أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالقادر بشير بير داود - الإسلام السياسي واستطلاعات الرأي














المزيد.....

الإسلام السياسي واستطلاعات الرأي


عبدالقادر بشير بير داود

الحوار المتمدن-العدد: 4265 - 2013 / 11 / 4 - 10:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



من تداعيات انتكاس بعض مفاصل مشروع الإسلام السياسي، في بعض الأقطار العربية، التي عاشت ما يسمى بـ(الربيع العربي) مثل تونس، مصر وليبيا، وسبقهم إلى ذلك العراق؛ بروز تيارات سياسية (ثورية) تتبع تلك الانتكاسات، وتعيد صياغتها في قوالب لغوية (مصطلحات) في المجالات السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية والقيمية؛ تتوافق وتواكب ما جدّ من متغيرات، على الساحتين الدولية والإقليمية، لتؤثر سلباً على نمط عقلية الفرد تارة، وعلى عقلية المجتمع تارة أخرى، أثناء تكوين رأي عام من قبل تلك التيارات (العلمانية). ولكنهم خوّلوا أنفسهم بأنفسهم، ليكون ذلك الرأي العام، هو رأي المجتمع الدولي بالإسلام السياسي وتطلعاته، ولا تتوقف عند هذا الحد من الفعل، بل تتحالف مع قوى ظلامية أخر، وبإعلام مدعوم مؤثر لتسويق استطلاعات حول ذلك الرأي العام، وباسم المسلمين، وتعكس نظرة المسلمين على تلك الاصطلاحات المبتدعة مثل التطرف الإسلامي، الإرهاب والأصولية، وبدلالات رقمية ونسب مئوية؛ كي تقر تلك الاستطلاعات كرأي عام مؤثر، لا يسأل بعدها عن أسباب وصف الإسلام بالتطرف أو بالإرهاب أو بالأصولية، فيوردون نسب 67% أو 80% وهكذا، من المستطلعة آراؤهم؛ مبينين للعالم صورة قلق المسلمين من التطرف الإسلامي، بحسب وصفهم هم، بل ورفضهم للعمليات الانتحارية والمسلحة (الإرهاب) أينما كانت، ما دامت تلك العمليات موجهه ضد (الإنسان) أيما كانت هويته أو قوميته أو طائفته، فتراهم يسوقون شعارات براقة ظاهرها الرحمة، وباطنها فيه العذاب.
تتوالى تلك الاستطلاعات، التي تخفي عبر طياتها المزيد من المكر والخبث والشيطنة؛ لتحقيق مزيد من المآرب التي لا ينتبه إليها الكثير من الناس، على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم، بسبب تأثيرات ثورة الاتصالات، والتي هي دعامة (العولمة) التي أحدثت الكثير من التغييرات على العلاقات الاجتماعية، وعلى المفاهيم السياسية والاقتصادية والقيمية في مجتمعاتنا الشرقية المحافظة، فينسبون القصور الإداري إلى قيادات الإسلام السياسي، ويضخمون أبعاده، من خلال سؤال استقرائي يروج له أولئك المغرضون والمأجورون، ليكون ذلك السؤال الاستقرائي استطلاعاً (مدفوع الثمن) لرأي عام، يعبر عن وجهة نظرهم تجاه سياسة الإسلام السياسي، وأبعاد تحركاته وتوجهاته في نظر الناس، كأنما هم كل الناس، والرأي رأي عامة الناس، وهذه النتائج تعكس آراء المسلمين في بلدانهم. وفي نهايات تلك الاستطلاعات تقوم تلك الجهات المتحالفة، باستغلال تلك التوظيفات والتوصيفات، بتوظيف أكبر في إطار أسئلة شيطانية مفادها؛ (هل تلمس أيها المسلم تراجعاً لمستوى التأييد لتنظيمات الإسلام السياسي في مجتمعك؟)، ويقر ويصر على ذلك التوجه والاستطلاع، بعبارة خبيثة هي؛ (لماذا التراجع من وجهة نظرك؟)، وللأسف لمن يعي أهداف المشاركات ولا يدقق بشكل موضوعي في سياقاتها، لأن تلك المشاركات غالباً ما تكون بداياتها مفبركة، وتبدأ لتنتهي بعبارة؛ لأنهم - الإسلام السياسي - استغلوا الدين للوصول إلى السلطة، وعند وصولهم لم يكن لديهم مشروع عمل لتحقيق مطالب الشعب... بل على النقيض انشغلوا بحصد الغنائم لأنفسهم، وصاروا رعاة الإرهاب أينما تمكنوا - التمكين السلطوي - لكي يتمكنوا من الاستمرار، وهذا الأسلوب يسيء للدين ولعقيدة الإسلام الحنيف.
كما وتقرأ من المشاركات، أن الإسلام السياسي يتخذ من المناورات السياسية سبيلاً لتفريق الصف الوطني، وتهميش بقية الأحزاب العلمانية، والكتل السياسية التي لا تتوافق مع سياساتهم (الإسلامية) لأنهم يرفعون شعار (الدين هو السياسة)، والقرآن المجيد هو الدستور الأمثل والمتكامل للشعب، ولا يحتاج إلى تصويت لأنه منقول، أي كلام الله المعجز.
لماذا هذا التوظيف والوصف؟ هل هو حقا واقع معاش؟ أم تلفيق مدبر؟! أم دسيسة دولية؟! أم اندفاع لتنفيذ أجندات إقليمية، جنباً إلى جنب حيث يتوحد إعلام الأزمات من خلال فن استطلاعات الرأي، وتسويقه تحت مسميات مختلفة، لإظهارها كأنها كل الحقيقة دون إضافات أو رتوش تجميلية.
تستخلص تلك الاستطلاعات إلى تعريف للمتطرف، ولكن بفهم الغرب على أن جميع المسلمين هم متطرفون لأنهم أصحاب رؤى مختلفة عن الغرب، وعن مصالح الغرب في المنطقة، لذلك؛ ولأسباب كثيرة أخر، سوّقوا تلك المفاهيم والرؤى عبر استطلاعاتهم من خلال ماكناتهم الإعلامية، لتحويل تلك الاستطلاعات إلى رأي عام مؤثر، تؤخذ من أجله القرارات الدولية لتنفيذ أجنداتهم، وبمباركة بقية الدول الشيطانية المؤازرة للشيطان الأكبر في المنطقة (أمريكا)، بينما فشلت على (الجبهة الثانية) وسائلنا الإعلامية وغيرها من المنابر، لإحباط تلك المخططات الخبيثة، التي تريد إفساد الأرض والعباد.
من الطريف أن زميلا لي سألني عن مغزى (التطرف الإسلامي)، وكيف دخل هذا الاصطلاح إلى قلب الأمة، وأصبح سمة للإسلام والإسلاميين، فأجبته؛ لمعرفة الإجابة يجب أن نفهم بعمق معنى (الوسطية) ومن بعد ذلك يظهر أن كل من حاد إلى أي طرف من طرفي (الوسطية)، يمنة ويسرة، فهو متطرف بحق. وقس على ذلك بقية المصطلحات، التي تفسر من وجهة نظر واحدة، كالإرهاب والإرهابي، الذي ينطوي على إشكال مفهومي، بسبب التداخل والتشابك في المفاهيم، والتي أعدت لذلك مسبقاً، من خلال دعوات وخطابات لزعزعة الحقيقة لدى أمة الإسلام، وبالتالي إبعادهم عن فكرة إقامة دولة إسلامية، قوامها كتاب الله وسنة رسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم... وللحديث بقية.



#عبدالقادر_بشير_بير_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام حداثة مستديمة
- ثرثرة الشرق والانتصارات السينمائية
- عولمة الاعلام والاعلام البديل
- الحراك السياسي


المزيد.....




- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...
- قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي ...
- قائد الثورة الاسلامية: ينبغي صدور أحكام الاعدام ضد قيادات ال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالقادر بشير بير داود - الإسلام السياسي واستطلاعات الرأي