|
الماركسية بين النظرية والتطبيق
نبيل محمود والى
الحوار المتمدن-العدد: 1215 - 2005 / 6 / 1 - 07:14
المحور:
ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي
حركة التاريخ متغيرة متجددة ومتطورة وفقا للظروف والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية وليست بالجامدة الثابته من الممكن تعليبها فى قوالب وأطر محدودة الشكل والمضامين ولذلك السبب تحديدا فإن كافة الأيدولوجيات المعروفة مضافا اليها الفكر الإسلامى أيضا إذا نظرنا اليه كأيدولوجية مادية قد فشلوا جميعا فشلا ذريعا فى حل المشاكل القائمة بكافة جوانبها الإجتماعية الإقتصادية والسياسية وتبخرت فى الهواء كل النظريات دون أن تحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع وتكمن المشكله الرئيسية والعيب الجوهرى فى التطبيق العملى لأفكار وأراء وأطروحات المنظرين ولم يكن يوما فى الفكر ذاته ومن العسير بل من المستحيل الفصل بين النظرية والتطبيق وهنا بيت القصيد .
ولايستطيع منصف أن ينكر اطروحات وأفكار وأليات الماركسية كمنهج علمى متكامل فى تحليل الظواهر الاجتماعية ومعرفة القوانين الاقتصادية وإيجاد الحلول العملية الناجعة للمشاكل الأنية فقط ولكن يعيب الماركسية أنها لظروف معينة فى لحظة تاريخية خاصة أسست فكرها اعتمادا على مصالح فئة وطبقة محددة من شرائح المجتمع ومن المعلوم بالضرورة أن الفكر الماركسى لم ينشأ وليد بين يوم وليلة بل من خلال تجارب ومعارك وصراعات وشد وجذب استمرت طويلا وجاءت الأجيال الحديثه نوعا ما لتقطف ثمار وجهود تلك الخبرات وهذا هو الفارق الأساسى بين الماركسى والليبرالى فالأول وصل الى قناعاتة نتيجة جهود مضنية والأخير مولود بالفطره .
وإذا انتقلنا الى خريطة العالم وبعد سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على رئاسة مجلس ادارة العالم لقرن قادم من الزمان على أقل تقدير والإنحسار الواضح لتطبيق الفكرالماركسى بعد سقوط الإتحاد السوفيتى وتفكك المعسكر الإشتراكى الى دول ذات سيادة انضمت لحلف الأطلنطى فإننا نلاحظ أن الماركسية كنهج علمى بدأت فى تقديم التنازلات والأخذ بالنهج الليبرالى نوعا ما فى مواقف عديدة فى مواجهة القوى الرأسمالية مما يبعدها قليلا عن كل مانظر له كارل ماركس وان كان ذلك لايعيب النهج العلمى للماركسية فى حد ذاته ولكنه التطبيق . أما فى المنطقة العربية فكل الأيدولوجيات التى تبناها البعض هى مستوردة من الخارج ولم تصلح واحدة بما فيها الماركسية للتطبيق حتى الشريعة الإسلامية غير صالحة للتطبيق إما لإفتقارها للمنهج العلمى لحل المشاكل أو لتعدد الأراء والإختلافات والإجتهادات بين علماء المسلمين مما يجعل من العسير تحديد موقع الإسلام الصحيح أو للقدوة السيئة لبعض رجال الحكم والدين معا ونظرا لإرتفاع نسبة الأمية فى الأمة العربية وعدم مرور قطار الثورة الصناعية الكبرى عبر أراضيها وإزديادأعداد العاطلين عن العمل ووفرة البطالة واستحواز نسبة ال 5% تقريبا فى كل دولة عربيةعلى خيرات الأمة حيث أصبح الفقر أزمة قومية فإن الفكر الماركسى قد يجد لنفسه موقعا أفضل وفقا للمعطيات التالية : • إعادة هيكلة الفكر الماركسى ذاته بنظرة واقعية تستشرف المستقبل ومراعاة حركة التاريخ والبعد عن القوالب الجامدة التى خلفها الزمن من خلفه. • اعادة ترتيب الأوراق فى التطبيقات العملية الماركسية بحيث تميل الى الأخذ بالليبرالية الحديثة التى تنفتح على الجميع بما يحقق مصالح الكل . • لأن منطقة الشرق الأوسط والعالم العربى خصوصا منطقة حساسة للغاية فى نظرتها للدين بخلاف باقى دول العالم لهبوط الرسالات السماوية الثلاثة بها والمتوارث لدى البسطاء من العامة وهم الغالبية العظمى عن الفكر الماركسى أنه شيوعى ملحد وتلك النظرة تؤئر كثيرا فى انتشار قوى اليسار فى المنطقة ولذا يجب على القائمين على الفكر الماركسى إيجاد حل ناجع لتلك المعادلة . • أعتقد أنه بعد أن غاب الفكر والتأثير الماركسى وقوى اليسار عن الساحة العربية فى فترة ما برزت القوى المتأسلمة بكل شرورها وتمثل حاليا تيارا جارفا لأنها استطاعت بتطبيقات عملية محددة أن تجذب الغالبية من البشر مثال فتح عيادات طبية لعلاج الفقراء مجانا واقامة موائد الرحمن مجانا والمشاركة فى النكبات الطبيعية بتقديم المنعونات ...الخ ويستطيع المنهج الماركسى أن ينظر الى تلك الأمثلة ويضعها عين الإعتبار . • التيار الليبرالى فى المنطقة العربية لايزال ضعيفا للغاية مفكك وغير مؤثر أو منظم وليس له إطار فكرى محدد سوى الحرية والديمقراطية ومن هنا يستمد قوته والتى جاءت بعد تغير ميزان القوى العالمى وسيظل هذا التيار ضعيفا بالمقارنة مع التيار الماركسى اليسارى المحدد القوالب والتيار الإسلامى الذى يجيد اللعب على كل وكافة الحبال بإسم الرب بصفتهما أكبر قوتين مؤثرتين فى العالم العربى ويجب على الماركسية أن تعد نفسها من الأن فى مواجهة مع التيار الإسلامى لجذب البساط بمن عليه اليها مما يقتضى البحث والتنقيب والتفتيش عن أقرب الطرق وأيسرها سبيلا للوصول الى الكل بسهولة ويسر وأرض المواجهة الحقيقية العراق وهل من الممكن تأسيس قناة فضائية يسارية فى العراق كمنبر حر لكل العراقيين .
#نبيل_محمود_والى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسكوت عنه فى الصحراء العربية 4
-
الطيور المهاجرة فى عهد مبارك
-
حتى لاننسى مهرجانات مايو للطبل والزمر
-
الفيلد مارشال وأوراق مصرية
-
! مين إللى عليه الدور فى الخلع
-
اللعب على كل الحبال
-
المسكوت عنه فى الصحراء العربية3
-
!!! أكذوبة القرن
-
يامبارك دوس دوس ... احنا وراك من غير فلوس ؟
-
مدينة الموتى وقبور الفوارق الطبقية
-
العسكر فى الجمهوريات العربية
-
!!! الإمتناع سلبا أم إيجابا
-
العمل المشترك من أجل العراق
-
المسكوت عنه فى الصحراء العربية-2
-
القنابل البشرية
-
المسكوت عنه فى الصحراء العربيه-1
-
المقايضة
-
هتك الأسرار وتحطيم الأصنام
-
تقليم الأظافر
-
الفقر المائى
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
الدين/الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا إرها
...
/ محمد الحنفي
-
اليسار بين الأنقاض والإنقاذ - قراءة نقدية من أجل تجديد اليسا
...
/ محمد علي مقلد
-
الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|