أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....6















المزيد.....

الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....6


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 22:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إلى:

ــ الرفاق في الشمال الشرقي للمغرب المنظمين لمخيم تافوغالت في صيف 2011.
ــ أعضاء المخيم من شبيبة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

ــ الشباب المغربي والعربي المتنور.

ــ كل اليساريين الذين يسعون باستمرار إلى تغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي.

ــ كل الديمقراطيين الساعين إلى تحقيق الديمقراطية من الشعب وإلى الشعب.

ــ من أجل العمل على جعل الديمقراطية مطلبا شعبيا.

ــ من أجل مواجهة الأصولية كمصدر لأدلجة الدين بصفة عامة وكمنطلق لأدلجة الدين الإسلامي بصفة خاصة.

ــ في أفق مجتمع ديمقراطي تصير فيه المعتقدات اختيارا للإنسان وشأنا فرديا وتصير فيه الأصولية في ذمة التاريخ.

ــ من أجل صيرورة الواقع مجالا لتكريس التحرير والديمقراطية والاشتراكية.

محمد الحنفي

2) أن الأنظمة الليبرالية، التي وجدت، بعد قيام الثورة الفرنسية، والتي استمرت لعقود من الزمن، لتستمر بعد ذلك في اشكال أخرى من الليبرالية، أو النيو ليبرالية، هي التي عرفت الديمقراطية الليبرالية.

ومفهوم الديمقراطية الليبرالية، هو مفهوم ارتبط بظهور المجتمع الليبرالي، الذي ارتبط، بدوره، بوصول البورجوازية إلى السلطة، والتي حرصت، ومنذ تحكمها في أجهزة الدولة، على أن تصير الديمقراطية، بحكم ديكتاتورية البورجوازية، في خدمة مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والحقوقية، المحكومة، جميعها، بمبدأ: (دعه يعمل، دعه يمر).

وعمق (دعه يعمل)، هو دعه يستغل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ونفس الشيء بالنسبة ل (دعه يمر)، الذي يعني تحقيق المزيد من الثروات الهائلة، على حساب إفقار العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لتصير البورجوازية مالكة لكل الثروات المادية، والمعنوية، في مقابل حرمان منتجيها منها، وتحت حماية الدولة، التي صارت، كما كانت، دولة طبقية، لحماية الاستغلال البورجوازي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مقابل أجور زهيدة، لا تكفي حتى لإعادة إنتاج قوة العمل، التي يخسرها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أثناء إنتاجهم للخيرات المادية، والمعنوية.

ومضمون الديمقراطية الليبرالية، هو مضمون اقتصادي، واجتماعي، وثقافي، وسياسي، ولكنه المضمون الذي لا يتجاوز أن يصير في خدمة مصالح البورجوازية الليبرالية، على جميع المستويات.

فعلى المستوى الاقتصادي، نجد أن الديمقراطية الليبرالية، تحرص على أن يصير الاقتصاد الليبرالي، في خدمة البورجوازية الليبرالية، مما يجعلها تحقق المزيد من التراكم الرأسمالي، الذي يجعل سيطرتها الاقتصادية تتوسع باستمرار، حتى صارت، بفعل المؤسسات الرأسمالية الدولية، وعن طريق الشركات العابرة للقارات، تشمل جميع أرجاء الكرة الأرضية، التي يصير العمل فيها لصالح البورجوازية، التي تحكم العالم، وعن طريق الأنظمة الرأسمالية العالمية، التي تبذل كل جهودها، لحماية النظام الرأسمالي البورجوازي، في كل بقاع الأرض.

وعلى المستوى الاجتماعي، نجد أن المجتمع يصير مصنفا على أساس طبقي. وهذا التصنيف، يتم على جميع المستويات الاقتصادية، حيث نجد أن دخل البورجوازي الكبير، ليس هو دخل البورجوازي المتوسط، وليس هو دخل البورجوازي الصغير، وليس هو دخل الموظف، أو العامل، أو الأجير؛ لأنه في المجتمع البورجوازي، يستحيل تحقيق التوزيع العادل للثروة، أو على الأقل، يستحيل التقليص مما صار يعرف بالتفاوت الطبقي، نظرا لكون الحركة الاقتصادية، وبحكم الاختيارات الرأسمالية، تصير خدمة كل فئة من الفئات البورجوازية، انطلاقا من محدودية، أو توسط، أو ارتفاع مستوى ملكيتها لوسائل الإنتاج، على خلاف العمال، الذين لا يتلقون إلا أجورا زهيدة، عن تشغيلهم لوسائل الإنتاج، وباقي الأجراء، الذين لا يتلقون كذلك إلا أجورا زهيدة، عن تقديمهم لخدمات المؤسسات، التي تمتلكها مختلف شرائح البورجوازية، أو تملكها الدولة البورجوازية.

وهذا التفاوت في الدخل، بين مختلف الطبقات الاجتماعية، يترتب عنه تفاوت في المعيشة، وفي اللباس، وفي السكن، وفي وسائل النقل، والعلاج، وفي وسائل الإعلام، وغير ذلك، مما يعكس، بوضوح، التصنيف الطبقي للمجتمع البورجوازي.

وعلى المستوى الثقافي، نجد أنه في المجتمع البورجوازي، ونظرا لانقسام هذا المجتمع البورجوازي، إلى مجموعة من الطبقات الاجتماعية، نجد أن كل طبقة اجتماعية، تحرص على أن تصير لها ثقافتها الخاصة. وهو ما يترتب عنه التعدد الثقافي، تبعا للتعدد الطبقي، ونظرا لتعدد القيم الثقافية، كنتيجة للتعدد الثقافي الطبقي، فإن الطبقة المسيطرة على أجهزة الدولة، توظف الإمكانيات المتوفرة لديها، ولدى الدولة الطبقية، بحكم طبيعتها الطبقية، لجعل قيمتها الثقافية سائدة في المجتمع، وفاعلة في الواقع، ومخضعة له، وعاملة على تغييب الثقافات التي تنتجها الطبقات الأخرى، التي لا تتوفر على الإمكانيات اللازمة لذلك، لتصير ثقافة الطبقة الحاكمة في المجتمع البورجوازي، هي ثقافة المجتمع ككل. وهذه الديمقراطية الليبرالية، التي تمكن الطبقة البورجوازية من تسييد ثقافتها على المجتمع، هي ديمقراطية البورجوازية، التي تفرض التحكم الطبقي القيمي، على جميع أفراد المجتمع.

وعلى المستوى السياسي، ونظرا للسيطرة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية على المجتمع، من قبل الطبقة البورجوازية، في ظل سيادة الديمقراطية الليبرالية، فإن هذه البورجوازية، لا بد أن تحرص، وبكل الوسائل المادية، والمعنوية، وفي ظل احترام قواعد الديمقراطية الليبرالية، على التمكن من السيطرة السياسية كذلك.

والسيطرة السياسية للبورجوازية، لا تأتي من خلال حرصها على الوصول إلى المؤسسات، عن طريق الانتخابات التي تكون حرة، ونزيهة، بقدر ما تأتي من خلال تفعيل القوانين، التي تحمي مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى تحافظ البورجوازية على مكانتها في المجتمع الليبرالي، الذي يلتزم المسؤولون عنه، ومهما كانوا، بحماية المصالح الطبقية للبورجوازية، سواء كانت اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية.

ولذلك، نجد أن التداول على السلطة، في ظل الديمقراطية الليبرالية، لا يؤثر على البورجوازية، وعلى استفادتها من الواقع، ما دامت هي المتحكمة في الصناعة، والتجارة، والزراعة، وفي مختلف المؤسسات الخدماتية، ونظرا لاعتبارها دافعة للضرائب، إلى الدولة البورجوازية، فإن كل من يتحمل مسؤولية أجهزة الدولة، حتى وإن كان حزبا اشتراكيا، يبقى أسيرا لإرادة التحكم البورجوازية، ما لم يعمل على وضع حد لديكتاتورية البورجوازية، المحمية بالديمقراطية الليبرالية.

وإذا كانت الديمقراطية الليبرالية، مرتبطة بالمجتمع، الذي تتحكم فيه البورجوازية، وإذا كانت هذه البورجوازية، تعرف تطورا لا حدود له، نظرا لاستفادتها من تطور العلوم، والتقنيات، التي لا تعرف، كذلك، حدودا معينة، ف إن الديمقراطية الليبرالية، لا تعرف كذلك تطورا بدون حدود، تبعا لتطور البورجوازية، التي صارت متحكمة في كل شيء، إلى درجة أن الديمقراطية تفقد طابعها الليبرالي، نظرا لعولمة النظام الرأسمالي، في مستوياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، إلى درجة أننا أصبحنا، وخاصة بعد عولمة اقتصاد السوق، أمام ديمقراطية لا حدود فيها لليبرالية، بمعناها التقليدي المحلي، نظرا لصيرورة الطبقة البورجوازية معولمة كذلك، مما يفرض خضوعها للنظام الرأسمالي العالمي، الذي أصبح تحت تصرف المؤسسات المالية الدولية، ورهن إشارة الشركات العابرة للقارات، باعتبارها مؤسسات رمزية، للرأسمالية العالمية، الموجهة لاقتصاديات الدول الرأسمالية، والدول الرأسمالية التابعة في نفس الوقت، ورمزية في نفس الوقت للبورجوازية العالمية، التي ذابت، من خلال أسهمها في الشركات العابرة للقارات، لتتواجد بذلك في كل الدول الرأسمالية، تقريبا. وهو ما يعني، أن الديمقراطية بمفهومها الليبرالي التقليدي، لم يعد واردا، ولكن هذا لا يعني أن التداول على السلطة سيتوقف، بل إن هذا التداول على السلطة، سيستمر، ما دام المتداولون على السلطة، يخدمون نفس المصالح الرأسمالية، التي صارت متحكمة في كل ما هو موجود على الكرة الأرضية، إما عن طريق السيطرة المباشرة، أو عن طريق التحكم في الدول التابعة.

فالديمقراطية الليبرالية، إذن، هي الديمقراطية التي صارت متطورة، تطور البورجوازية، تبعا لتطور النظام الرأسمالي العالمي، لتصير ديمقراطية هذا النظام، الذي يحافظ على مبدإ تداول السلطة، دون المس بجوهر النظام الرأسمالي العالمي، والتابع، مع الالتزام بحماية الأنظمة التابعة، التي تضمن لها الاستغلال غير المباشر، لخيرات بلدانها المادية، والمعنوية، وتحت إشراف التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، المكون للطبقات الحاكمة، في البلدان ذات الأنظمة التابعة، ومنها المغرب، الذي تحكمه طبقة حاكمة، يحضر فيها هذا التحالف بشكل مكثف، والذي حول الديمقراطية، بمعناها الليبرالي، إلى ديمقراطية للواجهة، خدمة، ووفاء للرأسمال التابع: المحلي، والإقليمي، والجهوي، والوطني، وإخلاصا، بدون حدود، للرأسمال العالمي، ولمؤسساته المالية الدولية، ولشركاته العابرة للقارات.

والذي يجب التأكيد عليه، أن الديمقراطية الليبرالية، تحولت، بفعل التطور الذي عرفته، إلى ديمقراطية للتداول على السلطة، في ظل تكريس ديكتاتورية الرأسمال، المعبر عن ديكتاتورية المؤسسات المالية الدولية، والشركات العابرة للقارات، والتي أصبحت تتحكم في الاقتصاد، وفي الاجتماع، وفي الثقافة، وفي السياسية، في البلدان ذات الأنظمة الرأسمالية العالمية، وفي البلدان ذات الأنظمة الرأسمالية التابعة، وتحت يافطة (الديمقراطية).



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسألة التعليمية / المدرسة العمومية... الواقع... والآفاق...
- الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....5
- الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....4
- الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....3
- الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....2
- الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....1
- العلمانية / الديمقراطية، والمساواة بين الجنسين... أي واقع؟ و ...
- أليست أدلجة الدين الإسلامي، هي التي تقف وراء العبث بإنسانية ...
- أليست أدلجة الدين الإسلامي، هي التي تقف وراء العبث بإنسانية ...
- أليست أدلجة الدين الإسلامي، هي التي تقف وراء العبث بإنسانية ...
- أخونة حركة 20 فبراير في عز قوتها هي التي وقفت وراء الصراعات ...
- في آخر يوم لي... في هلسينكي فينلاندا...
- أخونة حركة 20 فبراير في عز قوتها هي التي وقفت وراء الصراعات ...
- هل صارت الجرائد (المستقلة)، المغربية، جرائد للإخوان المجرمين ...
- هل صارت الجرائد (المستقلة)، المغربية، جرائد للإخوان المجرمين ...
- هل من مهام أساتذة التربية الإسلامية، ومن خلال جمعيتهم، إصدار ...
- هل من مهام أساتذة التربية الإسلامية، ومن خلال جمعيتهم، إصدار ...
- من لم يكفر عصيد فهو كافر: من فتاوى أساتذة التربية الإسلامية ...
- هل يمكن لحكومة تقوم مكوناتها بدور المنفذ والمعارض أن تخدم مص ...
- بعد مهاجمة الأستاذ عصيد: أليست البرامج الدراسية منتجة لفكر و ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....6