محمد عبد القادر الفار
كاتب
(Mohammad Abdel Qader Alfar)
الحوار المتمدن-العدد: 4267 - 2013 / 11 / 6 - 13:19
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هذا ليس من باب التكلف الأخلاقي، وإنما هو ما يدركه المرء ويذوقه ...مع استحضار الوحدة... وحدة الوجود والوعي
أنت لن تبقى الشخص الذي تعرفه بعد ان تموت، بعد سنوات... قد تعاد القصة كلها وتكون أنت هذه المرة شخصا آخر، اخاك الحالي او اختك او اباك او امك او عدوك... او شخصا لا تعرفه
ستتحقق كل الاحتمالات، وفي كل مرة ستعاد القصة لتلعب دورا جديدا وترى كل شيء من من منظوره هو...
حين تنتهي من لعب دور سين لتلعب دور صاد، فإن سين، الشخص الذي كنته في السابق، سيتعامل مع شخصك الجديد،صاد، تماما كما تتعامل انت الآن (وأنت سين) مع هذا الصاد
ستعاد القصة.. وستراها من منظور جديد
التماهي (استحضار شعور الآخر) لم يعد هنا أداة للتواصل الاجتماعي او تحقيق هدف أخلاقي، وانما اصبح شكل تجلي الوحدة...
ماذا يعني هذا؟
إن هذا يعني أنك تتعامل مع نفسك في كل مرة تتعامل فيها مع الآخرين...
حين تسدي الآخر معروفا فأنت تدخر مذاق ذلك المعروف لنفسك، وستذوقه بنفسك، حين تعطي فأنت تأخذ، وحين تتسبب للآخر بالألم فأنت تدخر ذلك الألم وستذوقه
بل إنه يعني أن كل لذة تخاض هي من نصيبك، وكل ألم يخاض هو من نصيبك، ستخوض كل شيء يخوضه الآن غيرك، او خاضه غيرك في السابق، او سيخوضه غيرك في المستقبل
هنا يختلف معنى الصبر، والتكيف... ويزول الحسد...
وتصبح مهتما بأن يزيد مقدار اللذة الإجمالية في العالم على حساب الألم... ان يكون الجميع مرتاحا ومستمتعا ومتجنبا للألم إلى أبعد حد.. ﻷ-;-ن حياة ذلك السعيد او ذلك التعيس هي حياة مستقبلية لكل واحد منا....
هذا يفضي إلى إرادة العمل من أجل مستقبل افضل لمن سيأتون... مستقبل يقل فيه الألم وتزيد اللذة للجميع... ﻷ-;-ننا سنعيش حياة كل شخص سيعيش في المستقبل.....
ويعني ذلك أيضا النظر إلى الماضي بطريقة جديدة، بصدر رحب، يجد الأعذار لمن كانوا، من سنعيد عيش تجاربهم...
وحين ننتقل من دور الى دور فإننا ننسى كل شيء... لنبدأ كل دور بذاكرة جديدة.... لكن طاقات العرفان والحب تبقى... نحملها في وعينا
دينا علينا وعلى الآخرين
#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)
Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟