أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - من اليسارِ المتطرفِ إلى اليمين المتطرف














المزيد.....

من اليسارِ المتطرفِ إلى اليمين المتطرف


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 08:58
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في حراك الفئات الرأسمالية الصغيرة تذبذباتٌ واسعة من اليسار المتطرف إلى اليمن المتطرف، ومن الحلم السوفيتي إلى الكابوس الطائفي، ومن ثورة السلاح حتى الجثوم تحت العباءات الإقطاعية، إنها تتحرك عبر عبارات مجلجلة، فيها خيوط حقيقية وفيها غبار طبقي كثيف يعشي العيون عن السير في الدروب الدقيقة.
ولهذا ففي التحالف اليساري الديني عودةٌ أولى للوراء، وعدم صمود منهجية التحليل الموضوعي، والطفو على سطوح الجمهور المتخلف غير الواعي، مثلما يأتي الكاتب الريفي ليؤيد تداخل الأنواع الأدبية صارخاً مؤيداً الشكلانية تدفعه الشحناتُ العاطفية غير القادر على السيطرة عليها مثلما غير القادر على السيطرة على مادته الكتابية والواقع والتغلغل فيهما بدلاً من التوهان بين الأجناس الشعرية والنثرية.
في حضور الشكلانية حينذاك هزة فكرية وفنية لخلخلة مرحلة متجمدة للكتابة البحرينية، لكنها ليست كلها دقيقة، فالأنواعُ يجب أن تتشرب من الأرض وتطورها الاجتماعي الانساني وتداخلها عبر هذا التغلغل والدراية بالأدب والفن.
مثلما أن السياسة البحرينية في أواخر السبعينيات فقدت أدواتَها التحليلية وبدأت تطفو على نثار اجتماعي تسودُهُ فئاتٌ وسطى كثيرة باحثة عن المال السريع والشهرة، وكلما تقزمت تنطعت. الأدواتُ التحليلية القديمة تكلست ولم تعد قادرةً على فهم سير المجتمع. وتبقى شعارات متيبسة أكثر فأكثر وبدلاً من صناعة التطور للإمام تساهم في العودة للخلف.
اليسار المتطرف يعبر عن حالات مدنية مشوشة اجتماعياً، فيها فئات للسير المعتدل أو القفزة للسلاح، لكنْ كلاهما يلتقي مع نضوب القواعد والبحث، والتوحد يحدث بطريقة نضوب جماعية، فليس ثمة فكرٌ جديد. يعيش مثل هذا اليسار العاطفي على تفاقم غربة فيجد بعض العامة المشحونين بذات الطريقة القديمة فيقلص الاختلافات الموضوعية، ويبحث عن مشترك زائف، فيهدم النظريات وتواريخ الأديان والبنى.
مثلما أن الكاتب الريفي يريد هدم الأشكال المتكلسة وتفجير الأدب والفنون، وليس لديه صبرٌ للكتابة والدراسة، من هنا تزدهر فيه وفي غيره مقولاتُ الدين حيث القوى الميتافيزيقية قادرة على صناعة المعجزات، وتبقى منطقةٌ سريةٌ للأبطال الخارقين الذين يُمذهبون؛ يحتفظون من جهة بطابعهم المحافظ ومن جهة يحتفظون بطابعهم (الثوري)، وكما أن المراحل التاريخية يُطاح بها، فإن التشكيلات الموضوعية لا يُعترف بها، وفي سحرِ الشرق تتمازج الأرواح.
وفيما بطولاتُ الجماهير الشعبية في القارات التابعة المتخلفة تُجيرُ للرأسماليات الحكومية بعد عقود من التضحيات، فإن الإدارات السياسية والفكرية والثقافية تتذبذب بقوة نحو اليمين الجديد الغامض الصاعد حسب أسعار اللحظة والمواقع.
والتطورات المتراجعة تحدث حسب البُنى الاجتماعية للدول والمناطق، ففي منطقة الخليج والجزيرة العربية وإيران حدثت هزاتٌ أخرى بسبب ارتفاع أسعار النفط، فدارت رؤوسُ الفئات الوسطى والعمالية، ومعها التيارات السياسية، فتقزمت بعضها وتعملقت أخرى.
لم تستطع هذه المنطقة التي لم تكن فيها مقارباتٌ مهمة للفئات الوسطى والعمالية التحديثية الديمقراطية أن تكرس عقلانيةً سياسية وصعوداً متدرجاً في مسار التطور الاجتماعي السياسي.
إن صعود اليمين المتطرف بأشكاله المذهبية الطائفية يتم بسرعة تحت معاول الانهيارات في جدران التضحيات العمالية والشعبية، وحيث لم تكن أُطر ديمقراطية فإن الإدارات القوية تثبت نفسها وهي في فضاء الشموليات الباذخ أو في خلايا الفقر الصاعدة أو المترنحة من الضربات العاصفة.
ومن يمتلك جمهوراً متخلفاً ولديه المال والنفوذ يصعد، وهو يؤثث سيطراته على هذه المواد الأولية والبشرية المُباعة في الأسواق، ولهذا فإن اليمين المتطرف يملأ الحقبة؛ روسيا الثورية تبيعُ السلاحَ للفاشين القتلة، والمناهج السحرية واللاعقلانية والمنفعية تُبث في الفضاءات، والانتقال من اليسار المتطرف إلى اليمين المتطرف حيث ليست ثمة قواعدٌ للتفكير الموضوعي مؤسسة، ولا هيئات منتخبة تكدس خبرةً رقابية وملفات كبرى عن الشؤون والمشكلات الوطنية، وإذا ظهرت فجأة فروعٌ صغيرة في براري القحط السياسي فإنها تريدُ القفزةَ الكبرى نحو تحقيق الغموض السياسي مثلما هي كتابة الكاتب الريفي. تريد تحقيق كل شيء، ولا تأبه بالبلدان وحدودها والطوائف وتواريخها، والمراحل السياسية وكيفية عبورها والتضحيات الشعبية وكيف التقليل منها وعدم التلاعب بها مرة أخرى وأخرى.
ثمة خلطةٌ شعرية سريالية تُكتبُ بدم الشعوب، وإنجازاتها هي المشي للوراء بحكم السيور التي ربطتها بجملها من الكتب الصفراء، والمراحل القديمة المستعادة بقوة الجهل.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقابيةُ رأسماليةِ الدولةِ الوطنية
- بؤرةُ الوهمِ حديثاً
- الأزمةُ والعقلُ
- بؤرةُ الوهمِ قديماً
- سحرُ البيانِ
- القمة المضطربة لأمريكا
- مصطلحُ (الحرة) الاقتصادي الاجتماعي
- المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب(2-2)
- المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب (1-2)
- في التطورِ العربي العام
- ضد الانحدار المشترك
- في جدلِ المعارضة
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (2)
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (1-2)
- نقابيةٌ مستقبليةٌ
- تراكمُ الإرثِ النضالي
- الشباب والماضي
- السيرُ للوراء
- حين تتسعُ الرؤيةُ تتطورُ العبارةُ
- علاقاتُ الوعيين القومي والديني


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - من اليسارِ المتطرفِ إلى اليمين المتطرف