|
اين يكمن اللغز في قضية نمير العقابي
يوسف ألو
الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 02:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اين يكمن اللغز في قضية نمير العقابي عرضت قناة البغدادية يوم أمس لقاءا متلفزا مع من لقّب برامبو المنطقة الخضراء نمير العقابي وفي الحقيقة ما شاهدناه من خلال شاشة البغدادية لم يكن لقاءا روتينيا كما هو متعارف عليه في اللقاءات مع الشخصيات السياسية بل كان أشبه بتحقيق بوليسي او قضائي وما جلب أنتباهي هو الوضع المريح والهدوء التام والحالة النفسية التي كانت واضحة على ضيف البرنامج بالرغم من كل ما حصل ومن كل الأتهامات التي وجهت اليه من قبل رئيس الوزراء بشخصه ومن خلال شاشات التلفاز وهذا ما كان يؤكده انور الحمداني مقدم الحلقة حيث أكد له مرارا بأنه متهم وفق المادة 4 أرهاب حسب تصريحات المالكي بأعتباره القائد العام للقوات المسلحة ورئيس السلطة التنفيذية ألا أن الأخير أي العقابي لم يعر أية أهمية للموضوع وأستمر يسرد الأحداث بأرتياح تام وما لوحظ أن الضيف المتهم لم يوجه أي أنتقاد أو يكذب او يصدق ما قاله المالكي لابل أصر على أنه لايعرف المالكي جيدا ولم يلتقي به منذ فترة ليست بالقصيرة بالرغم من الصور الثبوتية التي قدمها الحمداني كدليل قاطع بالعلاقة الحميمة التي تربطه بالمالكي خاصة وأن أحدى الصور كان يقف بينه وبين المالكي شخص وكان مع المالكي في الصف الأول الذي عادة ما يخصص للرؤساء وكبار المسؤولين الحكوميين والحزبيين وهذا دليل قاطع على عدم مصداقية الأثنين معا رئيس الوزراء نوري المالكي الذي اتهم العقابي بالتحايل على القانون والأستيلاء على اموال الدولة وحيازته للأسلحة والسيارات الغير مجازة قانونا أضافة للعديد من كواتم الصوت التي تعتبر احدى المشاكل الكبرى التي يعاني منها شعبنا وخاصة من هم على لوائح التصفية الجسدية بتلك الكواتم ! والعقابي الذي بدا مدافعا عن المالكي وتضاهر بعدم معرفته او ان يكون احد المقربين له ثم أن المتهم من قبل المالكي كان خارج البلد أبان الفترة التي تمت فيها مداهمة شركته او شركاته كما اتضح من خلال اللقاء !! وانه اي العقابي عاد الى بغداد قادما من لندن في عيد الأضحى أي بعد عملية الأقتحام التي قادها نجل المالكي أحمد المكلف من قبل القضاء حسب زعم المالكي !!! وبعد تصريحات المالكي نفسه ومكث في بغداد يومين بعدها غادرها الى القاهرة ليجري اللقاء المتفق عليه مسبقا مع قناة البغدادية بأعترافه من خلال اللقاء ! . أذن اين يكمن لغز هذا الشخص المتهم من قبل رئيس السلطة التنفيذية والقائد العام للقوات المسلحة والذي يتولى رئاسة الجهات الأمنية والتي تخوله صلاحية القاء القبض على كل مشتبه به مهما كانت وظيفته ومهما كان موقعه في الدولة والحكومة خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمن وحياة الشعب والمال العام , فلماذا لم يلقى القبض على هذا الرجل لدى وصوله الى مطار بغداد او المطارات العراقية بشكل عام ولماذا سمح له بمغادرة البلد ثانية دون القاء القبض عليه ؟؟ . فيما يتعلق بالشخص المتهم تبين ومن خلال حديثه بأنه يرتبط بعلاقات وثيقة مع كبار قادة الجيش الأمريكي الذي كانوا متواجدين في العراق قبل الأنسحاب وهو الذي يؤمن لهم طعامهم الخاص الذي لايمكن لأي كان ان يعمل في هذا المجال سوى الشخص الموثوق به فوق العادة ! وما عرض من صور أثبت هذا الأمر بجلاء وكما يبدو للسامع بأن المتهم دخل العراق مع الجيش الأمريكي بالرغم من أنكاره لذلك وأدعاءه أنه دخل العراق بعد شهر من سقوط النظام والذي يدخل مع الجيش الأمريكي يكون محصنا من جميع النواحي خاصة وأنه انكر ان يكون قد دخل بصفة مترجم كما طرح عليه مقدم البرنامج وعليه فأنه قد دخل مع الجيش الأمريكي وفي جعبته العديد من المخططات المدروسة والمهيأ لها مسبقا كي تنفذ لحسابات وأجندات خاصة ومبهمة ليس للمالكي فقط بل لكل الساسة والقياديين الذين أثبتوا فشلهم في قيادة أغلب مفاصل الدولة والحكومة وفي مقدمتها قضية الأمن الذي افتقده العراقييون وأصبح حلما من الصعب تحقيقه ! ووجوده في المنطقة الخضراء وأمتلاكه لهذا الكم الهائل من الأسلحة والمعدات والعتاد والسيارات والأراضي والأموال في المنطقة الخضراء دليل قاطع على عدم قدرة المالكي ولا نجله ولا قادة العمليات العسكرية وكبار الضباط والسياسيين من المساس بهذا الشخص وممتلكاته التي بالتأكيد كانت تستغل وتستخدم لأيذاء الشعب العراقي وأرباك العملية السياسية المعقدة أصلا وبتوجيه خاص من اسياده الذي استقدموه معهم !. الآن وبعد أن انكشفت الحقيقة التي رفض المالكي البوح بها مباشرة وتمكنت البغدادية وانور الحمداني من كشفها للشعب العراقي ولكافة من هو في سدة الحكم والمسؤولية ماذا يقول المالكي بهذا الخصوص ثم هل ان هذا الشخص هو الوحيد الذي يمتلك مثل هذه الأمكانيات والحصانات التي يعمل بها داخل البلد وفي قلب الحكومة ويتصرف كما يحلو له امام مرأى ومسمع المالكي ومن حوله ؟ بالتأكيد هناك العديد ممن هم على شاكلة العقابي والذين لم يكشف النقاب عنهم بعد ولازالوا يمارسون أعمال النهب والسلب للمال العام أضافة الى الأستهتار بالأمن العام وأرباك الحكومة والدولة العراقية ليستمر الوضع على حاله ويستمر المجرمون بجرائمهم ! ليخرج المالكي على شاشات التلفاز مرة اخرى ويتكلم بنفس الجرأة التي تكلم بها قبل أنكشاف حقيقة رامبو المنطقة الخضراء ويقنع شعبه وحكومته بما جرى ويعطينا سببا مقنعا عن عدم القاء القبض على من كلف ابنه احمد بألقاء القبض عليه ولم يكن موجودا في حينها ولكنه وبعد ايام معدودة تحداهم وعاد الى بغداد مرفوع الرأس وغادرها بنفس الصيغة كما اعلنها من خلال اللقاء . بالتأكيد لايستطيع المالكي ولا من هو اعلى مرتبة منه ولاالقيادات الأمنية والمسؤولين الأمنيين والحكوميين من المساس بمن يمتلك حصانة قد لايمتلكها المالكي نفسه في العراق وهاهو المتهم يصول ويجول ويسافر كيف ما يحلو له دون تحريك ساكن من احد لابل من شاهده من على شاشة التلفاز يتأكد بأن هذا الرجل هو ذو صلاحيات عالية ومتميزة من قبل جهات كبرى لايمكن ابدا المساس بها مهما كان الجرم الذي أقترفه او يقترفه وهذا ما حصل !! أذن فليكف المالكي عن تصريحاته الرنانة ويعلن فشله الذريع امام شعبه وحكومته وهذا ليس عيبا ويفسح المجال لمن هو أجدر بالمهمة الصعبة عليه وقد يكون هذا خيرا له ولشعبه الذي ذاق الأمرين منذ سقوط النظام البعثي ولحد اليوم والتي كانت امتدادا لمعاناته منذ عشرات السنين لابل منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى يومنا هذا ولتسكت ابواق المهرجين الذين يتظاهرون بالسيطرة على مفاصل الدولة والحكم وليكتفي السراق بما جمعوه من المال السحت المنهوب من قوت شعبنا المعذب كي يتمكن شعبنا من تضميد جراحه واعادة ثقته بنفسه تلك الثقة التي سلبها منه نفر ضئيل ممن سولت لهم أنفسهم العبث بحرية وكرامة ورفاهية شعبنا وبأعتقادي هذا الأمر سيتحقق لو أدرك شعبنا مدى الخطر الذي يداهمه ويقترب منه ليقتل وينهي آخر أمل لشعبنا لأستعادة حريته وكرامته وعيشه الرغيد ومكانته التاريخية بين شعوب العالم وأن الفرصة الآن سانحة بالكامل لشعبنا كي يتحمل مسؤوليته التاريخية والكرة في ملعب شعبنا كي يحولها ثورة بيضاء تنهي حقبة تاريخية مظلمة وسوداء في تاريخ العراق الحديث وهذا سوف يتحقق بالتأكيد من خلال صناديق الأقتراع التي ستفتح على مصراعيها لأستقبال الحرية والديمقراطية الحقيقية التي سوف يصنعها شعبنا بنفسه . يوســف ألــو 28/10/2013
#يوسف_ألو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة أخرى الى السيد رئيس الوزراء !!
-
كيف يجب ان تتعامل أمريكا مع الأرهاب المنظم ؟
-
أن كان كلام المالكي صحيحا ... فيا لمصائب شعبنا
-
يا شعب العراق لتكن انتفاضتك وطنية شاملة كما فعلها شعب مصر ال
...
-
الصحافة والأعلام ودورها في الأزمات العراقية
-
هل خرجت المظاهرات عن هدفها وعن الخط الوطني ؟
-
من خلال المظاهرات والأحتجاجات ... هل أتضحت الصورة للمالكي ؟؟
-
لتكن أحتجاجات شعبنا عراقية وليس طائفية وبعثية
-
يا شعب العراق كرامة شخص أم كرامتكم ؟؟
-
ذكرى عاشوراء وحقوق الأنسان
-
عيد الشكر في أمريكا ومعانيه النسانية
-
عودة لتحريف الحقائق ومسلسل آخر الملوك
-
الأعرجي واللائات الأربع !!!
-
تعقيبا على تصريح السيد عزيز المياحي بمنح تقاعد لأصحاب الخدمة
...
-
في العراق ظواهر غريبة سببها التخلف والعشائرية واهمال الدولة
-
حاربوا العشائرية لأنها تنخر جسد الفقراء !!
-
نعم الفيلم مسيء لكن من الرابح ومن الخاسر ؟
-
هل ستعيد امريكا والغرب النظر في سياستهما المغلوطة ؟؟
-
الشرقية كعادتها تمجد القتلة والمجرمين
-
ناجي عطا الله السارق ام الفاضح للمستور !
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|