أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عادل عطية - صور محروقة!














المزيد.....

صور محروقة!


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 4265 - 2013 / 11 / 4 - 15:49
المحور: الصحافة والاعلام
    


صور الأشياء، والكائنات المحيطة بنا، كانت أول الحروف الهجائية في اللغة الإنسانية الأولي.
ولا تزال الصورة، بعد اختراع حروف اللغة، تحمل لنا التأثير المستحيل دونها؛ فالصورة تساوي ألف كلمة، كما يقول المثل الصيني.
وقد وصل مجد الصورة إلى المدى الذي قال عنه الناقد الفرنسي رولان بارت: "اننا نعيش في حضارة الصورة"!
لكن البعض أبى إلا أن تكون الصورة غير الصورة، تجوز بالخدعة عن طريق الفضاء، وتحتل الأقمار، وتقتحم بيوتنا، وتغزو عقولنا، وتبدّل أفكارنا!
فقد أتى هؤلاء الفيروزيون، نسبة إلى فيروز، بعد أن غنّت لهم: "الكذب موش خطية"، ببعض مؤيديهم في رابعة العدويّة.
وبادوات الخداع رسموا عليهم الاصابات، والدم.
ورسموا الموت.
واصوات تعلو بالنحيب، والعويل، واللطم.
ارسلوا بالصور المتحركة إلى وكالات الانباء العالمية، وإلى القنوات الفضائية.
الصور في خداعها، هزّت المشاعر، وادمت القلوب قبل العيون.
نجحوا في نشر الاكاذيب، وتضليل الشعوب، وصفّ العالم ضد الوطن.
هذا ما فعله، أيضاً، بخسة ونذالة، انصارهم في سوريا.
فقد بثوا شريطاً مصوّراً، قالوا فيه: انهم ضحايا حرب كيماوية!
هاجت الدنيا على النظام السوري البريء، وخسر كثيراً من رصيده!
ولكن، كما أن الفيلم الخام، يحترق عند تعرضه لضوء الطبيعة، فان الصور تحترق عند تعرضها لضوء الحقيقة الأثيل.
لقد كان الضوء قوياً، عندما تأملنا في شريط الصور، فرأينا أطراف المموّتين وهي تتحرك؛ حتى قيل: "يموت الاخواني وصوابعه بتلعب"!
ثم رأينا، بعد ذلك، أن من قيل عنهم انهم شهداء، صاروا أحياء يمرحون، بمعجزة الحقيقة الساطعة!
وكان الضوء قوياً، عندما رأينا "شهداء الكيماوي" في سوريا، وهم يضحكون ويلعبون، بعد انتهاء التصوير!
لم يتعلم هؤلاء الذين يخترعون الكذب، أن: "الكذب مهواة".. فقدوا من الذاكرة، قصة الصبي، التي قرأناها صغاراً في مدارسنا، هذا الصبي الذي كان يدّعي الغرق أكثر من مرة، وفي كل مرة، كان يخرج لسانه، ويعلن للذين يأتون لانقاذه: انه يمزح.. حتى جاء يوم غرقه، وفي وقت غرقه صرخ كثيراً، ولم يستجب أحدا؛ لأنه كما تقول حكمة القصة: " لا أحد يصدّق كذاباً"!
لقد ارتدت صور الاخوان المفبركة، وتمثيلياتهم الحقيرة، التي قتلت تعاطفنا معهم، إلى نحورهم.. ولم نعد نصدقهم، فصورهم المزيفة احترقت، واحترق معها كل أمل في تصديق غيرها!...



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن لا نزرع الفقر!
- فوق الخوف!
- الإنتماء الدامي
- نيران غير صديقة!
- البيت الأبيض الذي صار أسوداً!
- بين الفيه والاذن!
- فنان وفنان
- إرادة الذئاب
- هذه هي الكارثة!
- آلام ساحقة على وجه الورق!
- دعوة إلى الذاكرة!
- الثالثة ثابتة!
- لعبة الوطن!
- يا شيخ!
- الأغاني للمكفراتي!
- حافظوا على أخلاقيات اللغة العربية
- نتشابه في إيماننا حتى ولو اختلفنا!
- البحث عن الشعر الساخر!
- أنّسنة وشيّطنة!
- عيد وتهاني!


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عادل عطية - صور محروقة!