا الشريط أو الوتر، يعني الطاقة تنتج مادة، أليس هذا عكس العلم؟ العلم يقول أن المادة تتحول إلى طاقة لكن على المستوى تحت الذري لدينا طاقة تتحول إلى مادة.

و بين هذا و ذاك كانوا يعلموننا عن الله، و عن أنبيائه و كتبه و رسله و ملائكته و يومه الآخر و سفر تكوينه الأول و ماذا يحب و ماذا يكره، و كيف يجب أن نتعامل معه، و ماذا نصنع و ماذا لا نصنع، لكنهم لم يربطوه يوما ً بالكهرباء و لا بالذرات و لا بالكواركس، و جعلوا منه كائنا ً منفصلا ً مفارقا ً لكل شئ ما عدى القلب، حتى العقل، فلم نعرفه منهم يوما ً.

و جاء آخرون قالوا لا يوجد الله فهناك الكهرباء و العلم و الكواركس و قد مات الأنبياء و الكتب المقدسة كتبهم و الكتابات لهم و لتابعيهم و ليست من عند الله، فالله غير موجود، هكذا قالوا.

ما زلت لا أفهم العلم مع أن أناسا ً تؤمن به و أناسا ً تكفر به، و ما زلت لا أفهم الله مع أن أناسا ً تؤمن به و أناسا ً تكفر به، و ما زلت أفكر في قلبي و في الكهرباء و الذرات و الكواركس و الله.

حياتي هي سفر الإنسان، و فيها يوجد الله و يوجد العلم، و هما دائما ً مع بعضهما البعض في انسجام، لا يريد أحدهما أن يزيح الآخر أو يلغيه لأن كل منهما شاهد على الآخر. في سفر الإنسان الخاص بي لا أضع أختاما ً في نهاية الصفحات لكني أتركها مفتوحة فلعل الله يريد أن يضيف شيئا ً إلى الصفحة، و لعل العلم يريد أن يمحو شيئا ً من نفس الصفحة، و لعلهما يريدان أن يكتبا اسميهما في الأسفل و يمحوا التاريخ و يتركا الأبدية مفتوحة على الصفحة و الصفحة منفتحة ً على الأبدية.

مليارات ٌ سبع ٌ من البشر تقطن كوكبا ً على أطراف مجرة ٍ على أطراف الكون عمر الكوكب حوالي ثلث عمره، لا ندري شيئا ً بعد و مع ذلك أهل الدين يعلمون كل شئ و يختمون و أهل اللادين أيضا ً يعلمون كل شئ ٍ و يختمون، تناقض ٌ عجيب ممن لا يحبون العلم و يتكلمون باسم الله، و ممن لا يحبون الله و يتكلمون باسم العلم، يختلفون في كل شئ لكنهم يلتقون في أنهم يختمون، كل منهم يختم على وثيقة إلغاء الآخر و كليهما موجود.

في سفر الإنسان عندي، الله يتحدث إلى الحشرات و الخنافس و الزواحف و الكواركس و النواة و البكتيريا و الفيروسات و الثديات و الأشجار، و هو يجري في سلك الكهرباء مع الشحنات و يقفز مع السناجب بين الأشجار و يرى بعين الصقر الذي يطل على الأرض و يتألم مع الأطفال في المستشفيات و يولد من رحم كل امرأة ٍ تلد و يموت مع كل بشري ٍ ينتهي، و يهرم مع الكهول و يشب مع الشباب و يصرخ مع الصارخين و يهدأ مع الهادئين و يراه العلماء تحت المجهر و يصدع بصوته في الرعود و يُقبـِّل بحنان أوراق الورود حينما يسقط عليها داخل قطرة المطر.

في سفر الإنسان عندي الله هو سبب الإنسان، و فوق الإنسان، و في الإنسان، و من الإنسان، و لأجل الإنسان، و كل الإنسان، لكنه واجد، كائن، صانع، مستقر ٌ في المصنوع.

عندما يعانق العاشق معشوقته و يلتحمان، يكون هو بداخلها و هي تشده إليها و تحيطه و تقبض عليه، يكون الإثنان واحدا ً و يسري الله بينهما في الحب، حتى يكتمل الإنسان.

في سفر الإنسان عندي الله محبة!

إفتحوا النوافذ الله في الشعاع!



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء على التطور – القرد الذي لم يصبح إنسانا ً
- حين رأت جدها – لا تخافي
- مشكلة الشر في العالم – بين الإيمان و الإلحاد
- هذربات الفلافل - قصيدة نهاية الصيف
- تمثال العذراء المكسور – رمزية الاعتداء
- الهالوين – شاهد على أسرار البنية الدينية
- المُشترك الأعظم – الإنسانية
- الإنسانية في الفكر المسيحي – إنسجام المنطق بفعل المحبة.
- الرجال و مرآتان لهوية التعريف
- الإخوان المسلمون و العلم الأردني و إشاره رابعة
- Tell me why بين الإيمان و الإلحاد
- ما زلت أذكر ُ تلك العجوز – ما زلت أذكر سيدي
- قوك يا أردن – مع محمود الحويان
- كيف نفهم حادث كنيسة الوراق – بين أميرة و مريم و محمد.
- الثقة بالله – خاطرة قصيرة جداً.
- قانون التظاهر المصري الجديد – ألا تتعلمون أبدا ً؟
- رسالة إلى السيكلوب
- من يستطيع النهوض بالمجتمعات العربية؟ - السؤال الخاطئ
- السنة و الشيعة – هل هؤلاء مجموعات جديدة؟
- قراءة في أدب حنة مينة – البحر وجودا ً و الفردية في رحلة الكش ...


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الربضي - قراءة في سفر الإنسان – الله