مجتبى حسن
الحوار المتمدن-العدد: 1217 - 2005 / 6 / 3 - 09:54
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
"إن تفعل تُحرق بالنار"
ألا آن وقت تغيير لهجة الخطاب التربوي التعليمي ؟
أليس من الصحيح تعليم الأطفال العمل بترغيبهم وتحبيبهم لنتيجة فعلهم الحسن ؟
أليس الإنسان في كره لمن يعاقبه ؟
فكيف إن كان هذا المُعاقِب لا يترك شاردة ولا هفوة صغيرة إلا ويغّلظ العقاب إلى أشده ؟
أليس هذا المُعاقِب الذين يصورونه بالقاسي الذي لا يفتأ يعاقب هو الرحمان الرحيم ؟
أليس هو العاطي البّر التواب ؟
لماذا يضعون في عقول أولادهم ونفوسهم هذا الكم الهائل من الرعب والتخويف من الله ؟
هل يكرهون فلّذات أكبادهم ؟
أم كما تربّوا يربّون ومَن شابه أباه فما ظلم ؟
أليس من الظلم أن يُربّى طفل اليوم على عقلية أظلمتها قرونٌ مظلمة مضت ؟
أليس من الحيف أن تُضع الظلمة في نفوسٍ وليدة، بدل توجيهها نحو الضياء؟
أليس العنف وليد الكره والحقد ؟
وهل بتربية تحمل الصغار على عدم التسامح ،أن تغرس بهم المحبة؟
فهم إن اخطئوا بأبسط الأمور سوف يعاقبهم الله في النار،فكيف لهم أن يسامحوا من اخطأ بحقهم مهما كان قريب منهم ! وهم لا سماحة لهم على أخطائهم ؟
كيف بهكذا تربية سيتخرج رجالاً لهم شخصيات متوازنة ؟
عند اقل احتكاك مع الأخر ردة فعلهم هي البطش ،إن كانوا أقوى من ذاك الأخر ،وهي الخنوع إن كانوا الأضعف ، فهل يقول قائل أنهم على سوية ؟
علماء النفس يقولون إن تسعين بالمائة من الشخصية تتكون في مرحلة الطفولة فلما كل هذا التجني على الرجل الطفل ؟
هل يخسرون شيء إن علموهم المحبة ؟ هل يضيرهم إن يوجهوا أبنائهم إلى أن خالقهم عطوف ،رحيم ،برّ ،تواب، محسن ،لطيف ؟ فهم إن ربوهم بهذه العقلية أخرجوهم إلى الضياء .. فلن يخاف الطفل ممن يسمح له إن اخطأ و لم يعاود خطأه ، وسيكون قادر على مسامحة من اعتذر له إن اخطأ بحقه مهما كان بعيداً عنه ..ولن تكون شخصيته انهزامية أو حربجية عند احتكاكه بالآخرين ..فهو بهذه العقلية الطفل المنتصر رجلاً ...
#مجتبى_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟