فادي قنير
الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 00:56
المحور:
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
ليس من صراع دامٍ عرف هذا الاستعصاء المزمن المثقل بالضحايا والخراب والمشردين كالصراع السوري، وليس من شعب وصلت مأساته بسرعة قياسية إلى هذا العمق والاتساع كما الشعب السوري، وليس من لحظة مفصلية تلح فيها حاجة السوريين للدعم والمساندة لإنقاذ اجتماعهم الوطني أكثر من اللحظة الراهنة، وليس من بلد نضجت فيه الدوافع الأخلاقية والقانونية لدور أممي ناجع يوقف العنف المفرط وينقذ أرواح المدنيين كما سوريا، لا بالمساعدات الإسعافية والإغاثية على أهميتها وإلحاحها إنسانياً بل بقرار سياسي يضع حداً لصراع متفاقم يزداد آلاماً وقتامة.
والحال، عندما يستعصي الصراع السوري على الحل أو الحسم، وتصبح لغة السلاح هي الفيصل من دون اعتبار لأرواح الناس وحقوقهم وممتلكاتهم، وعندما يواجه المجتمع نخبة حاكمة لا تهمها سوى سلطتها وامتيازاتها وتوظف كل ما يقع تحت يدها للاستمرار في الفتك والتنكيل حتى آخر الشوط، وعندما يقف الحراك الثوري أمام معارضة سياسية مفككة ومشتتة لم تستطع بعد مخاض طويل وفداحة ما قدم من تضحيات أن تنال ثقته، وغلب على وجهها المدني والسياسي منطق القوة والمكاسرة وتخترقها جماعات متطرفة تحاول فرض أجندتها على الناس حتى لو كانت النتيجة تدمير اجتماعهم وتعايشهم، وتهديد حياة الآخر المختلف ومشروع التغيير الديمقراطي برمته، وأخيراً عندما تقف البلاد على مشارف المزيد من التدهور والهلاك وأمام نذير التحول إلى دولة فاشلة وإلى وطن مستباح تتنازعه باستخفاف قوى إقليمية ودولية هي أبعد ما تكون عن مصالح الشعب السوري ومشروعه الوطني، عندها يمكن أن نفسر حالة التسليم والرضا لدى كتلة مهمة من السوريين بالمخرج الدولي لمعالجة ما صارت إليه أوضاعهم، وأن نتفهم مشروعية حضور رأي جمعي بات يجد الدور الأممي مفتاح الإنقاذ الوحيد للبلاد من أتون هذا الفتك والدمار
فادي قنير
#فادي_قنير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟