أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - لعبة القط والفار..هل تنفع هذه المرة؟!














المزيد.....

لعبة القط والفار..هل تنفع هذه المرة؟!


نجاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 304 - 2002 / 11 / 11 - 04:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



أسابيع طويلة وثقيلة مضت , وهي تغرق ذاكرتنا المشبعة بهموم الوطن , وما يخبئ له القدر من مستقبل غامض, مضبب , إلا من علامات باهتة وتباشير تنسل مرتبكة , تشق عتمة الأحداث , كأنها قطرات من نور.. دعونا نأمل ونحلم ونعمل من أجل أن ينهمر النور, وتتقهقر الظلمة , وترجع البسمة إلى وجوه العراقيين الذين أثقلهم الجوع والمرض والإستبداد الذي لا مثيل له..

وأحسب ان ما تمخض عنه الإجتماع الأخير لمجلس الأمن, والقرار 1441 الذي أقره بالإجماع , سيعجل من تسارع هذه الأحداث, رغم الكوابح المتوقعة, وتصاعد نبرات الإتهامات التي تصدرمن طرفي النزاع , الأمم المتحدة والنظام العراقي.. وقد يبدو مستغربا , بعض الشئ , موقف سوريا من القرار الذي صوتت إلى جانبه, رغم التصريحات المضادة التي سمعناها من الخارجية السورية, قبيل بدأ التصويت عليه!!

سينطلق المفتشون إلى العراق وهم مزودون بقرار دولي , وآلية تفتيش جديدة وصارمة, وقد اعلن العراق موافقته على القراراليوم , وكما هو متوقع, رغم ما سيحيط  تلك الموافقة من مواقف وكلمات وجمل رنانة , تبررإتخاذ النظام لهذه الخطوة, وبالتأكيد ستكون من موقع (القوة والإقتدار) كما عودنا عليها..! ومهما تكن التفاصيل , فلا بد من القول بأن قبول النظام العراقي لهذا القرار, والتعامل معه بصدق وموضوعية , وبعيدا عن التحايل والخداع , ومن قبل كافة الأطراف, سيجنب العراق والمنطقة مخاطرالحرب والدمار..والتدخلات الأجنبية..

ما يجعلني (متشائل), كما يقال, هو ان هذا القرار يحمل في طياته الكثير من الشروط والمستلزمات التي على العراق تنفيذها.. وأصبحت مساحة مناورة النظام العراقي محدودة جدا, إن لم تكن معدومة تماما, بفعل لغة ولهجة وآلية عمل القرار, إلى جانب التصريحات والتهديدات التي تصدر من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا..!!
ومن المفيد القول أن قرار (الفرصة الأخيرة) , والفقرات (التعجيزية) التي سأوردها, تأكد بأن لعبة القط والفار التي شغلت العراقيين , وأثقلت كاهلهم , قبل المجتمع الدولي , ستصل هذه اللعبة إلى نهايتها المتوقعة شاء النظام العراقي هذا أم أبى.. أما اهم هذه الفقرات فهي ما يلي:
1- التأكيد على ضرورة تطبيق العراق ليس فقط , قرارات مجلس الأمن المتعلقة بنزع السلاح , ولكن أيضا كافة القرارات التي صدرت بعد عام 1990 وخاصة القرار 688 الذي يفرض على النظام العراقي إحترام حقوق الإنسان وإيقاف القمع الذي يمارسه ضد الشعب العراقي.. فهل النظام العراقي سيكون صادقا ومؤهلا للقيام بهذه الخطوة المهمة ؟ إني أشك في ذلك..
2- ضرورة تقديم العراق بيانات دقيقة وكاملة عن كافة الجوانب المتعلقة ببرامج بناء وتطوير أسلحة الدمار الشامل وخلال 30 يوما.. ويبدو موقف العراق حساس ودقيق جدا , إذ إنه , وعلى الدوام ينكر إمتلاك مثل هذه الأسلحة ناهيك عن تطويرها.. ولو كشف هذه المرة حقيقة الأمر, فستزداد الشكوك به وببياناته, وسيطلب بعدها المفتشون المزيد والمزيد من المعلومات..أما إذا أصر النظام على تصريحاته وتأكيداته السابقة, واكتشف المفتشون الدوليون أدلة لوجود هذه الأسلحة, فسيضع النظام نفسه في مأزق حقيقي..
3- من حق المفتشين الدوليين إجراء مقابلات مع العلماء والمختصين والعاملين في برامج التسليح (داخل العراق وخارجه) , دون السماح لوجود مراقبين من أجهزة النظام , مع ضمان سلامة عوائلهم , إلى جانب إلزام العراق بتزويد فرق التفتيش بأسماء العلماء والمختصين والعاملين في مجال التسليح وتطويره.. فهل سيسمح النظام العراقي بذلك؟ وما ذا لو حلت عقدة لسان هؤلاء العلماء والمختصين وكشفوا (المستور) ؟ ماذا سيحل بالعراق وشعبه؟
4- يؤكد القرار كذلك على الكشف الفوري لمئات المفقودين الكويتيين ورعايا الدول الأخرى الذين احتجزتهم السلطات العراقية عند غزوها للكويت..وكما هو معروف , فإن السلطات العراقية تنفي وجود هؤلاء المحتجزين , وربما هي على حق .. فقد اعتاد العراقيون على حملات تنظيف المعتقلات والسجون التي يقوم بها النظام في العراق .. وهذه الحملات طالت الألوف من السجناء السياسيين الذين أعدموا ولم تسلم جثثهم إلى عوائلهم.. وقد يكون هؤلاء الأسرى والمفقودون ضمن هذه المجاميع البشرية التي غادرت سجونها محلقة بالمجد.. وهذا سيقود بالتأكيد إلى اتهام النظام العراقي بارتكاب جرائم الحرب .. لو توفرت الإرادة والتصميم من لدن المجتمع الدولي.
 5-  سيتمتع المفتشون الدوليون بحرية التنقل بالطائرات المتنوعة واستخدام طائرات التجسس التي يقودها طيار, أو بدون طيار في محاولة لمراقبة المواقع المشكوك فيها دون تدخل من السلطات العراقية !! والسؤال الذي من الممكن توجيهه للنظام العراقي هو : أين احترام سيادة واستقلال العراق الذي يتحدثون عنه؟  

إن الأيام القادمة ستكشف, كيف سيتهاوى هذا النظام جراء فقدانه السيطرة على رجاله, وتخلخل جهازهم الأمني الذي سيتآكل بفعل الهزات الذي ستصيبه جراء الفضائح التي سيكشفها هذا التفتيش الدقيق عن المآثم والخداع والزيف .. ولعل هذا القرار (المصيدة) سيعجل بانتهاء قصة لعبة القط والفار المملة!!        

         



#نجاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرعية الدولية...بين مفهومين
- النفط والبارود..وعود ثقاب !
- عندما تصبح الوطنية عيبا ..والعمالة للإجنبي فخرا
- قانون تحرير العراق ..أم قانون إحتلال العراق..هذا هو السؤال ...
- من تخدم الحملة الشرسة على اليسار العراقي؟


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - لعبة القط والفار..هل تنفع هذه المرة؟!