أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - ماذا عن الفلسطينيين في العراق؟















المزيد.....

ماذا عن الفلسطينيين في العراق؟


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 305 - 2002 / 11 / 12 - 03:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كثرت في الآونة الأخيرة الأحاديث والتكهنات عن ميعاد الهجوم الأمريكي على العراق, وصارت التأليفات مثل المسلسلات العربية, كثيرة ومثيرة. ففي كل يوم جديد ومع كل طلعة شمس مستجدات. مع أن المحللين والعارفين بأوضاع العراق ليسوا متفقين على موعد الحرب, وقد زاد القرار الأخير توقعاتهم مصداقية. فمجلس الأمن الدولي بقراره الرقم 1441 أجل الحرب ولو لحين, لكنه لم يقبرها. فالمسألة ليست في تطبيق قرارات الشرعية الدولية في العراق, مع أن هناك في العالم وخاصة فيما يخص فلسطين عشرات القرارات الدولية والأممية التي ترفض إسرائيل الصهيونية تطبيقها لغاية الآن. وأمريكا تدافع عنها وتساندها في عنادها وتعنتها ورفضها الامتثال للشرعية الدولية,عملا بالسياسة الأمريكية المتبعة والتي تكيل بمكيالين مختلفين, مكيال متشدد وعدائي صدامي مع العراق ومكيال نرن وسهل ومسالم وهادئ وسلمي جدا مع إسرائيل الصهيونية. الأمر يختلف حين تتعلق المسألة بالعراق, حيث النفط والثروات, وكل الخصوم المحليين من العرب العراقيين, أن كانوا في الحكم أو في المعارضة. فالحاكم باسم الشعب كما يدعي, والذي يحارب ويواجه العدوان الخارجي والحصار الظالم, هو نفسه الذي قاد العراق لكافة أزماته وحروبه الحديثة, من الحرب مع إيران حتى غزو الكويت, فالكارثة العربية الكبرى التي مزقت الأمة العربية وشتت الجامعة العربية, فجعلتها مجرد شاهد على العصر, رأى وسمع وعرف كل حاجة, لكنه لم يفعل أية حاجة من أجل الأمة, وهذه الحالة المزرية للأمة المشلولة جعل بعض الأنظمة يقدم طلب انسحاب من الجامعة العربية, مثل ليبيا, بغض النظر عن الأسباب التي قدمتها الجماهيرية للانسحاب, فهي أسباب فيها ما هو منطقي وفيها ما يدعو للبكاء. العراق بنظامه الحالي يتحمل أيضا جزءا هاما من المسؤولية عما آلت أليه أمور البلد والسكان, فنتاج السنوات الطويلة من قمع الحريات السياسية والحزبية وتحريم المعارضة الدينية والحزبية والسياسية, هو من العوامل التي ساعدت على بروز معارضة عراقية ملونة وتضم في صفوفها ألوانا كثيرة ومنوعة من ألوان الطيف العراقي. وهذه المعارضة منقسمة على نفسها ما بين تابع بشكل سافر لأمريكا وسياساتها وعدوانها وما بين من هم متفقون مع أمريكا على إزاحة النظام ومن ثم إنشاء عراق جديد, لكن هذا الجزء من المعارضة لم يقل لنا كيف سيستطيع بعد تحرير العراق من الحكم البعثي واحتلاله من قبل أمريكا أن يقول للأمريكان شكرا على مساعدتكم والآن تفضلوا عودوا إلى بلادكم وسفنكم,لأن دوركم انتهى. طبعا الجواب الأمريكي معروف ومكشوف, أمريكا جاءت لتقيم لا لتزور ومن ثم تغور. ثم أن هناك قسم معين من المعارضة يرفض الحرب الأمريكية بكل أشكالها ولكنه في الوقت نفسه يريد إسقاط النظام. هؤلاء العراقيين المنقسمين على أنفسهم عليهم إيجاد حل وسط يخدم وطنهم أولا ومن ثم العالم الذي لم يلتفت لمأساة شعبهم. نقول العالم لأن أمريكا ليست هي كل العالم كما أثبت التجربة الماضية وبالأخص الأزمة التي انتهت باستصدار القرار الدولي الأخير رقم 1441 .

هذا من ناحية أما الناحية الأخرى والتي هي الأهم بالنسبة لنا,مصير الفلسطينيين المقيمين في العراق في حال نشبت حرب ودخلت القوات الأجنبية ومعها بعض المتأجنبين والمتأمركين من بعض فروع المعارضة العراقية. حينها ما هو مصير الآلاف من الفلسطينيين الذين يقيمون في العراق كغيرها من دول اللجوء والشتات؟ نقول ونسأل عن مصيرهم,لأن هناك بعض الفلسطينيين من الذين شاركوا في الحرب إلى جانب النظام العراقي,مع العلم أنهم كانوا بأعداد قليلة جدا تعد على أصابع اليد الواحدة,وقد شاركوا فيها كما العرب الآخرين الذين يؤمنون بفكر البعث القومي العربي,أي شاركوا فيها بصفتهم البعثية وليس الفلسطينية. لذا المطلوب من المعارضة العراقية المؤمنة بمعركتها والمستنيرة والعاقلة أن تعي خطورة زج أسم الفلسطينيين بالصفة الجماعية في المستنقع العراقي الخطير. لأن شمولية الاتهام, تقود لاحقا لشمولية الانتقام هذا إذا حدث وتم احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية وحلفاءها. والشعب الفلسطيني المجاهد يكفيه ما لديه من أعداء, لذا لا نريد لعدو جديد أن يقوم بتجاربه الانتقامية الجديدة على شعبنا, مستغلا أعمال البعض ومستخدما تلك الأعمال كذريعة لتعزيز مكانته المستقبلية عند إسرائيل الصهيونية وأمريكا الاستعلائية.على كل الأصوات العراقية المعارضة الشريفة والنظيفة والعفيفة أن تقول كلمتها قبل فوات الأوان, لأننا أصبحنا نشعر بأنه هناك حملة عدوانية ودعائية تستهدف الفلسطينيين في العراق. وهذه الحملة لا تقل أهمية عن حملات العداء التي كانت بعض الدول العربية قد عرفتها في الماضي, ومن تلك الدول, الأردن حيث كانت مجازر أيلول الأسود عامي 70 و1971 بعد الأحداث والمعارك التي حصلت بين النظام الأردني والثورة الفلسطينية. كما أن تجربة الدم والقتل والمذابح والعداء الهستيري للفلسطينيين في لبنان لازالت قائمة وحاضرة ولا داعي لذكر كل أحداثها هنا. والمحطة الأخيرة كانت في الكويت بعد احتلالها من قبل الجيش العراقي, حيث تم لاحقا الانتقام من الفلسطينيين كلهم وبلا تفريق وحوسبوا وعوملوا جميعا معاملة قاسية وعدائية وبشمولية عمياء, للانتقام مما قام به بعض الفلسطينيين من أعضاء وأنصار حزب البعث العراقي.

نتمنى على العراقيين عامة والمعارضة العراقية خاصة في حال تغيرت خريطة العراق السياسية أن لا يلطخوا أيديهم بالدم الفلسطيني,لأن الدم الفلسطيني في الألفية الجديدة بقي حكرا على إسرائيل الهمجية الصهيونية, فهم الصهاينة وحدهم من يقتل ويدمر ويغتال ويعذب الفلسطينيين,وفي هذا قليل من العزاء لأنه قدرنا نحن الفلسطينيين أن نواجه المشروع الصهيوني الصليبي السياسي الاستعماري الاستعلائي. وثمن تلك المواجهة مرتفع لكنه لن يذهب هدرا,لأننا في النهاية سوف ننتزع الحرية والاستقلال ونبني الدولة الديمقراطية العصرية الحديثة التي ستتسع لكل المشردين الفلسطينيين في الشتات العربي والغربي. وكما كانت الثورة الفلسطينية المعاصرة حاضنة لكل المناضلين والثوار العرب سوف تكون الدولة الفلسطينية القادمة لا محالة, بلدا حرا وسندا أمينا لكل الأحرار والشرفاء العرب.

* أوسلو 11-11-2002



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخبار سريعة وأخرى مريعة..
- مثل وردة تسقى بالدم
- زيني يا زين, لا أنت عالراس ولا عالعين..
- إسرائيل الجديدة ستكون يمينية اللون والعقيدة
- أمريكا والإرهاب العلني ..
- إنما أحب أخي إذا كان صديقي ..
- عجائب وغرائب 2
- شارون ونتنياهو أفضل من بيريز وشارون
- فارس بلا جواد, آخر الفرسان العرب
- تغلبت مصلحة فتح على مصلحة فلسطين
- سأحدثكم عن أيمن..
- من جنين إلى مستوطنة أرئيل المقاومة مستمرة في فلسطين..
- مقاطعة إسرائيل واجب قومي وأنساني وأخلاقي..
- الشيشان أرض الذئاب والعذاب
- خطة الطرق الأمريكية تعج بالإشارات الإسرائيلية
- الأمم المتحدة من روزفلت إلى بوش
- للحيوان في العالم الغربي مكانة أكبر من مكانة الإنسان الشرقي. ...
- ثلج, أطفال وغربة
- الناموس في عالم السياسة..
- 16 أكتوبر يوم لنصر لبناني جديد


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - ماذا عن الفلسطينيين في العراق؟