أُميد خالد اليوسفي
الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 20:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"الكثيرون يساقون تحت حراسة مشددة الى سجن عقيدتهم الايمانية المُلزمة "(1) ، وعصبيتهم القومية المُغلقة وحزبيتهم الضيقة. هل أن البشر محكومون بالصراع والتغالب من أجل الهيمنة وإكتناز وتكديس المنافع. ومتاولية عصيان آدم للأمر الله مَحكوم على البشر (رغم قبول توبته). والجريمة الاولى في التأريخ سـتستمر الى مالانهاية صراعاً بين افراد ، ومذاهب، وشعوب و أمم .. الخ
يبدو أن إشباع "الانا" الفردي والجمعي لا حدود لهُ .. و ( ان كل شيء ينفع صاحبه يصبح في نظره حقاً مطلقاً ) كما قال علي الوردي .
اليس الافلات من العقاب الآني الرادع والشعور الدائم بوجود فسحة بأن الذنوب والاثام والخطيئة سَتُغفر وبالتالي ضمان الدنيا والاعتقاد بضمان الآخرة أيضاً ، يزيد من التمادي في اللاعدالة والظلم . الا يمكن إيجاد آلية تربوية وتثقيفية للأفلات من تلك الحراسة المشددّة والخروج من سجن العقيدة المُلزمة والعصبية والتحزب الى محبة الانسانية المطلقة ومن ثم ايجاد منظومة راقية حضارية وخلق بيئته مناسبة لترسيخ قيم الحياة الجمالية والمساوات والتسامح وبالتالي ايجاد مُثل عليا على ارض الواقع والارتقاء بظروف الناس بعدالة الى مستوى يليق بآدميتهم دون تمييز.
وصولاً الى لجم الطموح اللامشروع تهافتاً و لهاثاً على المغانم والصعود الصاروخي للخط البياني للفوارق الطبقية التي ستكون مُدمرة إذا استمرت على المدى الطويل ، وسيكرس الاحساس بالقهر واللاعدالة والكراهية والعداء والصراعات، ويدفع عامة الناس ثمناً باهضاً لايمكن تعويضهُ بسهولة .
هل جَانَبَ العالم (فرويد) الصواب عندما ردّ على تساؤلات العالم (انشتاين) قائلاً " ان جذور الكراهية والمنافسة الحاجة الى أعداء وعنف الفرد والمجموعة ، والحرب مغروسة كلها على نحو لايمكن تجنبهُ في نفس الانسان وظروفه .. ليس ثمة فائدة في محاولة التخلص من ميول الناس العدائية .. ! "
(1) من رواية التائهون لامين معلوف
#أُميد_خالد_اليوسفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟