أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الأحلام وضروريات العقل














المزيد.....

الأحلام وضروريات العقل


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 21:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يبقى الحلم في حياة الإنسان جزء من وجوده وجزء من فاعلية هذا الوجود ,بل أن ضرورة أن يحلم الإنسان لا تتجلى بكونها من الكماليات التي يمارسها العقل بل من الموجبات التي تبقيه على صلة بأفق الواقع الماضي والحاضر والمستقبل , افق الممكن واللا محدود وتفتح له مجالات التأمل والخيال ,ومن التأمل والخيال يمكنه أن يكسر شوكة العجز والرتابة والتقوقع ,الحلم ثورة حقيقية ضد الواقع لمن يعقل أهميته ,وإن كان البعض يعيش الأحلام عبدا لها وللواقع يتمنى له أن يتغير ولكن بدون إيجابية منه وبدون فعل حقيقي كتأمل العاجز المستكين.
الأحلام هي في الحقيقة جزء من استراتيجية البقاء الأفضلي والأحسني المتصل بعلة الإيجاد والبقاء قيد الحياة لتي لا تعني السكون ولا تعني الرضا بها كما هي لأن البقاء على نفس الوتيرة الحياتية دون خرق أو كسر لها نحو السمو والارتقاء نوع من الموت البطيء , ولأن قواعد العيش التي تطورت لدى الإنسان الأول من أجل مساعدته على التعلم كانت في جزء مهم منها الحلم أثناء النوم مما يساعده على التعرف إلى ما هو خارج الممكن الذي يحمي وجوده أولا والتعامل مع العوامل هذه المهددة في عالم قاسي معاد له, كما تعلم التحلم لاحقا ليزيد من سعة وقدرة العقل على تناول مواضيع ورؤى جديدة خارج المعقول والممكن وإن كانت أفكار في الخيال ,لكنها كانت إيجابية في أثرها العام بل هي من أسرار الإبداع البشري.
العلم المجرد يقضي بهذه الحقيقية والأبحاث سائرة إلى تأكيد هذا القانون دون أن يشك في وجوبيته أو في يقينيته, لأن الإقرار بكل ما هو فطري وأولي بعد التجربة والبرهان تثبت بأن خيار التكوين الإنساني كان قائما على ركيزة الأمثلية المتناسقة بين الضرورات وما يترتب عليها من نتائج تتسق وتتناسق مع وظيفة الإنسان وحلمه ووجوده, هذا ليس ضربا من مثاليات الفلسفة ولا تنظيرا مترفا بل حقائق ووقائع تقوم على أدلة حسية وملموسة.
يزعم البعض أنه إذا كانت الأحلام هامة جدا وضرورية حسب الزعم المتقدم أنفا، لماذا لا نتذكر الكثير منها؟ هل لأنها ليست من الضرورة أن نتذكر كل ما نراه ؟, أو هل أن التذكر شيء وعملية التحلم شيء أخر والضرورة تلحق الثاني دون الأول؟ وإذا كانت كذلك لماذا لا نستفيد مما نتذكره دائما؟ الجواب ببساطة حتى وإن كان التفكير هو ميزة أساسية للكائن الإنساني وعلامة فارقة موجبه له هذا لا يعني أن كل أنواع التفكير لها وظيفة محددة وموجبة في تحقيق هدفية التفكير ذاته فقد نفكر أحيانا لكننا لا يمكننا أن نقر له بالنتائج أو نلزم أنفسنا بها ولكن الموجب الأكيد هو ضرورية ولزوم أن نفكر ونتفكر في كل شيء دون ربط ذلك بنتائج أنية أو فورية , وفي بعض الأحيان تقودنا عملية التفكير إلى نتائج تمتد إلى زمن بعيد وتؤسس لأفكار قد لا تبدو الأن متواجدة أو واقع أو ضروري.
في دراسة أجراها الباحثون في جامعة توركو في فنلندا أظهرت حقيقة أهمية وضرورة الأحلام على الأفراد وإن كانت في معايير هم اختاروا تصنيفها على أساس ما يحملون من فكرة أو أفكار مسبقة عن بواعثها وأساسيتها وجدوا من خلالها ما يؤيد وجود هدف تطويري للأحلام يساهم هذا الهدف في الموجهة أو التهيؤ الطبيعي لها .
عندما حللوا ما يقرب من 600 حلما وجدوا أن ثلثيهم احتوى على الأقل على عامل مهدد، وأن أكثر من 60 بالمائة من تلك العوامل المهددة كانت من العوامل التي واجهها الشخص في خبراته في الحياة الواقعية أي من انشغالاته التي تشكل قلق أو حيرة أو جزء منها يمثل فشل محدد, وخلصوا إلى فكرة جوهرها أن العقل وأثناء الحلم يقوم ببناء نموذج للعالم مثالي أو أفضل من الواقع الحقيقي، واضعا في اعتباره رابط بين العالم الافتراضي والواقعي، لهذا يمكنه أن يضع ويصنع استراتيجيات وحل للمشكلات الوجودية لو تم استغلال الحلم بالطريقة التي تتبناها فكرة الدين عن الحلم كما في الأمثلة التي ساقها القرآن الكريم والتي سردنا جزءا منها في الفصول المتقدمة.
في حين تبين لبعض العلماء إنه يمكن الاعتماد الآن على الأحلام والكوابيس وأحلام اليقظة أيضا للكشف عن الكثير من المفاتيح الحيوية الخاصة بمستقبل وضعهم الصحي، من خلال تفسير بعض الإشارات والتحذيرات الأولية من سرديات أحلامهم وقبل سنوات من ظهور هذه الأعراض البدنية, وقد أعتمد الأطباء على قاعدة علمية من البيانات والإحصائيات والمذكرات الشخصية لهم ولمرضاهم وإلى تحليل سلسة الأحلام طوال السنوات الماضية وفك الرموز وربطها بمفاهيم محددة ,على أن الاعتماد على هذه الطريقة لا يمكن أن تكون ناجحة بغياب تخطيط مسبق ومبرمج ويركن إلى ضوابط بحثية صارمة تمنع الاجتهاد الفردي أو الإهمال من تسجيل كل الملاحظات صغيرها وكبيرها لأنها في الأخر تشكل خارطة متكاملة من المعلومات والرموز المتداخلة والمتشابكة التي تعني شيء واحد هو ربط الوظيفة بالضرورة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البداوة وعقدة أوباما
- أمركة العالم الكوني , مخاطر وتحديات
- حتمية الوجود الكوني للانسان
- خصائص العقل الفطري
- الحداثة العقلية ومفهوم التفكر
- خصائص العقل المصنوع
- الأحلام دراسة في سيكولوجيا العقل
- مفهوم التصور والتخيل دراسة في المصطلح
- الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج1
- الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج2
- الوجود والغيب
- بين الساتر والمدفع
- الوردي والتنظير الأجتماعي
- لماذا ندعوا لدولة مدنية؟.
- دور الهوية المجتمعية
- الوردي وأشكالية الفهم الديني
- أوربا وصراع الأمم _ أهمية الصراع في تحريك القوة في المجتمع
- الوردي ونظرية المعرفة
- تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج1
- تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج2


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الأحلام وضروريات العقل