أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - جريس الهامس - الماركسية وأفق البديل الإشتراكي العلمي















المزيد.....


الماركسية وأفق البديل الإشتراكي العلمي


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1215 - 2005 / 6 / 1 - 12:46
المحور: ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي
    


الماركسية وأفق البديل الإشتراكي العلمي - الفصل الأول -
قبل الجواب على موضوع الماركسية , وأفق البديل الإشتراكي والتساؤلات المتفرّعة , لا بدّ من مرور سريع على جوهر الماركسية ومراحل تطوّرها - نجاحها وإخفاقاتها بين الخطأ والصواب , على واقع مختلف الأمم والشعوب , لتصل إلى المرحلة الحالية - بدءا بالفصل الأول .
الفصل الأول :
الماركسية أو الإشتراكية العلمية التي حمل لواءها المعلمان الأولان.. كارل ماركس وفريدريك أنجلز - أول من نقل طموح الجماهير الكادحة المضطهدة من حلم إلى علم إلى حقيقة واقعية لتحرير الإنسان من عبودية واستغلال وهمجية رأس المال , وبناء دولة العمال والفلاحين الفقراء وسائر المضطهدين تحت راية الإشتراكية الديمقراطية , كمرحلة إنتقالية وليست نهاية العالم .
وأول من اكتشف قوانين المادية الديالكتيكية وديالكتيك الطبيعة والمادية التاريخية في مكانها الصحيح , بعد أن شوّهته التيارات الطوباوية الخيالية في أوربا , وأول من أعاد إنسان ( هيغل ) الواقف على رأسه ليقف على رجليه .
وإذا كان الفلاسفة الذين سبقوا ماركس قد نجحوا نسبيا في معرفة العالم والواقع رغم كل دراستهم المكثفة في القرنين الثامن والتاسع عشر . لكنهم لم يكتشفوا قوانين تبديل العالم والواقع والقوى المؤهلة طبقيا واجتماعيا لهذا التبديل والطريق الثوري لتحقيق هذا الإنعطاف التاريخي الرئيس لتحرير الإنسان والمجتمع من إستغلال وعبودية رأس المال . ومعرفة قوانين تطور الطبيعة التي يعيش فيها الإنسان وهذا ما حققته الماركسية وصاغته في برامج عمل ثورية وتنظيمية , وحدّدت الطبقة الأكثر تطورا وتنظيما , وعبودية لقيادة الثورة وهي الطبقة العاملة الصناعية ( البروليتاريا ) المرتبطة بوسائل الإنتاج الصناعية الأكثر تطوّرا , التي لاتخسر في الثورة الطبقية للإستيلاء على السلطة سوى قيودها - تلك الثورة التي قال عنها ماركس (( إنها القابلة التي تولد من المجتمعات الرأسمالية المتعفنة مجتمعات جديدة متحرّرة)) .
إذا في الأساس الماركسية هي نظرية الطبقة العاملة الصناعية التي لايزال دورها الأساس حتى اليوم قائما في ثورات الشعوب التحررية رغم تكييف الرأسمالية الإمبريالية الأميركية الأخيرة , وتطور التكنولوجيا الهائل في العقود الثلاثة الأخيرة التي لم تستطع ولن تستطع إلغاء دور الإنسان في تقرير مصير الرأسمالية وحروبها الإستعمارية , ولم تعد الطبقة العاملة ودورها في قيادة المجتمع البشري شيئا من الماضي لتوضع في متحف التاريخ كما يزعم ليبراليو العولمة الجدد .

وليعذرني القارئ الكريم قبل الإجابة على أزمة الماركسية والتنظيمات التي حملت إسمها ورايتها _ المرور سريعا على تطورها المرتبط عضويا بالواقع المتطوّر والمختلف في التطبيق العملي وصولا إلى الماركسية في عصرنا وفي الوطن العربي خصوصا .
**
الماركسية قبل كل شئ معرفة الواقع وتطوره والعمل لتبديل هذا الواقع .. وهذا ما فعله ماركس ورفيقه أنكلز في حياتهما , كمثال
1 - بعد ثورة الفلاحين الفقراء في ألمانيا وفرنسا وغيرها خلال القرن التاسع عشر خصوصا ثورات 1830 - 1848-.
وقمعها بوحشية من قبل الرأسمالية القابضة على سلطة القمع والنهب . أدرك الرائدان إستحالة إنتصار الثورة بدون تحالف العمال والفلاحين وقيادة الطبقة العاملة , وأصدر أنكلز كتابه الشهير " حرب الفلاحين في فرنسا " كما كتب ماركس " دور الفلاحين في الثورة " و ( المسألة الفلاحية في ألمانيا وفرانسا ) .
- ب - بعد ثورة كومونة باريس التي قادتها الطبقة العاملة وحدها عام 1871 دون تحالف عمال المدن مع الفلاحين الفقراء في الريف , ودون الإستيلاء على السلطة كاملة بعد تحطيم جهاز الدولة , كما أكد ماركس وأنكلز على ضرورة تحالف الفلاحين الفقراء مع عمال الصناعة في المدن لإنتصار الثورة والإستيلاء على السلطة وتحطيم جهازها الرأسمالي , وإقامة سلطة العمال والفلاحين الممثلة للأكثرية الساحقة من الشعب مكانها كخادمة لها للتسلّط عليها . تمّ ذلك بعد فشل ثورة عمال باريس عام 1871 التي سميّت ( كومونة باريس ) التي وصفها ماركس "" الثورة التي كادت بطولاتها تعانق السماء "" وكتب رسالة إلى كوجلمان أثناء الثورة بالضبط في 12 نيسان 1871 قال فيها ( أؤكد أن الثورة في فرنسا ينبغي لها أولا تحطيم اّلة الدولة الرأسمالية البيروقراطية والعسكرية , لا نقلها من يد إلى أخرى كما حدث في الماضي ) .
: وفي عهدهما صنّفت قوانين الديالكتيك ضمن ثلاثة قوانين بإيجاز
1 - , قانون التبدّل من الكم إلى الكيف وبالعكس نتيجة طفرات ( ثورات في المادة والمجتمع .
2 - قانون وحدة الأضداد كما يلي : وحدة - نضال وصراع أضداد - إلى وحدة جديدة , أو وحدة - نقد - وحدة .
3 - قانون نفي النفي نتيجة صراع الأضداد في الطبيعة والمجتمع .
( إنها القوانين العامة للتطوّر في العالم الخارجي أو المجتمع أو الفكر البشري - أنكلز - ليودفيغ فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية ) . واعتبرت هذه القوانين رئيسية ومتساوية .

في عصر لينين : وضع قانون وحدة الاضداد في المرتبة الأولى : ( إن الديالكتيك بالمعنى الخاص للكلمة هو درس التناقضات في ماهية الأشياء ذاتها - الدفاتر الفلسفية ص 263 ) .
وميّز لينين بين التناقضات الثانوية بين صفوف الشعب وحلها بالحوار , والتناقضات الرئيسية مع العدو الطبقي والخارجي - كما حدد الشروط العلمية لقيام الثورة ( الطفرة في بلد واحد وهذا تطوير للثورة العالمية التي نادى بها ماركس . كما وضع مبدأ حق تقرير الشعوب والقوميات في تقرير مصيرها والحلول العلمية للمسألة القومية ...الخ , لكن وفاته المبكرة برصاص غدر حزب البوند الرجعي , لم يسمح له توضيح العلاقة بين وحدة الاضداد والقوانين الأخرى داخل المجتمع , لكنه حذّر من عودة الرأسمالية إلى السلطة لأن الصراع سيستمرّ طويلا داخل المجتمع الإشتراكي .

في عصر ستالين : أهمل ستالين قانون وحدة الأضداد رغم إخلاصه للماركسية اللينينية وبناء دولة إشتراكية صناعية متقدمة , معتبرا أن الصراع الطبقي - صراع الأضداد داخل المجتمع الإشتراكي قد انتهى , وإن الطبقة العاملة قد أنجزت مهمتها التاريخية بعد إنتصار قيادته على أعداء الداخل من فلول القيصرية والكولاك وأعداء الخارج من النازيين والتروتسكيين المتاّمرين معهم وحقق إنتصار البشرية كلها في الحرب العالمية الثانية .
هكذا أهمل مبدأ وحدة الأضداد وصراع الاضداد داخل هذه الوحدة الذي سيتواصل داخل المجتمع الإشتراكي كما حذّر لينين إلى جانب إلغاء الديمقراطية الإشتراكية لحساب المركزية . الأمر الذي ساعد المحرفين للنمو كالطحالب في قلب النظام السوفياتي واغتصاب السلطة بعد وفاته مباشرة بقيادة خروتشوف وخلفائه الذين حوّلوا النظام الإشتراكي إلى رأسمالية دولة تتواطأ وتقتسم مناطق النفوذ مع الإمبريالية بإسم (( التعايش السلمي )) .. وصولا إلى الإنهيار التام .

عهد ماوتسيتونغ : طوّر ماو فكرة لينين حول وحدة الأضداد وأوضح أن إتصال الأمور ونفي - النفي , لا يتم إلا وفق مبدأ وحدة الأضداد والتبدّل من الكمي إلى الكيفي نتيجة لهذا المبدأ نتيجة لنضال المتضادات وتطور للأمور من الاسفل إلى الاعلى وموت القديم وإحياء الجديد تبعا لمبدأ وحدة - نقد - وحدة أو وحدة أضداد أو نقد - فوحدة جديدة ... الخ كما سبق لأنكلز شرح هذا المبدأ : إن الطبيعة بأجمعها ... من حبّة الرمل إلى الشمس ومن ( البروتيست ) الخلية الحيّة البدائية إلى الإنسان هي في حركة دائمة من النشؤ والإضمحلال ... في حركة وتغير مستمرين أبديين - ديالكتيك الطبيعة - أنتي دوهرنغ )) .
كما حذر بأن الصراع بين الإشتراكية والرأسمالية لم يحسم داخل النظام الإشتراكي بعد وسيستمر طويلا ....
كما وضع قواعد الحرب الشعبية الطويلة الأمد التي أضحت دستور ثورات الشعوب في العالم , وحقق بقيادته الفذة والديمقراطية الشعبية إنتصار الثورة في قارة كالصين يشكل الفلاحون الأكثرية الساحقة من سكانه . كما اعتبر النضال القومي للشعوب في سبيل التحرّر وتقرير المصير هو في التحليل النهائي مسألة صراع طبقي مع المستعمرين والمحتلين ومضطهدي القوميات الأخرى من الشوفنيين أعداء الشعوب , ومنح جميع القوميات في الصين كامل حقوقها دون تمييز , وطوّر نداء ماركس العالمي كما يلي : ( يا عمال العالم ويا أيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا.....
كما أضافت ثورات الشعوب الأخرى للماركسية وأغنتها .. من فيتنام وجنوب شرقي اّسيا إلى الثورة الكردية بقيادة حزب العمال في تركيا .. إلى الجزائر إلى كوبا وأمريكا اللاتينية التي لايزال بعضها مستعرا على أبواب النصر حتى الاّن , و في نيبال وتركيا والبيرو وسريلانكا وغيرها رغم أنف الأمبراطورية الرأسمالية الاميركية وعولمتها المتوحشة التي زعمت أنها نهاية العالم .

إن الماركسية ليست قوالب شوكالاته توزّع على الشعوب , إنها أحجار الزاوية لنظرية التطوّر والمعرفة , ترتبط عضويا بتطور النشاط العملي والنضال القومي والطبقي , والحركة المستمرّة إلى ما لا نهاية .
إن الأفكار السديدة لا تهبط من السماء ولا هي فطرية في العقل . إنها نتاج الممارسة الإجتماعية الثورية والأخلاق الماركسية بأنواعها الثلاث - النضال الطبقي والقومي - النضال من أجل الإنتاج - والتجربة العلمية .
فأين موقع أدعياء الماركسية والإشتراكية وأحزابهم في الوطن العربي من كلّ ما تقدّم ...؟
وكيف فهموا الماركسية وطبّقوها .. وتاجروا بها طيلة عقود طويلة , ثم باعوها على عتبات أنظمة الإستبداد والعمالة , وجرّوا لشعوبهم الذلّ والهزائم والعبوديّة .
وهل شاخت الماركسية وماتت كما يدّعي دهاقنة الإمبريالية والصهيونية والفكر الكوسموبوليتي ( اللاوطني ) أم هم الذين شاخوا وسقطوا برصاص الرأسمالية والإستبداد المغلّف بالسكّر والسخام .. .., هذا ما سنتناوله في الفصل الثاني .

يتبع -

***************************
الماركسية وأفق البديل الإشتراكي العلمي.. - الفصل الثاني
جريس الهامس
2005 / 6 / 1
الماركسية اللينينية وأفكار ماوتسي تونغ وغيرها من الإجتهادات لتطوير الماركسية وإغنائها وفق واقع النضال الطبقي والقومي الديمقراطي لكل أمة دون الإنفصال عن النضال الأممي ضد النظام الرأسمالي العبودي الأمبريالي وتطويرها الدائم كمنهج علمي لتفسير الواقع والنضال الصادق لتبديله هو من صلب الماركسية ودور حاملي لواءها في العالم لذلك هي لاتمر في أزمة الجوهر وليست عاجزة عن تفسير الواقع الإمبراطوري الجديد للنظام الرأسمالي وإدراك تكيفه تحت ظل الهيمنة الأمريكية الحديثة التي انتقلت من التمركز الأفقي إلى التمركز الشاقولي بقيادة القطب الأوحد الأكثر همجية وهيمنة على العالم ومحاولة تحويله إلى سوق لتصريف بضائعه ومورد للمواد الخام وقوة العمل الرخيصة المنهوبة والمستوردة من شتى بلدان العالم ..بعد القضاء على استقلالها الإقتصادي والسياسي وثقافتها القومية باسم العولمة المتوحشة وإقتصاد السوق والثقافة الأمريكية ( الكوسموبوليتية ) المعادية للإنسان
وإذا انتقلت الرأسمالية غلآ نظامها الإمبراطوري الحديث الذي تلعب فيه الصهيونية العالمية دورا بارزا فيه .قدنقل سيطرة الرأسمال عبر شركاته العابرة القارات إلى بلدان العالم المختلفة , وحقق قفزات تكنولوجية مذهلة خفّضت من دور الطبقة العاملة في الإنتاج مع إستحالة إلغائه , لأن الإنسان وحده يقرّر مصير الإنتاج والحروب .

كما نقلت الرأسمالية الحديثة مئات المعامل من أوربا وأمريكا إلى بلدان العالم الثالث والصين بغية التهرّب من دفع الضرائب والضمان الإجتماعي الباهظة التكاليف , لجني أرباح مضاعفة على حساب أجور العمال الرخيصة والإعفاء من الضرائب في معظم هذه البلدان الامر الذي يزداد إنعكاسا على البطالة في أمريكا وأوربا وتوسيع الفوارق الطبقية الرهيبة بين أقل من 5 . % من حيتان الرأسمال العالمي والأكثرية الساحقة لشعوب العالم التي تنحدر أكثر فأكثر نحو الفقر والموت جوعا . إلى جانب ذلك استطاعت الإمبراطورية الحديثة تخدير الطبقة العاملة وسائر الفئات المسحوقة في بلدانها باستعمال جزء صغير من فائض القيمة ) - الهائل الذي تنهبه من أسواق العالم الثالث وثرواته المنهوبة وفي طليعتها النفط العربي - بمنح شعوب الدول الرأسمالية الأساسية مكاسب تخديرية صغيرة كالضمان الإجتماعي والصحّي وضمان البطالة , إلى جانب ضمان المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلّة على أشلاء الشعب العربي صاحب الأرض كأمثلة صارخة أمام عدسة أي مراقب منصف .

رغم هذه اللوحة القاتمة التي رسمتها الرأسمالية الحديثة المتوحّشة ورسّختها بقوة السلاح وحروبها الإستعمارية الحديثة نطرح الأسئلة التالية :؟
هل انتهى الصراع الطبقي في داخل هذا النظام ..؟ وهل عالمية الأمبريالية تستطيع إنهاء التناقض والصراع على نهب الشعوب بين الكتل الإستعمارية نفسها , وبينها وبين الشعوب المضطهدة المستعمرة الرازحة تحت نظام كولونيالي حديث أكثر إجراما من القديم ..؟
وهل يستطيع التقدم التقني إلغاء الصراع الطبقي ودور الطبقة العاملة في قيادة هذا الصراع حتى الثورة والنصر ..؟
الجواب لا وألف لا ..., وما النضال العالمي الذي برز بشكل فوري وعفوي ضد الدول الرأسمالية والعولمة وصندوق النقد الدولي ومؤتمراتها وشروط منظمة التجارة العالمية المجحفة , الذي بدأ من ( سياتل ) في قلب أمريكا إلا بداية الصراع الطبقي القادم لتحرير العالم من رجس واحتكار الرأسمال العالمي وأتباعه ومنهم الحكاّم العرب .
إلى جانب الكفاح المسلّح المستمّر في العديد من البلدان ضد الإحتلال والرأسمالية . لأن الإنسان وقضيته العادلة لا تستطيع أحدث الأسلحة إعادته إلى عهود الرق والعبودية .
لذا نستطيع القول إن الرأسمالية المتمدّدة سرطانيا في العالم تحمل موتها بأيديها . والماركسية اللينينية وأفكار ماوتسيتونغ ليست عاجزة عن تفسير هذا الواقع الجديد ووضع الحلول وأشكال النضال المتطورة لتبديله وتحرير البشرية من مخالبه .. وشروره .

لكن الأحزاب والتنظيمات السياسية التي حملت لواء الماركسية , هي التي تمرّ بأزمة نتيجة عوامل جوهرية سأمرّ عليها بإيجاز , رغم الحاجة الملحّة لدراسة شاملة في هذا الموضوع الاّني والهام في الوطن العربي
1 -
إن بنية قيادات هذه الأحزاب العربية على العموم قيادات بورجوازية إصلاحية غير ثورية غير مرتبطة عضويا بالطبقةالعاملة والفلاحين الفقراء وسائر الكادحين أصحاب المصلحة المباشرة بالثورة وبناء الإشتراكية العلمية الديمقراطية.. - رغم بدايات الحركة الشيوعية العربية في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي كانت طبقية نقية وثورية حقيقية . .. نذكر كمثال : تشكلت قيادة الحزب الشيوعي المصري عام 1920 من صفوف عمال مرفأ الإسكندرية بقيادة النقابي - فرح أنطون _ وعامل من لبنان كان يعمل في المرفأ هو البطل فوْاد الشمال وعمال المرفأ الاّخرين الذين قادوا نضالات رائعة ضد حكومة الملك والإقطاع والإحتلال البريطاني معا ح حتى عام 1924 حيث حققوا إضرابا شاملا أسرعت حكومة الوفد لإجهاضه بمساعدة قوات الإحتلال واعتقلت فرح أنطون وقيادته حيث استشهد في السجن بعد إضراب عن الطعام دام أربعين يوما ونفي فوْاد الشمالي إلى بلده لبنان ليوْسس فيه أول حزب شيوعي في المشرق العربي مع رفيقه يوسف يزبك وأعضاء من نادي سبارتاكوس في بيروت في نفس العام واشتركوا في الثورة السورية الكبرى عام 1925 رغم قلة عددهم . كما أسهم فوْاد بنقل الفكر إلى سورية لبناء الحزب الشيوعي السوري في خريف 1934 ثم اعتقلته قوات الإحتلال وإعتقلته في جزيرة إرواد ثلاث سنوات خرج بعدها مصابا بمرض السل ليتابع نضاله حتى النفس الأخير ..أما رفاق دمشق الموْسسين فكانوا العمال السادة : فوزي الزعيم - خريستو قسيس = أحمد الملا - ناصر حدة ...ثم انضم إليهم اليان ديراني ووصفي البني ..؟ ثم قيادة الشهداء فهد والشبيبي العمالية الثورية في العراق وممثلها قيادة الحزب في السودان ... لكن بعد هذه البداية الثورية تسلل المثقفون البورجوازيون ألى معظمهاوسيطروا على قياداتها في سورية ولبنان وطردت قيادة بكداش الموْسسين وكالت لهم شتى الإفتراءات والشتائم بعد عام 1930 في سورية ولبنان وحول بكداش الحزبين إلى مزرعة خاصة لزمرته . ومثل بكداش محمد حرمل - في تونس وعلي يعطة في المغرب الذين حوّلوا هذه الأحزاب إلى تابع لبورجوازية أقطارها من جهة وللإتحاد السوفياتي من جهة أخرى .. وهذا سقف نضالها دون أن تمثل الطبقة العاملة التي تحمل إسمها أو تفكر بالإستيلاء على السلطة لتحرير الشعب من الإقطاع والرأسمالية وقبلها من الإستعمار الأجنبي رغم أضاعة الكثير من الفرص السانحة لتحقيق ذلك خصوصا في سورية والعراق يوم كان الشارع الوطني كله مع الحزب .. بينما كان حزب البعث لايمثل سوى مجموعات صغيرة من المثقفين المعزولين عن الشعب ... لذلك أستطيع القول بأن هذه الأحزاب وفق ماركس ولينين وماو كانت تساوي صفرا ...( إن مهمة حزب الطبقة العاملة بمحالفة الفلاحين الفقراء الأولى الإستيلاء على السلطة وتحرير المجتمع كله من عبودية الرأسمال وتحطيم جهاز الدولة الرأسمالي الإستبدادي لانقله من يد إلى يد ..لبناء دولة العمال والفلاحين وسائر الكادحين الإشتراكية والديمقراطية دولة حقوق الإنسان والقانون الحقيقية وكل حزب
وكل حزب لايناضل لهذا الهدف يساوي صفرا ...)؟
2-
لم تعرف هذه الأحزاب الديمقراطية والقيادة الجماعية واحترام الرأي الاّخر في بنائها الداخلي بل سيطرت عليها عبادة الفرد والشخصنة خصوصا في هذا الزمن الأمريكي الصهيوني الرهيب . فكيف تستطيع هذه الأحزاب الديمقراطية للشعب . .. ولوفرضنا جدلا أن هذه الأحزاب استلمت السلطة بتركيبتها البورجوازية الإنتهازية والإصلاحية وفسادها الأخلاقي واحتقارها للاّخر ...لمارست نظام قمع وفساد وإرهاب وبيروقراطية لايختلف كثيرا عن الأنظمة العربية الحالية ...؟
3 -
التبعية العمياء للإتحاد السوفياتي في شتى مراحله ولم تميز قيادات هذه الأحزاب بين الأممية التي تقوم على الإحترام المتبادل وتبادل التجارب النضالية وبين التبعية العمياء .. التي جرت الويلات للأحزاب الشيوعية وعزلتها عن شعوبها .. فالقيادة الصينية والسوفياتية مثلا لاتعرف قضية فلسطين كما نفهمها نحن كغزو صهيوني عنصري اغتصب فلسطين وشرد شعبها وعليها بناء قراراتها كما يفهمها أصحاب القضية وليس العكس كما حصل في الماضي كانت مواقف الأحزاب الشيوعية العربية منسوخة عن الموقف السوفياتي الأمر الذي جرّ الويلات والعزلة لها حتى أطلقت عليها المقولة التالية : ( إذا غيّمت في موسكو يحمل البكداشيون المظلات في دمشق ) .؟
4-
جهل أو تجاهل هذه الأحزاب القضية القومية للشعب العربي وفي مقدمتها الوحدة الديمقراطية ووحدة الحركة الشيوعية وحقوقها المتساوية مع القوميات الأخرىفي الوطن الواحد ورفض أي تمييز عنصري ضدها كالقومية الكردية في المشرق العربي والأمازيغ في المغرب العربي وغيرها
5 -
معالجة هذه الأحزاب التحريفية الإصلاحية يسير في اتجاهين الاّن :؟
- اّ
إلقاء هذه الأحزاب راية النضال الوطني والطبقي على أعتاب الأنظمة الديكتاتورية العميلة للإحتلال الأمريكي المباشر وغير المباشرأنظمة الرأسمالية اللاوطنية ( الكومبرادورية ) والمافيات اللصوصية التابعة لها .. وأضحت هذه الأحزاب جزءا من اّلة الدولة القمعية أيضا كما هوحال الحزب البكداشي في سورية وحزب حرمل في تونس كمثال
ب -
أو التخلي عن الإسم والمنطلق المبدئي النظري وارتداء ثوب ليبرالي لايمت لليبرالية الطوباوية بصلة وقبعات مزركشة بإيديولوجيات أخرى كنوع من الحساء الخليط الذي لم تقبله معداتنا الفقيرة وفضلنا البقاء جياعا بانتظار الفرج
ج -
ولادة أحزاب ثورية جديدة ترفع راية الماركسية من الوحل مستفيدة من التجارب القديمة والحديثة .. لاْ ن التاريخ لن يعود إلى الوراء وهذا مابرز منذ عدة عقود في المغرب والجزائر وتونس واليوم يستكمل في إيران والعراق ولبنان وغيرها وكلها أحزاب شيوعية عمالية ومنظمات ماركسية قيد التوحيدإلى جانب أروماتالنضال الشيوعي الصامدة في السودان وريثة قيادة الشهداء ( محجوب - وقرنق - والشفيع ) الذين اغتالهم المجرم النميري بالتواطوْ مع قرينه القذّافي
نأمل ان تستدرك الاْحزاب الجديدة كل تجارب الماضي المرير وتسهم في تطبيق وتطوير الماركسية على الواقع الذي تعيشه وتحافظ على التزامها بخط الثورة حتى النصر
وفي الختام إذا كانت الماركسية نظرية الطبقة العاملة بمحالفة الفلاحين الفقراء فهي تاطريق الوحيد لتحرير الشعوب من القمع والإسغلال والإضطهاد الطبقي والقومي وتحرير البشرية من الحروب الإستعمارية والإحتلال والتمييز العنصري ..بل تحرير الإنسان من الجشع والأنا والزحف خلف المال والإستغلال والشر .. إنها إنتصار للعدالة والغيرية واحترام الرأي الاّخر وحقوق الإنسان في نظام الإشتراكية الديمقراطية والعلمية والعدالة الإجتماعية التي تعتبر الإنسان أثمن ما في الوجود



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على دعوة الأستاذ سلامة كيلة ورفاقه
- في الذكرى السابعة والخمسين .. لنكبة فلسطين
- عيدالأول من أيار ... بين الأمس واليوم _ إلى ملحق الأول من أي ...
- الراية البيضاء .......؟؟؟؟؟؟
- كلهم يطلب وصلاّ بليلى .. وليلى لاتريد سوى خدماّ وبوّابين
- صيدنايا... قصيدة لاتنتهي _ القسم الثالث والأخير
- لاتقلها .. ياعزيزي أبا رشا
- تحية إلى الشعب العربي الأحوازي المناضل في سبيل تحرره الوطني ...
- في ذكرى الجلاء أين أضحى استقلال سورية ولبنان
- دعوة .. لبناء جمعية وطنية ديمقراطية سورية في الخارج لوضع دست ...
- مسرحية ( كراكوز وعواظ ) سورية أمام البرلمان الأوربي
- صيدنايا... قصيدة لاتنتهي ...؟
- صيدنايا ... قصيدة لاتنتهي
- السجون والمعتقلات في سورية رقم قياسي عالمي -3 .. ؟
- السجون والمعتقلات في سورية رقم قياسي عالمي ..؟
- أيها القتلة واللصوص .. إرفعوا أيديكم عن لبنان .. كفى
- السجون والمعتقلات في سورية رقم قياسي عالمي ...؟
- مقدمة كتابي مملكة الإستبداد المقنن في سورية - القسم الثاني
- مقدمة كتابي الجديد : مملكة الإستبداد المقنن في سورية
- قمة بدون جبل .. ومهرج ديمقراطي جدا ...؟


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- الدين/الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا إرها ... / محمد الحنفي
- اليسار بين الأنقاض والإنقاذ - قراءة نقدية من أجل تجديد اليسا ... / محمد علي مقلد
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب / محمد الحنفي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - جريس الهامس - الماركسية وأفق البديل الإشتراكي العلمي