|
ضد الإصلاحية والديماغوجية رد على سمير حمودة وعلي البعزاوي ومن ورائهما حزب العمال
الحزب الوطني الاشتراكي الثوري
الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 13:29
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
ملاحظة : بعد نشر جريدة صوت الشعب المؤرخة في 25 أكتوبر لمقال بإمضاء سمير حمودة كال فيه من التهم والإفتراءات والأكاذيب لحزب الوطد الثوري وعملا بحق الردّ الذي يكفله لنا القانون تقدّمنا صباح يوم الثلاثاء 29 أكتوبر إلى إدارة الجريدة بهذا الردّ على أمل نشره في العدد الصادر صباح هذا اليوم الجمعة 1 نوفمبر, لكن مع الأسف الشديد لم يكن لرفاقنا في حزب العمال من سعة الصدر ما يسمح لهم بنشر هذا الردّ لذلك نجد أنفسنا مضطرين على نشره على صفحات التواصل الإجتماعي وكل الوسائط التي نراها مناسبة. عمد المدعو سمير حمودة إلى نشر مقال بجريدة "صوت الشعب" الصادرة يوم الجمعة 25 أكتوبر بالصفحتين 14 و15 تحت عنوان "دفاعا عن الجبهة الشعبية (ردّ على بيان الوطد الثوري)" بعد أن قام المدعو علي البعزاوي قبله بنشر مقال في نفس الإتجاه بالصفحة الرسمية للجبهة الشعبية على الإنترنات (التي يديرها حزب العمال) علما وأنّ الشخصان ينتميان إلى حزب العمال. إن هذين المقالين الذين يقطران حقدا ويتطاول فيهما صاحبيهما على حزب الوطد الثوري على اثر صدور بيانه حول "الحوار الوطني" ويتهجمان عليه بلغة سوقية في جانب منها تعكس- على ما يبدو – ما تعلماه من كثرة مراودتهما للمقاهي والملاعب الرياضية مثلما يدلّ على ذلك كلام علي البعزاوي، وهذه عينة منها "فصيل يسراوي انتهازي " و "انعزالي طفولي " و "الرمد " و "العمى "و "التطرّف اليساري "و الاتّهام ب"الكذب والافتراء "و "الوطنية الزائفة "و "العقم " و " العجز "و "الانعزال "و "النرجسيّة " و "التخاذل"و "المتخلّف ذهنيّا "و "السطحيّة " و "الثورجيّة.. "، فالسب والشتم والتشويه والتجريح هذا والعبارات النابية التي لم ولن نسمح باستعمالها في الصراع مع الاطراف الأخرى تعكس الضعف والعجز التام عن الصراع السياسي الموضوعي الضروري للتقدم بالمسار الثوري الذي تعيشه البلاد نحو تحقيق أهدافه في التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي، وتبرز التخصص في تزييف الحقائق الموضوعية ووفي تضليل قواعد الجبهة الشعبية والجماهير الشعبية عموما حول ما يقع داخل الجبهة وفي البلاد، وهو أمر ليس بمستغرب من أطراف جعلت همها الوحيد اللهث وبكل الوسائل – بما في ذلك التوافق مع أعداء الشعب والتطبيع مع القوى الامبريالية - وراء المواقع في السلطة السياسية على حساب الموقف السياسي المنحاز للشعب والمدافع عن البديل الثوري القادر على إخراج البلاد من أزمتها. نحن نعتقد جازمين أنّ قيادة حزب العمال هي من كتب المقالين ولم يكن الممضيان عليهما إلاّ أداتي التنفيذ فما ورد في البيانين كثيرا ما لاكته ألسن العديد من قادة هذا الحزب بل قد فضح سمير حمودة نفسه عندما قال في آخر فقرة من المقال "لذلك فإنّ خروجهم من الجبهة يخدمها ولا يضعفها لأنّه يريحها من إضاعة وقت طويل في النقاشات الفارغة على حساب العمل الثوري". فهل كان سمير حمودة يحضر إجتماعات الجبهة ليتحدّث عن إضاعة الوقت في النقاشات ؟ لذلك نحن نعتبر أنه كان من الأجدى والأفيد سياسيا وعمليا لحركة الصراع الطبقي والنضال الوطني وللمهتمين بالشأن السياسي وللجماهير الشعبية عموما أن يصدر حزب العمال البيان باسمه في مواجهة صريحة لحزب الوطد الثوري وفق ما تتطلبه تقاليد الجدل السياسي عوضا عن التخفي وراء أسماء بعض عناصره، و من هذا المنطلق سيتكفل حزب الوطد الثوري بجرأته المعهودة بالرد على علي البعزاوي وسمير حمودة ومن ورائهما حزب العمال. وسعيا منا الى كشف الحقائق الموضوعية وإلى مواجهة كل محاولات التضليل وخداع الشعب التي يقوم بها صاحبا المقالين نيابة عن حزب العمال فإننا نقدم التوضيحات التالية : 1- إن السعي المحموم لتحويل حزب الوطد الثوري الى مجموعة في محاولة فاشلة لتقزيمه، يعكس عدم القدرة على مواجهة هذا الحزب الذي أفلح – باعتراف أحدكما – وما يزال في إقناع أعداد لا بأس بها من قواعد حزبكما وبعض الأحزاب الأخرى بمواقفه السياسية الطبقية التي تنبذ الوهم المبشر بالوفاق الطبقي وفي سحب البساط من تحت المواقف الديماغوجية التي تروجون لها وفي خلخلة ثقة المناضلين النزهاء في القيادات الاصلاحية(فهذا البيان هو عيّنة من المواقف الانعزالية والطفولية التي يتأثر بها أحيانا بعض مناضلينا وبعض مناضلي اليسار الماركسي والقومي)( راجع نص حمودة) 2- إن اتهام حزب الوطد الثوري بأقذر النعوت التي عادة ما يستعملها جمهور المقاهي والملاعب الرياضية " هو موقف مجاني لا يجد سندا له في النص. فحمودة والبعزاوي لم يذكرا لنا هذه النعوت عدا مصطلح الانتهازية الوارد في البيان و اللهث وراء تقاسم السلطة ووقف في حدود الوصف العام الذي لا يقنع بأي حال من الأحوال. فمفاهيم الانتهازية والرجعية واللهث وراء السلطة لا تمثل في التحليل السياسي سبا أخلاقيا يستعمله جمهور المقاهي والملاعب الرياضية مثلما قال علي البعزاوي، بل تعكس واقعا موضوعيا يتمثل في سياسات ومواقف وممارسات وسلوكات سياسية لدول وأحزاب ومنظمات وجمعيات وأفراد. ولو كان ذلك الجمهور الذي تحدث عنه البعزاوي يعي جيدا تلك المفاهيم ويستعملها لما وصلت "النهضة " الى السلطة في تونس. ثمّ أنتما يا حمودة والبعزاوي تتحدثان عن علاقات مع رفاق يدعون تبنيهم الشيوعية وهم يقصون الأحزاب الثورية من الجبهة الشعبية ويضعون اليد في اليد من أجل انقاذ تونس حسب زعمهم مع الأحزاب التجمعية والدستورية عميلة الامبريالية التي خربت البلاد وجوعت الشعب ونهبت خيراته وثرواته. فبماذا تصفان - بعيدا عن النعوت القذرة لجمهور المقاهي والملاعب - موقف حزب العمال المتحالف سياسيا مع نداء تونس في جبهة سميت جبهة الانقاذ الوطني (مثلما تحالف مع النهضة في "هيئة 18 أكتوبر" ) بعدما أكد أمينه العام والناطق الرسمي للجبهة الشعبية أن حزب العمال يرفض التحالف مع نداء تونس في التصريحات التالية المسجلة على مقاطع منشورة على صفحات الموقع الاجتماعي : " بالنسبة الى حزب العمال راهو ما هوش مطروح لا الانضمام الى هذا الحزب ولا التحالف مع هذا الحزب، حزب معناها نداء تونس.. حزب العمال إذا كان باش يتوجه وقد توجه الى القوى الثورية والقوى الديمقراطية والقوى التقدمية الحقيقية ميلاد هذا التجمع أو التكتل أو الجبهة اليسارية القومية التقدمية الي باش تشكل حقيقة الطريق الثالث خارج الاستقطاب هذا اللي قاعد يحاول أن يكون تويكا ما بين حركة النهضة وما بين التجمعيين والدساترة اللي ماشيين وراء الباجي قايد السبسي، إذن الطريق الثالث هذا اللي هو الطريق الحقيقي.". " النقطة الأخيرة، ديما نحنا كيفكم راهو ها المشاورات بين الجبهة والائتلاف ونداء تونس واتحاد تونس نسمعوا بها في الصحافة كيفكم راهو. لا ثمة اتصالات ولا ثمة مشاورات ولا ثمة نقاشات. أحنا رانا نستغربوا في حاجة مرات السؤالات آش بيكم ما تمشوش لاتحاد تونس بروا لاتحاد تونس آش بيكم ما تمشوش للجبهة أحنا ضد هذا الاستقطاب، ضد هالمساعي لخلقان الاستقطاب يا معا هذا يا معا هذا. أحنا مناش مع الترويكا الحاكمة بكل وضوح ومناش مع نداء تونس واتحاد تونس. نحن نختلف في الموقف وفي البرامج ، مختلفين مع اتحاد تونس. في الندوة الماضية قلنا بالنسبة للجبهة والائتلاف نمط المجتمع راهو ما ينحصرش كان في بعض النقاط السياسية المتعلقة بالحريات الفردية أو بالحفاظ على مكاسب المرأة، لا لابد بالنسبة لينا أحنا في هذا النمط المجتمعي من إدراج الابعاد الاقتصادية والاجتماعية من أدراج الأبعاد كذلك الوطنية في هذا النمط المجتمعي. بعبارة أخرى الشعب هذاي ثار من أجل شنوة ثار من أجل الحرية ايه ولكن الشعب هذاي ثار من أجل تغييرات من أجل ثورة اقتصادية واجتماعية في بلادو وفي حياتو وثار من أجل كذلك الكرامة وهذاي الكلو بالنسبة لينا أحنا يمثل الأساس متع توجهات الجبهة وتوجهات الائتلاف المدني والسياسي، أن تصير تقاطعات ميدانية ضد الاغتيال ضد العنف ضد هذاكا في المسار النضالي هذيكا حوايج تتطرح كل يوم ولكن أنو ثم نقاشات حول أن الجبهة تلتحق باتحاد تونس هذا ما هوش صاير وما هو مطروح لأن الجبهة الشعبية والائتلاف جاءوا لضرب الاستقطاب وكذلك لرسم طريق مستقلة بالنسبة للشعب التونسي من أجل تحقيق أهدافو معناها من أجل تحقيق أهداف الثورة هاكم تشوفوا في نداء تونس، ثم من يعرف نداء تونس التجمعيين والدساترة يخي توة تتصوروا أن الجبهة والائتلاف باش يخدموا مع التجمعيين والدساترة؟ تو تتصوروها هكة؟ ثم كذلك شنوة البرنامج الاقتصادي والاجتماعي؟ تو يسألوا فينا الصحافيين على نداء تونس اعطوني البرنامج متع نداء تونس عطوني برنامجهم من القضايا الاقتصادية والاجتماعية من القضايا الوطنية من صندوق النقد الدولي من التفريط من التفريط في المؤسسات." وبماذا تصفان سياسة حزب العمال التي تعترف اليوم بالتجمعيين جلادي الشعب بالأمس القريب والذين كانت تسميهم بالديكتاتورية النوفمبرية في السابق وتساعدهم اليوم من خلال التحالف معهم في جبهة سياسية على العودة إلى النشاط السياسي بل وإلى السلطة من جديد بعد أن دعت الى حل التجمع وتصفية ممتلكاته وأمواله ومحاسبة مسؤوليه الضالعين في القتل والفساد. فالمسألة بالنسبة الى حزب يدعي دفاعه على العمال والكادحين لا تكمن في توجيه الحراب الى النهضة من اجل اسقاطها فحسب بل وأيضا في منع التجمعيين من العودة الى الحكم، وها أنتم تساعدونهم على العودة عملا بمقولة أحد قادتكم ا" اعطيني واحد يحبسني وما تعطينيش واحد يقتلني". فلنترك تحديد النعت المناسب لهذه السياسة لجمهور القراء هذه المرة. 3- جاء في نص سمير حمودة كما في نص علي البعزاوي (نيابة عن حزب العمّال) عديد الإتهامات المجانية والإيحاءات التي لا تستقيم إذ نقرأ لحمودة ما يلي : "خلال تلك التحركات وتلك النضالات حبّذ الوطد الثوري ودعاة اليسراوية الطفولية خطاب المزايدات وإطلاق النار على جبهة الإنقاذ وطعن رفاقهم في الجبهة الشعبية لتبرير غيابهم عن النضال..." ثمّ يضيف "وليس لليسراوية داخل الجبهة الشعبية من مفعول غير إرباك بعض مناضلينا ومناضلاتنا وإحباط معنوياتهم وهزّ ثقتهم في قياداتهم في ظرف تتعرّض فيه الجبهة إلى تصفية خيرة مناضليها" ويضيف البعزاوي "البيان بقدر ما جاء متشنجا فهو مليء بالمغالطات والتجني والافتراء على الاحزاب التي خبرتها ساحات النضال المختلفة (مكونات الجبهة الشعبية) وقدمت الشهداء والجرحى وكان مناضلوها عرضة للايقاف والتنكيل والسجن..." نلف انتباهكما هنا يا حمودة ويا البعزاوي أنكما (ومن ورائكما حزب العمال) تستعملان التوصيفات المجانية على غرار التشنج والتجني والافتراء التي لا يمكن أن تقنع إلا السذج، كما دخلتما هنا في المزايدة السياسية لأنكما تحتكران النضالية والاستشهاد لأحزاب دون أخرى ولمناضلين دون آخرين. وبما أنكما فقدتما "شاهد العقل" الذي اتهمتما به حزب الوطد الثوري فإننا نذكركما بأن ساحات النضال تعرف جيد أيضا حزب الوطد الثوري (ولتذكيركما هو مؤسس من مؤسسي الجبهات الثلاث: 14 جانفي والشعبية 14 جانفي والشعبية) الذي قدم كغيره من الأحزاب والقوى عددا من الشهداء لا فائدة في ذكرهم حتى لا نسقط في فخ المزايدة الذي نصبتهما لنفسكما. ولكن ما يعرف ايضا وبالخصوص عن حزب الوطد الثوري أنه حزب ثابت على مبادئه ووفائه للطبقة العاملة ، فهو لم يتعامل يوما مع سفارات الدول التي تستعمر تونس وتنهب ثرواتها وتضطهد شعبها ولم يجالس سفرائها ، ولم يضع يده يوما في أيدي أعداء الشعب ظلاميين كانوا أم ليبراليين. أما نضالية الأحزاب التي تتحدثان عنها فهي ليست ميزة مطلقة. فكم من أحزاب عبر التاريخ عرفت بنضاليتها ومبدئيتها سقطت في نهاية المطاف في المستنقع ، وكم من كبار القادة التاريخيين للطبقة العاملة ارتدوا عن أفكار وسياسات الطبقات التي تكلموا باسمها وأصبحوا يشكلون بوق دعاية للطبقات الرجعية نذكر من بين هؤلاء جورج بليخانوف وكارل كاوتسكي وغيرهما. أما تبرير المواقف والسياسات الانتهازية بالإتكاء على الرصيد النضالي لبعض الأحزاب وعلى سقوط الشهداء من بين مناضليها فهذا لا يمكن أن يفسر إلا بالغباء السياسي أو بالانتهازية الواعية. 4- إن ما تعتبرانه هجوما مشبوها على جبهة الانقاذ متزامنا مع استعداداتها لتعبئة الشارع من اجل انهاء حكم الترويكا يعكس في الحقيقة قصر نظر الاصلاحي الغير قادر على استيعاب الموقف المنحاز للعمال والشعب الكادح أو المتجاهل لذلك الموقف، وهو أمر ليس بالمستغرب لأن الاصلاحي لا تعني له شيئا مقولة الصراع الطبقي والنضال الوطني. ولتذكيركما بما تناسيتماه أنتما ومن ورائكما حزب العمال فان حزب الوطد الثوري وقف بمبدئية وحزم وأمام الملأ داخل الجبهة الشعبية وخارجها ضد تشكيل ما يسمى بجبهة الانقاذ الوطني ، جبهة الوفاق مع أعداء الشعب (ولهذ السبب بالذات أقصي من الجبهة الشعبية) لأنها تضم في صفوفها التجمعيين في ثوبهم الجديد وكلاء الاستعمار في تونس مثلهم مثل الائتلاف الحاكم بقيادة النهضة ، ولأنها ستحتوي الجبهة الشعبية بعدما انتشرت في الأرض وستدجنها وستقضي عليها كبديل وطني شعبي تأسس بتضحيات جسام من أجل استكمال المسار الثوري وتحقيق أهداف الانتفاضة كاملة وإرساء سلطة الشعب ومن أجل التصدى للاستقطاب الثنائي الرجعي بين النهضة والنداء الذي لا هدف له سوى التنافس على خدمة الامبريالية وإنقاذ النظام العميل من السقوط والإجهاز على الانتفاضة الشعبية. ومن هذا المنطلق فانه يصبح من الطبيعي جدا أن يتباين حزب الوطد الثوري مع " جبهة الانقاذ الوطني" لآرتباطها بألف خيط وخيط بالدول الاستعمارية. وإن نفيكما المثالي الذاتي لهذه المسألة لا يغير شيئا من وجودها الموضوعي المستقل تماما عن وعيكما وإرادتكما. فبماذا تفسران تشكل ما يسمى بجبهة الانقاذ مباشرة بعد لقاء رئيس فرنسا في نفس الوقت مع رؤساء أحزاب كل من نداء تونس والجمهوري والمسار الديمقراطي الاجتماعي والناطق الرسمي للجبهة الشعبية ؟ وبماذا تفسران زيارات الباجي قايد السبسي المتتاليه الى فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وحضوره قمة ال G 8 ولقاءاته مع سفراء تلك الدول في تونس ؟ وهل يمكن للقوى الامبريالية أن تدعم "الحوار الوطني المزعوم ( وهي تدعمه فعلا ) إذا كان لا يخدم مصلحتها ؟ فلعل هذه القوى أصبحت في نظركما تفكر في مصلحة الشعب وتعمل على اخراج تونس من الأزمة الخانقة التي تردت فيها ؟ أو لعل حزب العمال أصبح اليوم من الأحزاب القادرة على اقناع القوى الاستعمارية عبر المفاوضات بعدم التدخل في شؤون تونس الداخلية. إنكما تمارسان السياسة الانتهازية و تعملان في الوقت نفسه جاهدان على ايجاد التبريرات الواهية لتضليل الشعب لما تقولان إن "التقاء وفود الجبهة الشعبية مع سفراء الدول الغربية جاء اولا بقرار من مجلس امناء الجبهة وهو سلوك الهدف منه توضيح وجهة نظر الجبهة وقراءتها للوضع التي تختلف مع قراءة الحكومة وقد استطاعت الجبهة الشعبية من خلال تلك اللقاءات فضح مخططات الحكومة ومزاعمها وافتراءاتها ولعبت دورا في مزيد عزلها خارجيا."( مقال البعزاوي) فقرار مجلس الأمناء ليس حجة تقنع بصحة موقف الذهاب الى ممثلي الدول الاستعمارية. ثمّ نحن نسألكما أيضا من بقي من الأمناء العامين للأحزاب في مجلس الأمناء ؟ ومن لازال داعما للتواجد داخل جبهة الإنقاذ ؟ ثمّ إنكما تتحيلان على القارئ عندما تريدان اقناعه بأن مخططات الحكومة ومزاعمها وافتراءاتها مفصولة عن الدول الاستعمارية وممثليها في تونس وغير معروفة لديها مما يتطلب عملية الفضح، وعندما تريدان افهامه بأن تلك الدول محايدة في الصراع الدائر رحاه في تونس، ولذلك يعمل حزب العمال على اقناع سفرائها بوجهة نظر الجبهة الشعبية حتى يأخذوها بعين الاعتبار. وبما أنه يبدو أنّكما بطيئا الفهم على ما يبدو فإننا نجد أنفسنا مجبرين على أن نفسر لكما بتأن ورحابة صدر أن الأزمة التي تعيشها البلاد سببها الرئيسي التدخل الأجنبي في تونس وسياسة وكلائه المحليين الظلاميين منهم والليبيراليين الذين لم و لن يدخروا جهدا من أجل رعاية مصالح أسيادهم في الخارج مثلما قام بذلك التجمع المنحل قانونا وكذلك النهضة اليوم. وأن النهضة هي التي دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية بالخصوص وأوصلتها الى سدة الحكم، ولا زالت تدعمها لحد هذه الساعة لأنها الأداة التي تؤمن لها مصالحها في تونس. فشعبنا يعاني الأمرين لأن مصيره تتحكم فيه الدول الاستعمارية عن طريق وكلائها المحليين الماسكين بزمام السلطة. أما عن الانخراط في التعبئة لإسقاط الائتلاف الحاكم فلا يحتاج حزب الوطد الثوري الى دروس من أحد، فهو موجود في المقدمة دائما خلال التحركات الميدانية ولا تنقص ذلك القرائن المادية وهو لم يتراجع عن قرار العصيان المدني وإسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي كما فعل ذلك حزب العمال بتنازله عن تلك المهام التي حددت في بيان الجبهة يوم اغتيال الشهيد محمد البراهمي. انظرا الى أي مستوى تدحرج حزب العمال : فمن رفض التحالف مع نداء تونس الى العمل معه اليد في اليد داخل "جبهة الانقاذ" ، ومن اسقاط الحكومة والمجلس التأسيسي وحكم الترويكا عموما الى التنازل عن حل التأسيسي والتمسك بإسقاط الحكومة قبل بدء الحوار ، ومن اسقاط الحكومة قبل بدء الحوار الى الدخول في الحوار وحكومة النهضة ليست في السلطة فحسب بل وتملي شروطها وتعطل الحوار المزعوم لربح الوقت ومزيد موقعة نفسها في مختلف دواليب الدولة ، ومن اعلان العصيان المدني لإنهاء حكم الترويكا الى القبول بالتوافق معها حول انهاء ما يسمى بالمرحلة الانتقالية، ومن الحديث عن استكمال المسار الثوري حتى تحقيق أهداف الثورة كاملة وإرساء سلطة الشعب (" إن بلادنا تعيش أزمة حقيقية ولا مخرج لها إلا بمواصلة الشعب التونسي لمسيرته النضالية بأبعادها الوطنية والديمقراطية والاجتماعية والثقافية والبيئيّة حتى تحقيق أهداف الثورة كاملة وإرساء سلطة الشعب")( راجع أرضية الجبهة) الى تحديد سقف النضال الشعبي في انهاء ما يسمى بالمرحلة الانتقالية وانجاز الانتخابات... يقول لينين عن مثل هؤلاء الناس " " أن يحدد المرء سلوكه تبعا لكل حالة ووضع، أن يتكيف تبعا لأحداث الساعة لتغيرات الأمور السياسية الطفيفة ، أن ينسى مصالح البروليتاريا الجذرية من أجل منافع وقتية فعلية أو مفترضة تلك هي خطوط السياسية التحريفية". إن حصر حل الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد في انهاء "المرحلة الانتقالية" والقيام بالانتخابات في ظل النظام القائم العميل كحد أقصى لمطالب النضال الشعبي انما هو زرع للوهم لأن النهضة والأحزاب البرجوازية العميلة الأخرى ستوظف كل امكانياتها والدعم الخارجي الذي تحظى به من أجل البقاء في السلطة أو للوصول اليها من جديد لمن هو خارجها، وستلتجئ جميعها الى مختلف الحيل بما في ذلك تدليس الانتخابات من أجل تحقيق ذلك الهدف. إن هذه السياسة التي تحافظ في جوهرها على النظام القائم وتسعى الى تجميله عن طريق الاصلاحات تتناقض كليا مع الشعار المركزي للانتفاضة "الشعب يريد اسقاط النظام" و تعمل على تأبيد عبودية الجماهير انها جوهر السياسة الاصلاحية لحزب العمال، الاصلاحية التي قال عنها لينين " خلافًا للفوضويين، يعترف الماركسيون بالنضال من اجل الاصلاحات، اي من اجل تحسينات في اوضاع الكادحين تترك السلطة، كما من قبل، في يد الطبقة السائدة. ولكن الماركسيين يخوضون في الوقت نفسه نضالاً في منتهى الحزم ضد الاصلاحيين الذين يحدون، بواسطة الاصلاحات، مباشرة او بصورة غير مباشرة، من تطلعات الطبقة العاملة ونشاطها. فان الاصلاحية انما هي خداع برجوازي للعمال الذين يبقون دائمًا عبيدًا مأجورين، رغم بعض التحسينات، ما دامت سيادة الرأسمالية قائمة... تعني الاصلاحية بالفعل التخلي عن الماركسية والاستعاضة عنها "بالسياسة الاجتماعية" البرجوازية... لا تعني هذا وحسب، بل تعني كذلك القضاء على التنظيم الماركسي والتخلي عن المهمات الديمقراطية للطبقة العاملة، والاستعاضة عنها بسياسة عمالية ليبرالية.". ولذلك لا يمكن للشعب في نضاله من أجل التغيير الذي يخدم مصالحه التعويل على حزب الباجي الذي وقف بوضوح تام ضد حملة ارحل والذي يتآمر مع النهضة سرا وعلنا ، ولا يمكن له أيضا التعويل على " حل" ينبني على التوافق مع النهضة التي دمرت البلاد. فهل أن قراءة حزب الوطد الثوري هذه فيها افتراء وتجن على رفاق الأمس ؟ لنترك للقارئ مسألة حسم هذا النزاع معكما ومن ورائكما حزب العمال. 5- أنتما تضللان الشعب ومناضلي الجبهة عند ما تصرحان بأن مشروع "الانقاذ" جاء نتيجة قراءة متأنية للجبهة الشعبية التي عقدت ندوة وطنية للغرض يومي 1 و2 جوان الماضي بمدينة سوسة وبلورت تكتيكها "الائتلاف الوطني الواسع للانقاذ". وفي هذا الصدد يؤكد حزب الوطد الثوري أن الجلسة الختامية لم تصوت لحسم أي من الخلافات السياسية والتنظيمية التي تشق الجبهة الشعبية بتعلة أن الندوة ضمت الكثير من الملاحظين الذين ليس لهم حق التصويت ولا يمكن اخراجهم من القاعة، ولذلك فان كل المسائل الخلافية المشار إليها والتي أحالها مجلس الأمناء العامين للجبهة على الندوة من أجل الحسم أحالتها الندوة بدورها من جديد الى مجلس الأمناء. بل هناك مسألة حسمت بوضوح داخل لجنة الخط السياسي والتكتيكي للجبهة هي رفض الأغلبية الساحقة لأعضاء اللجنة التحالف مع نداء تونس ، وعندما عجزت بعض أطراف الجبهة المهرولة الى التحالف مع هذا الحزب عن تمرير موقفها دعي مجلس الأمناء للاجتماع بالتوازي مع اجتماع لجنة الخط السياسي لتمرير مشروع مبادرة ما يسمى بـ "الائتلاف الوطني الواسع للانقاذ". فعوضا عن تقديم وثيقة المبادرة في ملف الوثائق الذي قدم لممثلي الجهات حتى يطلع عليها الحاضرون في متسع من الوقت وتقديم تصوراتهم حولها، وقع العمل على تمريرها خلال اللحظات الأخيرة من الندوة ، ولم يتمكن ممثلو الجهات من ابداء الرأي فيها. وقد اعترض حزب الوطد الثوري بشدة على هذه الطريقة اللاديمقراطية في تناول المسائل ووقف ضد هذه "المبادرة" التي تضرب في العمق أرضية الجبهة. وبالتالي فان الندوة لم تتبن المبادرة بل مررتها خارج الندوة الأطراف المتنفذة والمتكتلة داخل الجبهة الشعبية وبالتحيديد في مجلس الأمناء ، هذه الأطراف الساعية بكل الوسائل وعلى حساب الشعب الى تأسيس ما يسمى بالجبهة الديمقراطية الواسعة التي دعا إلى تشكيلها بعض قادة تلك الأحزاب مباشرة بعد تأسيس الجبهة الشعبية والتي تظم الأحزاب "اليسارية" والقومية وأحزاب اليمين الليبرالي من أجل النجاح في الانتخابات المقبلة بعد أن هزمت النهضة تلك الأحزاب يوم 23 أكتوبر 2011. ولم تنضج ظروف التأسيس إلا بعد اغتيال الشهيد محمد البراهمي الذي كان من بين من رفضوا بشدة التحالف مع التجمعيين، فكان تأسيس " جبهة الانقاذ الوطني" بمثابة الاعلان عن ميلاد الجبهة الديمقراطية الواسعة وبداية قبر الجبهة الشعبية حية. فلماذا تصران يا حمودة ويا البعزاوي ومن ورائكما حزب العمال على أنّ الجبهة الشعبية لم تفقد قوتها وتأثيرها وفعلها بعد تأسيس جبهة الإنقاذ ؟ وإذا كانت جبهة الإنقاذ هي الحل الذي تراه القيادة المتنفّذة داخل الجبهة الشعبية فلماذا لم تتفاعل كل المكونات الحزبية الجهوية للجبهة الشعبية لتأسيس تنسيقيات جهوية ومحلية ؟ وهل يملك حزب العمّال الشجاعة الكافية لنشر جرد للتنسيقيات الجهوية والمحلية (إن وجدت) لجبهة الإنقاذ وبأيّ مكونات حزبية ؟ من ناحية أخرى وبما أنّكما تكيلان لنا التهمّ في محاولة عرقلة عمل الجبهة الشعبية ، هل يمكنكما أن تجيباننا ومن ورائكما حزب العمال عمّن عطّل التنسيقيات الجهوية والمحلية وشلّ حركيتها منذ تأسيس جبهة الإنقاذ ؟ هل هو حزب الوطد الثوري ام الأحزاب المتنفّذة داخل الجبهة الشعبية ؟ 6- "جبهة الانقاذ" لا تقودها يا حمودة ويا البعزاوي أحزاب الجبهة الشعبية بل الأحزاب الكبرى في الاتحاد من أجل تونس وعلى رأسها نداء تونس بما لديها من إمكانيات مادية وبشرية وخبرة سياسية وتنظيمية ودعم خارجي باعتبارها بدائل للامبريالية في تونس ، إضافة الى سيطرتها على الهيئة السياسية التنفيذية لـ "جبهة الانقاذ" التي تضم في صفوفها كل أحزاب "الاتحاد من أجل تونس دون استثناء ، ونصف أعضاء مجلس أمناء الجبهة الشعبية أي 6 من 13 وبعض المنظمات المرتبطة بشكل أو بآخر بنداء تونس". وقد تجسد ذلك في تصدر الباجي قائد السبسي قيادة جبهة الانقاذ وقيامه بالدور الرئيسي في المفاوضات مع النهضة والقوى الخارجية ، وتجلى ذلك أيضا في سيطرة الأحزاب الليبرالية على كل التحركات التي قامت بها "جبهة الانقاذ" من ناحية الشكل والمضمون وإفراغ اعتصام باردو من محتواه النضالي التحسيسي التوعوي التعبوي وتحويله الى مهرجان كرنفالي ذوبت في صلبه الجبهة الشعبية من قبل الأطراف المتنفذة فيها. إن كل هذه العوامل تؤهل الأحزاب الكبرى في "جبهة الانقاذ " والتجمعية منها بالخصوص لتسلم السلطة. أنتما تبدوان مغفلان يا صديقينا حمودة والبعزاوي عندما تقولان أنّ جبهة الانقاذ تتفاوض من أجل الترتيب لرحيل الحكومة الحالية والاستعاضة عنها بحكومة انقاذ وطني مستقلة عن الاحزاب.إن الأحزاب الكبرى التي تقود "جبهة الانقاذ" كما بينا أعلاه تعمل من أجل العودة الى السلطة ومن بين هؤلاء نذكر خاصة التجمعيين الذين تمكنوا - وبدعم خارجي – من تنظيم صفوفهم في أحزاب جديدة وشكلوا الجبهات السياسية ووظفوا العديد من الأطراف التي قبلت بذلك لتحقيق هدفهم المتمثل في الوصول إلى الحكم وهم مستعدون من أجل ذلك لتقاسم السلطة مع النهضة ولقد كان الباجي قائد السبسي واضحا لما قال اننا حزب لا يعارض النهضة بل يعاضدها. وأنتما لا تقفان في غفلتكما عند هذا الحد بل تتجاوزاه لتعتقدا في وجود حكومة انقاذ وطني مستقلة عن الأحزاب. فإذا كنتما تؤمنان حقا بإمكانية وجود حكومة انقاذ وطني في ظل النظام العميل الحاكم في تونس ، وان كنتما تؤمنان أيضا بإمكانية وجود حكومة مستقلة عن الأحزاب السياسية فأنتما إما أنكما لم تفهما شيئا من النظرية التي تحملانها في رأسكما وبالتالي فأنتما تكتفيان لجهل فيكما بترديد بعض الشعارات كما يفعل ذلك الببغاء أو أنتما تراوغان وفي كل الأحوال فان ذلك لن ينزع عنكما المسؤولية في عملية تزييف وعي العمال وسائر الكادحين والمضطهدين التي تقومان بها أنتما والسائرين معكما في نفس السياسة بنشركم الأوهام في صفوهم. 7- اننا نعتقد أنه لم يعد لكما الحق في الاستشهاد بالبلاشفة وبلينين وبالاتحاد السوفييتيي بعد أن نزع حزبكما عن نفسه ومن تلقاء ذاته صفة الشيوعي. وإن ذلك التخلي يجعلكما غير قادرين على قراءة الوقائع والأحداث والظواهر وتحليلها وفهمها من وجهة نظر البلاشفة ولذلك جاءت تفسيراتكما لتكتيكهم غير مادية ولا جدلية. إن حزب الوطد الثوري استنادا للتحليل والفهم الطبقيين لا يرفض التفاوض في المطلق ولا يقبل به في المطلق أيضا عكس ما توصلتما له من استنتاجات ساذجة. فإذا كان التفاوض يفيد قضية الطبقة العاملة وعموم الشعب الكادح ويتقدم بالمسار الثوري فلا مناص من خوضه بشروط وافق معينين. وفي هذا الاطار يتنزل تفاوض البلاشفة سنة 1918 مع احدى أكبر الدول الاستعمارية في العالم، الذي كان تفاوضا بين قوى ثورية تدافع فعلا عن مصالح العمال وقوى رجعية تستغل العمال وتستعبدهم. ففي ذلك الوقت لم يكن أمام البلاشفة من خيار سوى التفاوض مع ألمانيا والقيام بالتنازلات اللازمة من أجل انهاء الحرب حتى لا تسقط دولة العمال والفلاحين الفتية. فالوحش الألماني كان سيفتك بالدولة السوفيتية في وضع يعيش فيه الشعب الروسي والجيش الروسي حالة انهاك قصوى جراء الحرب الأمبريالية الأولى والثورات المتتالية (فيفري وأكتوبر 1917) والحرب ضد قوى الثورة المضادة في الداخل والعدوان الخارجي على روسيا السوفيتية. ان قراءة البلاشفة للوضع الميداني آنذاك ولموازين القوى في حركة الصراع الطبقي محليا ودوليا، وهي قراءة أثبت التاريخ صحتها، هي التي حتمت الدخول في مفاوضات صلح "بريست ليتوفسك" خدمة لمصلحة الطبقة العاملة في روسيا وخارجها التي كانت تقتضي القبول بالصلح المجحفة شروطه. إن بعد المقارنة بين مثل ذلك التفاوض وبين حوار الطرشان (ما يسمّى بالحوار الوطني) الذي تتحدثان عنه هو كبعد السماء عن الأرض. لقد رفض حزب الوطد الثوري المشاركة في مختلف جولات ما سمي بالحوار الوطني للأسباب التالية: - إن هذا الحوار لا يدور بين قوى ثورية موثوق فيها فاعلة ومدافعة عن مصالح الشعب والمسار الثوري وقوى رجعية، إن هذا الحوار يقع بين قوى أغلبها رجعية وعميلة وانتهازية في السلطة وخارجها تمثل الطبقات الغنية في تونس وتدافع على مصالح تلك الطبقات والدول الامبريالية وصناديقها المالية النهابة، وهي من هذا المنطلق تتآمر على الشعب وتعمل من أجل المحافظة على النظام القائم المرتبط عضويا بالدوائر الاحتكارية العالمية و وتلهث وراء المواقع في الحكم خدمة لمصالحها الأنانية الضيقة ومصالح الدول الاستعمارية على حساب مصالح الجماهير الشعبية، وهو نفس الحوار الذي دار داخل هيئة السبسي بن عاشور السيئة الذكر والتي أوصلت النهضة الى الحكم. فماذا فعلت الأطراف التي تدعي الثورية والتي ترفض سياسة الكراسي الشاغرة داخل تلك الهيئة وماذا قدمت للشعب في مثل ذلك الحوار. - إن هذا الحوار لا يخدم إلا مصلحة النهضة لأنه سينتشلها من حالة العزلة السياسية والشعبية التي أصبحت فيها وسيمكنها من ربح الوقت للتمديد في وضعها المؤقت من أجل احكام السيطرة على مختلف دواليب الدولة وتهريب بالسلاح وزرع المجموعات الارهابية في كل مكان من القطر وبسط سيطرتها على المجتمع. - إن حوار الطرشان هذا محكوم عليه بالفشل لأن النهضة هي حركة معادية للحوار والديمقراطية عموما وللحريات وللتقدم. وقد أكدت التجربة صحة موقف حزب الوطد الثوري. فقد فشلت الجولة الأولى لأن النهضة قاطعتها بتعلة مشاركة نداء تونس فيها، وهكذا حصلت على متنفس مكنها من ربح الوقت. وفشلت الجولة الثانية بعد ما شاركت فيها النهضة وأفشلتها برفضها تقديم أي تنازل مما أجبر الجبهة الشعبية على تعليق مشاركتها فيها. وسحب الائتلاف الحاكم البساط من تحت الجولة الثالثة بعد ما استبقها بعقد جلسات تفاوض بين مختلف الأطراف في قصر سيدي الظريف، وعبرت الجبهة الشعبية آنذاك لاتحاد الشغل عن رفضها المشاركة في هذه الجولة لأنها لم تعد ترى جدوى في هذا الحوار. أما الجولة الربعة للحوار الوطني المزعوم فقد بدأها الائتلاف الحاكم برفض المؤتمر من أجل الجمهورية الامضاء على "خارطة الطريق" وناورت النهضة بالازدواجية في الموقف من خلال امضاء رئيسها بتحفظ علي "مبادرة المنظمات الأربعة" بينما أصدر مجلس شورى النهضة بيانا ينقلب فيه على موقف الغنوشي. كم أظهرت النهضة والائتلاف الحاكم عموما في ما سمي بالجلسات التمهيدية من المماطلة والتسويف والانقلابات ماينبئ بتوجهها نحو افشال الحوار المزعوم وما يمكنها من ربح الوقت من جديد لتحصين وجودها في السلطة، وتحركت المجموعات الارهابية في قبلاط وبن عون غيرها من المناطق للتأثير على المسار التفاوضي المزعوم لفائدة "النهضة " وحلفائها. وان وجد اتفاق هذه المرة فسيكون استجابة من الأطراف الأساسية الجالسة على مائدة التفاوض التي لن تخدم بأي شكل كان مصالح الشعب للضغوطات الخارجية التي يمارسها سفراء الدول الامبريالية كما شاهدنا ذلك في الآونة الأخيرة.( الغنوشي قبل "بخارطة الطريق" مباشرة بعد لقائه مع سفير أمريكا. ولو كان استجابة لضغط الجماهير كما يزعم حزب العمال لقبل بها منذ البداية لأن الجماهير منتفضة قبل 23 أكتوبر وبعدها) فلا يكمن الحل السليم الذي يخدم مصلحة الشعب في عقد مؤتمر الحوار الوطني وتكريس الوفاق المزعوم بين أعداء الجماهير الشعبية الظلاميين منهم والليبرالين، بل في تأجيج النضال الجماهيري الثوري من أجل اسقاط المجلس التأسيسي وكل المؤسسات المتمخضة عنه كخطة تكتيكية صحيحة تقرب تحقيق الهدف النهائي المتمثل في التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي، وهذا ما تراجعت عنه "جبهة الانقاذ " لفائدة البحث على توافق مع النهضة وحلفائها. أما الحديث عن التكتيك في العام كما يفعل ذلك قادة حزب العمال بمعزل عن المهام الاستراتيجية،بمعزل عن الهدف النهائي أي البحث عن المكاسب الانية المؤقتة وإهمال مستقبل الحركة العمالية والثورية فهو تكتيك انتهازي. فإذا سلمنا بأن التحالف مع نداء تونس اليوم( مثلما وقع التحالف مع النهضة بالأمس القريب) كما يتكتك حزب العمال يدخل في المسائل التكتيكية، فهل مساعدة التجمعيين والدساترة للوصول الى السلطة من جديد مثلما يفعل ذلك حزب العمال سيقرب هذا الحزب (الذي يدعي تبنيه للاشتراكية) والحركة الجماهيرية الثورية والعمالية منها بالخصوص من هدفها النهائي المتمثل في التحرر الوطني الديمقراطي و الاشتراكية أم سيبعدهم عنه ( ونحن نتساءل حول ما إذا كان هذا الحزب يتمسك بتحقيق مثل ذلك الهدف). إن التجمع مثله مثل النهضة ومن ورائهما الأمبريالية يعملون بكل الوسائل على الحيلولة دون تحقيق الطبقة العاملة لأهدافها الاستراتيجية. ولذلك يعتبر اسقاط النهضة أمر لا جدال في ضرورته أما دعم التجمعيين ليحلوا محلها فهو يعكس أما غباءا سياسيا أو انتهازية واعية، وكلاهما يضرب في العمق مصالح الطبقة العاملة. فهل هذه قراءة متشنجة للوقائع التي تعيشها البلاد ؟ فلئن أظهر الوطد الثوري من القدرة على قراءة تطورات الأحداث قبل وقوعها ودون المرور بالتجربة فيبدو أن صاحبانا حمودة والبعزاوي مجبران على الاصطدام بالحائط لكي يميزا بين الموقف الخاطئ والموقف السليم. 8- يشير سمير حمودة كما علي البعزاوي في نصيهما ما يعبّر عن وجهة نظر حزب العمال إلى أن " الجبهة الشعبية مازالت وفية لأرضيتها وخطها الثوري المستقل وقد عبرت عن كثير من النضج التكتيكي انطلاقا من تحاليلها الملموسة للواقع الملموس وقراءتها العلمية لحقيقة موازين القوى في هذه لمرحلة الدقيقة من المسار الثوري." إن هذا الاستنتاج يذكرنا بذلك المثل الشعبي الذي يقول " العزوزة هازها الواد وهي تقول العام صابه " فالجبهة الشعبية جرفتها جبهة الانقاذ وابتلعتها وأصبحت القيادات المتنفذة فيها تصب الماء في طاحونة التجمعيين وتدافع علنا عن الباجي قايد السبسي وبالرغم من انعاسات ذلك الكارثية على الشعب والمسار الثوري الذي رسم بدماء الشهداء فإن حمودة والبعزاوي ما يزالان يعملان جاهدين من أجل الاقناع بوفاء القيادات المتنفذة في الجبهة لأرضيتها ولخطها الثوري وقراءتها الواقعية للوضع. إن ترديد مثل هذا الكلام لا هدف من ورائه سوى ذر الرماد في العيون. فأين هو هذا الوفاء عندما نرى بعض أطراف الجبهة أصبحت جزءا من الاستقطاب الثنائي بين القطب المتغلف بالدين والقطب المتغطي بالحداثة في حين تحدثت الأرضية عن عمل الجبهة على تجاوز هذا الاستقطاب الثنائي المغشوش. وللرد على الزعم القائل "إنّ سعي اليسراوية إلى تقزيم نضالات الجبهة الشعبية وإحباط معنويات مناضليها ومناضلاتها بالتشكيك في تكتيكاتها وفي قياداتها يصبّ في مصب تكريس الاستقطاب الثنائي بين «النداء » وحركة النهضة الذي يزعم يسراويونا أنهم يقاومونه"( مقال حمودة) نحن نقول لكم أن مثل هذا الاستنتاج هو مجاني، مجرد هراء لأشخاص لا شغل لهم سوى تضليل الشعب. فمن هو الذي يكرس الاستقطاب الثنائي؟ أهو من يريد ويعمل في الوقت نفسه على تخليص الشعب من براثن النهضة والتجمعيين في ثوبهم الجديد بكشف المؤامرات التي يحيكونها ضده أم من انخرط فعلا في الاستقطاب الثنائي بالتحالف مع نداء تونس والسائرين في نهجه في إطار جبهة سياسية ضاربا عرض الحائط بما التزم به في أرضية الجبهة الشعبية" إن بلادنا تعيش أزمة حقيقية ولا مخرج لها إلا بمواصلة الشعب التونسي لمسيرته النضالية بأبعادها الوطنية والديمقراطية والاجتماعية والثقافية والبيئيّة حتى تحقيق أهداف الثورة كاملة وإرساء سلطة الشعب. ولن يكون ذلك ممكنا إلا بالقطع مع تشتت القوى الثورية والوطنية والديمقراطية والتقدمية أحزابا وجمعيات ومنظمات وشبابا وشخصيات مستقلة وتحالفها معا صلب جبهة شعبية تشكل بديل حكم حقيقي وتتجاوز الاستقطاب الثنائي المغشوش الذي يقابل بين “قطبين” والحال انهما يلتقيان في الحفاظ على نفس التوجهات الاقتصادية الليبرالية المرتهنة للدوائر الأجنبية و إن تغلف أحدهما بغلاف “ديني” و الاخر بغلاف “حداثوي” مما يدفع باتجاه طمس التناقض الحقيقي بين القوى المتمسكة بتحقيق أهداف الثورة والقوى التي تعمل على الإلتفاف عليها. ( راجع أرضية الجبهة ) وأين هو هذا الخط الثوري الذي حددته الأرضية: ("هذا ويعتبر الممضون على هذه الوثيقة أنّ الهدف الرئيسي للجبهة هو استكمال المسار الثوري وإرساء سلطة الشعب") (راجع أرضية الجبهة). ونحن نرى القيادات المتنفذة في الجبهة الشعبية وفي مقدمتها حزب العمال تدافع داخل جبهة الانقاذ وخارجها على انهاء المرحلة الانتقالية كسقف لمطالبها ولا حديث لها سوى عن تحديد موعد الانتخابات القادمة، وتضع يدها في يد التجمعيين الذين صنفتهم الأرضية ضمن قوى الالتفاف على الثورة (" جبهة شعبية تشكل بديل حكم حقيقي وتتجاوز الاستقطاب الثنائي المغشوش الذي يقابل بين “قطبين” والحال انهما يلتقيان في الحفاظ على نفس التوجهات الاقتصادية الليبرالية المرتهنة للدوائر الأجنبية و إن تغلف أحدهما بغلاف “ديني” و الاخر بغلاف “حداثوي” مما يدفع باتجاه طمس التناقض الحقيقي بين القوى المتمسكة بتحقيق أهداف الثورة والقوى التي تعمل على الإلتفاف عليها) (راجع أرضية الجبهة)، وتتخلى عن العصيان المدني من أجل اسقاط التأسيسي والحكومة لصالح الحوار مع النهضة وأعداء الشعب الآخرين من أجل التوافق حول إنهاء ما يسمى بالمرحلة الانتقالية. وأين هو الوفاء للبعد الوطني الذي يشكل العمود الفقري للأرضية ( " لقد رزح شعبنا طيلة عقود تحت نظام استبدادي، بوليسي، لاوطني ولاشعبي، اتسم ... اقتصاديا بِرَهْنِ اقتصاد البلاد وثرواتها لفائدة الدوائر الاستعمارية والرأسماليين المحلّيين السائرين في ركابها ... بناء نظام جمهوري مدني ديمقراطي في خدمة الشعب يكرّس الاستقلال الفعلي للبلاد".) ( راجع أرضية الجبهة) وبعض قادة الجبهة يجلسون مع رموز الدول الاستعمارية وسفرائها لإقناعهم حسب زعمهم بوجهة نظر الجبهة التي تختلف عن وجهة نظر الحكومة، وليعمقوا عزلة النهضة لدى من ساعدها على الوصول للحكم.وهل التزم حزب العمال بأرضية الجبهة وبنظامها الداخلي عندما التحق بجهبة الانقاذ المزعوم دون أن يعلن عن مغادرته للجبهة الشعبية ناسفا ما نصت عليه وثائقها في هذا المجال: " لا يمكن لمكون من مكونات الجبهة الشعبية الانضمام إلى جبهة أخرى أو إقامة تحالفات موازية ما لم يغادر الجبهة الشعبية ويعلن عن ذلك ".( راجع النظام الداخلي للجبهة). وهل يعتبر وفاءا لأرضية الجبهة ونظامها الداخلي تعليق عضوية طرف في الجبهة قبل لفت نظره و دون توفر مصادقة ثلثي أعضاء مجلس الأمناء وأن يتخذ قرار العزل المزعوم دون علم الأغلبية الساحقة من أعضاء مجلس الأمناء وان يروج هذا القرار خلسة من وراء حزب الوطد الثوري والعديد من مكونات الجبهة الأخرى في فرنسا وجهة سوسة. اليكم في ما يلي ما ينص عليه النظام الداخلي " الفصل 8: تعلق العضوية بالجبهة الشعبية بعد لفت النظر وعدم الامتثال بموجب قرار صادر عن مجلس الأمناء"(راجع النظام الداخلي للجبهة). وهذا ما لم يقع احترامه إذا بعثت وثيقة التجميد المؤقت مباشرة بعد إصدار عدد من مكونات الجبهة ومنها حزبي الجبهة الشعبية الوحدوية والوطد الثوري لوثيقة الرد على خروقات أرضية الجبهة الشعبية من قبل بعض الأطراف والتحاقها بالتجمعيين والدستوريين في ما يسمى بجبهة الانقاذ ، وثيقة تحمل عنوان لا لتدجين الجبهة الشعبية. كما أن قرار تعليق العضوية لا يمكن أن يتخذ وفق النظام الداخلي للجبهة إلا بمصادقة أغلبية ثلثي أعضاء مجلس الأمناء: " يتخذ قرار التعليق بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس الأمناء " ( راجع الفصل 8 من النظام الداخلي") وهذا ما لم يقع مراعاته لأن وثيقة التجميد المؤقت المزعوم تشير الى ما يلي " قرر مجلس الأمناء المنعقد يوم السبت 10 أوت 2013 بأغلب أعضائه ، التجميد المؤقت لعضوية الحزب الاشتراكي الثوري والجبهة الشعبية الوحدوية " فهو لا يشير الى موافقة ثلثي أعضائه لأن ذلك غير متوفر. فخمسة أعضاء من المجلس لم يقع استدعائها وعضو سادس تغيب عن الاجتماع وسابع جاء ضد التجميد. ففي الجبهة لم هناك من يدافع عن ارضيتها واستقلاليتها السياسية والتنظيمية أي من يقف دون سقوطها في المستنقع وهو الدور الذي قام به دائما الوطد الثوري ولذلك فرح حمودة والبعزاوي وحزب العمال ولكن فرحهم هذا لن يدوم طويلا لأن الجبهة الشعبية ليست ولا يمكن أن تكون ملكا لبعض الأطراف المتنفذة فيها تتصرف فيها وفق أهوائها، بل ان هذه الأطراف التي نخرت الجبهة من الداخل وجعلتها رافدا من روافد جبهة اليمين الليبيرالي ضاربة عرض الحائط بأرضيتها السياسية وبالمكاسب والمنجزات التي حققتها هي التي غادرت الجبهة والتحقت بجبهة الانقاذ وفي هذا خرق سافر لنظام الجبهة الداخلي مثلما أشرنا الى ذلك أعلاه، وبالتالي فان هذه الأطراف هي التي لم تعد تلزم الجبهة في شيئ. 9- إن موقف حزب الوطد الثوري من النهضة والحركات الظلامية عموما كان وما يزال واضحا وسيبقى دائما كذلك.فقد اعتبرها صنيعة الامبريالية ومعادية للجماهير الشعبية وللتحرر الوطني وللديمقراطية والحريات والعمل النقابي وللمرأة إلخ.. وبالتالي فان اعتبار مواقف الوطد الثوري مما يجري في الجبهة الشعبية وفي جبهة الانقاذ المزعومة وفي البلاد يتقاطع مع مواقف النهضة أو يصب في طاحونتها، يدخل مرة أخرى في باب المزايدة السياسية. فمن يلتقي مع النهضة هو من تحالف معها سياسيا على امتداد سنوات في ما عرف بتكتيك 18 أكتوبر الذي جعل من النهضة أمام جماهير الشعب حركة ديمقراطية مدافعة عن الحريات ومناضلة ضد الديكتاتورية النوفمبرية تؤمن بحرية المرأة وبمساواتها مع الرجل، هذا التكتيك الاصلاحي الانتهازي هو الذي ساهم في وصول النهضة الى الحكم في تونس، وان من يلتقي مع النهضة أيضا هو الذي يتخلى عن شعار اسقاطها لصالح التوافق معها ضمن حوار مخادع يحدد فيه من سيواصل في المرحلة القادمة وفي إطار النظام العميل الحاكم استغلال الشعب وقمعه وإخضاعه لسياسة النهب الخارجي. فكفى ثرثرة عن التقاء الوطد الثوري مع النهضة. 10- ("إنّ الجبهة الشعبية في حال وصولها إلى الحكم لن تقطع علاقات تونس بالعالم لا لشيء لأنّ هذه الدولة أو تلك امبريالية، ففيما عدا الكيان الصهيوني فإن إقامة علاقات مع كل الدول على أساس احترام مبدأ السيادة والمصالح المشتركة أمر طبيعي (مقال حمودة). يبدو أن صاحبنا حمودة لكثرة احتكاكه بالأطراف الليبيرالية في جبهة الانقاذ المزعومة قد تخلى عن المفاهيم "الخشبية " التي يسميها ثورجية وبدأ يستعمل المصطلحات التي لا تغضب الامبريالية ولا تمسها بسوء كاحترام مبدأ السيادة والمصالح المشتركة. وبما أن حزب العمال اختار الوصول الى الحكم عن طريق النضال السلمي والانتخابات والتداول السلمي على السلطة، فان هذا الخيار يتطلب بالضرورة تحسين الصورة والسلوك لدى القوى المتحكمة في العملية الانتخابية والظهور بمظهر ذلك الطرف المعتدل الذي ينبذ كل أشكال العنف ويبعث إشارات حول ما سيقع اذا ما وصل الى الحكم، إشارات تطمئن القوى الخارجية والمحلية. فعن أي احترام لمبدأ السيادة وعن أي مصالح مشتركة تتحدث يا حمودة وأنت تعرف جيدا - وتتناسى ذلك - أن تونس خاضعة كليا للسيطرة الاستعمارية الغير مباشرة للدول الامبريالية ومؤسساتها المالية النهابة، عن أي سيادة ومصالح مشتركة لدولة مع ضواري يستعمرون الوطن العربي والعالم ويتسببون في معاناة العمال العالم وشعوبه المضطهدة، يقترفون أبشع الجرائم في فلسطين والعراق وسوريا وافغانستان والعديد من بلدان العالم الأخرى ويخربون الانتفاضات في الوطن العربي بكل الوسائل وفي مقدمتها العنف الرجعي. ألا تخجل من نفسك يا حمودة و أنت تبث الأوهام في عقول الجماهير؟ 11- اتهم سمير حمودة كما علي البعزاوي ومن ورائهما حزب العمّال حزب الوطد الثوري برفض التقاطع الميداني مع اليمين الليبرالي، وأننا نهاجم حركة النهضة كما "نداء تونس" بل كتب سمير حمودة يقول "إنّ البعض يقول أنّه علينا التمايز مع نداء تونس ومهاجمته كما نهاجم حركة النهضة. بمعنى آخر علينا أن نرمي بحرابنا في كل الإتجاهات". ونريد تذكير حزب العمال بأننا أصدرنا عديد البيانات التي نحدّد فيها تكتيكنا حول التقاطعات، وأهمّ تلك البيانات البيان الذي امضيناه بإسم الجبهة الشعبية/التيار الوطني بتاريخ 6 أوت حيث أكّدنا على "ضرورة سعي الجبهة الشعبية إلى تجميع القوى السياسية والمدنية ضمن ائتلاف محدد الأهداف وإلى إيجاد التقاطعات الميدانية الضرورية لإسقاط حكم الإخوان الذي حول حياة الشعب إلى جحيم". لكننا أكدنا في نفس البيان على "رفضنا لتحويل صيغة اللقاء - المتمحور حول إنجاح الاعتصامات الهادفة إلى حل المجلس التأسيسي وحل الحكومة - من تقاطع ميداني متفق عليه إلى تجمع سياسي سرعان ما أخذ شكل جبهة أطلقت على نفسها اسم : جبهة الإنقاذ الوطني". وقد دعونا في نفس البيان إلى "التراجع عن بناء أية أطر جبهوية مع اليمين الليبرالي وإلى حصر علاقات الجبهة في التقاطعات التي تتم في كنف خياراتها الإستراتيجية وتخدم أهدافها المرحلية المتمثلة في إسقاط المجلس التأسيسي المنتهية شرعيته وفي حل الحكومة الفاشلة على جميع الأصعدة : أمنيا واقتصاديا واجتماعيا ووطنيا". فهل في هذه المواقف دعوة لمهاجمة اليمين الليبرالي وتوجيه السهام نحوه ؟ لذلك نقول لسمير حمودة وعلي البعزاوي ومن ورائهما حزب العمال أنتم تشوهون مواقفنا لأن تزييف الحقائق قناعة وممارسة ثابتة عندكم . 12- بقيت لنا الآن يسرواوية الوطد الثوري التي أرقت سمير حمودة. يبدو هنا ايضا أن صاحبنا تأثر كثيرا بالحضارة البرجوازية الامبريالية الأوروبية اليمينية التي يعيش في ضلها لدرجة جعلته يرى كل شيئ يسراوية. فهل يمكن أن يوصف حزب باليسراوية لأنه يدافع على المواقف الطبقية وينادي بمواصلة المسار الثوري ويرفض التوافق مع أعداء الشعب ويكشف أمامه مؤامراتهم ويستميت في الدفاع على التوجه الوطني للجبهة الشعبية وعلى استقلاليتها السياسية والتنظيمية وعلى انحيازها للجماهير الشعبية ويرفض أن يوظفها اليمين الليبيرالي العميل للوصول الى السلطة ثم يجهز عليها ؟ فمواقف حمودة الاصلاحية التي تربى عليها في حزب العمال والتي تعمل على تذييل الحركة العمالية للبرجوازية عندما تبشر بالتوفيق بين الطبقات (التوافق الوطني من أجل مصلحة تونس الذي سيكرسه ما يسمى بالمؤتمر الوطني للحوار) يجعله غير قادر على التفريق بين الموقف الثوري والموقف اليسراوي. في الختام نتوجه إلي سمير حمودة وعلي البعزاوي بالسؤال التالي : ألا تريان أن رفاقكما في حزب العمال وضعوكما في ورطة لما طلبوا منكما الرد على حزب الوطد الثوري وربما أحرجوكما بما فيه الكفاية أمام جماهير القراء. نحن نكتف على كل حال بهذا القدر من التوضيح لكشف المغالطات و للرد على التهجمات المجانية. وإذا كانت هناك ضرورة للمزيد فنحن جاهزون لذلك وسنسعى في كل الحالات جاهدين لكي نكون دائما موضوعيين حتى يساهم هذا الصراع في تطور الحركة الثورية وفي خدمة قضية الطبقة العاملة والشعب الكادح عموما. الحزب الوطني الاشتراكي الثوري -;---;--الوطد-;---;-- 29 أكتوبر 2013
#الحزب_الوطني_الاشتراكي_الثوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضد الإصلاحية والديماغوجية رد على سمير حمودة وعلي البعزاوي وم
...
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|