أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - فاضل عزيز - روهينغا تلوح في الافق الليبي!














المزيد.....

روهينغا تلوح في الافق الليبي!


فاضل عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 00:50
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


بعيدا عن التوظيف السياسي للدين ، وبعيدا عن العواطف الكاذبة المتاجرة بالدين لأهداف دنوية ضيقة، يمكننا اليوم القول إن روهينغا ليبية تنمو هذه الأيام وبهدوء بين ظهرانينا قوامها عشرات الآلاف من البنغاليين الذين يتقاطرون على البلاد بدون أي دراسة أو تدقيق فيما إذا كنا فعلا محتاجين لخدماتهم أم لاء، و لا تكاد تمر اليوم بأي مدينة أو قرية و إن في عمق الدواخل حتى تقابلك مجموعات من العمال البنغال الذين يمارسون مهنة البطالة المقنعة، تلك المهنة التي هي الأخرى عجز الليبيون عن ممارستها واستقدموا لها جيوشا جرارة من الفائض البنغالي ليزاولها..
تجارة البشر او ما يعرف بالرقيق الأبيض، هذه واحدة من أحدث المهن التي فطن لها الليبيون، وانطلقوا -في غياب الدولة وانهيار وتفكك مؤسساتها بعد 17 فبراير- يجوبون أصقاع العالم ليجلبوا لنا جيوشا منها، وكأن البلد في خضم معركة بناء جبارة فيما هو في واقع الحال في معركة هدم وتدمير ممنهجة لما تبقى من خراباته.. وكان نصيب العمالة البنغالية خاصة تلك الشريحة التي لا تجيد أي مهنة وافرا في الحصول على عقود عمل في ليبيا تلك الثغرة التجارية التي أثرى عن طريقها عشرات التجار والموظفين الليبيين دون ان يضعوا اي اعتبار لعواقب هذه التجارة الخطيرة على امن البلد واستقراره وتطوره على المدى البعيد.
العمالة البنغالية التي اصبحت ظاهرة ملفتة للنظر في البلاد إن لجهة أعدادها او انتشارها الجغرافي، ستتحول على المدى البعيد الى روهينغا ليبية -نسبة لطائفة الروهنغا التي أصبحت تشكل أكبر مشكلة لدولة مانيمار وهي تنحدر من اصول بنغالية- ذلك أن هذه العمالة المغرية بأجرتها الزهيدة وقدرتها على تحمل تجاوزات وحماقات الليبيين وتضخم أناهم الوهمي، لن تخرج من ليبيا بسهولة، وذلك لمصاعب الحياة والجوع وندرة فرص العمل في بلادها، وستتحول مع مرور الزمن الى كتلة بشرية لها ثقلها وتأثيرها في الحياة والتنمية، وستطور وجودها، إذا لم نبادر لوقف تدفقها او على الأقل تنظيمه ، من عمالة باحثة عن لقمة عيش، الى أقلية لها حق المواطنة بحكم أقدميتها في التواجد على الارض الليبية بعد عقد من الآن، ذلك أن هؤلاء العمال لن يتركوا فرصة الوفرة في الغذاء والعمل والإقامة السهلة التي لا يحلمون بها في بلادهم، وبمرور الزمن سيعيد هؤلاء العمال بعد ان يستقدموا اسرهم ويقيموا غيتوات خاصة بهم، إنتاج ظاهرة الروهينغا التي أقاموها في مانيمار سيعيدونها في ليبيا. ويومها ستتبخر العواطف ويتراجع الاحساس بالاخوة في الدين الذي يركن اليه الكثير من الليبيين اليوم، لأن الأمر سيصل بعد عقد الى الخبز والارض.. وهذا ما لا يدركه الكثير من الليبيين اليوم الذين يتعاطفون مع طائفة الروهينغا البنغالية في مانيمار دون ان يعرفوا اسباب تفجرها، لاعتقادهم أن سبب حرب الإبادة التي يتعرضون لها على يد مواطني مانيمار تنحصر في الدين فقط، فيما السبب الحقيقي والرئيس لتلك المذابح هو سبب اقتصادي وسياسي أنتجه تدفق موجات هجرة متتابعة من بنغلاديش الى مانيمار الفقيرة الموارد اصلا ، وتحول هؤلاء المهاجرين بفعل طول مدة إقامتهم وتجمعهم في كنتونات الى كتل سياسية لها مطالب ثقافية وسياسية أثرت في حياة الناس ومسار الاقتصاد الفقير لتلك الدولة المعزولة فوق السحاب على جبال الهملايا..
ما لم تبادر الدولة الليبية اليوم قبل الغد لوقف هذا الاجتياح للعمالة البنغالية ، وما لم يعي تجار الرقيق الأبيض من الليبيين خطورة عواقب ما يقومون به من إغراق لسوق العمل بطريقة فوضوية بعمالة لا حاجة لنا بها، وبدون دراسة، ما لم يدركوا أبعاد هذا الغزو الصامت، فإن ملامح مأساة روهينغا بنغالية ثانية بدأت تلوح بوادرها في أفق ليبيا وإن بعد عقود، فالتغلغل الخطير والسريع للعمالة البنغالية في حياتنا ووجودها حتى في مطابخنا وحدائق بيوتنا ومزارعنا واستحواذها على كل المهن لرخص أجرتها، سيحرم أبناءنا الذين لم يتم تكوينهم مهنيا من فرص العمل البسيطة وسيبقيهم هذا الغزو على هامش الحياة وسيتحولون في ظل هذا الوضع الى منحرفين وسَيَرَوْن في هذه العمالة منافسا خطيرا سرق منهم فرص العمل ما يدفعهم للانتقام والتفكير في الحاق الأذى بهم، وعندها ستتكاتف هذه العمالة للدفاع عن نفسها وهذا حقها.. وسيتحول البنغال من عمالة جاءت تبحث عن فرص للعيش الى أقلية مضطهدة وبالتالي الى روهينغا ليبية ، وستتقاطر عليكم منظمات حقوق الانسان ومنظمات الدفاع عن الأجانب والأقليات، ويتحول مشرع تجارة الرقيق الابيض الى مأساة مزدوجة لهم ولنا بدل أن كان يمكن أن تكون لو تم تنظيم جلبها على اسس قانونية سليمة عاملا مساعدا في إنجاز التنمية لدينا وتخفيف الفقر والعوز لديهم.



#فاضل_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقطات من خطاب مطرفين أمازيغ!!
- استهتار بربري وتهاون حكومي
- خرق حرمة رمضان في تيزي وزو .. المعنى والدوافع
- ليبيا كمدخل لأمزغة المغرب العربي الكبير
- تحالف عرقي جهوي يهدد وحدة ليبيا
- علاقة الرجل بالمرأة بين الانطلاق والقمع
- عثمان سعدي: عروبة البربر مسألة فيها نظر.
- ترسيم الأمازيغية.. نبل الهدف وتردى الوسيلة
- مرسي يثلج صدورنا !!!
- مرة أخرى طرابلس تخذل بنغازي!!
- ثورة لتصحيح المسار في ليبيا
- بتمويل خليجي ورعاية غربية.. ليبيا تدخل حربا اهلية
- هنا كنا رغم جحود الجاحدين..
- حان الوقت لتدويل المشاعر المقدسة
- انقذوا ضحايا الطاغية في الجزائر
- جريمة الدم في ليبيا لا تبررها اي شريعة.*
- ومن يعدم كبير السحرة؟
- سيُنَوَّرْ المَلْحْ في بلادنا!!
- ها قد أزهر ملحنا!! وغداً.. حتما سيزهر ملحكم


المزيد.....




- 2nd Day of Works of the 4th World Working Youth Congress
- Introductory Speech of the WFTU General Secretary in the 4th ...
- الكلمة التمهيدية للأمين العام لاتحاد النقابات العالمي في الم ...
- رابط مباشر .. الاستعلام عن رواتب الموظفين في القطاعين المدني ...
- وفد برلماني سيتفقد المنشآت النووية لمراقبة تنفيذ قانون العمل ...
- الحكومة الجزائرية تعلن عن تعديل ساعات العمل في الجزائر 2024 ...
- المالية العراقية تعلن عن موعد صرف رواتب المتقاعدين في العراق ...
- “الجمل” يتابع تطوير شعبة الفندقة بالجامعة العمالية لتعزيز ال ...
- وزارة المالية.. استعلام رواتب المتقاعدين وحقيقة الزيادة في ا ...
- وزارة المالية العراقية تحدد موعد صرف رواتب الموظفين لشهر ديس ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - فاضل عزيز - روهينغا تلوح في الافق الليبي!