أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابتسام يوسف الطاهر - العري السياسي والاخلاقي ازاء محنة العراق














المزيد.....

العري السياسي والاخلاقي ازاء محنة العراق


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1216 - 2005 / 6 / 2 - 13:56
المحور: الصحافة والاعلام
    


نشرت بعض الصحف صور لشهداء عراقيين او ضحايا لاحد الانفجارات التي دائما تخطئ العدو وتترصد الابرياء في المساجد في الاسواق ,في المطاعم او المدارس، الصورة كانت لاجساد الضحايا وهم عرايا مكومين على بعضهم.
لم اقرأ اي تعليق ادانة او استنكار لتلك الجريمة، لم تهتز اقلام الكتاب والمفكرين والسياسين لذلك المشهد المرعب بمأساته وبلا اخلاقية الحرب والقتل العشوائي.. لم يصرخ احد بستر اجساد الضحايا, وكأن المشهد صار امرا واقعا!
لم اقرأ كلمة ولم اسمع كلمة ادانة واحدة لما يحصل وحصل من قتل جماعي لاناس ابرياء عانوا كل السنين وفقدوا الكثير من احبتهم بمقابر جماعية هي الاخري لم يدنها احد من حملة شعار العروبة او الجهاد؟
فجأة صحى ابطال الكفاح الورقي والتلفزيوني استلوا اقلامهم ليحاربوا بها على الاثير، حين رأوا صورة (السجين) الذي بالامس لم يسمح لسجناءه بارتداء ملابس تقيهم برد الشتاء او تستر اجسادهم, واخرين دفنهم بملابسهم!
رأوا صورته نشرتها احدى الصحف البريطانية, وهو يغسل ملابسه؟ وهو يبدو بملابسه الداخلية! صدام يغسل ملابسه بيده؟ كيف لايسمحون لخدمه ان يسجنوا معه ليخدموه؟ انها اهانة للعرب حسب تعبير احد الكتاب! الذين لم يرو صدام نصف عار من قبل. بينما كل العراقيين والبعض القليل من الاخوة العرب رأوه عاريا تماما من كل الاخلاق والقيم الانسانية، منذ اللحظة التي ارتدى بزة الحكم بعد ان عمدها بدماء رفاقه اول ضحاياه , وليسمح الاستاذ سامي البحيري ان استعير بعض من تعابيره عن هذا الموضوع وهو يصفه : "عار حتى من قطعة التوت عندما قتل اعوانه..عار من الرحمةعندما قتل الالاف من خيرة الشباب العراقي في مقابر جماعية.. عار من الشهامة عندما اعلن الحرب على ايران وبدد اموال الشعب، او حين غزا الكويت.. عار حتى من مشاعر الابوة حين قتل زوج ابنته.."
اذن اؤلئك هالهم منظره وهو نصف عار، واعتبروا ذلك سلاحا اميركيا لمحاربتنا نفسيا. نعم ان مافعلته امريكا باظهار تلك الصور، لايختلف اطلاقا عما تفعله يوميا وعما فعلته سابقا من فضائح وجرائم يهتز لها اي ضمير، وهو حقا وسيله لا لاهانة العرب فقط، فالعرب اهينوا من قبل عندما سكتوا على كل الجرائم التي ارتكبت بحق اخوتهم العرب او المسلمين في العراق او افغانستان، على ايدي رافعي شعارات العروبة والجهاد ممن استخدمتهم امريكا، وباعترافهم هم!
وهي اليوم تواصل لعبتها باستخدام ورقة صدام مرة اخرى لكي تغطي على الجرائم التي هي السبب بها, او جريمة تقصيرها ازاء مايحصل بالعراق, وعدم حمايتها للابرياء وعدم تمكنها من القضاء على العناصر الارهابية التي جلبتها معها للعراق من جماعة بن لادن او الزرقاوي, الذين تدربا على ايديهم, هذا بالرغم من الامكانيات (السوبر) التي يدعوها حيث هم الان القوة العظمى في العالم.
انها وسيلة لالهاء هؤلاء وغيرهم من الذين لم تهتز مشاعرهم او اقلامهم للقتل اليومي للعراقيين , الذين لاتعرف اقلامهم سوى تمجيد الجلاد بطلهم, ليغضوا النظر عما يحصل من جرائم بالعراق، على ايدي عملاءها ممن سلحتهم بالامس بعد ان انتزعت عنهم كل المشاعر الانسانية، ليقتلوا نيابة عنها..
لايدري البعض ان العار ليس في ظهور الجسد او نصفه عاريا , بل هو في التعري من الضمير اومن القيم والمبادئ النبيلة, ومن المشاعر الانسانية التي تغضب لكل انسان يتعرض للاهانة خاصة من الابرياء الذين لاحول لهم ولاقوة، وليس للحكام الاغبياء الحاقدين على شعوبهم، فقط.
لم يكتشف هؤلاء انهم عراة من الذكاء السياسي ايضا، ماداموا ينحدروا مع التيار الذي تتحكم به امريكا دون دراية او حكمة. والحصيلة اننا كلنا نبدو اليوم عراة وبلا حياء ازاء مايعانيه شعبنا العراقي بالوطن الجريح اليوم وقبل, اذا لم نصرخ بعالي الصوت للفرز بين القاتل والمقتول وبين الذي يعمل من اجل الوطن وابنائه وبين من يعمل لمصلحته الخاصة, اذا لم نصرخ بوجه كل من يزرع بذور الشر والتفرقة بين ابناء العراق, واذا لم نتحد بوجه كل القتلة والمجرمين بكافة اشكالهم وازيائهم.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يرفع الراية
- الانتخابات البريطانيةوالسؤال الاهم
- لمصلحة من، قتل العراقيين؟
- من هم اعداء الاسلام، اليوم؟
- صدي الايام
- اليسار واليمين وصراع المصالح
- الا يستحق الاعدام من خان شعبه؟
- الصمت العربي ومحنة العراق
- من وراء تفجيرات العراق?
- منطق الجريمة في تفجيرات العراق
- دروس الانتفاضة
- أغنية الموسم
- العراق وزيف الأعلام العربي
- طلعنا عليهم طلوع المنون..!!
- على الضفة الأخري
- الرهان الخاسر


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابتسام يوسف الطاهر - العري السياسي والاخلاقي ازاء محنة العراق