عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 4263 - 2013 / 11 / 2 - 14:29
المحور:
القضية الفلسطينية
في مثل هذا اليوم في الثاني من تشرين ثاني 1917 أصدر وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرنست بلفور وعده المشؤوم، بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، على حساب الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب العربي الفلسطيني ، ذلك الوعد الذي أقل ما يقال في وصفه" بأنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق"
لقد شكل هذا الوعد الاستعماري الظالم ، بداية المخطط التآمري لاغتصاب أرض فلسطين وتهجير أصحابها الشرعيين العرب، من خلال مجازر التطهير العرقي وتسهيلات هجرة اليهود إلى فلسطين ، وتمكينهم من السيطرة على مساحات من أرض فلسطين ، وذلك عبر صك الانتداب البريطاني على فلسطين، الذي تضمن الآليات اللازمة لوضع الوعد موضع التنفيذ ، ولتحقيق إستراتيجية الحركة الصهيونية المقرة في بازل عام 1997 ، وعبر تواطؤ وتبعية عدد من الدول العربية لبريطانيا ، لوضع حد للثورة الفلسطينية آنذاك وللقبول بقرار التقسيم عام 1947 ، رغم رفض هذه الدول الشكلي له ، ما قدم خدمةً كبيرة للمشروع الصهيوني في فلسطين .
ورغم مرور 96 عاماً على ذلك الوعد المشؤوم ، الذي أرسى الأساس الظالم وغير الشرعي لهذا السلوك الاستعماري العنصري- بدعم غير محدود من الإمبريالية الأميركية- والذي كلف الشعب الفلسطيني معاناة اللجوء والتشريد ، ومئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى وما زال ، فإن بريطانيا لا تزال تمارس ذات الدور الاستعماري البشع بحق الشعب الفلسطيني وتتنكر للحد الأدنى من حقوقه الوطنية المشروعة، ولا زالت تلعب ذات الدور التآمري والعدواني على الأمة العربية وقضاياها العادلة .
إن التعامل مع هذه الذكرى ، يشكل مناسبة لاستخلاص الدروس ، ووضعها موضع التطبيق وأبرز هذه الدروس :
أولاً: وضوح الرؤيا عند رسم الإستراتيجية ، بأبعادها السياسية والثقافية والنضالية ما يقتضي أن نقول بوضوح أن بريطانيا والولايات المتحدة ، رغم أنهما تندرجان في إطار " الآخر" ، إلا أنهما تصنفان في دائرة المعسكر المعادي للحقوق الفلسطينية وللقضايا العربية عموماً.
ثانياً : أن الطريق الوحيد لتحرير فلسطين هو طريق الوحدة الوطنية ، المستندة إلى العمق العربي وإلى المقاومة بكافة أشكالها ، بعد أن ثبت وبالموس بؤس الرهان على خيار المفاوضات والتسوية عبر أوسلو" وواي ريفر وخارطة الطريق وأنابوليس ووادي عربة وكامب ديفيد وغيرها.
ثالثاً: أن فلسطين قضية عربية بامتياز، وليست قضية الشعب الفلسطيني وحده وهي جوهر الصراع العربي – الصهيوني، وأن مسؤولية تحرير فلسطين تقع على عاتق الأمة العربية جمعاء.
رابعاً: التأكيد على ثوابت الصراع مع العدو الصهيوني بأنه صراع وجود وليس صراع حدود وان سمة الصراع معه ، ومع المشروع الصهيوني في فلسطين والوطن العربي سمة تناحرية.
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟