|
المغرب يغادر مجلس الأمن والسعودية ترفض كرسيّها به
إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 00:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمّ مؤخرا انتخاب في الجولة الأولى عن طريق الاقتراع السري، كل من المملكة العربية السعودية ، تشاد ، شيلي ، ليتوانيا ، ونيجيريا كأعضاء غير دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمدة عامين اعتبارا من 1 يناير 2014 . وقد حصلت الدول الخمس أغلبية الثلثين من الدول الأعضاء 193 الحاضرة والمصوتة في الاجتماع. وسوف تحل محل المغرب وأذربيجان و غواتيمالا وباكستان و توغو ، التي تنتهي عضويتها في نهاية هذا العام. علما أن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ، وكلها لها حق النقض (الفيتو) هي الصين وفرنسا و روسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. و بموجب ميثاق الأمم المتحدة ، يتحمل مجلس الأمن مسؤولية رئيسية بخصوص صون السلم والأمن الدوليين و كل الدول الأعضاء مطالبة بالامتثال لقراراته. وفي بعض الحالات، يمكن لأعضائها 15 فرض عقوبات أو إجازة استخدام القوة في حالة وقوع عدوان أو وجود خطر وشيك على السلم الدولي . يغادرالمغرب مجلس الأمن في 1 يناير المقبل، بعد أن أمضى عامين كعضو غير دائم في به، وخلال هذا الوقت كان من المهتمين عن قرب بملفي مالي و سوريا. خلفيات الاعتذار السعودي 17 ساعة فصلت بين انتخاب السعودية لعضوية غير دائمة بمجلس الأمن، واعتذارها عن عدم القبول بهذا المنصب، لاعتبارات تتعلق بعجز المؤسسة الدولية عن ممارسة دورها في حفظ الأمن والسلم العالميين. أعلنت المملكة العربية السعودية إنها تعتذر عن عدم قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي في تعبير غير مسبوق عن غضبها بفعل عجز المجتمع الدولي عن إنهاء الحرب الدائرة في سوريا ونهجه في التعامل مع غيرها من قضايا الشرق الأوسط. كما أدانت المملكة اعتماد ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين تجاه الشرق الأوسط وطالبت بإجراء إصلاحات في مجلس الأمن. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان صدر بالمناسبة، إن مجلس الأمن فشل في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واتخاذ خطوات لإنهاء الحرب الأهلية السورية ووقف الانتشار النووي في المنطقة مما أدى إلى استمرار الصراعات. وترى المملكة العربية السعودية أن أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب الأمر الذي أدى إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم. وبناء على ذلك "فإن المملكة العربية السعودية وانطلاقا من مسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها وأمتها العربية والإسلامية وتجاه الشعوب المحبة والمتطلعة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم لا يسعها إلا أن تعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعليا وعمليا من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين". وهذه هي المرة الثانية التي تشير فيها السعودية علنا إلى ما تعتبره عجزا من قبل مجلس الأمن عن اتخاذ إجراء لوقف الحرب الأهلية الدائرة في سوريا والتي أودت بحياة ما يربو على 100 ألف شخص. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ألغى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق بسبب الإحباط من التقاعس الدولي حيال سوريا والقضية الفلسطينية. وفي هذا السياق عدّ مندوب المملكة السعودية الدائم بالأمم المتحدة، السفير عبدالله المعلمي، أن إصلاحات بلاده المقترحة لمجلس الأمن ستستغرق وقتا طويلا. في حين قال عضو الشورى، زهير الحارثي، إن الرياض بهذا الاعتذار نأت بنفسها عن النفاق السياسي الذي تنتهجه بعض الدول في حال تحقيقها مكاسب داخل المؤسسات الدولية، وأن القرار السعودي جاء ترجمة لموقف السعودية، المنتقد لعجز الأمم المتحدة عن الانتصار للشعوب المظلومة. وأضاف أن هذا الموقف يُعتبر رسالة سياسية للدول الكبار والمجتمع الدولي، مفادها أنه حان الوقت ليعي المنتظم الدولي مسؤولياته، كما أن الرياض أرادت كذلك أن تكشف هذا الواقع أمام العالم بشكل علني، مؤكدا أن المملكة بهذا الموقف مارست دورا عالميا شجاعا سيذكره التاريخ 3 ملفات تكمن وراء موقف المملكة السعودية، وهي: الصراع العربي الإسرائيلي، انتشار أسلحة الدمار، الأزمة السورية، التي عدّت استمراريتها دليلا ساطعا وبرهانا دامغا على عجز مجلس الأمن الدولي. علما أن هذا الموقف جاء ، بعد أسابيع قليلة، توجيه وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، إلغاء كلمة السعودية في اجتماعات الأمم المتحدة التي شهدتها نيويورك، كاحتجاج ناعم أبدته الرياض تجاه ترهل المؤسسة الدولية، واتخاذها سياسة الكيل بمكيالين في غالبية الموضوعات المعروضة أمامها. وكانت المملكة السعودية قد قدمت خارطة طريق لإصلاح مجلس الأمن الدولي في اجتماعات شهدتها العاصمة الإيطالية روما مطلع العام الجاري. لكن جميع الجهود الدولية التي بذلت في الأعوام الماضية، لم تسفر عن التوصل إلى الإصلاحات المطلوب إجراؤها كي يستعيد مجلس الأمن دوره المنشود في خدمة قضايا الأمن والسلم في العالم. انتقاد ومساندة لقي موقف الرياض صداه – في هذا الاتجاه أو ذاك - في الكثير من العواصم العالمية. أثار رفض السعودية عضويتها بالمجلس الأمن الكثير من الانتقادات والمآخذ، كما أثارت استغراب جملة الموظفين الدوليين. فقد وصفت ردود الفعل المختلفة الصادرة عن دول مجلس الأمن الدولي القرار السعودي برفض مقعدها في المجلس بالمفاجئ، في حين انتقد عدد من السفراء قرار الرياض. بان كي مون أعلن الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" أن السعودية لم تبلغ الأمم المتحدة رفضها تسلم مقعدها في مجلس الأمن. وقال "بان كي مون": "إن الاستبدال المحتمل للسعودية في مجلس الأمن قرار يعود إلى الدول الأعضاء". روسيا انتقدت روسيا قرار المملكة السعودية رفض دخول مجلس الأمن الدولي ووصفت الانتقادات الصادرة في خضم الأزمة السورية بأنها "غريبة جدا" وأن حجج المملكة تثير الحيرة. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "نستغرب هذا القرار غير المسبوق للسعودية"، مضيفة أن "المآخذ على مجلس الأمن في إطار الأزمة السورية تبدو غريبة جدا". وأضاف البيان أن السعودية بقرارها هذا أخرجت نفسها من الجهود المشتركة في إطار مجلس الأمن للحفاظ على السلام والأمن الدوليين". فرنسا أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا تشاطر السعودية إحباطها إزاء شلل مجلس الأمن في مواجهة الأزمة في سوريا. إذ قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية "رومان نادال": "نشاطر (المملكة السعودية) إحباطها أمام شلل مجلس الأمن، إلا أن لدينا بالتحديد للرد على ذلك اقتراحا إصلاحيا لحق الفيتو". وكانت فرنسا عرضت في سبتمبر الماضي عدم استخدام أعضاء مجلس الأمن الدائمين (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) لحق الفيتو في حال حصول "مجازر واسعة"". وذكر "نادال" بأنه "طيلة عامين ونصف، لم يتمكن مجلس الأمن من اتخاذ قرار بشأن سوريا". وقد استخدمت روسيا والصين، وهما اثنتان من خمس دول دائمة العضوية في مجلس الأمن، حقهما في الفيتو لتجميد صدور قرارات تدين النظام السوري وكان يمكن أن تشرع تدخلا عسكريا دوليا في هذا البلد. وقال السفير الفرنسي "جيرار أرو": "نحتاج إلى وقت لنقدر عواقب القرار السعودي" (...) وبخصوص الأزمة السورية، "نعتقد أن السعودية قدمت على الأرجح مساهمة إيجابية جدا في مجلس الأمن لكننا نتفهم أيضا إحباطها". تركيا اعتبرت تركيا -التي دأبت على انتقاد قصور الأمم المتحدة حيال الأزمة السورية- أن رفض السعودية الدخول إلى مجلس الأمن الدولي يجعل المنظمة الدولية تفقد من مصداقيتها. ونقلت وكالة انباء "دوغان" عن الرئيس التركي "عبدالله غول" قوله إن "الأمم المتحدة تفقد الكثير من مصداقيتها"، معتبرا أنها تفشل في الرد بفعالية على الأزمات في العالم. مصر وتعليقا على رفض الرياض عضويتها بمجلس الأمن الدولي، أعلنت مصر تأييدها التام للاعتذار السعودي. إذ قال السفير المصري في المملكة السعودية، عفيفي عبدالوهاب: "نقف بجانب المملكة السعودية في وجهة نظرها بتفادي ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين، واستجابة تطلعات الدول النامية ومن بينها مصر من هذا المجلس". وأشار عفيفي إلى أن الحالات التي استندت إليها المملكة السعودية في مبرراتها حالات واضحة للجميع، وتم التعامل معها بازدواجية والكيل بمكيالين". آراء أخرى قال سفير "غواتيمالا"، " غيرت روزنتال": "كان يتعين على السعوديين التفكير في الأمر قبل الانتخاب". وأوضح مساعد المندوب البريطاني الدائم، "بيتر ويلسون": "ما زلنا نحاول أن نعرف ماذا يريدون (السعوديون) أن يقولوا".
وقال السفير الاسترالي، "غاري كوينلان": "إنها مفاجأة كبيرة جدا". أما السفير الباكستاني "مسعود خان"، فقال: "يجب أن نتصل بهم (السعوديين) لنعرف لماذا اتخذوا هذا القرار". وأضاف: "لا أعرف إذا كنا نستطيع إقناع السعودية بشغل مقعدها في المجلس". فيما رفضت السفيرة الأميركية "سامنتا باور" الإدلاء بأي تعليق بهذا الخصوص. هل من مخرج؟ قال ديبلوماسي في مجلس الأمن: "إنه أمر غير متوقع تماماً. بحثنا جميعاً في سجلات المجلس لإيجاد سابقة فلم نجد". وأضاف أن ترشيحاً إلى مجلس الأمن "يستغرق أعواماً من الاستعداد"، وهذا ما يجعل خطوة الرياض بالتالي مفاجئة في عيون الكثيرين. ولأن انتخاب الأعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس يتم على قاعدة إقليمية، فإذا ما تمسكت السعودية بقرارها، يعود للمجموعة العربية في الجمعية العامة إيجاد مرشح جديد يفترض أن يوافق عليه أعضاء الجمعية خلال عملية تصويت، كما حصل عند اختيار المملكة السعودية.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قضية الصحراء الغربية: هل عزمت إسبانيا على كشف أنيابها وإسقاط
...
-
خطب الحسن الثاني النارية
-
قضية المدينتين السليبتين: سبتة ومليلية بين صمت الحكومة المغر
...
-
-من أجل مصلحة الوطن- مقولة حق أريد بها الباطل المستطير
-
يستنكر السود العنصرية والاستعباد الذي تمارسه جبهة البوليساري
...
-
طموحات الذهب الأسود المغربي لا تنضب
-
تعيين مغربي وزيرا في حكومة مالي الجديدة
-
حكومة بنكيران لا تجيد إلا شيئا واحدا سياسة تنغيص حياة المواط
...
-
أطول شريط تخصصه القاعدة للمغرب يستهدف النظام الملكي هل هي ال
...
-
تزوير العملة جريمة اتسعت بالمغرب
-
بين مقهى فاخرة وأخرى مقهى فاخرة ما سرّ تناسل مقاهي من هذا ال
...
-
يتساءل المواطن المغربي المغلوب على أمره: هل منظومتنا القضائي
...
-
التصاعد الصاروخي للوافدين من جنوب الصحراء على المغرب فرض اعت
...
-
ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر قضية ظلت مطمورة في سلة مهمل
...
-
أصدقاء ملك المستقبل للمغرب
-
قسمة ضيزى
-
لا وجود لعلاقات تجارية بين المغرب وإسرائيل ... لكن
-
المغرب : كان الأمل سابقا أما اليوم فضباب فوق ضباب
-
جذور تهميش وإقصاء جيل من المغاربة لم يفرح بشبابه
-
تقنين زراعة الكيفّ في المغرب... إلى أين؟
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|