أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فوزي سيدو - أوضاع أبناء الشعب الكردي السوري و معاناتهم الدائمة مع السلطات السورية















المزيد.....

أوضاع أبناء الشعب الكردي السوري و معاناتهم الدائمة مع السلطات السورية


فوزي سيدو

الحوار المتمدن-العدد: 305 - 2002 / 11 / 12 - 04:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 بعد خروج العثمانيين من البلاد العربية في الحرب العالمية الأولى و احتلال الفرنسيين و الإنكليز لها و اقتسامها بينهما بموجب اتفاقية سايكس بيكو 1916 فان هذه الاتفاقية الاستعمارية قد اشتملت على كردستان العثمانية أيضا بحيث قسمت بين تركيا و كل من العراق و سوريا اللتين أنشئتا حديثا و بقي القسم الشرقي من كردستان تحت الحكم الإيراني.فكان أن حرم الأكراد من الانتفاع بمبدأ حق تقرير المصير للشعوب الواقعة تحت السيطرة العثمانية الذي أعلن رسميا آنذاك ...الأمر الذي أصيب معه الأكراد بأكبر نكسة عرفها تاريخهم الحديث.

وما أن تم رسم الحدود بين تركيا و سوريا فإن الخط الحديدي الذي أنشئ بينهما قد قسم تلك العشائر الكردية إلى قسمين, قسم بقي  ضمن  حدود الدولة التركية و القسم الآخر أصبح ضمن حدود الدولة السورية ومع ذلك كله فان سورية بعد الاستقلال عام 1946 و ما كانت عليه كباقي الدول العربية من شعور بالغبن الذي لحق بهم من جراء قيام الاستعمار بتقسيم وطنهم الى دول و إمارات و إقامة دولة إسرائيل و الصراع العربي المرير معها ....فأنهم من ناحية أخرى رأوا الوطن العربي وحدة جغرافية و بشرية لا تتجزأ وان كل من يعيش عليها هو عربي.وهذا يعني انهم أنكروا وجود أقليات قومية أخرى تعيش على أرضها التاريخية بينهم. وبذلك تحولوا من شعب تعرض للاضطهاد الاستعماري الى شعب يضطهد القوميات الأخرى.

وما أن استقرت الأحوال في سوريا بعد الاستقلال حتى بدأت الأوساط الشوفينية منذ أوائل الخمسينات تدعو المسؤولين من أجل القيام بتطبيق سياسة التمييز القومي حيال الأكراد بهدف القضاء على تطلعاتهم القوية.وذلك عبر إجراءات استثنائية من شأنها العمل على هجرة الأكراد من الجزيرة و صهرهم في المجتمع العربي.وكان على رأس هؤلاء ـ محمد طلب هلال ـ ضابط الأمن السابق في الحسكة الذي جاهر علنا عام 1962 بكل ما يتعلق بهذه الإجراءات العنصرية و طالب الأخذ بها.فكان أن بدء بتنفيذها في محافظة الجزيرة حيث تم أولا تنفيذ مشروع الإحصاء الاستثنائي بتاريخ 5ـ10ـ1962الذي أدى إلى تجريد أكثر من 150 ألف كردي في محافظة الجزيرة من جنسيتهم السورية واعتبروا لاجئين بعد أن حرموا من حقوقهم المدنية.وبعد سنوات تم تنفيذ المشروع الاستثنائي الآخر الذي سمي بالحزام العربي حيث تم بموجبه مصادرة الأراضي التي كان يستقر فيها آلاف العائلات الكردية و يستثمرونها أبا عن جد, ووزعتها على آلاف العائلات العربية التي جلبت من المناطق التي غمرتها مياه سد الفرات و من المناطق الداخلية الأخرى.وأسكنتها في قرى شبه مستوطنات أنشئت لهن على طول الشريط الشمالي للجزيرة و المتاخمة للحدود التركية.هذه الإجراءات الاستثنائية و سياسة التمييز العنصري كان لها فاعليتها و تأثيراتها اللاإنسانية المباشرة على كافة الأكراد في الجزيرة دون غيرهم من القوميات الأخرى  سواء من الناحية الاقتصادية و أقلها ندرة العمل الزراعي و فرص العمل الأخرى,أو الاجتماعية من حيث الفقر الحاجة و التخلف,أو الثقافية و حرمان الكثيرين من الأكراد من الارتقاء بمستواهم الثقافي عبر المراكز الثقافية و المعاهد العليا,أو السياسية و منع الأكراد من مزاولة حقوقهم الثقافية الكردية وممارسة فلكلورهم الشعبي,علاوة على معاناة المجردين من الجنسية و حرمانهم من حقوقهم المدنية, الأمر الذي جعلهم محرومين من اللحاق بركب الحضارة البشرية المتطورة. و مما زاد في هذه المعاناة عندما استقدمت الدولة  آلاف الموظفين العرب الذين شغلوا الوظائف في مختلف دوائر الدولة و مؤسساتها و مدارسها و معاهدها الثقافية.و قدمت لهم التسهيلات الأزمة للسكن في الجزيرة...في الوقت الذي منع فيه العنصر الكردي من شغل هذه الوظائف.حتى انه منع من نقل مسكنه من مكان الى آخر ضمن حدود المحافظة الإدارية .وإذا ما أراد بناء دار أو ترميمها,أو شراء مسكن أو أراضى زراعية أو آلية وجب عليه مراجعة الجهات الأمنية بخصوص ذلك.

أما أسلوب التعريب فقد شمل أسماء القرى و البلدات الكردية المعروفة  بأسمائها الكردية منذ القديم و استبدلت بأسماء عربية تتبعا لما سبق لتركيا و قامت في. حتى إن جبل الأكراد (منطقة عفرين) التابعة  لمحافظة حلب و المعروفة  بهذا الاسم  منذ القديم قد استبدل باسم جبل حلب, نعم نحن نعلم بان محاولات نظام حزب البعث الشوفينية هي لتغيير الواقع الكردي وإستفزاز الحركة الكردية و كل شيء  كردي في هذا الجزء من كردستان ولكن نحن لم نعلن الانفصال عن سوريا أو ننوي الانفصال و هذا لا يعني بأنه ليس من حقنا ولكن نعالج قضيتنا و نرفع شعارات واقعية بطرق تلائم الواقع الذي نحن فيه و مع من نتعامل والفضل يعود الى قياداتنا الحكيمة  التي طالبت الحكومات المتعاقبة الاعتراف الرسمي بالوجود الكردي في هذا الجزء من كردستان.

نحن شعب نريد العيش بسلام والتقدم و الازدهار لا نريد الانفصال و التجزئة و الضعف بل نريد الوحدة و التقدم في كل مجالات الحياة.

فمن الأكراد الذين كان لهم دور بناء التراث الأدبي العربي سواء في الشعر أو الأدب العربي أمثال احمد شوقي و الرصافي,في التاريخ الإسلامي و العربي مثل ابن خلكان و ابن الأثير الشيباني من قرية شيبانا و الواقعة بين قريتي موزا و زغات في دشتا هسنا و الواقعة في منطقة ديريك في الجزيرة(شمال شرقي ســوريا) الســورية.في مجال الفكر و العلم مثل عباس بن فرناس و آخرين كأبي مسلم الخراساني المزوري و ابن تميمة و ابن شداد و الســجادي وأعلام النهضة محمد عبدو و قاسم أمين و أحمد أمين و أحمد حســن الزيات و محمد كرد علي و العقاد و الزهاوي...و..الخ.وأخيرا هل من العدل و الإنصاف أن يبقى الأكراد محرومين من حقوقهم القومية و الثقافية في الوقت الذي يعترف بها للاقليات القومية الأخرى..

______________________________________________________________________  

المصادر و المراجع :

كتاب تاريخ الكرد وكردستان:  محمد أمين زكي

 

 

* كاتب كردي سوري- ألمانيا

 

 

 

 



#فوزي_سيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فوزي سيدو - أوضاع أبناء الشعب الكردي السوري و معاناتهم الدائمة مع السلطات السورية