|
وقفة مع كتاب الدكتور كريم حسين الجاف مشكلات الفلسفة في العصر الرقمي
خضير عباس محسن
الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 13:24
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
- الدكتور كريم الجاف استاذ الفلسفة المعاصرة في الجامعة المستنصرية اصدر كتاب عن سلسلة الفكر العراقي الجديد بعنوان ( مشكلات الفلسفة في العصر الرقمي) الذي يحمل عنوان فرعي (دراسة في الوجود والحدث) .وقبل ان نقف مع كتابه هذا نتعرف على الدكتور كريم حسين الجاف فهو استاذ الفلسفة المعاصرة في الجامعة المستنصرية وسبق ان كتب رسالة الماجستيرعن هيدجر بعنوان (مشكلة الوجود في فلسفة هيدجر) والدكتور كريم الجاف من دعاة الفلسفة الحره واقصد بالحره هي الفلسفة المتحررة من الايدولوجية والميتافيزيقيا الجامدة وسلطة النصوص . - نعود الى كتاب الدكتور الجاف (مشكلات الفلسفة في العصر الرقمي) والمقصود بالعصر الرقمي هو عصر الثورة الصناعية الثالثة التكنولوجية وهي الثورة المعاصرة التي تقوم على معطيات الحاسوب التقني وشبكة الاتصالات الأكترونية وتعامل الانسان معها . - ينطلق موضوع الكتاب من معنى الفلسفة ونشأتها فالفسلفة هي الخطاب الموجهة للوجود لأحتوائه وفهمه وانطلق هذا الخطاب من نشأت الحضارات الاولى حيث الدهشة امام الوجود حيث ابتدأ التفلسف . ويرى الدكتور الجاف ان تاريخ الفلسفة مر بثلاث حقب تاريخية فكرية وهذه الحقب الفلسفية هي : 1. مرحلة ماقبل الحداثه . 2. مرحلة الحداثة . 3. مرحلة مابعد الحداثة : والتي بدورها تنقسم الى مابعد الحداثة المبكرة ومابعد الحداثة المتأخرة وفق رؤية الدكتور الجاف . - وتكللت هذه المراحل بعملية انتاج المعرفة وانتاج المفاهيم الفلسفية ومن هنا بدأت المشكلات الفلسفية أي هل استطاع هذه الخطاب الفلسفي التاريخي احتواء الوجود وأليتة والجواب (لا) . فقط ظل هذه الخطاب يدور في أرادة الحقيقة على حد تعبير ميشيل فوكو ولكن في النهاية هي خطابات تنشد الحقيقة فقط تكللت الحقبة الاولى (ماقبل الحداثة) بالسرديات الميتافيزيقية الكبيرة عن الانسان والوجود وقد تناول الدكتور الجاف هذه السرديات بشكل مختصر من الفلسفة اليونانية ومابعدها حتى فلسفة كانط التي مثلت انتصار الحداثة والتي مثلت المرحلة الثانية حيث انطلقت الحداثة من ميتافيزيقيا الذاتية والحضور حيث اصبحت الذات هي مقياس الاشياء والذات مصدر الحقيقة والمعرفة بتطورر الوعي وظهرت السرديات الكبرى عن المعرفة والاخلاق والقيم الجمالية وتمخضت بالنهاية سرديات الحداثة الكبرى بـ (الماركسية والليبرالية ) وظلت هذه السرديات اسيرة للميتافيزيقيا الذاتيه حيث لم تحقق هذه السرديات ظالتها واهدافها وبالتالي تشظي وتصدع هذه الذات المؤلهه بافكار الحداثة هنا ظهر التمرد على هذه الحداثة في المرحلة الثالثة مابعد الحداثة وكان التمرد يدور في انه الحداثة لم تفي باغراضها واهدافها وهنا ابتدأت حقبة (مابعد الحداثة) حيث قاد شوبنهور اولى بوادرهذا التمرد على سرديات هيجل الحداثوية ويرى شوبنهور ان العالم يسير بارأدة عمياء وهذه الفكرة التي اخذ بها نيتشه ليؤسس اول الدعائم او الأسس لحقبة مابعد الحداثة حيث يرى ان سرديات الحداثة المتصارعة في مابينها هي افكار من محظ الخيال والميتافيزيقيا ومحاولة ايجاد عالم مثالي ماورائي زائف وبالتالي هذه السرديات التي يلغي بعضها البعض لا وجود لها الأ في خيال الانسان وتبع نيتشه في افكاره هذه (مارتن هيدجر) ومدارس التحليل النفسي والبنيوية ومدرسة فرانكفورت وهذه يراها الدكتور الجاف هي حقبة مابعد الحداثة المبكرة والتي سارت بالعدمية لتجعل منها المصير . وظلت هذه الافكار في مابعد الحداثة المبكرة تتصارع مابين تجاوز هذه العدمية او الوقوع في حبائلها او التصالح معها وحتى جاء الانتصار لهذه الدوامة في الحقبة الثانية من مرحلة مابعد الحداثة وهي مابعد الحداثة المتأخرة ومابعد الحداثة المتأخرة في رأى الدكتور الجاف هي العصر الرقمي التي انتجت العوالم الافتراضية والانسان السيبري والعوالم الافتراضية هي العوالم الذي بدأ يسكن فيها الانسان وهي مواقع الاتصالات العالمية الأكترونية ويتواصل فيها الانسان مع العالم واعتماداً على عقل كبير هي العقل التقني (الحاسوب ) والذي صارا مرجع لعقل الانسان هذا هو الانسان السيبري وهنا يراى الدكتور الجاف ان الفلسفة اصبحت هي فلسفة التواصل والتفاعل مع هذه العوالم الافتراضية بسيادة الانسان السبيري وهنا في النهاية يشرح لنا الدكتور الجاف ان هذه العوالم الافتراضية التي سوف تنتج العولمة والفلسفة التقنية هي التي سوف تنتج عالم الانسان الحق التقني والذي سوف يحقق يوتوبيا جميلة تحقق فيها القيم والاخلاق والتربية المتسامية والفن الجميل وتحقق هذه القيم بعد تلافي الفوضى والدمار ومساؤى التقنية والعولمة . - هذا مختصر لأهم افكار الدكتور كريم الجاف في هذا الكتاب والتي جاءت بلغة فلسفية متماسكة ومفهومة للقارئ وبمنهجية محكمة ومتسلسلة عبرت عن الفترة الزمنية الطويلة التي قضاها الدكتور كريم الجاف في شواطئ الفلسفة حيث شاهده ترسباتها وبيدوا انه أراد ان يغادر تلك الشواطئ ويصفي حساباته معها ويرسوا على شواطئ الثورة التقنية المعاصرة وليجعل منها الفلسفة الحقى والحاسمة في مشكلات الفلسفة التاريخية . - واهم الملاحظات حول كتاب الدكتور كريم الجاف : 1. نلاحظ ان الدكتور كريم الجاف كان يشعر بأن الفلسفة في حقباتها الثلاث كانت تعاني من المشكلات وهي التساؤلات المتعلقة بالوجود والصيروة والمعرفة والعدم .......... الخ . حيث يراى الدكتور الجاف ان الفلسفة لم تعطي الاجابات الشافية على هذه التساؤلات رغم اعجاب الدكتور كريم بالتأويلات الفلسفية وخاصة هيدجر عن الزمانية والتاريخية وكذلك نيتشه وغيرهم لكن الدكتور الجاف يراى هذه التاؤيلات هي حالة تمرد على اخفاق الحادثة ليس ألأ وهنا يعول الدكتور كريم بمرحلة مابعد الحداثة المتأخرة هي الانسب لهذه الاجابات لكن السؤال هنا ؟ اين هم فلاسفة مابعد الحداثة المتأخرة ؟ ولاشك انهم (جان فرانسوازليوتارد – جان بودريار- ريتشارد روتي وغيرهم) وهؤلاء حملوا لؤاء فلسفة مابعد الحداثة المتأخرة التي ينشدها الدكتور كريم الجاف وهؤلاء الفلاسفة هم اول من طرح العلاقة مابين التقنية المعلوماتية وفلسفة مابعد الحداثة وبحثوا في هذه التقنية المعلوماتية وعلى خطى هيدجر شعروا ان الانسان في ظل هذه التقنيه سوف يغرق بميتافيريقيا التقنية كما يسميها هيدجر هذه الميتافيزيقيا يراها هيدجر امتداد لمشكلة نسيان الكينوني وبالتالي أن مسألة الانسان الافتراضي هو عملية تشيوء واغتراب للانسان (بالمعنى الماركسي والوجودي)وهنا الخروج من الوعي الاصيل والوجود الاصيل والسقوط بالمعنى الهيدجري أي الانجراف نحو الوجود الزائف بالملاحظ هنا لم يشر الدكتور كريم الى هذه الجدلية وضلالها (ألا بشكل خاطف لبودريار) على التجربة الفلسفية ويظهر الجواب في النقطة التي سوف نأتي عليها . 2. ان العوالم الافتراضية والانسان السبيري هي مرحلة جاءت في سلسلة التطور العلمي التقني وامتداد لثورات الصناعية هي تعاملت الفلسفة بـ أراء شتى مع هذه الثورة التقنية ومن هذه ألاراء رأى هيدجر وفلاسفة مابعد الحداثة (ليتوتارد – بودريار- روتي ) وعلى الشكل الذي طرحنا حيث رفضوا هؤلاء المساكن في هذه العوالم الافتراضية اذ تبقى هذه العوالم الافتراضية تدور في التطور العلمي التقني وبيدوا هنا ان الدكتور كريم الجاف قد سلم بهذا التطور العلمي التقني كنهاية للفلسفة والجواب الانسب لتسأؤلات الفلسفة التاريخية وربما هذا هو الذي جعله يتجاوز اطروحات ثالوث مابعد الحداثة (ليتوتارد – بودريار- روتي )التشأؤمية والانجراف الى الحل العلمي التقني لأن الروح العلمية السبيرانية الافتراضية هي التي سوف تسود عالمنا وليس للعقل الأ ان يسلم بها وبيقى السؤال ؟ مطروح على الدكتور كريم الجاف هل تتجاوز الفلسفة اشكاليتها وموضوعاتها بتلك الروح العلمية ؟
خضير عباس محسن 5/11/2013 بغداد
#خضير_عباس_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انطنوينوا غرامشي اشكالية الثقافة
-
مفهوم الجدل عند غرامشي
-
مفهوم السلطة عند غرامشي (هوامش من كتاب الامير لغرامشي )
-
قراءة في كتاب فكر غرامشي السياسي للمؤلف جان مارك بيوتي
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|