أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الأزهر سبحانه وتعالي














المزيد.....

الأزهر سبحانه وتعالي


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 22:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رد الفعل الدولي العنيف عقب 11 سبتمبر 2001 ضد مختلف الأعمال الإرهابية في الولايات المتحدة وحول العالم، وحتى داخل العالمين العربي والإسلامي وعاصمة المملكة العربية السعودية نفسها، قد أدى إلى تحول ملحوظ في طريقة تفكير وعمل وتطور الأصولية الإسلامية، دفع بها في اتجاه مختلف كثيراً عن ذي قبل. في السابق، كانت الأصولية الإسلامية تعتمد ’تكفير‘ كافة المجتمعات والدول الحديثة، إسلامية أو غير إسلامية، وبالتالي كان لزاماً أن تلجأ إلى ’هجرة‘ تلك المجتمعات الحداثية، البدعية، العلمانية الكافرة التي لا تطبق أحكام الشريعة الإسلامية التقليدية وأن تحاول بدلاً تأسيس جماعاتها ومجتمعاتها الموازية، المؤمنة، الموحدة، الطاهرة البكر من الصفر بعيداً عن أعين تلك الدول وأذرعها الأمنية الباطشة في حماية الصحارى والجبال، أو على جثة دول ضعيفة أو فاشلة حيث لا قوة ولا سيادة لقانون يعوقهم.

ثم بداية من 2001 فصاعداً، كل ما قد ظلت الجماعات الأصولية الإسلامية حول العالم تبني فيه بالمال والعرق والدم منذ عقود طويلة من الزمن أتت عليه ’الحرب العالمية على الإرهاب‘ وهدمته فوق رؤوسهم في غضون أيام، وخلال ساعات معدودة في بعض الحالات. علاوة على ذلك، هذه الحرب العالمية ضد الإرهاب لم تقف عند نسف البيت الإرهابي بالصواريخ، بل قامت أيضاً بمطاردة وملاحقة وتعقب ساكنيه وداعميه الفارين من الأصوليين والمتطرفين الإسلاميين في كل مكان، والتضييق عليهم في مختلف جوانب حياتهم ونشاطهم.

والوضع كذلك، كان لابد من البحث عن ساتر جديد للحماية بعدما أصبح البقاء صعباً ومكلفاً جداً في فضاء الصحاري والجبال المكشوف. منذ ذلك الحين وجدت الأصولية الإسلامية المسلحة التقليدية نفسها محشورة بين خيار من اثنين: أن تغير جلدها وتتكيف مع الوضع الجديد، أو سوف تحترق بالكامل في أتون هذه الحرب الدولية المستعرة ضدها، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وحتى فكرياً. وبالفعل قد ظهرت أولى ملامح هذا التغير التمويهي، تغيير الجلد.

في فلسطين المحتلة، كإحدى النقاط الرخوة، تقدمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كممثلة لرأس جبل الإسلام السياسي الغاطس تحتها لخوض الانتخابات التشريعية، وتبوأت السلطة عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة بدرجة غير مسبوقة. الخطة نجحت. ومن فرط النجاح وعظم المكاسب السياسية على نحو لم تكن تتوقعه حتى أشد التوقعات تفاؤلاً، ظن الإسلام السياسي أن ما قد ظل يناضل من أجله بالسلاح منذ سنين قد بات الآن، وللمفارقة، بالوسائل السلمية قاب قوسين أو أدنى من التحقيق، بمجرد جرة قلم على تشريعات قوانين تصدر من البرلمان المنتخب أو أوامر تنفيذية مباشرة من الحكومة. هكذا يمكن القول أن عصر ’التكفير والهجرة‘ الكلاسيكي قد طويت صفحته بدرجة كبيرة من تاريخ الحراك الإسلامي الأصولي وفتحت صفحة أخرى جديدة عنوانها ’التسلل والاختراق‘ خلسة في عملية تمويهية إلى قلب المؤسسات القائمة، الكافرة سابقاً. ثم بعد التسلل في هدوء ونجاح الاختراق وتثبيته، سوف يبدأ العمل الحقيقي.

من حسن حظ الحركة الإسلامية أن بوابة عظمى أمام تسلل واختراق المجتمعات والدول الحداثية، العلمانية والاستبدادية في كل أنحاء العالم العربي قد انفتحت فجأة على مصراعيها فور انطلاق شرارة الربيع العربي الأولى في، للمفارقة أيضاً، الدولة العربية الوحيدة ذات غالبية السكان المسلمة الأكثر حداثة وعلمانية على الإطلاق- العلمانية البورقيبية على غرار الأتاتوركية في تركيا. وتسللت أسراب الأصوليين والمتطرفين الإسلاميين إلى كل مكان، من تونس إلى مصر إلى ليبيا إلى سوريا إلى اليمن وأماكن أخرى، ونجحت في اختراق حتى أشد المؤسسات السياسية والمجتمعية علمانية وكفراً في نظرهم سابقاً. في يوم وليلة، أصبحت الديمقراطية والانتخابات والأحزاب والدستور والسيادة للشعب، والثورة والحرية والمساواة وحقوق الإنسان...الخ ’ثوابت وقيم‘ إسلامية سامية مطابقة للشريعة، ولا تعارض بينهما.

في مصر، ومن بوابة الانتخابات أيضاً، قد نجح هؤلاء في التسلل إلى البرلمان بمجلسيه ثم إلى مؤسسة الرئاسة والسيطرة عليهما بشكل كامل تقريباً. رغم ذلك، لم يستطيعوا تحقيق أي استفادة مهمة منهما باتجاه التأسيس لدولتهم الدينية البديلة، بل تم طردهم شر طردة وتبخرت كل مكاسبهم سقط 25 يناير 2011 في غضون ساعات معدودة بعد 30 يونيو 2013. كما كان مآل استراتيجيتهم في التكفير والهجرة والمواجهة المسلحة قبل الحرب العالمية على الإرهاب في 2001 الفشل الذريع، كذلك الفشل لا زال يلاحق استراتيجيتهم الجديدة المبنية على التسلل والاختراق التمويهي في العمق عبر الوسائل السلمية، لاسيما غزوات الصناديق. ومن المتوقع أن يضطروا، تحت شراسة المواجهة، إلى المزيد من الإحكام في وسائل وتكتيكات التخفي والتمويه، واستهداف ومحاولة اختراق المؤسسات الأكثر ليونة وأقل حماية على الهامش بعيداً عن مركز الدولة، لكن في جميع الأحوال الاستراتيجية لن تتغير قريباً.

إلى الأزهر. كل جماعات الإسلام السياسي والأصولي، مثل أسراب الجراد، تتجه الآن إلى مؤسسة الأزهر، تضرب حوله حصاراً، وتحاول أن تخترقه بأي طريقة. بعد أن أجبرتها قوة النيران على الفرار بجلدها من داخل ومحيط مؤسسات أشد شوكة وشراسة في الدفاع عن نفسها مثل الرئاسة والبرلمان والقضاء والإعلام، جيوش الإسلام السياسي المهزومة تعيد تجميع صفوفها الآن على بوابة الأزهر، وتخطط أن يكون بوابتها الخلفية للعودة مرة أخرى إلى السلطة وتأسيس الدولة الدينية.

تحت هذا التفسير، يمكن فهم الإصرار المرضي من طرف حزب النور، الممثل الحالي لجبل الإسلام السياسي الغاطس، على أن يكون الأزهر الشريف هو المرجعية الفعلية للتشريع في الدولة، سواء في دستور 2012 المعطل أو في التعديلات الجارية. هو، بأي ثمن، بيتهم المستقبلي الذي منه ينوون تأسيس وحكم الدولة الموعودة، خاصة بعدما جربوا ولم يفلحوا من المركز في البرلمان والاتحادية.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحذير: للكبار فقط
- بأمر الواقع، السيسي رئيساً.
- ثورة دي، ولا انقلاب؟!
- رثاء
- كبير الإرهابيين، إمام المغفلين
- في حب الموت
- حين تعبد الديمقراطية
- في آداب القتل الشرعي
- أنا الله
- جمال عبد الناصر، خيبة أمل نصف العرب
- القرآن دستورنا
- حاكموا لهم إلههم، أو أخلوا لهم سبيله
- إطلالة من الخارج على المزبلة السورية
- معاقبة التدخل القطري في الشأن المصري
- إمارة قطر، محمية أمريكية أم شوكة عربية؟
- وهم أسلمة الكافر بطبعه
- في آداب الصراع المسلح بين الدولة والثوار
- الدولة الرب
- الإخوان لا يتعلمون الدرس
- على طريق الإصلاح الديني-3


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الأزهر سبحانه وتعالي