أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - طريف سردست - ازمة اليسار، ازمتنا نحن














المزيد.....

ازمة اليسار، ازمتنا نحن


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 1216 - 2005 / 6 / 2 - 14:00
المحور: ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي
    


يجري الكلام عن ازمة الفكر اليساري وازمة الحركة اليسارية، ويحاول البعض ايجاد مختلف الاسباب متناسين ان الحركة اليسارية هي نحن بالذات، وان ازمتها هي الازمة الفكرية التي نرفض الخروج منها.
عندما يطرح سعاد خيري بان الابتعاد عن النهج الماركسي هو سبب رئيسي لسقوطها، يذكرني ذلك بالاسلاميين الذين يدعون نفس الشئ. يبرر سعاد خيري في مقالته "الابتعاد عن النهج الماركسي احد الاسباب الرئيسية لانهيار التجارب الاشتراكية السالفة" سقوط الاتحاد السوفيتي بان قادته خدروا الجماهير بالاعلان عن انتصار الشيوعية، في حين يذكر ان سقوط الاشتركية المصرية حدث لعدم وجود قيادة الطبقة العاملةعلى رأس السلطة. لكل الحالات يوجد تبرير جاهز ميكانيكي وسهل.
"ان الشرط الاول لبناء الاشتراكية هو وجود القيادة المسترشدة بالماركسية نهجا وممارسة والتي تعمل على تطوير الماركسية المستمر على ضوء الواقع الموضوعي". هذه التعابير النظرية التي لاتمت للواقع بصلة لازالت اسس تفكير المثقفين الماركسيين. مغفلين ان بمثل هذه التعابير العامة يمكن تبرير كل شئ، بدون ان يضيف المرء شيئا ذو اهمية على الاطلاق. ولا ننسى ان الاتحاد السوفيتي ايضا كان يستخدم نفس التعابير لتبرير كل اخطائه التي كان سعاد خيري ورفاقه يتثقفون ويثقفون الحزب بها.
لازال الشيوعيون حتى اليوم "ينقدون" التجربة السوفيتية بحياء وخجل، مستعملين تعابير مطاطة. تحريف النظرية (النقية) والبيروقراطية والابتعادعن الديمقراطية (بدون تعلبيق) هي اسباب فشل النظام السوفيتي!
وبعد ذلك يتسائلون من اين اتت الازمة؟

هل لدى الاحزاب الشيوعية والاشتراكية واليساريين العرب موقف نظري واضح؟ حسقيل قوجمان في مقاله الماركسية نظرية للطبقة العاملة يصادر قوانين تتطور المجتمع لصالح الفكر الماركسي اذ يقول" ان قوانين حركة المجتمع التي نسميها اليوم ماركسية". كما يدعي بطريقة استنقائية مبسطة، ان التحولات الاجتماعية كلها عدا انتقال المشاعي الى العبودي، كانت تجري عن طريق العنف. هل يبرر العنف كأداة شرعية في المستقبل ايضا؟ وهل تحول النظام الرأسمالي حقا الى عائق "شديد" لتتطور قوى الانتاج منذ زمن بعيد؟ ولماذا لازال هذا النظام ينتصر اذن؟ ويستمر في مقاله بالكلام عن التحريفية الخروشوفية، خالطا بين التحريفية والدعوات الى تتطوير الفكر والممارسة على اساس الواقع الموضوعي. كيف سيتم هذا التطوير اذا كان عرضة للاتهام بالتحريفية في حال الفشل؟ من سيتجرأ على التفكير والتطوير، ثم اليس التتطوير هو محصلة التغيير في موازين القوى في المجتمع المتتطور ابدا، اليس هذا جزء من ازمة الفكر اليساري، ام اننا ندعو الى الركود

ان اصرار بعض المثقفين على معالجة الازمة من خلال منظور "نظري" بحت انطلاقا من مصادر "قرآنية" يشير الى الجانب الاخر للازمة، العقم الفكري والانقطاع عن الواقع وعدم الخبرة في ربط النظرية بالواقع الفعلي واستقراء الواقع الجديد وتتطوير النظرية، وهذا الى حد بعيد بسبب التاريخ الطويل من الارتباط بالتنظير الجاهز القادم من مؤسسات الاتحاد السوفيتي. وبعد سقوط "المجهز" اصبح "المستهلك مجبرا على الانتاج الذاتي، لينتج على نفس الطريقة وبنفس التعابير التي تعود "استهلاكها". فهل نستغرب بعد ذلك من وجود الازمة؟ ان الازمة هي تعبير عن ازمتنا نحن، عن وقوعنا في هوس التنظير المطلق، عبادة النصوص وهوس الترديد الببغاوي للنصوص المقدسة، لنصبح رهينة سجننا "الايديولوجي" الخاص.

غير ان الامر ليس بهذا السواد، لابد من ان تظهر رموز جديدة تستوعب حركة التغير. وتشعر باهمية تشريح الماضي لفهم المستقبل. يقول المحجوب حبيبي في مقالته " آي مشروع نحن بصدده الان..." ان علينا اعادة قراءة التجربة الاشتراكية قراءة بحث علمية بعيدا عن الاستعباد الايديولوجي او العبارات الشعارية ، او النعت بالتحريف والردة، هذه الاساليب التي لاتختلف عن اساليب التكفير عند الاصوليين. ويضيف"
أن حركة اليسار العربي تعاني من قصور في الدراسة النظرية والبحث الميداني وتحديد الأوليات والبرامج، وذلك بفعل وضعية التخلف في الفكر واعتلال الخيال الذي تعاني منه بعض العناصر التي عرفتها شخصيا والتي ابتلي بها الفكر الاشتراكي العلمي فاحتلت في قيادته مواقع نافذة لسبب من الأسباب وهي تتميز بأمية مركبة وقاتلة من جهة لأنها شعبوية تشيع بين المناضلين والجماهير فكرا بئيسا، ومن جهة أخرى فهي تجهل أنها تجهل، فتتميز بغرور وصلف وتعالي عن المناضلين والجماهير، ومن جهة ثالثة تثقن فن الخبث والدعاية الساقطة ضد المناضلين المجتهدين والأكفاء وتصفهم بأنهم برجوازية صغيرة وأنهم محرفون ولهم تطلعات... وما شابه ذلك، وتعمل على ترويج دعيات مسمومة وممارسات أقل ما يقال عنها أنها استفزازية...وهي بذلك تصادر كل اجتهاد وتشيع العداء ضد المثقفين الثوريين، وهذه النماذج هي الاستمرار الستاليني البيروقراطي الرث والقاتل للفكر الاشتراكي العلمي، الذي أوقف الاجتهاد والإبداع وصادر الديموقراطية، وخرب التنوع والتعدد والاختلاف، وكل آليات الجدل، بل وقفز على التاريخ محاولا خنقه ليعمم وصفة واحدة صالحة لكل مراحله وتغيراته ومشاكله بدعوى أنها الأصول والأمهات.."
ان المساجلات الفكرية التي تجري لابد ان تعالج مشاكل قائمة واقعية تهم الانسان العادي بالدرجة الاولى، لابد ان تشخص القضايا حسب اولوياتها الحياتية، وليس تعبير عن ترف فكري استعراضي. لازال الكثيرين لايعرفون الموقف الحقيقي للاحزاب الاشتراكية والشيوعية من قضايا كبيرة تخص مستقبلهم. من الديمقراطية، من العولمة، من الانفتاح الاقتصادي، من بناء اقتصاد حر رأسمالي، من الملكية الخاصة والاستثمارات الخارجية، وليس اقل اهمية من آفاق الفكر الاشتراكي وكيف سيمكن الوصول اليه، في ظل الظروف الراهنة الداخلية والخارجية.
لقد آن لنا ان نهبط الى الواقع



#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة: هل ستقتنص الفرص المتاحة؟


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الدين/الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا إرها ... / محمد الحنفي
- اليسار بين الأنقاض والإنقاذ - قراءة نقدية من أجل تجديد اليسا ... / محمد علي مقلد
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - طريف سردست - ازمة اليسار، ازمتنا نحن