أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كمال الجوراني - تبداء الحرية اينما ينتهي الجهل...














المزيد.....

تبداء الحرية اينما ينتهي الجهل...


كمال الجوراني

الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 13:57
المحور: المجتمع المدني
    


إن كثيراً من الناس يتفاخر بجهله ، فيما يخيل إليه من أن هذا الجهل علم يهيم به على رؤوس البشر
وهكذا يفعل الجهل بصاحبه ، يخيل له الحق باطلاً ، والباطل حقاً ، ويزخرف له الخطأ حتى يظهره في عينيه في أعلى درجات اليقين والصواب .
ولذلك تجد الجاهل حينما يتكلم يتكلم بغرور وأبهة واستعلاء ، يتيه على كل من يتكلم معه ، لما يوحيه إليه جهله ، مع أنه ربما كان المستمع منه يربو عليه آلاف المرات في العلم والمعرفة.
كما يخيل إليه ان الجميع ينظر إليه نِظْرة الإعجاب لما يرى من دهشتهم التي بدت على وجوههم ، ولكن ليس إعجاباً مما يقول ، وإنما تعجباً منه كيف يهذي بما يقول, هكذا سارت الحياة حديثا.
بينما تجد العالم كلما ازداد في العلم ثباتاً ، كلما ازداد بين الناس تواضعاً ، وكلما ازداد بينهم تواضعاً ، ازداد في أعينهم رفعة وبينهم وقاراً.
فيأبى الجهل إلاَّ أن يضع صاحبه بين الناس وإن يترفع بجهله عليهم ، واستسلمنا له ، وأخذنا نطبع أنفسنا لنحملها على قبوله والرضوخ له ، وكأننا نريد تكريسه في أمتنا.
و بدلاً من أن نلقن الناس العلوم التي سعينا ونسعى اليها ، انقلبنا من أمة قائمة على العلم والمعرفة ، إلى أمة نائمة وغافلة يقودها جهلائها، وعابثة في النهار، نمضي ليالينا في النقاش والجدل في أمور ربما فرغت أمتنا منها منذ قرون... وننام على النفاق والجهل ، ثم ندعي اننا كنا نسعى بالنقاش الى رفع امتنا بين الامم.
وزاد الأمر على هذا فتجرأنا على الفتوى من غير علم وتخبطنا فيها حتى أحللنا كثيرا مما حرم الله وأحل ، ولم يسعنا هذا فانطلق بعض الناس كالوباء ... ولكن لا ليفتك بأعداء أمته، بل ليقضي على عظماءها الذين شَرُفَت بهم الأرض، وانتشرت بجهودهم العلوم، فاصبحنا أكبر معاول لهدم ما تبقى من آثار هذه الأمة العظيمة ... فكفينا أعداءنا ما سعوا له من غاية وتسابقوا إليه من هدف.
وهكذا ينقلب الإنسان بجهله إلى أداة تدمير وفساد ، بدلاً من أن يحقق الغاية التي من أجلها سعينا وهي البناء والإرشاد.
وزالت معالم العلم والعلماء ، وغيرت مناهج التعليم في الأمة ، حتى صار الطالب يتخرج من الجامعة لا يعرف اي شي حول علوم تخصصه في الجامعة، ولا يعرف عن تاريخ أمته جزءاً مما يعرفه عن تاريخ عدوه ، وصار يعرف الكثير عن المطربين والممثلين ، ولكنه لا يعرف القليل عن مشاهير علمائه الذين كانوا للعالم منارا"، قلت المعرفة ، وفشا الجهل وظهر الغرور ،وانتشر القتل وعمت الفوضى ,وانهار البلد وتركه العلماء ليسعى فيه الجهلاء حكما وتجارتا".
فغيرت المعايير ، وبدلت الموازين ، فَأْتمن الخائن ، وخُوِّنَ الأمين ، وسُئِلَ الجاهل، وتُرِكَ العالم ، والجاهل يتسابق في هواه ... يَضِل ويُضِل.
إلا أن الأمر تجاوز هذا، إذا أصبحنا نرى أناساً لا يجيدون القراءة ولا الكتابة، يخوضون في الحكم ومصير الناس، ويأتون بالعجائب، محرفين لشرع الله، مزيلين كل اسس العلوم التي ترتقي بالشعوب.وصار العلماء عقبة في طريق التقدم والعلم بنظر الجهلاء.
إن الأمة التي ترضى بالجهل، وتتقاعس عن العلم تدفع الثمن غالياً، والضريبة مضاعفةـ
علما بأن الجهل لم يعد مقتصرا على عامة الناس فالنخبة مصابة
أيضا بداء الجهل ، و الجهل لا يعني بالضرورة عدم المعرفة بالشيء ، و إنما
يعني أيضا التعصب و التفرّد و التسلّط و فرض النفوذ على الآخر ، فكم من
زعيم سياسي جاهل ،و كم من وزير جاهل و كم من مدير جاهل و كم
من مشرف في قمّة الجهل.
فهنيا" لنا جهلنا بين الامم.........



#كمال_الجوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرجعيات برلمانية ام دينة..؟
- كلمتن ليس لها معنى
- كل عام وانتم...عاطلون.


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...
- تصيبهم وتمنع إسعافهم.. هكذا تتعمد إسرائيل إعدام أطفال الضفة ...
- الجامعة العربية تبحث مع مجموعة مديري الطوارئ في الأمم المتحد ...
- هذا حال المحكمة الجنائية مع أمريكا فما حال وكالة الطاقة الذر ...
- عراقجي: على المجتمع الدولي ابداء الجدية بتنفيذ قرار اعتقال ن ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر ...
- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كمال الجوراني - تبداء الحرية اينما ينتهي الجهل...