أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن عطا الرضيع - إغلاق الأنفاق ورفض البنوك بغزة قبول ودائع بالدولار الأمريكي !!















المزيد.....

إغلاق الأنفاق ورفض البنوك بغزة قبول ودائع بالدولار الأمريكي !!


حسن عطا الرضيع
باحث في الشأن الاقتصادي وكاتب محتوى نقدي ساخر

(Hasan Atta Al Radee)


الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 17:53
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


شهد الاقتصاد الغزي العديد من التغيرات خلال العقود السابقة منها وجود الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967)), مرورا بمرحلة السلطة الفلسطينية منذ العام 1994)), وانتهاء بأشد المراحل خطورة وهي مرحلة الانقسام ونشوء ظاهرة أنفاق التهريب على حدود مصر, فبعد أن كان للقطاع الزراعي والصناعي دورا في نمو الناتج المحلي خلال تلك العقود دخل الاقتصاد الغزي لمرحلة الاقتصاد الطفيلي غير المنتج ذو الطابع الاستهلاكي مع ظهور الأنفاق والتي جاءت
كنتيجة للحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة مع بداية العام 2006)) و بعد فوز حركة حماس بانتخابات المجلس التشريعي في 25 يناير 2006 وتشكيلها للحكومة, بدأ البحث عن بديل أخر للمعابر بسبب سياسات الاحتلال المتمثلة بالإغلاق المستمر للمعابر ومنع دخول مواد البناء والتشييد و مستلزمات العملية الإنتاجية والتي كانت سببا في اغلاق مئات المنشات الصناعية والتجارية والخدماتية ونقص كبير في السلع الاساسية والضرورية حيث تقلص عدد السلع المسموح بدخولها لغزة من ((9000 سلعة فقط ل ((30 سلعة وخلال فترة 2006-2008 شهد القطاع ازمة حقيقية وجاء البديل الأسوء على اقتصانا المحلي وهي الانفاق ومع بداية العام 2007 بدا حفر الانفاق وتزايدت حدتها بعد عام 2008 لتصل لقرابة( (1200 نفقا والتي شكلت شكلا من اشكال الاقتصاد المدمر والمشوه والطفيلي رغم حله لمشكلة إنسانية تتمثل بإدخال السلع الضرورية والتي من المفترض أن تصل للمستهلك الغزي بأسعار منخفضة وبجودة عالية, وعالعكس من ذلك انحرفت عن مسارها الحقيقي وشكلت سيفا مسلطا على رقاب الفقراء وذوي الدخول المنخفضة ومعدوي الدخول, حيث ارتفاع اسعار السلع لأضعاف سعرها بمصر, اضافة الى موجة الارتفاع الجنوني في الاسعار وخصوصا الاراضي والعقارات والتي كانت كنتيجة لعمليات غسيل الاموال حيث ان العائدات التي يحصل عليها تجار الانفاق لم تستثمر في قطاعات الاقتصاد الحقيقي وهي القطاعات المنتجة التي تضيف قيم حقيقية وتحل من مشكلة البطالة وتوفر احتياجات القطاع ولكن جاء الشكل الخاطئ للاستثمار حيث ركز اصحاب الانفاق على عمليات لتوظيف الاموال بدلا من استثمارها من خلال توظيفها في قنوات غير منتجة تمتلث في عمليات شراء وبيع الاراضي والعقارات ومعار ض السيارات والمولات الاستهلاكية الكبيرة والفنادق وبعض مؤسسات التمويل والصرافة وغيرها ويعود ذلك لحداثة هذه الفئة في ممارسة الانشطة الاقتصادية, والتي كانت سببا رئيسيا لخلق طبقة جديدة ثرية طفيلية قد يمتد نفوذها مستقبلا وتسيطر على اتخاد القرار الفلسطيني , حيث اشارت دراسة لجريدة الاقتصادية بغزة انه تم توظيف 2600) ) مليون دولار في مشروعات غير منتجة, وإن تلك الطبقة تكونت من (600) مليونير جديدة اي بواقع (3.5) مليون دولار للواحد وهذا يؤكد تشوه هذه الظاهرة وخطورتها حيث لم تستطيع علاج الفقر والبطالة وزادت من حدة التفاوت الموجود في الشرائح الاجتماعية . إلا أن معدلات النمو ظلت سالبة طوال الفترة 2008-2010 وهي ذروة الأنفاق، حيث تزايدت معدلات البطالة والفقر وتفاقمت أزمة السيولة، وتأثرت المؤسسات المالية والمصرفية سلبا، وتعاظم تأثير الاقتصاد غير الرسمي والخفي وما ترتب على ذلك من انتشار ظاهرة غسيل الأموال، وتعذر الحصول على إحصاءات رسمية عن الأنشطة الاقتصادية في القطاع.
فعلى الرغم من ضخامة حجم التهريب والذي تراوحت قيمته بين 800 مليون إلى مليار دولار سنويا.
ومع اغلاق الأنفاق بعد الأحداث الجارية بمصر فكان من الطبيعي ان تنفد مخازن التجار من السلع والتي سيحصلوا مقابلها على النقود وغالبا ونتيجة للاغلاق فتكونت لديهم ملايين الدولارات وكون غزة استهلاكية وبسبب التقلبات في الاسعار وحالة الركود بقطاع غزة والتي القت بظلالها على اسعار الاراضي والعقارات والتي تراجعت اسعارها بشكل محدود بعد سنوات من غسل الاموال القذرة بها نتيجة لعمليات التهريب والتي ارهقت اهالي القطاع طيلة فترة الأنفاق, فكان من الطبيعي ان يتم ايداع تلك الدولارات بالبنوك كملاذا اكثر امنا ولارتفاع سعر الفائدة عليها اكثر من الشيقل حيث وصلت الى ((0.46% نهاية ((2012 بعدما وصلت الى 3.02%)) نهاية (2007) ولذا يمكن القول بان حجم المعروض من الدولار قد ارتفع في البنوك بغزة وزاد الفائض لذى البنوك والتي لم تسطيع التخلص منها وكان السياسة المتبعة هو منع استقبال وديعة بالدولار لاسباب منها تكدس الدولار في البنوك والناتجة عن اغلاق الانفاق وعمليات البيع المستمرة للاصول التي تم غسلها خلال سنوات الانفاق الستة, والتوقعات السلبية والمتعلقة بتقلبات سعر صرفه وخصوصا مع اندلاع الازمة الاقتصادية والتي ما زالت تأرق الدول المتقدمة ( دول اقتصاد الازمة ) والتي تنذر بأزمة اكثر شدة من ازمتي الكساد العظيم ((1929 وازمة المالية العالمية ((2008 حيث ما زال العالم يعاني من الدولار وينخفض ثقته بها والاتجاه نحو ملاذات اكثرامنا.
وكذلك وبسبب اعتماد بنوك غزة على فائدة على الدولا ر تزيد عن الشيقل فمن الطبيعي ولعقلية وفلسفة البنك ان يرفض او ان يضع شروط كان يقوم بتقديم دولار بدلا من الشيقل او الدينار
كل ذلك يضع المصارف امام سؤال كبير ما هي الفائدة الحقيقة للاقتصاد الغزي من عملها وهل اصبحت فقط تبحث عن الربح وهل اقتصر دورها فقط على تقديم تسهيلات ائتمانية وقبول ودائع دون استثمارها في انشطة حقيقية يفتقر لها الاقتصاد الغزي, فأصبحت كالبطة العرجاء وبعين واحدة .
ودور سلطة النقد وعالرغم من المهنية العالية التي يتسم بها الا انه ما زال يفتقر للسياسات النقدية لذى فلا نجد له تدخلا مناسبا وعالعكس يغض النظر عن هروب تلك الاموال للخارج .
أما إسرائيليا و فيما يتعلق بسعر صرف الدولار مقابل الشيقل وبسبب اتباع البنك المركزي الاسرائيلي لسياسة سعر الصرف المدار والذي يضع حدود دنيا وعليا لسعر صرف الشيقل مقابل الدولار وبسبب شراء البنك المركزي الاسرائيلي للدولارات بشكل دوري للحفاظ على الاحتياطي من الدولار فهذا سينسحب على ارتفاع قيمة الشيقل وبالتالي تصبح الصادرات الاسرائيلة ارخص من قبل وتكون محفرا للدول الخاجية مما يؤدي الى ارتفاع حجم الصادرات تحسن في الميزان التجاري الاسرائيلي الذي حقق فائضا عام 2009) )رغم دخول العالم بازمة الركود الاقتصادي ومنذ ذلك الحين والبنك المركزي يضع سياسات تحافظ على مستويات معينة من الصادرات وهي محرك مهم لنمو الناتح المحلي الاسرائيلي وسعر صرف محدد وتتدخل باستمرار .
وهذا الارتفاع في قيمة الدولار مقابل الشيقل يضع الاقتصاد الاسرائيلي محطة اهتماما واسعة للاقتصاديين بالعالم وسيزيد من النمو الاقتصادي مع استمرار حالة الاستقرار الامني وانشغال دول الجوار بالاحتججاات القائمة وكذلك مشاريع السلام الاقتصادي الذي يروج له كيري والذي من المتوقع ان يؤخر الاستحقاقات السياسية لعدة سنوات تستطيع من خلالها اسرائيل من الاستمرار في الاستيطان والسيطرة على الموارد المحلية ونهب ما تبقى من ثروات إضافة لحجم الاكتشافات الجديدة من النفط والغاز على سواحل المتوسط فهذا سيزيد من حجم النمو الاقتصادي الاسرائيلي و بهذه الاكتشافات تنتهي بذلك المقولة القائلة (( اذاأردت أن تبحث عن النقط فاستني إسرائيل لانها لا يوجد بها سوى العقول)).
ومن مكامن قوة الاقتصاد الاسرائيلي واستقرار صرف الشيقل مقابل الدولار هو اعتماد البنك المركزي الاسرائيلي برئاسة ستانلي فيشر سياسة نقدية مغايرة للسياسات النقدية الثقليدية حيث اعتمدت تلك السياسة على تحقيق معدل نمو سنوي معين عبر التناسب بين النمو الحقيقي وبين معدل التضخم بحيث يرتفع الاول عندما ينخفض الثاني والعكس وان يظل معدل نمو الناتج المحلي الاجمالي الاسمي مستقرا .
وهذه السياسة كانت سببا رئيسيا لحالة الاستقرار النسبي لسعر صرف الشيقل مقابل الدولار وكانت سببا لتجنب وتعافي الاقتصاد الاسرائيلي من الازمة الاقتصادية العالمية ((2008 وحال دون ارتفاع القيمة الحقيقية للقروض والديون, ويمكن القول ان تعافي الاقتصاد الاسرائيلي من الازمات الاقتصادية لا يعني بالضرورة قوة ومتانة الاقتصاد الاسرائيلي والذي لا زال يعتمد الى حد كبير على المساعدات الخارجية التي إن توقفت ولو تدهور ت الاوضاع الأمنية فسيؤثر ذلك بالسلب على الاقتصاد الإسرائيلي .



#حسن_عطا_الرضيع (هاشتاغ)       Hasan_Atta_Al_Radee#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقر في فلسطين وإشتقاق الدروس من تجربة بنجلادش !!
- هل العالم أمام سقوط للدولار !!
- الطالب الفلسطيني بغزة ما بين الفقر والبطالة وإرتفاع الرسوم
- اقتصاد الأنفاق : اقتصاد مدمر ومشوه رغم حله لمشكلة انسانية
- الصكوك وشهادة شاهد من أهلها
- الأزمة الاقتصادية الراهنة بمصر إلى أين ؟!
- الحكومة الجديدة ما بين انهاء الانقسام وموجة ارتفاع الاسعار و ...
- الاقتصاد الفلسطيني ما بين الأوهام والتبعية وسنغافورة الجديدة ...
- العولمة وأثارها الاقتصادية و الاجتماعية في الدول النامية
- رفع ضريبة القيمة المضافة تكريسا للتبعية الاقتصادية في الاراض ...
- سكان العشوائيات بقطاع غزة ما بين لهيب الاسعار والفقر والمطال ...
- علمني الصيد ولا تعطيني كل يوم سمكه
- في عيد العمال العالمي : 25 مليون عاطل عن العمل في الدول العر ...
- واقع البحث العلمي في العالم العربي
- ارتفاع الضرائب غير المباشرة سياسة لتعويم الفقر في الأراضي ال ...


المزيد.....




- بعد فوز ترامب.. الاهتمام بـ-التأشيرات الذهبية- بين المواطنين ...
- الأخضر اتجنن.. سعر الدولار اليوم الخميس 11-11-2024 في البنوك ...
- عملة -البيتكوين- تبلغ ذروة جديدة
- الذهب يواصل رحلة الصعود وسط التوترات الجيوسياسية
- الصين تعلن اكتشاف احتياطيات من الذهب بقيمة 82.8 مليار دولار ...
- -السعودي للاستثمار- يطرح صكوكا بقيمة 750 مليون دولار
- النفط يرتفع وسط قلق بشأن تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية
- تدفقات غاز روسيا لأوروبا مستمرة عبر أوكرانيا رغم خلاف النمسا ...
- بلومبرغ: -أرامكو- تخطط لزيادة ديونها لتحسين هيكل رأس المال
- هواوي تستهدف زيادة إنتاج شريحة متطورة جديدة لمنافسة إنفيديا ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن عطا الرضيع - إغلاق الأنفاق ورفض البنوك بغزة قبول ودائع بالدولار الأمريكي !!