أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الانضباط والإنضباطية في الفكر الإسلامي الأصيل














المزيد.....

الانضباط والإنضباطية في الفكر الإسلامي الأصيل


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4263 - 2013 / 11 / 2 - 01:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لاشك أن الإسلام كعقيدة رسالية منزلة برعاية سماوية تهدف إلى تحسين ظروف الإنسان والارتقاء به إلى مستوى الكمال لأداء العبادات الربانية والإيمان بالله إيمان اليقين كان لابد لها من أن تضبط إيقاع الحياة اليومية الكلية والجزئية وعدم ترك الإنسان في أثناء ممارسته لدوره ولعبادته لاجتهاده وتقديره الشخصي في كيفية الممارسة,صحيح أن الإسلام وضع خط شروع واحد وسماه الفيصل بين المسلم وبين الكافر إلا وهو الشهادتين وبذلك فقد عصم نفسه ودمه وماله وعرضه ما لم يأتي بموجبات الحدود والتعازير وهو الحد الأول أما الحد الثاني هو حد الإيمان وهو الدرجة الثانية في سلم الاعتقاد والطاعة وهو بلوغ الإيمان في القلي (( لا تقولوا أمنا بل قولوا أسلمنا ولما يبلغ الإيمان في قلوبكم)), أما الدرجة الثالثة وهي الدرجة اليقينية((اليقين)) وهي اعلي درجات الإيمان الاعتيادية.
أن هذا التقسيم يدلنا على حدود ومحددات تضبط العملية والاعتقادية ( العبادية منها والعملية) وهذه الانضباطية التي وضعتها الرسالة هدفها تعويد الناس على النظام وتقنين الوقت وضبط إيقاع الحياة بإيقاع قانوني متزن ومتوازن فلا شؤون عامه تزاحم شؤون خاصة ولا عبادة تزاحم كسب ولا العكس بالعكس.
علية جدولة العبادات وربطها بأزمان وأوقات للاستحقاق تجعل من الإنسان أولا متهيئ لها أو مستعد للتهيئة بأقل تقدير وثانيهما تعطي للإنسان قدرة الموازنة بين مختلف نشاطاتها, ولو تركنا هذا المحدد لنرى الاضطراب والتخبط والعشوائية هي المسيطرة على المجتمع مما يولد الاضطراب الاجتماعي ويفقد الدين دوره القيادي الناظم للمجتمع والمسير لحرة المجتمع بانتظام.
أن الانضباط لا يدور مع العبادات فقط بل امتد إلى الكثير بل مجمل الضرورات التي جاء بها الفكر الرسالي وخاصة كل ما يتعلق بالنظم المسيطرة والمتحكمة بمستقبله ومنها الفكر السياسي, وهذه إحدى المثالب التي ينتقد من اجلها الفكر الانقلابي في الإسلام بزعم أن الرسول ص لم يضع قواعد الاستخلاف والامامه لمن بعده وإنما تركها للمسلمين لمعرفتهم الخاصة التي نشاءت بظلها الحركة السياسية التي انبثقت من السقيفة إلى يومنا هذا وقد اشرنا في أكثر من مكان لنقائض هذا القول من تفسيرات وتبريرات لاكتساب المشروعية والدستورية.
أن الإسلام نظام حكم ديني ودنيوي يعلف بالأولى والاخره ورسم طريق ترجم بموجبة قضية الاستخلاف وماهية الحكمة من الخلق ككل فهل لنا أن نتصور أن هذا الدين الشمولي الكامل المتكامل يترك اخطر الأمور وهي كيفية قيادة ألامه إلى رأي ألامه واجتهادها وذاقها وهي الجديدة العهد بالنظام والانضباط وحيثي عهد عن جاهلية مقيتة.
أن النظام والانضباط ورد كثيرا في الآيات القرآنية التي تؤكد أن الرسالة السماوية لم تترك شيء وان كل شي في الدنيا موزون أو على وزن وبالعدل (بالمعنى الاشمل) وكل شي محسوب وان الله لم يترك الإنسان سدى وهاك طائفة من الآيات ألداله على ذلك((والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين **ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين
**لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه باس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز**قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير** أيحسب الإنسان إن يترك سدى** أم حسبتم إن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون **وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا أية الليل وجعلنا أية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا
**ليعلم إن قد ابلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا ))إن كل هذه الآيات تدل على الاتساق والنظام والانضباط وعدم ترك الأمور وهو الذي بلطفه أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
إن النظام والانضباط من الضروريات حتى في الحاجات البسيطة مثل البيع والشراء ومختلف المعاملات اليومية وحتى الصغيرة من الأمور طلب الله سبحانه وتعالى أمر بكتابتها وضبطها فكيف يترك ألامه وحابلها على غاريها وهو الذي يقول ((يا أيها الذين امنوا إذا تداينتم بدين إلى اجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب إن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فان كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع إن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء إن تضل أحداهما فتذكر أحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تساموا إن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى اجله ذلكم اقسط عند الله وأقوم للشهادة وادني إلا ترتابوا إلا إن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح إلا تكتبوها واشهدوا إذا تبا يعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وان تفعلوا فانه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم )), هذا هو المنهج الرباني في الفكر الرسالي في ضبط الأمور وحفظها والمحافظة عليها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحلام مصدر قلق إنساني
- الإنسان وليد البيئة
- الدين قاعدة حقوق وواجبات
- أشكالية الفكر الإسلامي مع النص
- الأختلاف في نظرية الحاكمية
- الأحلام وضروريات العقل
- البداوة وعقدة أوباما
- أمركة العالم الكوني , مخاطر وتحديات
- حتمية الوجود الكوني للانسان
- خصائص العقل الفطري
- الحداثة العقلية ومفهوم التفكر
- خصائص العقل المصنوع
- الأحلام دراسة في سيكولوجيا العقل
- مفهوم التصور والتخيل دراسة في المصطلح
- الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج1
- الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج2
- الوجود والغيب
- بين الساتر والمدفع
- الوردي والتنظير الأجتماعي
- لماذا ندعوا لدولة مدنية؟.


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الانضباط والإنضباطية في الفكر الإسلامي الأصيل