نزار الخزرجي مدعوّاً لمؤتمر المعارضة ... من سينتشل جنرال الإبادة من المستنقع ؟!

لجنة تنشيط المحاولات لمحاكمة نزار الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 305 - 2002 / 11 / 12 - 03:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

نزار الخزرجي مدعوّاً لمؤتمر المعارضة ... 

من سينتشل جنرال الإبادة من المستنقع ؟!

 

 

    

   فيما القضية العراقية تمر بأحد منعطفاتها الخطيرة , رشح من الأجواء التحضيرية لـ(مؤتمر المعارضة العراقية) المزمع عقده في الأسبوع الأخير من الجاري , وتناهى الى أسماعنا بأن الدعوة قد وجّهت الى الجنرال الخزرجي وبعض جنرالات الإبادة . فاننا وبالقدر الذي صدمنا هذا التوجه اللامسؤول, نثبّـت هنا استنكارنا الشديد لهذه المحاولات الرامية الى خلط الأوراق , وإدخال القضية العراقية المثقلة بالتعقيدات الى دهاليز المناورات السياسية , وعتمة المصالح الضيقة و(الترتيبات) الشوهاء لتأثيث البيت العراقي .

   لقد بيّنا في اكثر من مناسبة وعبر ما ننشره في الصحافة العربية والأجنبية , المدى الذي وصلته الجهود الدؤوبة لتقديم الجنرال الخزرجي الى المحاكمة في الدانمارك , وأشرنا الى أن ملفه أصبح في متناول مكتب الإدعاء للمحكمة الأوربية المختصة بمحاكمة مجرمي الحرب , ويضيق المجال لبسط موضوع ملف الإدانة المتخم بالأدلة على الدور القيادي للخزرجي (رئيس الأركان الأسبق للجيش العراقي) في مجازر الإبادة والتطهير العرقي, بما فيها استخدام الأسلحة الكيماوية والجرثومية في عمليات (الأنفال) السيئة الصيت , وفي عمليات الجنوب التي استهدفت قمع الانتفاضة عام 1991 , وتأسيساً على ذلك , نعتبر مشاركة الجنرال الخزرجي ومن ماثله في ارتكاباته, في (مؤتمر المعارضة) اخلالاً صارخاً بالثوابت الوطنية , التي تقف في النقيض تماماً من استنساخ حُـقب الإبادة وحمّامات الدم التي جُـبل عليها النظام العراقي ورموزه , ناهيك عن الحلقة الأقرب لرأس النظام , كما ان مثل هذه المشاركة – إن حصلت – كفيلة بإجهاض أو عرقلة الكفاح الوطني , واهتزاز مصاديقه التي دفع أثمانها الشعب العراقي دماءً ودموعاً على مدى اكثر من ثلاث عقود مظلمة من تسلط زمرة الحكم في بغداد , التي نالت من عافية الوطن المكلل بالسواد والنازف حتى اللحظة .

   وهل من الحنكة السياسية ان يجلس الجلادون جنب ضحاباهم في مؤتمر يسعى الى يوم الخلاص, والى عراق جديد , وعراق (متطهر) من قتلة الشعب ومجرمي الإبادة ؟ أم ان الأوان قد أزف لـ (نبشّر) ملايين العراقيين الذين ذاقوا الويل والثبور واكتووا بنار السلطة ومحارقها , بأن قوى التغيير قد أصابها الإفلاس السياسي , وهرعت لاستدعاء مجرمي الحروب العبثية وأمراء الإبادة لإنقاذ الوطن وبناء عراق الغد ؟! أم سنكتب على شواهد قبور الشهداء (الشهيد الفلاني رحمه الله , أستشهد على يد فلان حفظه الله ...)؟ أم علينا أن نتهيأ لاستساغة مشهد (التحضير) لتعليق أنواطاً وأوسمة جديدة (وطنية) على صدر جنرال الإبادة ورفاقه...؟

   ان المستنقع الآسن الذي يغطس به الخزرجي ومن لفّ لفّـه الى الأذقان , لكفيل بتلويث كل يـد تسعى لانتشالهم من الحضيض الى واجهات وطنية مزعومة . كما ان مشاركة المذكور في مؤتمر المعارضة سيشكل صدمة لذوي آلاف الشهداء الذين وسّدهم التراب بأوامر مباشرة منه , وسيضاعف آلامهم , مثلما يؤلم جميع العراقيين الشرفاء والحريصون على سلامة المسار الوطني المعارض بشتى انتماءاته , ولا يخامرنا الشك بأن المتصدين لـ (مؤتمر المعارضة) يعرفون من هو الجنرال الخزرجي , وماهي اقترافاته ؟ونقول للبعض منهم (إن كنت تدري فتلك مصيبة/وإن كنت لاتدري فالمصيبة أعظم ...) !

   اننا نهيب بكل تنظيمات المعارضة أن تضع نصب أعينها سلامة المسار الوطني , وخطورة المرحلة واستحقاقاتها , وأن لاتترك الأبواب مواربة لتسلل الخزرجي ورفاق الإبادة الى ساحة العمل الوطني , لأن ذلك يفضي الى زعزعة المصاديق , وتلويث الجهد الوطني . كما نهيب بكل الشرفاء العراقيين ان يستنكروا ما أمكن ذلك أي نوعٍ من المشاركة للجنرال الخزرجي ورفاقه في مؤتمر المعارضة , الذي يُراد له ان يمثلهم تحت شعار انقاذ الوطن , وأن تتم المطالبة بالشفافية في التعامل مع مفردات الجهد الوطني الرامي الى وضع الأسس لعراق الغد , الذي يتوق الى يوم الخلاص .

  

 

#لجنة_تنشيط_المحاولات_لمحاكمة_نزار_الخزرجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات