|
أوهام الصراع الغربي مع الإسلام
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 13:00
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
أوهام الصراع الغربي مع الإسلام
جوهر هذا الصراع الغربي_غربي وإن أتخذ مظهر صراع الاسلام مع المسيحية مرة وبينه وبين اليهودية مرة أخرى وهذا هو الطرح الظاهر في ما يسمى بصراع الحظارات, وليس صحيحا هذا الطرح بالمطلق وإنما هو صراع طرفيه تحالف غير مقدس بين المصالح الاقتصادية مع الرغبة بفرض شروط هذه المصالح على العالم من خلال إبتكار وصناعة عدو ظاهر وفاعل للغرب عامة ولامريكا خاصة بما فيها مظلتها الشرق أوسطية اسرائيل وصياغة الوعي العالمي عامة والغربي الامريكي خاصة على فرضية ضرب مقاومة هذا العدو من خلال حماية الحياة الامريكية ونمط العيش فيها من جهة وحماية مصالح الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة والعالم من جهة أخرى ,وكلا الامرين مشروعين أخلاقيا ومبدئيا وسياسيا عند الشعب الامريكي,بل وصل الامر الى حد اعتبار هذه الحروب مقدسة وان الله قد فرضها لهزيمة رب المسلمين وإلههم الذي هو الشيطان بعينه وهذه ليست من افترات الفكر والوعي الاسلامي والعربي بل من أدبيات اليمين الامريكي بصورة خاصة وبما تسسلل من مفاهيمها الى المجتمع الامريكي بسطوة الاعلام الذي روج للحرب وصاغها وصاغ مشروعيتها على مبدأ من لم يكن معنا فهو مع عدونا,وحشد بذلك الوعي الجمعي والجماعي الامريكي نحو كراهية العرب والاسلام وحق أمريكا في محاربة من تراه خطرا على مصالحها بل ومصالح أصدقائها ومصالح المشروع الامريكي الذي ابتكرته ادارة الرئيس السابق جورج بوش الابن وهو مشروع الشرق الاوسط الكبير وارتباط تنفيذ هذا المشروع بنظرية الفوضى الخلاقة التي تعني وتعني ما تعي الى خلط الاوراق والمفاهيم والافكار بما يؤدي الى إحداث صراع شامل شرق اوسطي في الجوهر يؤدي الى التخلي عن مفاهيم الحفاظ على الهوية العربية والاسلامية وثوابتها مقابل خارطة جديدة جغرافيه وديموغرافية متحركة غير قابلة للثبوت والاستقرار في طيتها فيروس التمزق والتشرذم يكون فيها الكيان الصهيوني هو صاحب التحكم والسيطرة الاقتصادية وربط حركته جدليا بالمصلحة الامريكية وقواها السياسية والمالية والصناعية لتكون قادرة في تحريك أو تثبيت أو تغير القوى العربية والاسلامية الفاعلة وهما الاسلام والنفط على أساسيات قوة المصالح المشتركة الامريكية الاسرائيلية بغطاء الديمقراطية وأدواتها الليبراليه فكر ونخبة تؤمن بمصالحها لا بمصالح المجتمعات التي تنتمي اليها متخذة من عولمة المناخ العالمي سياسيا وفكريا واعلاميا وحتى إقتصاديا وهذا هو المهم في صلب الموضوع. اذن لم يكن الصراع صراع حضارات بل صراع مصالح غربي_غربي في الجوهر ,وصراع بين قيم الغرب والديمقراطية مقبل تطرف الاسلام وارهابه المنظم تحت عباءة الجهاد ظاهريا, وتبع ذلك أن تبنت المصالح الامريكية من خلال اشعار الحكومات العربية بالذنب والتقصير والمسؤلية غير المباشرة والمباشرة أحيانا عما حدث في 11 أيلول سبتمبر عام 200 وإن لهذه المسؤلية ثمن لا بد أن تدفعه الحكومات والمجتمعات العربية والاسلامية يتمثل في المشاركة بالحرب على الارهاب وتجفيف منابع تمويله المالية والاقتصادية, ناهيك عن فرض تكاليف فكرية وثقافية ودينية فرضت على المجتمعات العربية من خلال الغمز من باب المسؤلية شملت تغيير المناهج التعليمية والثقافية وتغير السياسات التربوية والاعلامية والاجتماعية بطرح مفهوم الاسلام الامريكي او بطرح الاسلام بالرؤية الامريكية التي لا ترى في مواضيع الجهاد وموضوع المرأة وحقوقها في القرآن ومسميات التكافل والتعاون والبر وحقوق الاقليات والصراع بين الحداثة والمحافظة على القيم الاسلامية الثابتة والاصلية الا مفردات يجب أن تصاغ وفق مفهومها الخاص بل وصل الامر أن مجرد انتماء المسلم الى الاسلام أو العرب شبهة كافية لان يكون متهما حتى يثبت عكس ذلك مما يناقض حتى المفهوم الغربي للعدالة ولحقوق الانسان ووثائقئه شاهدة على ذلك وما قضيا التجسس الغير شرعي وفضيحتها المدوية في أمريكا خير دليل على ذلك وحتى في تسوية مسالة التصنت شممنا روح عنصرية تستند الى نفس مفهوم الشك والكراهية لكل ما هو مسلم وعربي في الغرب عامة وفي أمريكا خاصة مع اشتداد قوة اليمين المسيحي المتطرف في المجتمعات الغربية الذي وصل في عداءه الى فرض اسلوب عنصري في التعامل مع الرموز الاسلامية ومنها الحجاب وقضايا الحجاب وتفاعلاتها بينة وواضحة لا تحتاج الى شواهد أو أدلة دون أن تكون لهذه الرموز قيمة إرهابية أو قيمة تحريضية ولكنها تشير الى عدم تقبل ما هو إسلامي أو عربي وربط كل الرموز بالارهاب والتطرف والكراهية وهم بذلك إنما يشنون حربا جوهرها الاسلام ليكون بذلك مقدمة لنقض القوة الرئيسية التي حافظت على المجتمعات الاسلامية وقادة مقاومته للسيطرة الاجنبية والهمينة من الاخر وأبرزها دور الاسلام كقيمة عليا محرضة على محاربة الاستعمار الغربي للبلاد الاسلامية,فبالتخلص من الاسلام يمكننا بسهولة السيطرة على منابع الطاقة ومصادرة القوة الاقتصادية العالمية التي يدور حولها الصراع الحقيقي الغربي_غربي. إن مخاطر تفرد قوة المصالح في رسم السياسة الامريكية لها المردود السلبي والمدمر على بنية المجتمع الامريكي وتماسكه إضافة الى الاخطار التي يسببها على مستوى العالم الكوني ومستقبله بما فيها العالمين الاسلامي والعربي الذان هم ساحة النزاع وهدف الغايات منه,إن توجيه الانتباه بهذا الخطر والعمل المنسق لفضح سياسة قوة المصالح هو أنسنة للسياسة القوية التي تلعب الدور الفاعل والاخلاقي لقيادة العالم نحو مستقبل أمن قادر على معايشة السلام والتحكم به من خلال تدعيم قوته أي قوة السلام ومفهوم المشاركة العالمية في صنعه بعيدا عن ضيقية المصالح وضيقية منفعتها على مجموعة صغيرة من الاشخاص الذين يريدون التحكم بالعالم من خلال سياسة فرض الصراع والنزاع بدل الحوار والسلام. إن نزوع العالم الغربي وقواه المتحكمة بالمصالح ومحتكمة اليه تقوده الى النهاية المحتومة وبسرعة تتناسب مع سرحة تطور واتساع النزاعات والحروب وأول ضحاياه الفرد الغربي والامريكي خاصة وما شهدته المجتمعات الغربية من أثار الحربين الامريكيتين الاخريتين على افغانستان والعراق من أزمة أقتصادية عالمية حصدت الرصيد المتبقي من مصداقية وقوة الاقتصاد الامريكي الذي لم يتعرض لهذه الازمة منذ ثلاثنيات القرن الماضي وأثرت بشكل جوهري وحقيقي على المواطن الغربي عامة والامريكي خاصة دون أن تلامس قوى أصحاب المصالح المسيرين للسياسة الامريكية بل إن التدابير الاقتصادية التي أتخذتها الحكومات الغربية صبت على إنقاذ هذه المصالح من الورطة والازمة هي سببتها هي وجيرت الدعم الحكومي والمؤسساتي لمصلحة اصحاب الكارتلات الاقتصادية وتحمل المواطن البسيط الذي ليس له مصلحة ولا منفعة ولا علاقة بسياسة المصالح وأهدافها المرحيلة والاستراتيجية. إن دافع الضرائب الامريكي هو الذي يدفع تكاليف الحرب والنزاعات التي تغذيها سياسة قوة المصاله وهو يدفع مرة أخرى أخطاء ومخاطر ومغامرات هذه المصالح دون أن يكون معنيا بصياغة ما يريد او لا يريد فوجود المؤسسات الاعلامية الضخمة وسطوة سيطرتها على مفاصل صنع الوعي تجعل منه مسلوب الارادة في التغير أو التاثير لمصلحة مصلحة القوة التي يتفاخر بها الساسة الامريكان ومؤسسات صنه هذه السياسة المختفية خلف الجدران السوداء في أعلى ناطحات السحاب أو في الاقبية المخملية لمافيا السلاح والصناعات العملاقة وإحتكاراها على إمتداد العالم من طوكيو حتى نيو يورك وواشنطن.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظام العالمي الجديد ومقاربة الصراع والسلام
-
الفرق بين مفهوم القوة والقدرة
-
أثبات ونفي الموت
-
الانضباط والإنضباطية في الفكر الإسلامي الأصيل
-
الأحلام مصدر قلق إنساني
-
الإنسان وليد البيئة
-
الدين قاعدة حقوق وواجبات
-
أشكالية الفكر الإسلامي مع النص
-
الأختلاف في نظرية الحاكمية
-
الأحلام وضروريات العقل
-
البداوة وعقدة أوباما
-
أمركة العالم الكوني , مخاطر وتحديات
-
حتمية الوجود الكوني للانسان
-
خصائص العقل الفطري
-
الحداثة العقلية ومفهوم التفكر
-
خصائص العقل المصنوع
-
الأحلام دراسة في سيكولوجيا العقل
-
مفهوم التصور والتخيل دراسة في المصطلح
-
الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج1
-
الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج2
المزيد.....
-
برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع
...
-
إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه
...
-
ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
-
مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
-
العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال
...
-
اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
-
هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال
...
-
ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
-
مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد
...
-
موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|