سميرة الوردي
الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 08:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنا وإلزا والمرآة
سميرة الوردي
إلزا خلفَ المرآةْ
تُمشِطُ شعرَها
تنظرُ لجفنيها المتورمين دماً
تنتظرُ فارسَها المرهون
تحتَ القبور
.....
وانا خلفَ السجونْ
أنتظرُ عودةَ الفارسِ المغدورْ
أضفرُ جدائلاً من شعرٍ وطينْ
......
إلزا .. كنتِ محضُ حروفً في كتابْ
تثيرينَ فينا الجنونْ
وترحلينَ
لأحلام العذارى الحالماتْ
......
إلزا و (عيون إلزا )
واها يا إلزا
كلماتٌ عابرات دفَنْتُها معي
عدة سنينْ
سراً رهيباً
أطحنُ عمراً بها
وآمالأً خاسرات
......
أيها الزميلُ
العالقُ في غياهبِ الموتْ
مازال كتاب إلزا
ينتظرُ خلفَ قضبانِ السجونْ
يبحثُ عن بقايا مدفونْ
في مقابرِنا المنسيةْ .
.....
جاء زمنُ الغدرِ الرهيبْ
أمستْ إلزا وعيونُها
فوق الرفوفِ الكئيبةْ
حلماً في عيون السابحات
في الفنون الجميلة
حلمٌ مجنونٌ يبحثُ عن فجر حريه
........
أعارني اياه زميلٌ حنونْ
خَدَعْتُهُ
كي أمسك إلزا وعيناها والظنون
أخذتُه مرتان
قرأتُ حروفَه
استنطقتُ مابين السطورْ
استرجعَه بقوةٍ وجنونْ
......
استعرتُه ثانيةً
معاتبةً
ملاطفةً
ستستشهدَ وسأكون وسأكون
من الوارثينْ
والحرب لم تحطَ أوزارها بعد
....
أجابني ساخراً
أُعْفيتُ من خدمةٍ وآخرون
ومرتْ الأيامْ
والتحقَ مع الراحلين
الى جبهةٍ للموتْ
ليسَ فيها من يخونْ
فأمسى وقوداً للجنونْ
....
ظلَّ كتابُ إلزا
لوارثتهِ الحنونْ
ينتقل معها أينما تكونْ
مؤنباً وطعونْ
لماذا قُلتِ له
إنكَ ستكونْ
وستكونُ ... من الراحلينْ ؟ !
وستبقى إلزا معي من الخالدينْ ؟ !
....
إلزا
( عيون إلزا )
كتابٌ يحرقني كل حينْ
ضاعت إلزا
وضاع فيها كلَّ مفتونْ *
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*في رثاء زميل لي ( زهير ) في العمل ، استعرت منه كتا ب أراكون ( عيون إلزا )
واستشهد فعلا في الحرب عام 1987 وبقي الكتاب معي .
#سميرة_الوردي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟