|
بقايا صور من الحياة اليومية(4)
نقولا الزهر
الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 01:34
المحور:
سيرة ذاتية
بقايا صور من الحياة اليومية(4) (الأسرة) بعد عودتنا من دمشق إلى صيدنايا في أواخر عام 1943 بدأت مع مرور الأيام رحلة التعرف على أول وطن، على قريتنا وأهلها وناسها وحاراتها وأزقتها وسوقها وكنائسها وجامعها وكرومها وحقولها وهضابها ووديانها وعلى عاداتها وتقاليدها وعلى أعيادها وأعراسها ومآتمها وكل ما يتعلق بأنماط الحياة فيها. كانت تسكن مع جدتي مريم في المربع التحتاني من دارنا، في غرفة النول، عمتي تقلا وتزوجت فيما بعد أحد أبناء عمومتنا يوسف مرزوق الزهر في عام 1947. كان والدي وحيد جدي وجدتي، وكان لي عمة أخرى تدعى زكية لا أعرفها، فقد توفيت قبل مبكراً بعد زواجها بحمى النفاس على أثر ولادة. ويبدو أن والدي كان يكن لها محبة كبيرة، ولذلك فقد رغب مرتين أن يسمي زكية على اسمها ولكن القدر لم يلبِ رغبته فأختي البكر زكية ماتت وهي طفلة صغيرة، وزكية الثانية ماتت طفلة صغيرة أيضاً في عام 1948. وقبل ميلادي مباشرة كان ولد لي أخ سموه (زكي) تيمناً باسم عمتي المرحومة ولكنه توفي بعد أيام. وقالت لي والدتي أنها وقعت مريضة على اثر الولادة ودخلت بواسطة جمعية الإسعاف الخيري في صيدنايا إلى المستشفى الأنكليزي في القصاع وبقيت فيه حوالي عشرين يوماً، ولما عطلت المستشفى عطلتها الصيفية نقلوا والدتي لاستكمال نقاهتها إلى مستشفى (نخمن) في شارع بغداد والتي تحولت فيما بعد إلى المستشفى الطبي الجراحي. وبعد حرب 1956 على مصر وقطع العلاقات مع بريطانيا تبرع الإنكليز بمشفاهم للدولة السورية وصار حكومياً باسم مشفى الزهراوي للتوليد والأمراض النسائية. كنت أتكلم في كثير من الأحيان مع والدي عن أصول عائلتنا. في الواقع لم يكن يوجد وثائق ولاشيء مكتوب، والمعلومات الشفهيية لم تكن تتجاوز ثلاثة أو أربعة جدود. كانت عائلة بيت الزهر كلها تقريباً تعيش في حارة الجامع الشمالية القريبة من السوق. وفرع من هذه العائلة معروف في صيدنايا ببيت نخل نسبة إلى (نخل) أحد أجدادنا وأسرتنا منه، وعرف عنهم أنهم كانوا يحبون تسمية أبنائهم وبناتهم بأسماء النباتات والأزهار. وهناك فرع آخر ينتسب للعائلة الكبيرة كان معروفاً ببيت النمر نسبة إلى أحد أجدادهم(نمر) وقد عرف عن هؤلاء أنهم يحبذون تسمية أولادهم بأسماء الحيوانات وأحد أعمامنا وهو الياس نمر الزهر فأولاده نمر وأسد وفهد وديب. وبيت مرزوق ينتسبون إلى جدهم(مرزوق الزهر) وبيت عازر ينتسبون إلى جدهم (عازر الزهر) . وهناك "بيت البطحيش" وهاجر معظمهم في أوائل القرن الماضي إلى الأميركيتين ولم يبق منهم في البلدة على ما اعتقد غير امرأة واحدة وهي هيلانة الزهر وقد توفيت منذ عدة سنوات، وبقي معظم بيت الزهر بمختلف تسمياتهم على المذهب الأورثوذكسي ولكن هنالك بيت (نخلة الزهر) وبيت (عبدالله الزهر) وبيت (خليل الزهر) فيبدو أنهم تحولوا إلى الكاثوليكية هم وأقرانهم من باقي العائلات الصيدناوية في أوائل وأواسط القرن التاسع عشر بحسب مدونة الخوري بريك. جد والدي كان اسمه اليان الزهر؛ كان له ثلاثة أبناء، ميلاد الذي هاجر إلى نيويورك في بدايات القرن الماضي وزوجته الصيدناوية زينة معتوق، ونخلة الزهر وهاجر مثل أخيه وحط به الرحال في كوردوبا(قرطبة) في الأرجنتين. والابن الثالث أسعد الزهر الذي بقي في صيدنايا يعمل على النول وتزوج جدتي مريم من بيت رزق سعادة. وكان له ابنتان (غزالة) وتزوجت من حنا شاهين، و(فرحة) التي تزوجت من وردان التلي. وهنالك أسرة واحدة من بيت الزهر موجودة في معرة صيدنايا وأصلها آتٍ من صيدنايا. وكنية الزهر موجودة في بلاد الشام، فيوج من آل الزهر عائلة كبيرة في فلسطين في الناصرة، وكذلك يوجد منهم في صدد في ريف حمص،وموجودون في حمص منهم مسيحيون ومنهم مسلمون. ويوجد عائلة زهرية كبيرة في مدينة في داريا وهم مسلمون واحد أصدقائي منهم وهو محمد خير الزهر وكذلك هنالك عائلة الزهر في دمشق في حي الميدان وهم مسيحيون. وفي أحد الأيام كنت في صيدليتي في عام 1978 وإذ يدخل رجل أسمر بنظارات ليعرفني على نفسه ويقول: بعرفك الدكتور نقولا الزهر من بعلبك.فقلت له: ماهذه الصدفة وأنا أيضاً اسمي نقولا الزهر فأجابني: "أنا منشان هيك دخلت لعندك لأنني قرأت اسمك عالقارمة". وفي مرة أخرى جاءتني سيدة إلى الصيدلية ومعها وصفة طبية من مشفى العباسيين ومكتوب اسمها على الوصفة: فاطمة الزهر. فسألتها عن عائلتها ومن أين فقالت نحن من حي المهاجرين في دمشق. ومن ثم أخذت أدويتها وقالت : فرصة سعيدة ابن العم. وكذلك أحد زعماء المغتربين اللبنانيين في أفريقيا الغربية من بيت الزهر واعتقد أنه شيعي المذهب.وأيضاً في لبنان هناك عائلة بيت نخل ومرة منذ عدة سنوات كنت أقرأ مقالاً اقتصادياً موقعاً باسم الدكتور جورج نخل. الحقيقة في كثير من الأحيان كنت أتساءل هل نحن زهر صيدنايا من فلسطين أم من لبنان أو من قرى حمص أم هم من صيدنايا. فبلاد الشام كانت مفتوحة وبدون جوازات سفر. ويتنقل الناس على هواهم من منطقة إلى أخرى ليلتقطوا رزقهم. وفي بلدنا عائلة بيت سابا من حوران وقد هاجرت من حوران واستقرت في صيدنايا وتعرف هذه العائلة لدينا بكنيتين فرع منهم وهو الأكبر ويدعى"بيت سابا" والفرع الأصغر منهم ويدعى بيت الحوراني.وهنالك من يقول أن بيت الهامس أصلهم من منطقة إدلب واستقروا بعد ذلك في صيدنايا. وهنالك رأي يرى أن عائلة بيت الأحمر وهي عائلة كبيرة، هي من أصول لبنانية، ومنها عائلة فرعية يقال لهم "بيت حبشة" وربما هم أقارب آل حبشي اللبنانيين. هذه هي طبيعة الأمور فالناس كانوا يتنقلون وراء رزقهم وحياتهم، ومثلما يقول المثل: "محل ما بترزق الزق"
#نقولا_الزهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما بين الفكر والإيديولوجيا
-
مؤشرات لصالح العقلانية في العالم العربي(1)
-
هل هذه الثورات... ضد أنظمة ونخب وإيديولوجيا -حركة التحرر الع
...
-
هل نشهد إرهاصات بروتستنتية في الإسلام السياسي العربي الراهن؟
-
ثورات الربيع العربي واليسار التاريخي المأزوم
-
حكاية مستنقع ينعم بالاستقرار
-
مداخلة في مفهوم الدولة المدنية
-
من روح مقالة سلطة من لا سلطة لهم لفاتسلاف هافل
-
مديح الكراهية
-
بارادوكس مأساوي لدى اليسار التاريخي
-
دور الطبقة الوسطى وانعكاسات ثورات التغيير على الجماعات السيا
...
-
الحرية والدولة المدنية عنوان ثورتي تونس ومصر
-
هل من فرق بين المجتمع المدني والمجتمع الأهلي؟
-
دور المجتمع المدني ومعطيات جديدة في الحدث التونسي
-
في نقد علمانية الدكتورة وفاء سلطان
-
كي لا تموت اللغة تحتاج دائماً إلى من يفتح نوافذها
-
في المشرق لا نتمنى إلا الخير لأهل المغرب
-
مداخلة حول اللغة العامية في بلاد الشام(3)
-
الأكثر خلوداً علاقة الناس بأسماء أمكنتهم
-
مجلة الهلال المصرية بين اليوم والأمس
المزيد.....
-
فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني
...
-
إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش
...
-
تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن
...
-
الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل
...
-
تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
-
بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
-
تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال
...
-
-التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين
...
-
مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب
...
-
كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|