مصطفى القلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 11:55
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
تعليقا على إعلان فشل الحوار السياسيّ الوطنيّ في تونس مساء يوم 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، كان أبي، حين كان يؤنس وجودنا قبل أن نتيتّم، يقول: "العدوّ لا يمكن أن يصبح صديقا أبدا" متى يفهم الاتّحاد العام التونسيّ للشغل أنّه لا معنى لحياده بين عدوّه وبين صديقه. على الاتّحاد العام التونسيّ للشغل أن يختار طرفا ويدعمه. لا معنى للحياد مع من لن يقتنع أبدا بحيادك يا اتّحاد. لا معنى للحياد مع من يكرهك ويضمر لك الشرّ ويعمل على تخريبك وسبق له الاعتداء عليك.
أنت تعرف يا اتّحاد، أنّهم لم يشاركوا في الثورة. أنت تعرف أنّهم سرقوا السلطة في غفلة منّا. أنت تعرف أنّهم غير معنيّين بالعدالة الاجتماعيّة وبالتنمية وبالتشغيل. أنت تعرف أنّهم كنتونة مغلقة داخل دولتنا. أنت تعرف أنّ أمرنا لا يعنيهم. أنت تعرف أنّ إفلاس الدولة وخرابها وعدم خلاص الأجور لا يهمّهم. أنت تعرف أنّهم أعداء الديمقراطيّة والحريّات. أنت تعرف أنّهم يضمرون غير ما يعلنون مع أنّهم كثيرا ما يكشفون عمّا يضمرون.
أنت تعرف أنّهم متى تمكّنوا من السّلطة ومن تمكين الإرهاب بيننا ومن تصفيتنا جميعا سيأتي دورك، أنت على يقين من ذلك. فكفّ عن اسطوانة الحياد الممجوجة. إنّك بها تقبل بأن توضع في زاوية عازلة. إنّك تقبل ضمنيّا دور المتفرّج السلبيّ. إذا اخترت طرفا تقدّميّا وطنيّا يؤمن بأهداف الثورة وهو قريب منك ومن الجماهير الشعبيّة وأنت تعرفه جيّدا ستتغيّر المعادلة وستنقلب الموازين. كن وفيّا لممارستك النقابيّة يا أخي.. ألست تقاوم تسرّبهم إلى النقابات بشراسة فيما تمنح هياكلك لرفاقك؟ فلماذا لا تمارس نفس الممارسة سياسيّا.
لا يوجد حلّ آخر مهما كانت الخسائر. وتأكّد أنّنا بحيادك نخسر أكثر وأكثر وأكثر. لقد منحتهم أكثر من فرصة حوار. والعالم كلّه شاهد رداءتهم وخذلانهم وخيانتهم. الحجّة عليهم الآن. بيدك يا اتّحاد إنهاء أمرهم. فضعْ يدك في أيدينا وسينتهي أمرهم وننقذ تونس منهم ومن ظلامهم وظلاميّتهم. ونعيد الأمل لشعبنا ونستعيد ألق الثورة ونعمل على تحقيق أهدافها.
#مصطفى_القلعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟